الجمعة، 8 نوفمبر 2024

فرضيّة الصفائح التكتونيَّة

الزلازل والبراكين، ظواهر غير طبيعيّة تحدث في الأرض.

وعندما أقول: بأن الزلازل والبراكين ظاهرة غير طبيعية، فلأنها ظاهرة دخيلة على الأرض، التي كان يجب أن تكون مستقِرَّة، لتستمر الحياة على ظهرها.

ولكن علماء الأرض، صنّفوها على أنها ظاهرة طبيعية، كونها تحدث بكثرة، وكونها تحدث بكثرة، لن يغيّر من حقيقة كونها ظاهرة غير طبيعية، شيئا!

وقد اجتهد علماء الغرب - وأكثرهم مادّيون - في محاولة تفسير هذه الظاهرة بتفاسير مادّيَّة.

وهنا عنّ لبعض مفكّريهم، أن هناك احتكاك يحدث بين طبقات الأرض، تحدث هذه الزلازل والبراكين.

ولكي يدعم فرضيته بتجربة عمليَّة، جاء بقطعتين خشبيّتين، وقام بحكّ بعضها ببعض، وهنا، صدرت ترددات من القطعتين الخشبيّتين، شبيهة بالزلازل الأرضيَّة، ليقوموا بعدها بالإعلان عن اكتشاف، كيفية تحدث الزلازل.

ومن هنا جاءت فرضيَّة أن الأرض عبارة عن صفائح، اطلقوا عليها الصفائح التكتونيَّة، وأن الزلازل الأرضيَّة، تحدث بفعل تحرك هذه الصفائح عن أماكنها، واحتكاكها ببعضها البعض!

وأن البراكين، تحدث بسبب ما تتسبب به هذه الصفائح أثناء تحركها من فراغات، تسمح للصهارة التي يفترضون وجودها في باطن الأرض، بالاندفاع بفعل الضغط، والخروج من خلال القشرة الأرضيَّة.

فبسبب تجربة عملية، توهموا وجدود شيء، لا يمكنهم في الحقيقة التثبّت من وجوده، وإنما هو ظن لا أكثر.

ثم ادعوا أن شكل الأرض يتغيّر بسبب هذه الزلازل، وأنه بفعل هذه الزلازل، تفرّقت قارات العالم، بعد أن كانت بزعمهم قارة واحدة! 

وأما البراكين، فيقتصر تسببها في تغيير شكل الأرض، في تشكيل الجبال والجزر.

ولكن، هل كان هذا التعليل صحيحاً!

كما نعلم، فإنه بناء على ادعائهم، فيلزم أن الزلازل، تُحدث تغيّراً في شكل الأرض، وبحسب قوّة الزلزال، يكون مقدار التغيُّر.

فإن كان الزلزال قوياً، فالتغير في شكل الأرض سوف يكون قويّاً، وإن كان ضعيفاً فالتغيّر سوف يكون ضعيفاً.

ولكن الملاحظ، أن الأرض لا تتغيّر في جميع الأحوال، فليس هناك تقدّم أو تأخر.

كل ما يفعله الزلزال، هو أنه يقوم بهزّ الأرض، وإن أحدث تغيُّراً، فقد يتسبب في انشقاق جزء من الأرض فقط، وهو انشقاق بسيط، لا يؤثر على شكل الأرض، أو أبعادها، وعادة ما يطمر بفعل العوامل الطبيعية بالأتربة والماء، حتى يتم إغلاقه مجدداً.

إن الشق الذي يحدثه الزلزال على الأرض، هو أشبه بجرح يحدث في جلد الإنسان، فتقوم الخلايا بعملية تلحيم له، حتى يُغلق تماماً، ولكن هذا الجرح، لا يغير من شكل الجلد أو أبعاده.

فلو كانت الأرض عبارة عن صفائح تكتونية، وأن الزلازل تقع بسبب تحرك هذه الصفائح، لكان يجب أن يحدث تغير في أبعاد الأرض، بحيث يتقدم بعضها على بعض، وهذا ما لا يقع في الواقع.

ولكن حتّى يرقّعوا هذه الفرضيَّة، لجئوا إلى حيلتهم المعتادة في الترقيع، و هو أن هذا التغيّر، لا يحدث إلّا بعد ملايين السنين! فمن أين لنا أن نعيش ملايين السنين حتى نتأكد من صِحَّة قولهم؟!

مع أن الأدلة الرصدية تنفي هذا الادعاء، فالزلازل، تحدث عشرات المرات في السنة، وبعضها يكون قوياً جدّاً، فلا يعقل أن نقول، أنه مع هذا الكم الهائل من الزلازل عبر عقود من الزمان، لا يكون هناك تغيُّرٌ في طبوغرافية الأرض!

وهكذا يجعلونك تعيش في وهمٍ لا يمكنك التثبّت من صحته، على أمل أن ما يقولونه قد يكون صحيحا!

وأما الزلازل، ففي الحقيقة، لا يُعلم سبب حدوثها، ولكن، ما من شكٍّ أن هذه الزلازل، تقع عقوبة من الله تعالى على خلقه، إذا تمادوا في الباطل، وهذه حقيقة مفروغ منها دينيّاً.

الخميس، 7 نوفمبر 2024

دوائر الأفلاك البطلمية أم دوائر مركز الكتلة الكوبرنيكية

عندما اقترح بطليموس أن للأفلاك دوائراً أطلق عليها اسم: دوائر الأفلاك، وذلك لتفسير ظاهرة الحركة التراجعية للكواكب الخمسة: الزهرة وعطارد والمريخ والمشتري وزحل. لم يلقى هذا الاقتراح قبولاً عند علماء الفضاء والفلك المتأخرون، التابعين للمدرسة الكوبرنيكية، واعتبروا ذلك تفسيرا تكلُّفيّاً لظاهرة الحركة التراجعية للكواكب الخمسة.

ولكن الأرصاد، كانت لهم بالمرصاد، لأن أرصادهم أثبتت أن الكواكب الثلاثة: المريخ والمشتري وزحل، لها دوائر أفلاك تدور حولها، ليس الكواكب الثلاثة وحسب، بل حتى الشمس، بل والأرض أيضاً!

وقد اطلقوا عليها: الدوران حول مركز الكتلة.

ونحن نوافقهم أن لهذه الأجرام دوائر أفلاك تدور حولها، كما قرَّره بطليموس، وربما أيضاً للشمس، ولكن نظراً لقرب الشمس منا، فنحن لا ندرك هذه الحركة، بالدقة التي ندرك بها دوائر الأفلاك للكواكب الثلاثة الباقية، ولعل لهذه الحركة، علاقة بظاهرة الأنالما الشمسية.

ولكننا نخالفهم في كون الأرض كذلك تدور حول مركز الكتلة، أي: أن الأرض ليس لها دائرة أفلاك كباقي الكواكب، ولكنهم اضطروا للقول بذلك، لأنهم أرادوا وضع تفسير لهذه الظاهرة، التي تجري للشمس، فادعوا أن الشمس تدور حول مركز الكتلة، بفعل الجاذبية المزعومة، التي تربطها بسائر الكواكب، وهنا قالوا: إذا كان الأمر كذلك، فيجب أيضاً أن الأرض يحدث لها نفس الشيء، وهنا افترضوا أن للأرض دائرة أفلاك أيضاً، بل زعموا أن القمر عندما يدور حول الأرض، فهو لا يدور حول الأرض، بل يدور حول مركز كتلته، لأنهم لم يكتشفوا له حركة حو لمركز كتلة خاصّ به، فادعوا ذلك، لتطَّرد فرضيتهم على سائر الأجرام السماوية، وبناء على ذلك، فإن الزهرة وعطارد، عندما يدوران حول الشمس، فهما أيضاً، إنما يدوران حول مركز كتلتيهما، وليس حول الشمس حقيقة!

وكذلك نختلف مع بطليموس عندما وضع دائرة أفلاك للزهرة وعطارد، والصواب: أن الزهرة وعطارد مجرد أقمار تابعة للشمس، وبالتالي هي تدور حوله، وليس في دائرة أفلاك تخصّها.

وفي النهاية نعلم، أن افتراض بطليموس، في وجود دوائر أفلاك للكواكب السيّارة الثلاثة: المريخ والمشتري وزحل، كان افتراضاً صائباً، ومقبولاً.