الثلاثاء، 27 فبراير 2024

نقض دعاوى الباحثين معرفة أعمار الآثار

الطريقة الأولى: فحص عناصر الكربون المشع.

وهذه الطريقة تصلح لحساب أعمار المستحاثات فقط.

حيث يعتقد الباحثون أن الكربون المشع يتواجد في الجو بنسب ثابتة، وهي تدخل النبات عن طريق الهواء الذي يتنفسه، وتدخل جسم الكائن الحي عن طريق التنفس وتناول النباتات أو كائنات حية أخرى.

فإذا هلك الحيوان، تبدأ عناصر الكربون المشع في التحول إلى نيتروجين، ويزعمون أن نصف كمية الكربون المشع في الكائن الحي، تتحول إلى نيتروجين بعد خمس آلاف سنة، وكل خمسة آلاف سنة تقل نصف الكمية الباقية.

ويزعمون ان هذه الطريقة في حساب عمر المستحاثة، صالحة إلى حدود خمسين ألف سنة، بسبب أن عناصر الكربون المشع في المستحاثة تكون قليلة جداً، بحيث لا يمكنهم قياس عمر المستحاثة بها، ولذلك يحتاجون إلى طريقة أخرى.

الطريقة الثانية: لا يتم فحص المستحاثة نفسها أو الأحفورة، بل يتم فحص الحجارة الموجودة بجانبها، والتي يظنون أنها تكونت بجانب الأحفورة! والحقيقة أنهم يأخذون كومة من التربة المتماسكة، بحيث يحسبون كمية اليورانيوم الموجودة في هذه الصخرة، غذ يظن الباحثون ان اليورانيوم في الصخور يتحول مع الزمن إلى رصاص، وبنفس المقدار والزمن الذي يتحول فيه الكربون المشع إلى نيتروجين.

الطريقة الثالثة: وتصلح فقط للمستحاثات، بحيث يظن الباحثون، أن عظام الكائن الحي، قادرة على حبس أشعة الشمس، وعدم إخراجها، وأنه من خلال كمية الأشعة الموجودة في عظام الكائن الحي، يستطيعون معرفة عمره، ولكن لكي يصلوا إلى كميّة هذه الأشعة، يقومون بتسخين العظم، حيث يزعمون أن تسخين العظم، يقوم بتحرير الأشعة المحبوسة بداخله، وبالتالي يستطيعون قياس كميّتها.

الطريقة الرابعة: من خلال فحص المجال المغناطيسي للأحجار البركانية، لأنها تحتوي على الحديد ومعادن تشكل المجال المغناطيسي لهذا الحجر، فالمجال المغناطيسي للأرض، يتحرك من الشمال إلى الجنوب، فيعتقدون أن الحجر البركاني، يتجه باتجاه المجال المغناطيسي الذي كانت عليه الأرض لحظة وقوعة في مكانه بعد انفجار البركان، فيقيسون مجاله المغناطيسي، من خلال تحديدهم متى كان المجال المغناطيسي للأرض بهذا الاتجاه، الذي اتجه إليه الحجر البركاني.

الطريقة الخامسة: عن طريق تحول الأحماض الأمينية، حيث يعتقد الباحثون، أن الأحماض الأمينية تتحول عبر الزمن من تركيبة إلى أخرى، ويعتقد الباحثون أن الأحماض الأمينية تحتاج مائة ألف سنة ليتحول نصفها من تركيبة إلى أخرى، وكل مائة ألف سنة، تتحول نصف الكمية المتبقية إلى التركيبة الأخرى، ويزعمون أنهم من خلال ذلك، يستطيعون التوصل على معرفة عمر الكائن الحي.

هل رأيتم كل هذه الطريق، إنها طرق ظنيّة، وهم أنفسهم، أي: من وضع هذه الطرق لقياس أعمار المستحاثات والأحافير، لا يعلم في الحقيقة عما إذا كانت نتائج هذه الفحوصات صحيحة أم خاطئة، إنما هو رجم بالغيب.

فلو جئنا إلى ما يدعونه من تحول نصف كمية الكربون المشع إلى نيتروجين كل خمسة الاف سنة، فإنه حتى يتاكد من صحة هذه النتائج، يحتاج إلى أن يفحص كمية عناصر الكربون المشع فور وفاة الكائن الحي، ثم ينتظر خمسة ألاف سنة، ليعيد فحص جثّة الكائن الحي، أو ما تبقى منها، ليتأكد من ان نصف الكميّة قد تحولت على نيتروجين، ويحتاج ايضاً أن ينتظر خمسة ألاف سنة أخرى، ليتأكد من أن نصف الكمية المتبقية تحول أيضاً إلى نيتروجين، ليتأكد من ثبات نسبة فقد جثة الكائن الحي للكربون المشع في هذه المدة، وإن لم يستطع الباحثون ذلك، فيبقى كل ما يدعونه مجرد كلام لا دليل عليه ولا إثبات، إنما هو الرجم بالغيب.

وكذلك الأمر بالنسبة لفحص كمية اليورانيوم في الحجارة التي يزعمون أنها تكونت بجانب المستحاثة، أو الأحفورة، وفحص تحول الأحماض الأمينية، يحتاجون للتأكد من صحة تقديراتهم، إلى أن يبقى كل هذه السنين الطوال، ليتأكدوا من صحة ظنونهم، وهذا مستحيل، إذا يبقى كل ما يدعونه، إنما هو رجم بالغيب.

وأما فحص المجال المغناطيسي للأحجار البركانية، فأيضاً هذا مجرد ظن منهم، لأننا نرى الأحجار البركانية، تقع بشكل عشوائي، وباتجاهات مختلفة، ولا تراعي في وقوعها اتجاه المجال المغناطيسي للأرض، ولكنهم إذا عثروا على حجر بركاني، بدأ يخمنون اتجاه الحجر البركاني بناء على شكله، فإذا كان طوله اكثر من عرضه، كان هذا ما يأملونه، فينظرون إلى الناحية العليا التي يشير إليها الحجر، ويفترضون أن هذا هو جهة المجال المغناطيسي للأرض، عندما سقط الحجر البركاني!

واما ادعائهم أن العظم يكتسب الأشعة الشمسية ولا يحررها، فلا أدري حقيقة أي عظم هذا الذي لا يزال يشحن جرمه بالأشعة دون توقف، ودون أن يمتلئ هذا العظم بالأشعة ويصبح من المستحيل أن يكتسب المزيد منها! فلو جئنا بغناء ماء، وأخذنا بملئه بالماء، فإن الإناء سوف يكون له حد يمتلئ فيه، ثم يبدا في سكب ما يضاف غليه من الماء خارجه، لذلك كان من المفترض أن العظم يكتسب الأشعة إلى حد معين ثم يبدأ في سكب ما يضاف إليه من أشعة، وزيادة على ذلك، هم مطالبون أن يفحصوا العظم فور اكتسابه أول كمية من الأشعة بعد وفاة الكائن الحي، ثم البقاء آلاف السنين ليتأكدوا من الكميّة المضافة، ثم آلاف السنين، ليتأكدوا أن العظم لا يزال يكتسب الأشعة بنفس المقدار، ثم آلاف السنين، ليتأكدوا أكثر، وهذا ما لا قدرة لهم عليه.

لقد أجرى الباحثون قديماً بحثاً حول صلاحية فحص عناصر الكربون المشع على صدفة حيّة، أي: أنها لا تزال على قيد الحياة، وقد كانت النتائج مخيّبة للآمال، حيث أظهرت الفحوصات أن عمر هذه الصدفة، يبلغ عشرة آلاف سنة، وقد أظهرت إحدى الدوريات في ذلبك الوقت، رسماً كريكاتريا لصدفة حية والباحثون يحيطون بها، وهي تقول: لا أزال حيّة.

وبالتالي: كيف يمكن الوثوق بنتائج هذه الفحوصات، لأعمار المستحاثات والأحافير؟

ويتوجب عليّ هنا، أن أرد على بعض الشبهات التي أطلقها بعض المتعصبين، من المؤمنين بكل ما يدلي به الباحثون الخنفشاريون من معلومات، وغن لم يكلف نفسه عناء التأكد من صحتها!

فقد وجدت أحدهم، يزعم أن هذه الطرق في فحص أعمار المستحاثات والأحافير، طرق صحيحة، ويدلّل على ذلك، بأنه طبقات الأرض تحاكي عمر الأرض، فكل طبقة تشكل فترة زمنية معيّنة، بحيث الطبقة العليا من الأرض تعبر عن الزمن الحالي، والتي بعدها على الزمن الذي بعده، دون تحديد بيّن لاعمار هذه الطبقات، والمهم، أنه يدعي، أنه لم يسبق ان عثر العلماء على مستحاثة أو أحفورة، في طبقة، عليا، ويكون عمرها أكبر من عمر مستحاثة أو أحفورة في طبقة سفلا، بل دائما – حسب زعمه – تكون المستحاثات والأحافير المعثور عليها في طبقات عليا، اصغر سناً من مستحاثات وأحافير في طبقات سفلا.

وهذا غير صحيح، فقد عثر على مستحاثات أو أحافير على سطح الأرض، وعمرها يصل إلى ملايين السنين.

وكذلك زعم هذا المتعصب، ان العلماء عندما يريدون فحص عمر عينة، يقومون بتطبيق جميع الطرق الخمس السالفة الذكر، وتكون جميع النتائج صحيحة.

وهذا ايضاً كذب، فالعلماء لا يجرون سوى طريقة واحدة فقط، ويكتفون بها، كما أنه لا يمكنهم تطبيق جميع الطرق دفعة واحدة، لعدم توفر جميع الطرق دفعة واحدة، ومثال ذلك: مستحاثة أردي "المزعومة" حيث لم يستخدم سوى طريقة واحدة لمعرفة عمر هذه المستحاثة، وهي فحص اليورانيوم، في كسر الرمل المتماسكة بجوار بعض العظام المكتشفة لآردي المزعومة.

وهذا المتعصب، إما أن يكون مغرراً به، أو أنه يكذب عن عمد لينتصر لهواه وما تشتهيه نفسه، والله أعلم بالسرائر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق