السبت، 17 فبراير 2024

نقد حساب الفلكيين لبعد وحجم الشمس

وكما حاول الفلكيون معرفة بعد وحجم القمر، فقد حاولوا أيضاً معرفة بعد وحجم الشمس، وكان لأرسطرخس الساموسي، قصب السبق في ذلك.

فالساموسي حسب بعد الشمس عن طريق حساب المثلثات بالنسبة للقمر، بناء على حساباته التي أجراها على حجم وبعد القمر، وهي حسابات ظنيّة وليست يقينيّة، استنتج أن بعد الشمس يساوي: 7400000 كم. 

ولكي يصل إلى حجم الشمس، قام بحل المعادلة التالية:

المسافة بين الأرض والقمر / المسافة بين الأرض والشمس = قطر القمر / قطر الشمس.

واستنتج أن حجمها يساوي: 1352004 كم.

وبما أن حساب الساموسي قائم على مُعطاً افتراضي، وهو حجم القمر، فبالتالي يكون ناتجه عن بعد الشمس وحجمها افتراضياً أيضاً.

ولكن هذه النتيجة، هي التي أوحت للفلكيين من بعده وإلى زماننا هذا، أن الشمس أكبر من الأرض، وأن الأصغر ينبغي له أن يدور حول الأكبر، وبالتالي يجب أن تكون الأرض هي التي تدور حول الشمس وليس العكس، وقد أصبحت هذه النظريّة عقيدة راسخة عند الكثيرين من الفلكيين، خصوصاً من له علاقات مشبوهة بالمجوسية وعبادة النيران.

وجاء بعده عالم بلجيكي يدعى: قود فرويد ويندلين في سنة 1635م، وقام بإعادة حسابات الساموسي عن طريق حساب المثلثات بالنسبة للقمر أيضاً، ليدعي أن حسابات الساموسي للزوايا، غير دقيق، ويستنتج أن المسافة بين الأرض والشمس تساوي: 8100000 كم 

وبناء على هذا الاستنتاج، فقد زاد قطر الشمس إحدى عشر ضعفاً عن المقدار السابق!

بينما قام بعض الفلكيين بحساب بعد الشمس بواسطة معرفة بعد الزهرة، من خلال إستغلال عبور كوكب الزهرة من قدام الشمس، والذي استنتجوه من خلال حساب المثلثات، بمعلومية مقدار التزيّح للكوكب، إذا رصد من مكانين مختلفين. 

حيث رصد جيرمي عبور الزهرة من مدينة برستون الإنجليزية، وسافر صديقه وليام لمدينة أخرى بالقرب من مانشستر، وقاموا برصد عبور الزهرة في نفس الوقت، وقام كل واحد منهما برسم مشاهداته في ورقة، وبعد أن قاموا بدمج الرسمتين، وبمعرفة بعد المسافة بين المدينتين، حاولوا معرفة بعد كوكب الزهرة عن طريق حساب المثلثات، ثم انتظروا حتى يكون الزهرة في طور التربيع، بحيث يكون كوكب الزهرة مقابل للشمس تماماً، ويعمل معها مثلث قائم الزاوية، ومن خلال حساب المثلثات ايضاً استنتجا أن بعد الشمس يساوي 144,000,000 كم تقريباً.

وهذه نتائج ظنيّة، لأن تقديرهم لبعد المدينتين عن بعض على الخريطة يعوزه الدقّة، وبالتالي قد يكون حساب زوايا المثلث خاطئة، وغير صحيحة.

وبعد اختراع حساب المسافات عن طريق حساب سرعة موجات الراديو، والتي يدّعي الفلكيون أنها أدق من حساب المثلثات! استنتجوا أن بعد الشمس عن الأرض، يساوي: 150،000،000كم. وبمعلومية بعد الشمس، وقطرها الظاهري، تم استنتاج قطر الشمس، والذي قدّروه بـ 1,392,700 كم، ومن خلال معرفة قطرها، استنتجوا مقدار محيطها، والذي قدروه بـ 4,379,000 كم.

وهذه الطريقة أيضاً ظنيّة، كون حساباتهم القائمة على تقدير أجهزتهم لسرعة موجة الراديو، هو بحد ذاته غير دقيق، ولا يمكن الوثوق به.

وهناك طريقة حسابية قام بها هواة ومتخصصون، لحساب بعد الشمس عن الأرض، عن طريق حساب المثلثات، ولكن بدل أن يتم القياس بواسطة معلومية بعد القمر أو الزهرة، تم قياس بعد الشمس مباشرة.

حيث يتم انتظار الشمس حتى تتعامد على موضع، وينظر إلى معلم في موضعٍ أخر، يكون طول ظله مساو لطوله، في نفس الوقت الذي تعامدت فيه الشمس على الموضع الأول، فيتم رسم خط من رأس ظل ذلك المعلم، يمرّ هذا الخط برأس المعلم نفسه، ويوصل إلى الشمس، وهذا الخط، يمثل الضلع الوتر، ويرسم خط من الشمس إلى الموضع الذي تعامدت عليه، ويمثل الضلع المقابل، ويرسم خط من الموضع الذي تعامدت عليه الشمس، إلى المعلم، ويمثِّل الضلع المجاور، ثم بمعلومية زوايا هذا المثلث، يتم حساب بعد الشمس.

وقد تم إجراء عدة تجارب بهذه الطريقة، وكانت النتائج متقاربة، ومتوسطها يساوي: 5000 كم، مما يعطي الشمس حجماً أصغر بكثير جداً مما استنتجه الفلكيون الغربيّون.

ولكن هذه الطريقة سوف تكون قطعيّة، لو كانت الأرض مسطحة، وأما في أرض كروية، فإن هذه الطريقة لن تكون مجدية، بل سوف يحكم عليها بالفشل، لأن طول ظل الأشياء على الأرض، قد يكون بسبب تحدّب سطح الأرض، وليس بسبب تموضع الشمس.

ومثال ذلك: لو جئت بجسمين ووضعتهما تحت مصدر للإضاءة، بحيث لا يكون لهما ظل، فإنك أو أملت أحد الجسمين، سواء أملت الجسم نفسه، أو حنيت الموضع الذي هو عليه، فإن ظله سوف يطول، وسوف يزداد طول ظله كل ما زدت في إمالته.

ولكن هناك طريقة أخرى، قام بها الباحث الفلكي السيد عادل العشري في كتابه: الأرض ثابتة لا تدور. وهي طريقة صحيحة، حيث قام بحساب بعد الشمس عن الأرض بمعلومية الظل، فبناء على حجم الشمس الظاهري، وما تضيئة من الأرض، وما تحدثه من ظل، استنتج أن بعد الشمس عن الأرض يساوي: 35790 كم، مما يعطي الشمس حجماً أصغر بكثير جداً من حجمها الذي استنتجه الفلكيون الغربيّون.

وإذا ما صحّ هذا الاستنتاج، فإن قطر الشمس سوف يكون قرابة: 278كم.

والغريب أن هذا يساوي ضعف قطر القمر، في حال ثبات الأرض! وهذا يفسّر لنا التقارب الظاهري، بين حجم القمر وحجم الشمس، كون حجم الشمس ضعف حجم القمر تقريباً، وبعدها عن الأرض ضعف بعد القمر تقريباً.

وأما أذا استخدمنا طريقة الساموسي، وأخذنا بحساباته للزوايا، ولكن استبدلنا باقي معطياته، بنتائج الحسابات لحجم وبعد القمر بناء على ثبات الأرض وجريان القمر، فسوف يكون بعد الشمس: 269292 كم، وسوف يكون حجمها: 2348 كم.

وهذا الحساب، إنما يصح إذا كانت الأرض ثابتة.


نقد حساب الفلكيين لبعد وحجم القمر

حاول الفلكيون المتقدمون والمتأخرون، معرفة بعد القمر وحجمه، عن طريق الحسابات الهندسية.

فكانت أول محاولة لأجل ذلك، هي محاولة أرسطرخس الساموسي (310 ق م – 230 ق م) حيث حاول معرفة بعد القمر والشمس عن الأرض.

فعن طريق محاولة معرفة حجم القمر بالنسبة إلى الأرض، حاول معرفة بعده.

فقد كان الفلاسفة قد قدّروا محيط الأرض بـ 40،000 كم، ولكي يصل إلى طول قطر الأرض، قام بقسمة طول محيطها، على 3.14، وهي: القيمة العددية التي يتم الحصول عليها عند تقسيم محيط الدائرة على قطرها، وهي نسبة ثابتة لأي دائرة مهما كانت أبعادها. ليكون الناتج: 12,738 كم.

ولكي يصل إلى حجم القمر، انتظر حتى خسف القمر، فقاس مقدار تحدّب ظل الأرض على القمر، ورسم القمر ورسم انحناء ظل الأرض عليه في ورقة، ثم أكمل رسم دائرة الأرض، بناء على مقدار الانحناء الذي رسمه على صورة القمر، وهنا ناسب بين حجم القمر وحجم الأرض، ومن خلال ذلك، استطاع معرفة حجم القمر بالنسبة إلى الأرض، حيث قدّر الساموسي أن قطر الأرض، يساوي ثلاثة أضعاف قطر القمر ونصف، وهذا يعني أن قطر القمر حسب حساباته يساوي 3,639 كم.

ثم أخذ الساموسي عملة نقدية مستديرة، ووضعها أمام عينه، وجعلها تغطي القمر بالتساوي، بحيث يكون حجمها وحجم القمر متساوي ظاهرياً، ثم حسب البعد بين العملة وبين عينه، وبالتالي حساب عدد العملات التي يحتاجها لتغطي المسافة بين عينه وبين العملة.

أخذ الساموسي ناتج قطر القمر الذي توصل إليه، وضربه في عدد العملات التي احتاجها لتغطية المسافة بينه وبين العملة التي غطى بها القمر ظاهرياً، والتي بلغت 108 عملة، واستنتج بعد القمر، والذي كان يساوي حسب حساباته: 393,058 كم.

وهذه الطريقة فيها إشكال.

لأن السؤال هنا: ما الذي أدرى الساموسي، وأعطاه اليقين، بأن ظل الأرض على القمر وقت الخسوف، مساوي لقطر الأرض الحقيقي؟ لأنه حتى يتيقن الساموسي ومن جاء بعده، من أن ظل الأرض على القمر يساوي حجمها الطبيعي، يجب عليه وجوبا أولا أن يعرف بعد الشمس الحقيقي وقطرها الحقيقي، لأن الظل لا يأخذ عادة قطر الشيء، فهو يكبر إذا قربته من مصدر الضوء ويصغر إذا أبعدته عن مصدر الضوء ولا يمكن معرفة ذلك إلا بمعرفة بعد مصدر الإضاءة وقطرها، وهذا ما لم يتوفر للفيلسوف المذكور، بل إن ما فعله هو العكس، حيث استنبط حجم الشمس وبعدها بناء على استنتاجه الظني لبعد القمر وقطره!

فلو كان ظل الأرض أكبر من قطر الأرض، فإن قطر القمر سوف يكون أصغر عما استنتجه الساموسي، بينما لو كانت مساحة ظل الأرض أصغر فإن قطر القمر سوف يكون أكبر مما استنتجه الساموسي.

ولمعرفة الفلكيين بالمشكلة الحسابية التي تعترض حساب الساموسي، قاموا مؤخراً بمحاولة حساب بعد القمر بطريقة أخرى.

وهي قياس بعد القمر وحجمه، من خلال قياس سرعة ظله على الأرض، وقت الكسوف.

القمر وقت الكسوف له ظل، وحتى يتوصلوا إلى بعد القمر وحجمه – حسب زعمهم – يلزمهم قياس سرعة القمر حول الأرض، من خلال قياس سرعة ظله.

فتوصّلوا حسب زعمهم إلى أن ظلّ القمر، يقطع قطر الأرض في 3 ساعات و 45 دقيقة تقريباً.

فبقسمة قطر الأرض ويساوي: 12742 كم على الزمن الذي يقطع القمر فيه هذه المسافة، يتبيّن لهم أن سرعة القمر تساوي: 3693 كم/س تقريبا.

ثم يضربونها في 24 ساعة – عدد ساعات اليوم – فتكون سرعة القمر في اليوم تساوي: 88632 كم/يوم.

وبما أنهم يعتقدون أن القمر يدور حول الأرض كل شهر – حسب زعمهم طبعاً – في 27 يوم و 32 دقيقة.

فيضربون سرعة القمر في اليوم، على 27 و 32 دقيقة، لتكون سرعة القمر في دروانه حول الأرض: 2421426 كم/ شهر.

وهذا هو طول مدار القمر حول الأرض.

وللحصول على نصف قطر هذا المدار، نقوم بالعملية الحسابية التالية:

2421426 / 3.14 / 2 = 385577 كم. وهذا هو بعد القمر عن الأرض.، حسب حساباتهم.

وأما طريقة وصولهم إلى حجم القمر، فهو كالتالي:

إذا كان مدار القمر حول الأرض يساوي: 2,421,426 كم فهذا يشكل عندهم دائرة كاملة، والدائرة الكاملة مقسمة إلى 360 درجة.

وبقسمة طول مدار القمر المزعوم على 360 درجة يكون الناتج يساوي: 6726 كم.

وباستخدام آلة السُدُس – آلة هندسية تقيس أبعاد الأشياء وأحجامها بأجزاء درجات الدائرة – يتّضح لهم أن القمر يساوي: نصف درجة تقريباً.

وهذا يعني أن قطر القمر، يساوي نصف طول مدار القمر في درجة واحدة من درجات الدائرة.

أي أنه يساوي: 3363 كم.

ويتّضح لي، أنه لا تزال إشكالية حجم ظل القمر لم تحلّ بعد، فهم لا يعلمون هل ظل القمر أصغر أم مساوي أم أكبر من حجم القمر نفسه، فلو كان ظل القمر أكب رمن حجمه، فسوف تكون سرعته أكبر، وإذا كان ظل القمر أصغر، فسوف تكون سرعته أبطأ.

ومثال ذلك: أنه لو كان ظل القمر أكبر من حجمه، وكان يقطع 20 درجة في ساعة مثلاً، ولكنه لو كان ظل القمر أصغر من حجمه، فربما يقطع الـ 20 درجة في ثلاث ساعات.

وحساباتهم التي وضعوها، قائمة على افتراض أن القمر يدور حول الأرض مرة كل شهر، وإلا فإنه قد يكون القمر يدور حول الأرض مرة كل يوم، بناء على من يرى ثبات الأرض وجريان الشمس والقمر، وهنا سوف تختلف جميع الحسابات.

وإذا كان هذا هكذا، فإن طول مدار القمر بناء على حساباتهم، سوف يكون: 88632 كم/يوم.

وسوف يكون بعد القمر عن الأرض بناء على ذلك:14113 كم فقط.

وسوف يكون حجم القمر: 123.1 كم فقط.

إذاً تبيّن لنا أن حساب بعد وحجم القمر قائمة على الظن، وكل ما يقام على هذا الحساب بالتالي سوف يكون ظنّيّاً!

أيضاً: هناك طريقة أخرى لحساب بعد القمر، وهي عن طريق إطلاق أشعة الليزر ناحية القمر، وهذه الطريقة، سوف نتحدث عنها، عندما نتحدث عن حقيقة صعود الأمريكيين إلى القمر.

الثلاثاء، 13 فبراير 2024

نقض ادعاء الفلكيين في تغير نجم الشمال كل 2000 سنة وإثبات تهافت حساباتهم

يزعم الفلكيون، وبناء على أرصادهم وحساباتهم الرياضية، بأنه يجب أن يتغير نجم الشمال كل 2000 سنة تقريبا!

حيث يزعمون أن نجم الشمال منذ 3 آلف سنة ق.م هو نجم الثعبان في كوكبة نجوم التنين وعند ميلاد النبي عيسى كان النجم أنورالفرقدين في مجموعة الدب الأصغر هو نجم الشمال.

جاء في صفحة ويكيبيديا، تحت عنوان: نجم قطبي" ما نصّه: "يعتقد الكثيرون أن نجم الشمال الوحيد عبر القرون هو النجم القطبي والحقيقة غير ذلك، كان النجم الذي يدل على الشمال منذ 3 آلف سنة ق.م هو نجم الثعبان في كوكبة نجوم التنين وعند ميلاد النبي عيسى كان النجم (أنورالفرقدين) Kokab في مجموعة الدب الأصغر هو نجم الشمال، أما حاليًا فهو النجم بولاريس Polaris في مجموعة الدب الأصغر أيضا، ولكن النجم بولاريس الذي يبعد عنا 400 سنة ضوئية لا يشير حاليًا إلى الشمال الحقيقي، وهو أقل بمقدار درجة واحدة، كما أن لهذا النجم حركة يومية صغيرة تثير الارتباك للملاحة الجوية والبحرية ويتغير لمعانه نتيجة التفاعلات النووية داخله، وسوف يكون النجم بولاريس في مكانه الصحيح نحو الشمال عام 2095م وبعد ذلك سوف يتحرك بعيدًا عن الشمال، وفي عام 7000م سوف يحل نجم الذراع اليمني Alderamin في مجموعة نجوم قيفاوس Cepheus محل النجم بولاريس، وفي عام 14800م سوف يكون نجم النسر الواقع Viga في كوكبة القيثار Lyrae" انتهى

والحقيقة التي أثبتتها المصادر التاريخية، أن نجم الجدي كان نجم الشمال في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أي قبل: 1500 سنة، وكان يجب ألا يكون هو نجم الشمال في تلك الفترة، لأنه اليوم "في زماننا" هو نجم الشمال، أي: كان ينبغي أن لا يكون نجما للشمال على مدى 1000 سنة تقريبا من زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال عبدالله بن قتيبة الدِنَوَرِي  (213 هـ- 276 هـ) : "الجدى، جدى بنات نعش، وبه تعرف القبلة، وبه يقع الاستدلال، لأنه لا يزال". انتهى.

المصدر: كتاب الأنواء في مواسم العرب، لابن قتيبة الدينوري.

وقوله: "لا يزال". أي أنه أقرب نجم للقطب الذي يستدير عليه الفلك فكأنه لا يزول عن مكانه كما تزول باقي النجوم.

وقال الماوردي في تفسيره، قال عبدالله بن عباس رضي الله عنه: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: (وبالنجم هم يهتدون) فقال: "هو الجدي يابن عباس عليه قبلتكم وبه تهتدون في بركم وبحركم".

وهذ النصوص تدل على أن نجم الجدي، هو نجم الشمال في ذلك الزمان، ويثبت بطلان ما زعمه الفلكيون.

وفي هذه الصورة يتبيّن لنا أن مركز محور النجوم الشمالي في زمن النبي محمد "حسب مزاعم الفلكيين" كان فارغا حيث تدور النجوم حول لا شيء ويقبع مركز المحور على مسافة متساوية من ألمع النجوم حوله وهي أنور الفرقدين والجدي.

حيث تمثل الدائرة الحمراء الصغيرة مركز المحور النجمي الشمالي بينما نجد أن أقرب نجم للمركز هو نجم خافت لم يعط أسماً أدرت عليه بدائرة باللون الأصفر، وكان من المفترض أن يكون هذا النجم الخافت هو نجم الشمال في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأن يعطيه العرب اسما ليتعرفوا به عليه، ولكن ها ما لم يحدث، وهذا دليل كاف على أن نجم الجدي في زمن النبي لم يكن نجم الشمال ولا يصح اعتباره دليلا على ذلك وهذا خلاف الواقع.

وهذا دليل على فساد جميع حسابات الفلكيين وحقيقة الأمر أن القوم إنما يقيمون حساباتهم على الظنون والأوهام فهم يقيمونها على فرضية أن الأرض مجرد كوكب تابع للشمس وأنها والشمس يقبعان في ذيل مجرة تدور حول نفسها باستمرار ومندفعة في فضاء واسع وهذا ما أثبت بطلانه في مواضع سابقة.

وبناء على ذلك يتبيّن أن النجوم لا تتحرك عن مواضعها كما يدعي علماء الفيزياء الكونية، وبالتالي نعلم أن النجوم والكواكب لا تدور حول شيء، لا حول النار المركزية، ولا ما يسمى بمركز المجرّة!

ظاهرة الأنالما ودلالاتها

ظاهرة الأنالما، هي رسم تخطيطي يبيّن موقع الشمس والقمر من السماء، عندما ترصد يوميّاً من على الأرض، من نفس المكان، ونفس الوقت، على مدار السنة. بعد ذلك تدمج الصور الملتقطه، ليتبين الرسم التخطيطي للأنالما، حيث يعطي شكلاً قريباً من الرقم 8.

وهذه الظاهرة لا تعتبر دليلاً على أن الأرض تدور حول الشمس، ولذلك حتى الفلكيين، لا يقدمونها على أنها دليل على ذلك.

ولكنها يعتبرونها من الشواهد التي تؤكد صحة نظريتهم حول شكل مدار الأرض المزعوم حول الشمس، وأنه بيضاوي وليس دائري.

لأن هذه الظاهرة كانت سوف تحدث إذا كانت الشمس تدور حول الأرض في فلك بيضاوي أيضاً، بدليل أن الأنالمه القمريّة تعطي نفس الشكل.

فمن يقول بدوران الشمس حول الأرض سنويّاً، تعتبر هذه الظاهرة، دليل على أن فلك الشمس حول الأرض سوف يكون بيضاويّاً.

وبما أن الأرض بالأدلة الرصدية القاطعة، وبشهادة الفلكيين، تؤكد مركزية الأرض، فإن هذه الظاهرة في الحقيقة، تحدث بسبب دوران الشمس حول الأرض كل عام في مدار بيضاوي.

والله وحده أعلم وأحكم.

صورة أنالما شمسيّة.


صورة أنالما قمرية



حقيقة الفرضيات التي يقدمها الفلكيون لتفسير ظاهرة الشهب

وهل الشهب مجرد ظاهرة كونية أم أنها خدعة شيطانية؟ وما هي حقيقة المذنبات؟

ما من ظاهرة كونيّة، إلا ونجد الفلكيين الغربيين والشرقيين يحاولون تفسيرها تفسيراً مادياً. 

ومن ذلك ظاهرة الشهب، هذه الظاهرة التي بيّن لنا ربنا عز وجل ونبيّه صلى الله عليه وسلم سبب حدوثها خير بيان.

ولكن علماء الفلك لهم رأي أخر.

فهم يحاولون تعليل سبب تساقط الشهب، ويعطونها أسماء تحوي معنى التعليل الذي قدموه لسقوطها.

والحقيقة أن الشهب تحدث على مدار العام، ولكن هناك فترات تكثر فيها الشهب، دونما ارتباط حقيقي بالعِلل التي ربطوها بها، فيحاولون نسبة كثرة تساقطها إلى علة مادّيّة.

وعادة ما يسندون سبب هطول هذه الشهب إلى أحد المذنبات، وأحياناً قلائل، إلى أحد الكويكبات، خصوصاً إذا كان حدوث الزخات الشهابية متزامنة مع مرور تلك المذنبات أو الكويكبات، فيدعون أن الشهب هي عبارة عن فتات للمذنب الفلاني أو الكويكب الفلاني، وأن ما يتساقط من حجارته إذا دخل الغلاف الجوي الأرض يحترق، فيحدث الشهاب!

طبعاً هذا قائم على اعتقادهم، أن المذنبات عبارة عن أجرام ضعيفة البُنية.

ويعود السبب في اعتقادهم ذلك، أنهم لما راوا المذنّب يصدر ذنباً ساطعاً وراءه، بفعل الرياح الشمسيّة، خمّنوا أن يكون هذا الذنب الساطع خلف المذنّب، عبارى عن غبار وماء صادر عن هذا المذنب، ثم ارجعوا سبب انبعاث هذا الغبار والماء من المذنب إلى ضعف بنيته، فهم لم يصلوا إلى ذلك المذنب، ولم يحلّلوا تركيبته، ولا يدرون هل حقا هذا المذنب الساطع هو غبار أو ماء أو أنه شيء أخر!

فهم لاعتقادهم بضعف بنية المذنب، افترضوا أنه أثناء تطوافه في الكون، تتناثر حجارته منه، وأن هذه الحجارة، إذا لامست الغلاف الجوي للأرض تحترق، فينتج عن ذلك الشهاب!

هذا في المذنب، فما شان الكوكب، ذو التركيبة الصلبة والمتينة؟!

إذ أن من المفترض أن الكويكب ذو بنية قوية ومتماسكة، وبالتالي لن تسقط منه أي حجارة، فلماذا ينسبون إليه التسبب في حدوث بعض زخّات الشهب!

وقد أطلقوا على هذه الزخّات اسماء متنوعة، كدلالة على مصدرها "زعموا" وهي:

- زخة شعب الرباعيات تحدث 3 - 4 يناير متوسط الشهب فى الساعة يصل 40 شهابا. ومصدر هذه الزخات من الشهب غير مؤكد ولكن يعتقد العلماء أنه قد يكون الكويكب 2003EH1.

- زخة شهب القيثاريات تحدث 21 - 22 أبريل متوسط الشهب فى الساعة يصل 20 شهابا. ويزعمون أنها تأتي من حُطامٍ ناجم عن مذنب ثاتشر C/1861 G1، إذ تعبر الأرض كل سنة خلال هذا الحطام مكوّنة بذلك شهب القيثاريات. والعجيب أن هذا الحطام لم يتبدد في الفضاء على طول السنين، ولا يزال باقياً ينتظر الارض تمر به ليمطرها بوابل من حجارته!

- زخة شهب إيتا الدلويات: تحدث 5 - 6 مايو متوسط الشهب فى الساعة يصل 30 شهابا. ويزعمون أنها زخة شهب تترافق مع مرور مذنب هالي. وهذا من أعجب العِلل، لأن مذنب هالي لا يمر بزعمهم في سماء الأرض إلا كل 80 سنة، بينما هذه الزخات تحدث كل سنة! يبدو أن مذنب هالي يرسل حجارته إلى سماء الأرض عبر البريد الممتاز!!

- زخة شهب دلتا الدلويات: تحدث 28 - 29 يوليو متوسط الشهب فى الساعة يصل 20 شهابا. ويزعمون أنها تأتي بسبب دخول بقايا حطام المذنبين (مارسدن وكراخت) الغلاف الجوي الأرضي، وهذا الحُطام كسابقه، باقٍ في السماء لم يتبدد في الفضاء، ينتظر الأرض متى تمرّ به، حتى يلقي عليها شيئاً من حجارته!!

- زخة شهب البرشاويات: تحدث 11 - 12 أغسطس متوسط الشهب فى الساعة يصل 80 شهابا. ويزعمون أن مصدره من حطام المذنب سويفت تتل، الذي يحدث كل 133 عامًا، فيبقى هذا الحطام كل هذه الأعوام، حتى يمر المذنب مرة أخرى ويترك حطاما أخر بديلاً عنه، فإذا مرت به الأرض سنوياً قذف عليها من حجارته، وعلى مدى 133 عاما يبقى حطامه لا يتبدد في الفضاء، ينتظر الأرض تمر به كل سنة، ليلقي عليها من حجارته، حتى يمر المذنب مجدداً ويترك حطاما أخر، لأنه لا يصح أن يترك الأرض بدون شهب !!

- زخة شهب التنين: تحدث 6 - 8 أكتوبر متوسط الشهب فى الساعة يصل 10 شهب. ويزعمون أنها تأتي نتيجة دخول الأرض في مخلفات غبار مذنب يدعى: Giacobini-Zinner.

- زخة شهب الجبار: تحدث 20 - 21 أكتوبر متوسط الشهب فى الساعة يصل 20 شهابا. ويزعمون أن مذنب هالي هو مصدر حدوث زخة شهب الجباريات، بسبب ما تركه من حجارة أثناء مروره، والمذنبات تترك حجارتها خلفها لتبقى عالقة تتنظر مرور الأرض ولا تتبدد في الفضاء.

- زخة شهب الثوريات: تحدث 4 - 5 نوفمبر متوسط الشهب فى الساعة يصل 10 شهب. ويزعمون أنها تنتج من حبيبات الغبار التي يخلفها الكويكب 2004 - TG10 ، وأيضا من مخلفات المذنب 2P-Encke ، وهذه المرة أحالوا السبب في حدوث هذا الشهب إلى سببين، مذنب وكويكب.

- زخة شهب الأسديات: تحدث 16 - 17 نوفمبر متوسط الشهب فى الساعة يصل 15 شهابا. ويزعمون أنها تنتج من حبيبات الغبار التي يخلفها مذنب تمبل "تتل".

- زخة شهب التوأميات: تحدث 13 - 14 ديسمبر متوسط الشهب فى الساعة يصل 120 شهابا. ويزعمون أنها تنتج من الحطام الغباري الذي يخلفه كويكب فايثون 3200 ، وهنا يبدو أن الكويكبات صارت أكثر هشاشاة من المذنبات، مع أنها كويكبات، والأصل أن تكون ذات قوام صلب ومتماسك!! ولكن الهدف هو البحث عن علة ماديّة لحدوث الشهب فقط.

- زخة شهب الدبيات: تحدث 22 - 23 ديسمبر متوسط الشهب فى الساعة يصل 10 شهب. ويزعمون أن سبب حدوث هذه الزخات، هو مخلفات حطان مذنب أسمه توتال، يلقي بفتاته أثناء دورانه، وكل ما مرت الأرض بمداره تساقطت عليه حجارته!

وكما نرى دائماً ما يعزو الفلكيون سبب حدوث الشهب إلى المذنبات، فإن لم يجدوا مذنباً ووجدوا كويكباً، عزو سبب ظهور الشهب إلى ذلك الكويكب، مع أن الكويكب جرم صلب ومتماسك، كما أسلفت!

وللرد على ذلك أقول:

أولاً: أن المذنبات التي يتم نسبة حدوث ظهور الشهب إليها، لا يمكن رصدها بالعين المجردة، وإنما ترصد بالتلسكوبات الضخمة، وأحيانا ينسبون ذلك إلى حطام المذنب لا لمرور المذنب نفسه، وهذا امر غريب! لأننا نرصد الكثير من المذنبات بالعين المجرّدة في سماء الأرض، وفي أوقات مختلفة من السنة، ومع ذلك لا تقع زخات شهب مثل تلك التي تقع أثناء مرور المذنبات التي ينسبون إليها التسبب في ظهور الشهب! مع أن المذنب المرصود بالعين المجردة، يكون اقرب إلى الأرض، وبناء على أدعائهم، فيجب أن يكون هناك زخات كبيرة وأكبر من تلك التي يزعمون أنها تصدر من المذنبات البعيدة، لقربه الشديد من الأرض، ولكن هذا لا يقع في الحقيقة، وهذا يدل على أن المذنبات بريئة من كونها المتسببة في حدوث ظاهرة الشُهُب!

والثاني: من المعلوم انھ لم يرصد قط شھاب وھو يسقط من الأعلى إلى الأسفل . أي: إلى ناحية الأرض؟ والأصل أنه بناءً على تصورهم، يجب أن تسقط الشهب من الأعلى إلى الأسفل، إلى ناحية الأرض، كما تسقط زخّات المطر.

والثالث: أن الشهب عندما تهطل لا تكون في اتجاه واحد، أي، أنها لا تهطل كالمطر، بل تنطلق من اتجاهات مختلفة وتتجه إلى وجهات مختلفة. والاصل أنه بناءً على تصورهم، يجب أن تهطل الشهب في اتجاه واحد، وليس في اتجاهات عشوائية كما هو واقع الحال!

تنبيه: من يرى حركة الشهب في السماء، وكيف أنها تنطلق في عرض السماء بسرعة فائقة، من يمين السماء إلى يسارها، ومن شمالها إلى جنوبها، وتنطلق من جهات مختلفة وتتوجه إلى جهات مختلفة، يجد فيها شبهاً كبيراً بقذائف المدفعية وطلقات الرصاص، وهذا دليل أخر على أنها مقذوفات يقذفها الله تعالى على أعداءه.

والرابع: أن الكويكب جرم صلب، فلا يتوَقَّع أن يتسبب في حدوث الشُهُب، ولكنهم لما لم يجدوا سبباً لتعليل حدوث ظاهرة الشهب المعروفة بالرباعيات والتوأميات. جعلوا هذا الكويكبات عِلّة في حدوثها.

ومع أن الكويكب جسم صلب ومتماسك، فلو سلمنا أنه سبب وقوع زخات الشهب في بعض الأحيان، فإنه يجب أن تكون كمية الزخات التي يطلقها اقل بكثير من زخات الشهب التي تطلقها المذنبات أو مخلفاتها، ولكن الذي يقولونه هو العكس، فشهب التوأميات التي يدعون أن الكويكب هو سبب حدوث زخاتها الشهابية، تطلق 120 شهاباً في الساعة، بينما الثوريات، التي يزعمون أن سبب حدوث زخاتها الشهابية كويكب ومذنب معاً، لا تتجاوز زخاته الشهابية 10 شهب في الساعة، وهذا تناقض عجيب!

والخامس: أن هناك الكثير من الكويكبات تمر عبر سماء الأرض، ومع ذلك لا تقع أي زخات شهابية، وبالتالي نعلم أن الكويكبات هي الأخرى بريئة من حدوث ظاهرة الشُهُب.

وأما جميع الصور المنشورة في المواقع والتي تظھر فيھا الشهب وھي تسقط من الأعلى إلى الأسفل، وتسقط كلها من جهة واحدة، كزخّات المطر، ھي صور معدلة حاسوبيا. 

بل إن تلك الصور المعدلة تظھر الشھب وھي تسقط في اتجاھ واحد كزخات المطر.

وھذا يثبت ان ھذھ الصور صور احتيالية. يراد بھا التأثير على تصور الناس للشھب.

لأن ھذا لا يقع في الحقيقة.

وهناك أمر أخر مهم: وهو أنه يستحيل رصد بُعد وارتفاع هذه الشهب، لانها تنطلق بسرعة فائقة، وتختفي بسرعة فائقة، لذلك فادعائهم أن هذه الشهب في داخل الغلاف الجوي، هو مجرد كلام تنظيري ليس عليه أي دليل.

ولكن هناك أمر هامٌ جداً يجب التطرق إليه، وهو:

أنهم عندما يحددون فترة هطول الشُهب تجد أنه فعلا في هذه الفترة تزداد كمية الشهب التي تظهر في السماء، وأحياناً يزعمون أنه سوف تكون هناك زخات استثنائية سوف تقع بكميات كبيرة جداً، ويعزون ذلك إلى مذنب أو كويكب سوف يمر قريباً من الأرض، وتتفاجئ أنهم مصيبون في ذلك، بل إنهم يكتشفون المذنب – وليس الشهاب وحسب – بل حتى المذنب، يكتشفونه قبل أن يصل إلى الأرض، ويقدرون بعده، ويقدرون زمن وصوله، ورؤيته في سماء الأرض، ويكون ذلك صحيحاً.

ولو سألتهم كيف علموا ذلك؟ فسوف تكون الإجابة، ان لديهم من الآلات وأدوات الرصد المتطورة، والعمليات الرياضيّة الحسابية، ما يستطيعون من خلاله معرفة ذلك.

فهل يا ترى الآلات وأدوات الرصد والعمليات الحسابية هم من مكّنتهم من ذلك؟ أم أن وراء الأكمة ما ورائها؟

لعل هذا السؤال، يجيبه التاريخ، فالتاريخ يشهد، أن الفلكيين القدماء، كانوا يستطيعون تقدير متى يظهر المذنب في سماء الأرض، ويكون تقديرهم صحيحاً. ويتم ذلك، في وقت ليس فيه آلات ولا أدوات رصد ولا عمليات حسابيّة!

يقول أبو تمام الشاعر (188 - 231 هـ / 803-845م) وهو يتحدث عن المنجمين القدماء:

وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَة ٍ .. إذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنبِ

فهو هنا يخبرنا، أن المنجمين، وهم علماء الفلك في زمانه، باعتبار أن جميع الفلكيين في ذلك الزمان، كانوا كلهم منجمون، يخبرون الناس أنه سوف يخرج مذنب في الوقت الفلاني في الجهة الفلانية، وأنه إذا خرج هذا المذنب، فسوف تقع مصيبة على الأرض.

إذا الفلكيون كانوا يستطيعون معرفة ذلك! فكيف يتمّ لهم ذلك، وهم لا يوجد لديهم آلات ولا أدوات رصد ولا قوانين ولا عمليات حسابية، حتى تلسكوب لا يوجد لديهم؟!

هذا جنون، وهو حقيقة يدفعك للشك بقوّة، فيما يدعيه الفلكيون المعاصرون، وكأنهم يجعلون الآلات ومعدات الرصد والقوانين والعمليات الحسابية، حيلة لهم للتستر عن أساليبهم الحقيقية في معرفة ذلك.

هل سمعتم يوماً بالكهّان، الذين يدعون علم الغيب، والذين يخبرونك بما سوف يقع في المستقبل، وفجأة تجد أن ما أخبروك به قد وقع حقيقة! من اين جاء هؤلاء الكهّان بهذه المعلومات التي لم تقع بعد، وسوف تقع في المستقبل؟!

بل إنك أحياناً عندما تدخل إليهم، وأنت لم يسبق لكم أن قابلتهم، ولا تعرفهم ولا يعرفونك، فتجدهم يخبرونك عن أسمك واسم والديك واسم أقاربك، ويخبرونك ايضاً بالسبب الذي أقدمك عليهم! فكيف يعرفون ذلك؟!

هل سمعتم بالرمالين، الذين إذا اضعت شيئاً وذهبت إليهم، قاموا يرسمون خطوطاً في الأرض، ويعملون هيئاتٍ مختلفة، ثم يخبرونك بموضع حاجتك التي أضعتها، فتذهب فتجدها حيث أخبروك! كيف علموا ذلك!

إذا كيف يصدق الفلكيون عندما يخبروننا أنه في اليوم الفلاني سوف تكون هناك زخات شهب بالقدر الفلاني، وهناك مذنب سوف يخرج في اليوم الفلاني؟

الحقيقة أن المسألة بالنسبة لي، وكشخص له معرفته الخاصة بما وراء الطبيعة، سواء مما ورد في القرآن والسنة، او من اشخاص كانوا يمتهنون الكهانة والسحر، ثم تابوا من ذلك، وفاءوا إلى الحق، أو كشخص تعرّض لهذا النوع من الأذيّة، في نفسه وزوجه، وشاهد ما لم يشاهده غيره، والجميع يستطيع أن يشاهد ذلك بنفسه، ويتخذ التدابير التي تكشف له صدق ما يقع من هذه الأمور الغريبة والعجيبة، سوف يكون على قناعة تامة بما أقول.

لكني سوف اقتصر على ذكر حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في الحديث الصحيح، عن ‌أبي هريرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كالسلسلة على صفوان، قال علي: وقال غيره: صفوان، ينفذهم ذلك، فإذا {فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا} للذي قال: {الحق وهو العلي الكبير} فيسمعها مسترقو السمع، ومسترقو السمع هكذا، واحد فوق آخر، ووصف سفيان بيده وفرج بين أصابع يده اليمنى، نصبها بعضها فوق بعض، فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه، وربما لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي يليه، إلى الذي هو أسفل منه، حتى يلقوها إلى الأرض، وربما قال سفيان: حتى تنتهي إلى الأرض فتلقى على فم الساحر، فيكذب معها مائة كذبة، فيصدق، فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا، يكون كذا وكذا، فوجدناه حقا؟ للكلمة التي سمعت من السماء" اهـ

فلا يبعد أن إبليس (لعنه الله) أمر جنوده من شياطين الجِنّ أن يصعدوا في هذه الفترات بكثرة إلى السماء، قد يكون هناك سبب بالنسبة له، وهو أن هذا الوقت عادة يكون أنسب وقت لاستراق السمع، فقد تكون هذه الأوقات هي الأوقات التي تنزل فيها الأوامر إلى السماء الدنيا.

وهناك تعليل أخر، فكما نعلم أن إبليس (لعنه الله) كائن ماكر محتال، فقد يكون أمر جنوده بكثرة الصعود إلى السماء في هذه الأوقات، لأنه أراد بذلك أن تنزل هذه الشهب بكثرة في هذه الأوقات، لعلمه أن الله تعالى سوف يرسل هذه الشهب على جنوده، فيخبر أولياءه من الإنس، بأن الشهب سوف تنزل في الفترة الفلانية بكثرة، تصل إلى كذا وكذا شهاب، بحسب ما يقدره هو، وقد يوهم أولياءه من الإنس أن هذا بفعل المذنب الفلاني الذي قدر وصوله في الوقت الذي سوف يأمر أتباعه بالصعود إلى السماء، وقد يجهل إبليس زمن صعود الشياطين، متزامناً مع مرور ذاك المذنب أو ذاك الكويكب لينسب إليه سبب زخّات الشهب.

وبذلك يوهم الناس بأن هذه الشهب ظاهرة طبيعية، وبالتالي يشكك المسلمين وغير المسلمين في القرآن الكريم وفي السنة النبويّة، ويجعلهم يعرضون عنها.

لا تظنوا هذه مزحة، فإبليس قادر على فعل مثل ذلك، وأعظم من ذلك.

ومما يؤكد علاقة الفلكيين بشياطين الجن، ما ذكره الفلكي بيير بورل (1620-1671م) في كتابه "منطق جديد يثبت تعدد العوالم" يقول: "إذا كان هنالك مخلوق يعرف عين الحقيقة بالنسبة لتعدد العوالم ويمكنه الإجابة الكاملة على هذا السؤال: فإنهم الشياطين، ولكن كيف يمكننا الحصول على أقوالهم حول هذا الموضوع، إن ذلك من خلال وسائل الاتصال بهم، إنه أكيد فإن هذه pans, syluains والآلهة الأخرى التي كانت تظهر قديماً  للناس كانوا شياطين محبوبين، وفي قصة الساحر fauste قال بأن الشياطين تتجول بين النجوم خلال ثمانية أيام وإنهم يصعدون 47 ألف lieues (المسافة تساوي 188000 كيلو متر) وإنهم يرون الأرض ومدنها من هذه المسافات الشاسعة ...".

وتعتبر شھادة بيير بورل أول اعتراف من جھة غير دينية على أن الشياطين تصعد إلى الفضاء الخارجي، وھذا مصداق لحديث النبي صلى اللھ عليھ وسلم في خبر صعود الجن الى السماء لاستراق السمع.

فالجن عندما تصعد إلى الفضاء وتتجول بين كواكبه ترى المذنبات وهي تسير ناحية الأرض، وتقدّر بعده وسرعته وزمن وصوله إلى سماء الأرض، فتخبر أولياءها من الفلكيين بذلك، ولكنها تعطيهم معلومات مغلوطة عن بعده وسرعته، فتجعل بعده أكبر بكثير، وتجعل سرعته أكبر بكثير، وقد يكون هذا من وضع الفلكيين أنفسهم، ليتزامن هذا مع التصور الفلكي الذي ابتدعوه لأبعاد الكون الهائلة التي قرروها.

كل شيء جائز، لماذا تحاول أن تقنع نفسك أن هذا لا يمكن أن يحدث!!

وإلا فكيف عرف الفلكيون القدماء زمن وصول المذنبات إلى سماء الأرض؟!

وكما نعلم فإن علماء الفلك الغربيون أو الشرقيون، هم قومٌ لا يؤمنون بالقرآن ولا بالسنة النبويّة، لذلك من المعقول أنهم لن يفسروا الظواهر الكونيّة بحسب ما ورد في القرآن الكريم أو السنة النبويّة.

ولكن العجب كل العجب، من قوم يدّعون الإسلام، ويتظاهرون بالإيمان بالقرآن والسنة، ثم تجدهم يعرضون عن حقائقه لظنون مجموعة من الملاحدة أو اليهود أو النصارى، وأحسنهم حالاً من يحاول ويجتهد أن يحرف معاني نصوص الكتاب والسنة لتتوافق مع ظنون وأوهام هؤلاء القوم!

الأحد، 11 فبراير 2024

علاقة علماء الفلك القائلون بمركزية الشمس بالمجوسيّة وعبادة النيران

يقول فرديناند هوفر (1811 - 1878م) في كتابه "تاريخ علم الفلك" يقول أرسطو ‏(384 ق.م - 322 ق.م) نقلاً عن فيلولاوس (470 ق.م - 390 ق م) : "إن مكان الشرف لابد أن يحتله الأكثر رفعة، ولكون النار أكثر رفعة من الأرض؛ فإن الأرض تدور حول النار في حركة دائرية". اهـ

وفيلولاوس هو أحد أبرز تلاميذ فيثاغورس (570- 495 ق.م) مؤسس المدرسة الفيثاغوريّة.

ويقول نيكولاس كوبرنيكوس (1473 - 1543م) عرّاب العلوم الفلكية المعاصرة، في كتابه: حركة الأجرام السماوية، ما نصّه: "القمر يدور حول الأرض، والشمس تحتل مركز العالم الذي تنيره وتحكمه" اهـ

ويقول بيير بورل (1620-1671م) في كتابه "منطق جديد يثبت تعدد العوالم" : "إن الذين يتخيلون أن العدداللانهائي من الأجرام السماوية قد خلق من أجل كوكب الأرض وسكانها قد أخطؤوا خطئاً جسيماً، لأن المنطق الطبيعي يجعلنا لا نقبل بأن الأشياء الكبيرة تنقاد للأشياءالصغيرة، وبأن الأكثر رفعة يخدمون الأكثر ضعة". اهـ

قال ياسر فتحي: وهم في ذلك يتبعون إمامهما إبليس في القياس الفاسد حين أُمر بالسجود لآدم فقال : ﴿ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴾ [الأعراف (12)].

مستفاد من كتاب: "لماذا حركوا الأرض" تأليف ياسر فتحي وحسن عليّة.

التعليق: هذه النصوص، تكشف لنا العلاقة الوطيدة بين أصحاب نظرية مركزية الشمس، وبين المجوسيّة، التي تتخذ من النار والشمس آلهة تعبد من دون الله تعالى.

فالمجوسيّة كانت منتشرة في أصقاع الأرض، بل لا تكاد تخلو أرض من عابد شمس أو نار، تعتبر النار عند الشعوب القديمة، مصدراً للقوّة، وهم وإن عبدو آلهة كثيرة غيرها، إلا أن الشمس أو النار، تبقى في الصدارة بالنسبة لهم.

والسبب في ذلك، هو أن النار، هي مادّة خلق إبليس لعنه الله، ولذلك هو يريد أن يجعل أعداءه خاضعين لها، ولما كانت الشمس مخلوقة من المادة التي خُلِق منها، جرّ الناس إلى عبادتها.

وكان هناك اتصال بين عالم شياطين الجن، وشياطين الإنس، المتمثل في الكهنة، حيث كان الكهنة يقدمون أنفسهم كوسطاء بين عالم الإنس وعالم الجن، وكان الكهنة، يوهمون الناس بأنهم يتواصلون مع الآلهة، مدّعين أن شياطين الجن آلهة! 

وأكبر دليل على ذلك، هو ما شهد به العالم الفلكي الفرنسي بيير بورل (1620-1671م) حيث قال في كتابه "منطق جديد يثبت تعدد العوالم" : "إذا كان هنالك مخلوق يعرف عين الحقيقة بالنسبة لتعدد العوالم ويمكنه الإجابة الكاملة على هذا السؤال: فإنهم الشياطين، ولكن كيف يمكننا الحصول على أقوالهم حول هذا الموضوع، إن ذلك من خلال وسائل الاتصال بهم، إنه أكيد فإن هذه pans, syluains والآلهة الأخرى التي كانت تظهر قديماً  للناس كانوا شياطين محبوبين، وفي قصة الساحر fauste قال بأن الشياطين تتجول بين النجوم خلال ثمانية أيام وإنهم يصعدون 47 ألف lieues (المسافة تساوي 188000 كيلو متر) وإنهم يرون الأرض ومدنها من هذه المسافات الشاسعة ...".

وأولئك الكهنة هم من ألّف الاساطير القديمة حول الآلهة، الموجودة في التراث المصري واليوناني، وهذه الأساطير لا شك أنها موجودة عند باقي الأمم، ولكن لم يدون منهم أحد شيئاً من تلك الاساطير، سوى المصريين واليونان، ولذلك بقيت قصص الآلهة محفوظة في الكتب.

ولأن الفيثاغوريين كانوا على ما يبدو مجوساً، أرادوا أن يجعلوا النار هي المحور، وأن جميع الأكوان تدور حولها، ولأنه في ذلك الزمان، كان من اليونان من يعظّم كواكب أخرى كالمشتري وزحل، ويقدّمها على النار، اختلق الفيثاغوريين أسطورة النار المركزية، التي تدور حولها الأجرام، ليتفادوا بذلك التصادم مع الطوائف الدينية الأخرى.

ويظهر أن هذه العقيدة بشكل أو بأخر، انتقلت عبر الأزمان، مروراً بعلاء بن الشاطر، إلى زمن كوبرنيكوس. لذلك نجد في حديث كوبرنيكسو عنها شيئاً من التفخيم والتعظيم.

تلك العقيدة التي بنيت عليها نظرية مركزية الشمس، والتي أثبتت الأرصاد خطئها الشنيع، والذي لا يزال علماء الكونيات والفلك في هذا الزمان يرفضون تقبلها والإقرار بها.

نقض الأدلة التي قدمها علماء الفلك لإثبات مركزية الشمس ودوران الأرض حولها

للفلكيين حجّتان على أن الأرض تدول حول الشمس كل عام مرّة.

فالحجة الأولى: ادعائهم رصد تغيّر في مواقع النجوم عند رصدها كل ستة أشهر،فيرصدون موقع النجم، وبعد ستة أشهر يرصدونه مرة أخرى في نفس الوقت، واستظهروا من ذلك، أن الأرض قامت بتغيير موضعها، من أحد جوانب الشمس إلى الجانب الأخر، وهذا يعني أنها تدور حول الشمس.

وهذا الدليل باطل، والسبب في ذلك، يعود إلى تغيّر الظروف المناخيّة وقت الرصد، فليست الظروف المناخية هي نفسها الظروف المناخية بعد ستة أشهر، مما يؤدي إلى تغيّر في درجة الحرارة، وكثافة الماء في الجو، ومقدار الرطوبة، والتي تسبب تغيّراً في انكسار الضوء الصادر من هذه الأجرام السماوية، فتبدو وكأنها تغيّرت عن مواقعها، مما يجعل من المستحيل التأكد من صحة الأرصاد، وهل التزيّح الواقع في اماكن النجوم، صادر حقاً من تغيّر مكان الأرض، أم أنه بفعل تغيّر انكسار الضوء في الغلاف الجويّ.

والدليل الثاني: الحركة التراجعية للكواكب الخمسة السيارة. (عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل)

فكواكب "المجموعة الأرضية" التي يسمونها: "المجموعة الشمسية" لها حركات تراجعيّة، فالمريخ والمشتري وزحل، يسيرون في اتجاه معيّن، إلا أنه يحدث لهما في فترة من الفترات حركة عكسية، حيث تبدوا وكأنها ترجع إلى الوراء، وتدنوا من الأرض قليلاً، وهذا يتم معرفته من خلال ازدياد شدة استضاءة الكواكب، فإذا زادت استضاءة الكوكب فهذا يشير عندهم إلى دنوّه من الأرض، وتحدث شيء شبيه بالتوقيع.

فخمّن الفلكيون، أن هذه الحركة التراجعية حركة وهميّة، وأن هذه الحركة تقع بسبب أن الأرض تلحق بهذه الكواكب أثناء دورانها المزعوم حول الشمس، فيبدو الكوكب كأنه يتراجع، فإذا تجاوزته الأرض، بدأ في اللحاق بها، وبهذا يرجع إلى حركته في الاتجاه المعتاد، محدثا أشبه ما يكون بتوقيع (انظر الصورة في المرفقات)

ويمثلون ذلك بسائق سيراة سريعة يلحق بسيارة بطيئة، فيبدو وكأن صاحب السيارة البطية يتراجع إلى الوراء، فإذا تجاوزه صاحب السيارة السريعة، بدى وكأن صاحب السيارة البطيئة أخذ يلحق بصاحب السيارة السريعة!

وطبعاً، هذه الحجة باطلة، وهذا المثال باطل!

وذلك أن راكب السيارة السريعة، سوف يلجظ الحركة التراجعية للمركبة البطيئة منذ أن يراها بعينه، وسوف تستمر المركبة البطيئة في حركتها التارجعية، حتى بعد أن يتجاوزها صاحب السيارة السريعة، ولن يلحظ أي حركة تقدمية للمركبة البطيئة، لأنها لا يزال يبتعد عنها، وبنفس السرعة التي أدركها به.

لماذا؟ لأن السيارة السريعة لا زالت تبتعد عن السيارة البطيئة بنفس السرعة التي لحقتها بها، فلا السيارة السريعة خفَّفت من سرعتها عندما تجاوزت السيارة البطيئة، ولا السيارة البطيئة زادت من سرعتها، عندما تجاوزتها السيارة السريعة، وبالتالي سوف تكون السيارة البطيئة في حكم السيارة الواقفة تماماً.

هذا أمر مُسَلَّمٌ به.

إذا لو كانت الحركة التراجعية للمريخ والمشتري وزحل بسبب أن الأرض تلحق بها أثناء دورانها المزعوم حول الشمس، لكانت هذه الكواكب في حركة تراجعية دائماً، كل ما أدركت الأرض أحد هذه الكواكب، لاحظ الراصد من الأرض، أن هذه الكواكب تتراجع إلى الوراء، منذ أن يدركها ببصره، وسوف يستمر في ملاحظة تراجعها حتى بعد أن تتجاوزها الأرض.

وبالتالي لن تكون هناك حركة تراجعية ملحوظة لهذه الكواكب للراصد من الأرض، لأن الكواكب مستمرة في حركتها التراجعية، ولن يكون هناك أي توقيع في السماء لهذه الكواكب، بل سوف يكون خط سيرها مستقيماً، أو مائلا قليلا للأعلى أو الأسفل، بحسب موضع الأرض من فلكها المزعوم المائل حول الشمس! وكل ما سوف يلحظه الراصد، هو أن استضاءة هذه الكواكب تزداد كل ما دنت الأرض منها.

وهذا طبعاً ما لا يلحظه الراصد في الواقع! 

حسناً: هل يمكن أن يلحظ الراصد حركة تراجعية للكواكب حقيقية؟

والجواب: ربما نعم، فلو افترضنا صحة قولهم حول دوران الأرض حول الشمس، فإنه عندما تتجاوز الأرض كوكباً من الكواكب الثلاث المذكورة (المريخ والمشتري وزحل) بمراحل، حتى تصل إلى أقصى مدى لها من الشمس بالنسبة لأحد هذه الكواكب، فعندما تعطف الأرض لتكمل مسارها حول الشمس، ويكون أحد الكواكب لا يزال مستمراً في حركته ليصل إلى أقصى مدى له في فلكه حول الشمس، بالنسبة للأرض، فعند ذلك، يمكن للراصد أن يلحظ حركة عكسية لهذا الكوكب، ولكن في هذه الحالة، تكون الأرض بعيدة عن هذا الكوكب، وبالتالي لا يمكن أن يلحظ الراصد أن استضاءة هذا الكوكب تزداد، بل على العكس، يراها تضعف، وهذا ما لا يلحظه الراصد في الواقع أيضاً.

وأما حركة الزهرة وعطارد التراجعية، فهي في الحقيقة إنما تشير إلى أن الزهرة وعطارد يدوران حول الشمس، مما يشير إلى أنهما قمران للشمس، كما أن للأرض والمريخ والمشتري وزحل أقمار تخصها، والدليل على ذلك، أن الزهرة وعطارد لا يمتلكان أي أقمار، فترجَّح أنهما قمران للشمس فقط.

والعجيب، أن علماء الفلك يزعمون أن الراصد من الأرض سوف يلحظ الحركة التراجعية للزهرة وعطارد، وسوف يلحظها للمريخ والمشتري وزحل، وهذا لا يمكن أن يكون، فإما أن يلحظها للزهرة وعطارد، ولا يلحظها للمريخ والمشتري وزحل، أو أن يكون العكس، فإذا لحظها الراصد من الأرض للزهرة وعطارد، فإن الراصد من المريخ والمشتري وزحل، سوف يلحظها للأرض، في فلكها المزعوم حول الشمس، وإن كان الراصد من على الأرض يلحظها للمريخ والمشتري وزحل، فإن الراصد من على الزهرة وعطارد، سوف يلحظها للأرض، لا أن الراصد من على الأرض يلحظ الحركة التراجعية للكواكب السيارة سواء الاسرع منه وتدور في فلك أضيق حول الشمس أو الأبطئ منه وتدور في فلك أوسع حول الشمس.

لذلك فبطليموس كان محقاً عندما لم يستدل بهذه الحركات التراجعية على أن الأرض تدور حول الشمس، بل لأنه يعلم أن هذه الظاهرة لا تدل على ذلك أساساً، ولذلك افترض ما أسماه دوائر الأفلاك، حيث يفترض بطليموس أن هذه الأفلاك تدور حول نفسها في وقت مخصوص، لسبب لا يعلمه، ولا أحد يعلمه.

وقد تابع بطليموس مجموعة من فلاسفة الإغريق، وكذلك تيخو براهي أحد كبار علماء الفلك في زمانه، لم يقبل بنظرية كوبرنيكوس مع أنه جاء بعده، وكل هؤلاء العلماء كانوا على علم يالحركات التراجعية للكواكب الخمسة السيارة، ولم يعتبروها حجة على دوران الأرض حول الشمس، لعلمهم أنها لا تدل على ذلك بأي وجه من الوجوه.

وإنما استدل بهذه الحجة، من لا يملك الحجة على دعواه حول مركزية الشمس ودوران الأرض حولها، ليوهم الناس أن لديه حجة.

إذاً الحقائق، تدل على أن حركة الكواكب التراجعية، لا علاقة لها بحركة الأرض المزعومة حول الشمس، وبالتالي تسقط الحجة الثانية التي قدمها الفلكيون لإثبات دوران الأرض حول الشمس.

تنبيه: بعض المواقع الاحتيالية تصنع محاكاة تزعم فيها أنهم يثبتون بذلك أن توقيع الكواكب في السماء دليل على دوران الأرض حول الشمس، والحقيقة أنهم يلبسون على الناس جهلاً أو عمداً، لأن التوقيع الذي يحدثه برنامج المحاكاة ليس هو ما يراه الراصد، فكما قلت سابقاً لا يمكن للراصد من على الأرض أن يلحظ الحركة التراجعية للزهرة وعطارد، وفي نفس الوقت يلحظها للمريخ والمشتري وزحل، بل يجب أن الراصد من على المريخ أو المشتري أو زحل، هو من يلحظ الحركة التراجعية للأرض، وهي تدور في فلكها المزعوم حول الشمس!

ولم يكن علماء الفلك الكوبرنيكيون، يعوّلون على هذه الحجة أساساً، بل كانوا يعوّلون على حدوث تزيّح في النجوم، عند رصدها مرتين في السنة.

فإذا تم رصد نجم في منتصف فصل الصيف فإنه يجب أن يتزيّح موقعه بعد رصده بستة اشهر، أي في منتصف الشتاء، لأن الأرض تغيّر موقعها من إحدى جهات الشمس إلى الجهات الأخرى.

ولكن مع الأسف، لم يقع مثل هذا الرصد!

ولكن، لو سلمنا أنهم ادعوا وجود تزيح في النجوم، فليس هذا دليلاً قطعيّاً ايضاً.

والسبب في ذلك، أن درجة الحرارة، ودرجة الرطوبة، في الأجواء تتغيّر، فليس الصيف كلاشتاء، ولا الخريف كالربيع، ولذلك سوف تتغيّر درجة انكسار الضوء، للأضواء الصادرة من خارج الكرة الأرضية، وبالتالي لا يمكن الوثوق بصحة الأرصاد حول وقوع تزيح في النجوم عند رصدها في مواسم مختلفة.

ولا أدل على ذلك أن علماء الفلك، يصرّحون أنه حتى أثناء قياس أبعاد النجوم، عن طريق حساب المثلثات، فإن التزيّحات المرصودة، ضعيفة جداً، حتى قال السيد دينا ل. موشيه، في كتابه: علم الفلك دليل التعلم الذاتي. أن محاولة رصد تزيّج نجم من الأرض، هو كمحاولة رصد تزيح عملة معدنية من على بعد 2 كيلو متر. أي: أنها تزيحات طفيفة جداً، ويقيسونها بالثانية القوسية، وهي وحدة قياس صغيرة جداً. 

ملاحظاتي على مسبار فوياجر وصورة الأرض التي التقطها!

في هذا المنشور سوف اتكلم معكم عن هذا الموضوع المهم، والذي أود قوله قبل الشروع في المقصود، أن الله تبارك وتعالى أكرمنا نحن البشر بكمال العقل، وجودة التمييز، وهذه صفة سائدة في البشر، ولكن الكثير يعطّل هاتين الميزتين، ويفضّل أن لا يعمل عقله في شيء، هو يريد فقط أن يكون مع التيار، اينما اتجه اتجه، هذا المنهج، هو الذي جعل الناس تعبد الأصنام والأشجار والأحجار، بل وتعبد بشر مثلها.

واليوم هذه العبودية لا زالت موجودة، ولكن نشأت عبودية جديدة، ولكن في صورة منمقة مزخرفة ومزيّنة، عبودية للوهم باسم العِلم.

فأنا ما أريده ممن يقرأ منشوراتي، أن يفعّل هذه الطاقة الكامنة لديه، وأن لا يؤجر عقله لأيٍّ كان، مهما علا كعبه، وأن لا يكون حبيس السذاجة.

أطلقت وكالة الفضاء ناسا من الولايات المتحدة الأمريكية مسباران أسمتهما فوياجر2 وفوياجر1

اطلق فوياجر2 في في 20 أغسطس 1977م.

بينما أطلق فوياجر1 في 5 سبتمبر، 1977م.

لكل واحد منهما مسار مختلف.

والهدف هو دراسة الكواكب الخارجية.

وقد استمرا في رحلتيهما حتى تجاوزا ما يسمونه بـ "نظام المجموعة الشمسية" والذي نعتقد نحن بأنه كان ولا يزال نظام "المجموعة الأرضيّة".

ما يميز هذان المسباران، أن حركتهما حُرَّة، أي: أن مركز القيادة لا يتحكم في حركتيهما، فهما يسبحان سباحة عشوائيّة، ويتقلبان في الفضاء بحريّة.

وهذا يدفعنا إلى التساؤل:

كيف استطاع هذان المسباران الاستمرار في التقدم دون أن يصطدما بكويكب من الكويكبات التي يقول الفلكيون أنها تملأ الفضاء! 

وكيف لم يعلق المسباران في جاذبية كوكب من الكواكب التي مرّا بها، أو علقا في جاذبية أحد اقمارها، مع أنهما كانا يدنُوان دُنُوّاً شديداً منها!

ما هذه المسابير التي لديها القدرة الذاتية على مراوغة الكويكبات والانفلات من جاذبيّة الكواكب والأقمار مع أنها غير مزوّدة بمثل هذه التقنيّة؟!

وقد ارسل المسباران العديد من الصور الجميلة لبعض كواكب المجموعة الأرضيّة وأقمارها.

ولكن هناك صورة واحدة هي المحيِّرة حقيقة، وهي الصورة التي نشرتها وكالة الفضاء ناسا، على أنها صورة الأرض.

والتي يقول الفلكيون: أن المسبار فوياجر1 تحرّك حركة عشوائية واستدار ليلتقط هذه الصورة، وذلك في 14 شباط/فبراير 1990.

لقد كانت هذه الصورة عبارة عن ذرة غبار غير واضح المعالم - إذ لا يوجد فيها أي علامة تدل على أنها الأرض - والأغرب من ذلك، أن هذه الذرة الغبارية عالقة في فضاء فارغ، فلا يوجد اي لمعان لأي كوكب أو نجم أخر!

فما هذا يا قوم!!

كيف عرفوا أن هذه الذرّة الغبارية التي ليس فيها اي علامة تدل على أنها الأرض ھي الأرض؟!

فلا يوجد تفاصيل على هذه الذرة الغبارية تدل على أنها الأرض، كما لا يوجد بجوارها أي كوكب أو نجم يثبت من خلا تموضع هذه الذرة الغبارية أنها الأرض!

لقد التقط مسبار فوياجر1 صورة الأرض، ولكنه تجاهل آلاف الكواكب والنجوم التي تقع في الخلفية، وبعضها - حسب حساباتهم الظنيّة - أكبر من الأرض وقوة سطوعها شديدة، ولا يمكن لكاميرة فوياجر1 أن تتجاهلها لكي تفرد الأرض بصورة خاصة!

يبدو أن مسابر فوياجر1 لا يلتقط سوى صورة الأرض!

كل هذه التساؤلات تحتاج إلى إجابة مقنعة، وإلا فلا داعي للاعتراض، أو اعطاء تبريرات ساذجة.

ونتيجة الملاحظات هي:

أولاً: بالنسبة لي، فأنا اقولها بملء الفم، أن هؤلاء القوم لم يصدقوا في قولهم، هم أعجبتهم هذه الصورة، فأرداوا أن يوهموا الناس بأنها صورة الأرض، وان مسبار فوياجر1 أتى بشيء جديد، ليشدّ اسماع الناس، ويجعلون الناس يقبلون إليهم، ويصغون اسماعهم وابصارهم إليهم، إنها محاولة للتأثير النفسي على العامة.

ثانياً: أنا لا أنكر بعث هذه المسابير، ولكن هذه المسابير أعطتنا أدلة قويّة جداً على أنه لا توجد جاذبيّة بين النجوم والكواكب والأقمار، وإلا لعلقت هذه المسابير تحت تأثير جاذبية أحد الكواكب، وأنا هنا لا أنكر الجاذبية مطلقاً، ولكن الجاذبية قد يكون تأثيرها محدود، تأثير جاذبية النجم أو الكوكب أو القمر محدودة، وعلى نطاق ضيّق، لعل الله تعالى أودعها فيه لتبقى أتربته وأحجاره متماسكة معه. ولكن ليس بين النجوم والكواكب والأقمار، فهناك قوة أخرى مؤثِّرة تحكم حركة هذه النجوم والكواكب والأقمار، ما هي؟ الله أعلم. لم يتوصّل العلم إليها. ولكن ثبوت عدم وجود الجاذبية بين الأجرام السماوية، يسقط الكثير من النظريات الكونية المعاصرة، ويثبت هشاشتها!

المصدر: فوياجر 1: النقطة الزرقاء الباهتة

ما هو شكل الكون بناء على أراء علماء الكونيات، وما مدى دقة تصوّرهم لشكل الكون

الشكل المشهور والمعلن عنه سابقاً، هو أن شكل الكون مقعر، على هيئة سرج جواد.

ولكن ما لا يعرفه الكثيرون، أن هاذ الشكل، ليس هو الشكل الوحيد المقترح من قبل علماء الكونيات، بل هناك أشكال متعددة!

فعلماء الكونيات أنفسهم، وضعوا ثلاثة أشكال يعتبرونها جميعاً صحيحة، وهي:

يمكن أن يكون الكون منحنيًا انحناءً إيجابيًا، كسطح الكرة. 

يمكن أن يكون الكون منحنيًا انحناءً سلبيًا، كسطح سرج الحصان. 

يمكن أن يكون الكون مسطّحًا، كسطح صفحة الورق.

وتمعنوا في الاحتمال الأول، تجدونه موافقاً تماماً لهيئة الكون في الإسلام، وهي الهيئة التي رسمتها خريطة الأشعة الكونية جاما.

وتمعنوا أيضاً في قول العلماء أن الكون قد يكون مسطحاً كالورقة!

حسنا، كيف استنتجوا أن شكل الكون قد يكون كرويا أو كسرج الجواد أو مسطح!

طبعا لم يذهبوا هم هناك ويشاهدوا ذلك بأم أعينهم، هم فقط يقومون بذلك بناء على بعض الحسابات الهندسية لكون لا يستطيعون أن يتثبتوا من حساباتهم الهندسية فيه!

إذا تعدد الاقتراحات بخصوص هيئة الكون، تدل دلالة قطعية، على أن القوم ليس لديهم سوى الفرضيات الجوفاء والظنون والأوهام التي هي في الحقيقة لا شيء، إنها سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، ليأتي رقيع ويقول: لا يوجد سماء، والسماء ابداع من مخيلة أصحاب الأديان، وأن العلم "أثبت" أن الكون كسرج الجواد!

وما اختاروه من شكل الكون هي أساطير جديدة يحيكونها لأنفسهم كما حاك غيرهم الكثير من الأساطير حول شكل الكون وهيئته وحركته.

وصدق الله إذ يقول: ﴿قُتِلَ ٱلۡخَرَّ ٰ⁠صُونَ (10) ٱلَّذِینَ هُمۡ فِی غَمۡرَة سَاهُونَ (11)﴾ [الذاريات]

لكن العلماء اختاروا الهيئة القائلة بأن الكون كسرج الجواد، مع أنهم اليوم يحتالون في محاولة استبدال هذه الفرضية بفرضية الكون المسطح، لماذا؟!

لأن حسابات الهندسية والرياضية أوهمتهم بذلك، ولكن حساباتهم الهندسية والرياضية الحديثة، رجّحت أن يكون شكل كونهم مسطح.

المصادر:

1- لماذا يعتبر الكون مسطحاً وليس كروي الشكل؟

2- أدلة قوية تدعم فكرة الكون المسطح

3- ما هو شكل الكون؟

إقرار ستيفن هوكينغ بأن الأرض هي مركز الكون

يقول ستيفن هوكينغ في كتابه: Abrief history of time "تاريخ موجز للزمان" عن ابتعاد المجرات عن الأرض بالقدر نفسه، ما ترجمته:

"الآن للوهلة الأولى ، كل هذا الدليل على أن الكون يبدو في نفس الاتجاه الذي ننظر إليه قد يبدو أنه يشير إلى وجود شيء مميز حول مكانتنا في الكون. على وجه الخصوص ، قد يبدو أننا إذا لاحظنا أن جميع المجرات الأخرى تبتعد عنا ، فيجب أن نكون في مركز الكون. ومع ذلك ، هناك تفسير بديل: قد يبدو الكون كما هو في كل اتجاه كما يُرى من أي مجرة أخرى أيضًا. هذا ، كما رأينا ، كان افتراض فريدمان الثاني. ليس لدينا أي دليل علمي مع أو ضد هذا الافتراض. نحن نؤمن بذلك فقط على أساس التواضع: سيكون الأمر الأكثر روعة لو ظهر الكون كما هو في كل اتجاه من حولنا ، ولكن ليس حول نقاط أخرى في الكون! في نموذج فريدمان ، تتحرك جميع المجرات بعيدًا عن بعضها مباشرة".

قلت: فحاصل قول ستيفن هوكينغ، أن الأجرام السماوية تبتعد عن الأرض بالقدر نفسه، وهذا يعني، أن الأرض في مركز الكون، وهذا يعني، أن لها مكانة مميّزة في الكون، ولكن العالم الروسي فريدمن له "افترض" أخر، أنه قد يكون هذا هو الحال في جميع المجرات، بحيث لو كنت على كوكب في مجرة أخرى، لرأيت أن الأجرام السماوية تبتعد عنك بنفس المقدار وفي جميع الاتجاهات، كما هو الحال بالنسبة للراصد على الأرض، ولكن لا يوجد على هذا الافتراض أي دليل! ولكن ستيفن هوكينغ، يقول: بان المجتمع العلمي "كما يسمّون أنفسهم" يؤمنون بهذا الافتراض الثاني، من باب التواضع فقط! أي: أن القوم لا يريدون أن يؤمنوا بمركزيّة الأرض، لمجرد أنهم يرون ذلك تكبُّراً، وأنه يجب على سكّان الأرض أن يتواضعوا، ولا يؤمنوا بمركزيّة أرضهم، ولو كانت الأدلة الرصديّة تثبت ذلك! وهذا من أعجب العِلل التي سمعتها وأغربها!

كما أن درجة حرارة الأشعة الكونية كانت موزعة بشكل متساوي حول الأرض، ولو كانت الأرض في طرف من أطراف الكون لكان ينبغي أن يكون ھناك فرق في درجة الحرارة حول الأرض، وھذا ما لم يتم رصده، مما يدل على مركزية الأرض.

زد على ذلك، أن الأشعة الكونيّة التي اكتشفها: آرنو بينزياس، وروبرت ويلسون. تدل أيضاً على مركزيّة الأرض، فقد لاحظ الباحثان، أن موجات هذه الإشعاعات ثابت ومعظمه متسق مع طيف الجسم الأسود في كل الإتجاهات، أي: أنها تبدوا وكأنها موزعة بشكل متساوي حول الأرض، بحيث لا يوجد فارق في سرعة هذه الإشعاعات، من أي مكان يمكن رصده منها، في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب، أو رصدت صيفاً أو شتاءً.

ولذلك، سعت وكالة الفضاء الأوروبيّة، لعمل مرصد ضخم، وهو عبارة عن نفقين ضخمين طويلين، طول كل نفق 3 كم، متصلان ببعضهما بزاوية قائمة، وهذا المرصد الكبير، هو نسخة مصغّرة، عن المعامل الصغيرة التي يعملونها لرصد التغيّر في سرعة الضوء.

والهدف من ذلك، إيجاد أي فرق في سرعة موجات هذه الأشعة، عندما تسقط على الأرض، ليتّخذوا من ذلك دليلاً على أن هذه الأشعة تقدم من مسافات غير متساوية، وبالتالي يؤكدون على فرضيّتهم القائلة بعدم مركزيّة الأرض!

ولكنهم مع ذلك فشلوا فشلاً ذريعاً، حيث كانت النتائج مخيّبَةً لآمالهم، حيث لم يستطيعوا رصد تغيّر يذكر، إذ كان التغيّر في سرعة هذه الموجات عبارة عن 0.001 من حجم البروتون، والبروتون مكوّن من مكوّنات الذرّة، أي: أنه جسيم متناهي في الصغر، أصغر من الذرّة، فإذا كان فارق التغيّر في سرعة الموجات الإشعاعيّة، بهذا المقدار، فيستحيل عندئذ أن يقال أن هناك فرق في سرعة هذه الموجات الإشعاعيّة.

ومع أن هذه النتيجة كانت كافية لإقناعهم بمركزيّة الأرض، إلّا أنهم لم يقتنعوا بعد، لذلك أرادوا عمل تجربة أخرى، ولكن أجّلوها إلى سنة 2034م أسموها: LISA PROJECT ، سوف يقومون بعملها في الفضاء، خارج الأرض، حتى يتأكدوا من عدم وجود فارق في النتيجة.

فيلم وثائقي عن التجربة بعنوان: إشارات لفهم أصل الكون

وهكذا يستمر هؤلاء في إنفاق الأموال، ليغيّروا خلق الله تعالى، وسينفقونها ثم تكون عليهم حسرةٍ ثم يغلبون إن شاء الله تعالى، وإنما أخشى والله أنهم إذا ذهبوا إلى الفضاء، أن يقوموا بتزوير النتائج، ليدعموا بذلك فرضيّتهم، فيفتتن بهم رقيق العقل والدين.

والله أعلم وأحكم.

اعتراف هوكينغ بظنية القوانين والثوابت الرياضية التي تصف الكون وحركته

وهل مركزية الشمس حقيقة علمية لا يمكن الطعن فيها أو التشكيك بها؟!

كثيراً ما نقرأ أو نسمع في مصادرنا العربيّة، ومن خلال العلماء والكتّاب والمثقفين بل والعامّة ايضاً، أن نظرية مركزية الشمس صارت حقيقة علميّة مقطوع بها ومفروغ منها، وأن مجرد التشكيك في هذه النظرية يعتبر ضرباً من الجنون والسفه!

فهل أثبت العِلم مركزية الشمس؟ وهل أصبحت نظرية مركزية الشمس حقيقة مقطوع بها ومفروغق منها؟سوف أدع الدكتور ستيفن هوكينغ هو من يجيب على هذا السؤال.

يقول الدكتور ستيفن هوكينغ:

"قبل بضع سنوات ، منع مجلس مدينة مونزا بإيطاليا أصحاب الحيوانات الأليفة من الاحتفاظ بالسمك الذهبي في أوعية منحنية. أوضح راعي الإجراء هذا الإجراء جزئيًا بالقول إنه من القسوة الاحتفاظ بسمكة في وعاء ذي جوانب منحنية لأنه عند التحديق في الخارج ، سيكون للسمكة رؤية مشوهة للواقع. لكن كيف نعرف أن لدينا الصورة الحقيقية غير المشوهة للواقع؟

منظر السمكة الذهبية ليس هو نفسه وجهة نظرنا ، لكن لا يزال بإمكان السمكة الذهبية صياغة قوانين علمية تحكم حركة الأشياء التي تراها خارج وعاءها. على سبيل المثال ، بسبب التشويه ، ستلاحظ السمكة الذهبية أن الجسم يتحرك بحرية للتحرك على طول مسار منحني. ومع ذلك ، يمكن للسمكة الذهبية أن تصوغ قوانين من إطارها المرجعي المشوه والتي ستكون دائمًا صحيحة. قد تكون قوانينهم أكثر تعقيدًا من القوانين في إطارنا ، لكن البساطة هي مسألة ذوق.

(راجع "أعظم الاستكشافات والمغامرات البشرية".)

أحد الأمثلة الشهيرة على صور مختلفة للواقع هو النموذج الذي قدمه بطليموس حوالي عام 150 بعد الميلاد (حوالي 85 - حوالي 165) لوصف حركة الأجرام السماوية. نشر بطليموس عمله في أطروحة يشرح فيها أسباب الاعتقاد بأن الأرض كروية ، بلا حراك ، ومتمركزة في مركز الكون ، وصغيرة بشكل مهم مقارنة بمسافة السماوات.

بدا هذا النموذج طبيعيًا لأننا لا نشعر بأن الأرض تحت أقدامنا تتحرك (باستثناء الزلازل أو لحظات العاطفة). تبنت الكنيسة الكاثوليكية نموذج بطليموس للكون ، وظل مذهبًا رسميًا لأربعمائة عام. لم يكن كوبرنيكوس قد طرح نموذجًا بديلًا حتى عام 1543. إذن أيهما حقيقي؟ على الرغم من أنه ليس من غير المألوف أن يقول الناس أن كوبرنيكوس أثبت خطأ بطليموس ، فإن هذا ليس صحيحًا. كما في حالة السمكة الذهبية ، يمكن للمرء استخدام أي من الصورتين كنموذج للكون. الميزة الحقيقية للنظام الكوبرنيكي هي أن الرياضيات أبسط بكثير في الإطار المرجعي الذي تكون فيه الشمس في حالة سكون.

(شاهد فيديو TIME بعنوان Herschel: The Telescope for Invisible Stars.)

توصلنا هذه الأمثلة إلى استنتاج: لا يوجد مفهوم مستقل عن الصورة أو النظرية للواقع. بدلاً من ذلك ، نتبنى وجهة نظر نسميها الواقعية المعتمدة على النموذج: فكرة أن النظرية الفيزيائية أو الصورة العالمية هي نموذج (بشكل عام ذات طبيعة رياضية) ومجموعة من القواعد التي تربط عناصر النموذج بالملاحظات. يوفر هذا إطارًا يمكن من خلاله تفسير العلم الحديث.

على الرغم من أن الواقعية قد تكون وجهة نظر مغرية ، إلا أن ما نعرفه عن الفيزياء الحديثة يجعل من الصعب الدفاع عنها. على سبيل المثال ، وفقًا لمبادئ فيزياء الكم ، وهي وصف دقيق للطبيعة ، فإن الجسيم ليس له موقع محدد ولا سرعة محددة ما لم وحتى يتم قياس هذه الكميات من قبل مراقب. في الواقع ، في بعض الحالات ، لا تتمتع الكائنات الفردية حتى بوجود مستقل ، بل توجد فقط كجزء من مجموعة من الكثيرين.

(انظر صور مصادم هادرون الجسيمي الكبير.)

تعد الإلكترونات نموذجًا مفيدًا يشرح الملاحظات مثل المسارات في غرفة السحاب وبقع الضوء على أنبوب التلفزيون. الكواركات ، التي لا يمكننا رؤيتها أيضًا ، هي نموذج لشرح خصائص البروتونات والنيوترونات في نواة الذرة. على الرغم من أنه يقال إن البروتونات والنيوترونات مكونة من كواركات ، فلن نلاحظ أبدًا كواركًا لأن قوة الارتباط بين الكواركات تزداد مع الانفصال ، وبالتالي لا يمكن للكواركات المنعزلة والحرة أن توجد في الطبيعة.

يمكن للواقعية المعتمدة على النموذج أن توفر إطارًا لمناقشة أسئلة مثل: إذا كان العالم قد تم إنشاؤه منذ وقت محدود ، فماذا حدث قبل ذلك؟ يؤيد بعض الناس نموذجًا يعود فيه الزمن إلى أبعد من الانفجار العظيم. لم يتضح بعد ما إذا كان النموذج الذي استمر فيه الزمن إلى ما بعد الانفجار العظيم سيكون أفضل في شرح الملاحظات الحالية لأنه يبدو أن قوانين تطور الكون قد تنهار عند الانفجار العظيم. إذا فعلوا ذلك ، فلن يكون من المنطقي إنشاء نموذج يشمل الوقت قبل الانفجار العظيم ، لأن ما كان موجودًا في ذلك الوقت لن يكون له عواقب يمكن ملاحظتها في الوقت الحاضر ، وبالتالي قد نتمسك أيضًا بفكرة أن الانفجار العظيم كان خلق العالم.

يعتبر النموذج نموذجًا جيدًا إذا كان:

1. أنيق

2. يحتوي على عدد قليل من العناصر التعسفية أو القابلة للتعديل

3. يوافق على جميع الملاحظات الحالية ويشرحها

4. يقدم تنبؤات مفصلة حول الملاحظات المستقبلية التي يمكن أن تدحض النموذج أو تزيفه إذا لم يتم تحملها خارج.

من الواضح أن المعايير المذكورة أعلاه ذاتية. تشير الأناقة إلى شكل النظرية ، لكنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بنقص العناصر القابلة للتعديل ، لأن النظرية المشوشة بعوامل الفدج ليست أنيقة للغاية. لإعادة صياغة ما قاله أينشتاين ، يجب أن تكون النظرية بسيطة بقدر الإمكان ، ولكن ليس أبسط. بالنسبة للنقطة الرابعة ، ينبهر العلماء دائمًا عندما تثبت صحة التنبؤات الجديدة والمذهلة. من ناحية أخرى ، عندما يتم العثور على نموذج غير موجود ، لا يزال الناس في كثير من الأحيان لا يتخلون عن النموذج ولكن بدلاً من ذلك يحاولون حفظه من خلال التعديلات. على الرغم من أن الفيزيائيين عنيدون حقًا في محاولاتهم لإنقاذ النظريات التي يعجبون بها ، فإن الميل إلى تعديل النظرية يتلاشى لدرجة أن التغييرات تصبح مصطنعة أو مرهقة ، وبالتالي "غير دقيقة".

في سعينا لإيجاد القوانين التي تحكم الكون ، قمنا بصياغة عدد من النظريات أو النماذج ، مثل نظرية العناصر الأربعة ، والنموذج البطلمي ، ونظرية اللاهوب ، ونظرية الانفجار العظيم ، وما إلى ذلك. فيما يتعلق بالقوانين التي تحكم الكون ، ما يمكننا قوله هو هذا: يبدو أنه لا يوجد نموذج أو نظرية رياضية واحدة يمكنها وصف كل جانب من جوانب الكون. بدلاً من ذلك ، يبدو أن هناك شبكة من النظريات ، مع كل نظرية أو نموذج ، تغيرت مفاهيمنا عن الواقع والمكونات الأساسية للكون".

انتهى كلامه.

المصدر: كتاب التصميم الكبير، تأليف ستيفن ھوكينغ.

وستيفن ويليام هوكينج، ولد في أكسفورد، إنجلترا (8 يناير 1942 - 14 مارس 2018)، هو من أبرز علماء الفيزياء النظرية وعلم الكون على مستوى العالم، درس في جامعة أكسفورد وحصل منها على درجة الشرف الأولى في الفيزياء، أكمل دراسته في جامعة كامبريدج للحصول على الدكتوراه في علم الكون.

والتعليق: يؤكد الدكتور ستيفن هوكينغ، أن ما نراه من ظواهر كونيّة رصديّة، قد لا تعبِّر عن حقيقة هيئة الكون وحركته ونظامه، ويضرب على ذلك مثالاً بالسمكة الذھبية التي تعيش في وعاء منحني.

ثم يؤكد الدكتور ستيفن هوكينغ، أنه مع ذلك، فإن السمكة الذهبية قادرة على أن تضع قوانين تحكم هذه الحركة المشوهة، والتي دوما سوف تكون قوانين صحيحة بالنسبة للسمكة الذهبية، بمعنى أن القوانين لم تثبت صحة نظرية مركزية الشمس، بل هي صيغت بناء على نظرية مركزية الشمس، لإقامة حسابات رياضية قائمة على أساس مركزية الشمس فقط.

ثم يؤكد الدكتور ستيفن هوكينغ، أن نظرية كوبرنيكوس حول مركزيّة الشمس، لم تثبت أبداً خطأ نظرية بطليموس حول مركزية الأرض، وأن كلا التصورين صحيحين، فبإمكانك أن تؤمن بأن الشمس مركز الكون، وبإمكانك أن تؤمن بأن الأرض مركز الكون.

ويجيب على تساؤل هام، وهو: إذا كان الأمر كذلك، فلماذا تم اعتماد نظرية كوبرنيكوس بدلاً عن نظرية بطليموس؟ 

فيقول: أن الحسابات الرياضية على نظام كوبرنيكوس كانت أسهل منها على نظام بطليموس، ومن هنا تم إختيار نظرية كوبرنيكوس. 

إذاً لم يكن اعتماد نظرية كوبرنيكس قائم على أدلة قطعية، ولا أن نظرية بطليموس تم إثبات خطأها، بل المسألة مسألة ذوق، كما قال الدكتور ستيفن هوكينغ!

فلا يأتينا بعد اليوم من يسخر ممن يقول بمركزية الأرض، ويدعي كذباً أن مركزية الشمس باتت حقيقة قطعية مفروغ منها!

نقض فرضية العلماء حول دوران المرجات حول نفسها

 بيّنت سابقاً أن فرضية العلماء لماهيّة المجرات، ليست سوى فرضيّة قدية اكتشف العلم الحديث بطلانها، ولكن العلماء يصرّون على نظريّات اسلافهم، وإن تبيّن لهم خطؤها رصدياً، وبناء على ذلك، فإن الادعاء بأن المجرات تدور حول نفسها ليس سوى فرضيّة أخرى، لم يتم رصدها، ولا يمكن رصدها، وإنما ادعى علماء الكونيّات أن المجرات تدور حول نفسها، تقليداً للفيثاغوريين، ولكون دوران المجرة لا يمكن رصده، وضعوا الحسابات اللازمة التي تتوافق مع عدم رصدهم لدوران المجرة حول نفسها، فوضعوا السرعات اللازمة لتلك النجوم والكواكب، وهنا استنتجوا أنه لكي نلحظ دوران المجرة حول نفسها، يجب علينا أن ننتظر ما لا يقل عن 200,000 سنة، وهذا ما لا يستطيعه أي إنسان ولا حتى جان!

ولكي يعللوا كيف تتماسك نجوم المجرة الواحدة، افترضوا أن الجاذبيّة هي من تقوم بهذا الدور.

ولكنهم لما حرّكوا المجرات، وقعوا في معضلة أخرى، وهو أنه يلزم من تحرّك المجرات أثناء دورانها حول نفسها، أن يكون دوران النجوم الأقرب من مركز المجرة، أسرع من دوران النجوم الأبعد منها، بفعل جاذبيّة مركز كتلة المجرة، أو ما يعرف باسم "مركز الثقالة" مما يلزم منه ازدياد تكتل النجوم والكواكب بالقرب من مركز المجرّة، ولكن الرصد يثبت العكس تماماً، فنجوم المجرة سواء القريبة أو البعيدة من مركز المجرة، تدور حول مركز المجرة بسُرُعات متقاربة، كونها تتموضع بالتساوي عند مركز المجرة وعند أطرافها، وهذا يقض مضاجع العلم الفيزيائي الحديث، ويضرب بالقوانين الفيزيائية الحالية المتعلقة بالجاذبية عرض الحائط.

ولكن في بيئة علمية تقوم أسسها العلمية على الافتراضات، كان حل هذه المعضلة يسيراً، فقد قامت العالمة الأمريكية فيرا روبين بافتراض أن المادة المظلمة، هي التي تحافظ على تماسك نجوم المجرّة، بحيث تندفع نجومها أثناء دورانها حول مركز المجرة بسرعة متقاربة!

نأتي الأن لهذا الغبار الكوني، وهل هو حقاً يدور حول نفسه؟

والجواب أما ذات الشكل الحلزوني فقد تدور حول نفسها، ويظهر أن ذلك بفعل الرياح الكونيّة، وليس هذا أمراً مستمراً، بل قد تعصف بها الرياح الكونية وتشكلها بهذا الشكل الحلزوني، لتذهب وتتركها مستقرة على هذا الشكل، بينما المجرات ذات الشكل البيضاوي أو العشوائي، فهذه على ما يظهر من هيئتها لم تتعرض لعاصة لولبية تغيّر من شكلها إلى الشكل اللولبي.

والله أعلم وأحكم.

نقض نظرية علماء الكونيات حول المجرّات وبيان حقيقتها

يقول علماء الكونيّات، أن المجرات عبارة عن نجوم بعيدة جداً، وكثيرة جداً، تبلغ مليارات النجوم، متكدسة ظاهرياً، نظراً لبعدها عنّا، مما جعلها تعطي ما يشبه السديم الكوني ظاهرياً!

وكنت أظن هذا الاكتشاف حدث في زمن التلسكوبات الضخمة والصواريخ الفضائية والمسابير والأقمار الصناعية، ولكن تفاجأت أن هذا الادعاء، ليس سوى "فرضيّة" عمرها أكثر من 2000 سنة!

فبينما كنت اقرأ في كتاب: جمع الجواهر في الملح والنوادر، لإبراهيم بن علي الحصري القيرواني (توفي سنة 453 هـ) وجدته يقول ما نصّه: "فقد زعموا أن المجرة كواكب مضيئة مجتمعة؛ فكسف بعضها نور بعض؛ فصارت طريقاً في السماء بيضاء". اهـ

والحصري في ذلك، إنما يقل هذا عن أهل الهيئة، أي: الباحثين في هيئة الكون والأرض وحركته، وهؤلاء مجموعة من الفلاسفة والمتكلمين، الذين يدعون أنه بالإمكان معرفة كل شيء عن طريق العقل والرياضيات.

 يظهر أن أول من ادعى ذلك هم الفيثاغوريين، تلاميذ مدرسة فيثاغورس الإيوني (570- 495 ق.م تقريباً) حيث كانوا يزعمون أن الأرض كوكب من الكواكب التي تدور حول النار المركزية، وليست هذه النار المركزية هي الشمس؛ لأن الشمس نفسها تدور حولها.

وبذلك، يكون الفيثاغوريين، هم أوّل من أصّل لفكرة أن المجرات عبارة عن نجوم سحيقة البعد، ومتكدّسة مع بعضها البعض، كسف ضوئها ضوء بعض، وأنهم أول من أصّل لفكرة أن المجرات تدور حول مركزها.

ومن المعلوم، أن الفلاسفة القدماء وإلى زمن الحصري وما بعده إلى قريب 300 سنة تقريباً، لم يكن عندهم تلسكوبات، وإلى وقت قريب جداً، لم يكن لديهم تلسكوبات ضخمة ومتطوِّرة ولا صواريخ فضائية ولا مسابير ولا أقمار صناعية، ولا معادلات وقوانين فيزيائية، حتى يعلموا أن هذه المجرات عبارة عن نجوم مجتمعة مع بعضها البعض وأنها تدور حول مركزها، 

والسبب في ادعائهم ذلك أن فلاسفة الإغريق رأوا المجرة - مجرة درب التبانة وكان العرب يسمونها: المِجرَّة والجَرّ - معترضة في وسط السماء، ولم يكونوا قد رأوا أي مجرة أخرى حتى ذلك الحين، بل إن المجرات الأخرى لم ترى إلا في وقت متأخر! فلما رأوها أرادوا أن يعرفوا ما هي، وبحكم أن الفلاسفة يعتمدون على العقل المجرّد، افترضوا أن تكون المجرّة نجوم مجتمعة كسف بعضها ضوء بعض. 

إذاً المسألة مجرد تخمين لا أكثر!

ولكن العِلم الحديث، وعصر التلكسوبات والمسابير والأقمار الصناعية والصواريخ الفضائية، أثبت أن هذه المجرة ليست سوى "سديم كوني" أي: غبار كوني، لا أكثر، إذاً الأساس الذي بنا عليه الفلاسفة القدماء تصورهم عن المجرة قد تحطم، فتلك السحب التي يقولون عنها بأنها نجوم متجتمعة ليست سوى غبار كوني، فلماذا لا يزال علماء الكونيات المعاصرون يصرون على التمسك بالتصور الإغريقي القديم؟!

السبب يعود، إلى أن الإنسان عندما يألف معلومة، يصبح من الصعب عليه التخلّص منها، فما يخالط قلبه، يصبح وكأنه حقيقة لا تقبل النقاش! ويزداد الأمر صعوبة، إن كانت هذه المعلومة مشهورة ومتداولة ومعترف بها في الساحة العلمية، وإذا كان لهذا القبول سبب عِرقي فإن التخلّص منها أمر شبه مستحيل.

فتبيّن بهذا، أن هذا الادعاء ليس سوى فرضيّة لا أكثر، تبناها الفلكيون المتأخرون بلا دليل صحيح، ولا برهان ساطع، سوى الظن.

وإن كانت الأرصاد، اثبتت أن مجرة درب التبانة، ليست سوى سديم كوني، فإن علماء الكونيات حتى الآن لم يستطيعوا تصوير أي نجم من نجوم المجرات المزعومة الأخرى! وأحياناً يتم تقريب الصور لبعض المجرات، فتبدو النجو الواقعة خلفها، فربما ظن بعضهم أن هذه النجوم هي نجوم تلك المجرة، وليست هي بذاك!

وهنا ملاحظة هامّة، وهو أن البعض، يعتقد أن المجرات هي تلك السحب التي تتشكل في أشكالٍ شتّى، وألوان وزخارف شتى، والحقيقة أن علماء الكونيّات لا يعتقدون أن هذه هي نجوم المجرّات، بل يعتقدون أن هذه السحب، ليست سوى سُدُم تلك المجرات، حيث يعتقدون أن لكل مجرة سديم خاص بها يتمركز في وسط المجرة، بينما تتبعثر كواكبها حول ذلك السديم. 

وهذا التصوّر، أخذوه من السديم الذي يعترض في سمائنا، والذي يُسمّى: مجرّة درب التبانة، فلما اكتشفوا خطا فلاسفة الإغريق في تصورهم لهذا السديم، وأنه ليس سوى غبار كوني، انقدحت في أذهانهم أن يكون هذا السديم متمركز في قلب المجرة، لا أنه عين المجرّة، وأن سبب تكدسه هناك، هو بفعل جاذبيّة مركز الثقالة، وأن هذا هو الحال في جميع المجرات.

فيفترضون أن ذاك السديم هو مركز المجرة، أو ما يسمونه: ذراع المجرّة، ويفترضون النجوم المتموضعة بالقرب من ذلك السديم هي نجوم تلك المجرّة، لذلك عندما يريدون حساب بعدها، يحسبونه بالفرسخ الفلكي، لكي تكون نتائج الحسابات الرياضية كبيرة جداً، أكبر من الحسابات التي يقومون بها لأبعاد النجوم والكواكب في مجرّتنا المزعومة.

ومن رأى صورهم التوضيحية التي يلتقطونها لتلك المجرات، وكيف أن نجوم تلك المجرة المزعومة يتموضع في الفضاء كما يتموضع أي نجم يفترضون أنه منتمي لمجرتنا المزعومة، علم مدى بطلان افتراضات العلماء حول ماهيّة المجرات.

وإذا ثبت أن تصوّر العلماء لماهيّة المجرات خاطئ، فبالتالي يكون تصوّرهم لوجود العناقيد المجريّة هو الأخر خاطئ.

هل نظرية الإنفجار الكبير حقيقة علمية، أم فرضيّة وهميّة؟

يدعي علماء الكونيات أن الكون نشأ من انفجار عظيم، تسبب في تولّد الكثير من الإشعاعات والغبار، الذي تشكلت منه فيما بعد الأجرام الكونيّة.

ولكي يعطوا تلك الفرضيات الصبغة العلمية، والتي هي عندهم كل مسألة تخضع للتجربة والقياس، فقد قدموا على ذلك دليلاً واحداً لحدوث هذا الانفجار المزعوم.

حيث اكتشفوا أن بعض الأجرام السماوية، تعطي إنزياحاً إلى اللون الأحمر عند رصدها، وهذا فيه إشارة إلى أن هذه الأجرام تبتعد، بل ومستمرة في الابتعاد، وهذا يعني أن الكون يتوسّع، وإذا كان الكون يتوسّع، فهذا يعني أنه كان أضيق من ذلك.

لذلك افترضوا لحل هذه المسألة، أن الكون كان أصغر من نواة الذرّة بمليرات المليارات من المرّات، حيث يبلغ قطر نواة الذرة 10 أس 13 سنتمتر، بينما يدّعون أن النواة الكونية، كان يبلغ قطرها 10 أس 33 جزءاً من السنتمتر. ولا تسألهم كيف اكتشفوا حجم هذه النواة الكونيّة، لأنهم سوف يحيلون هذا الاكتشاف إلى حساباتهم الرياضية، تلك الشمّاعة التي يعلقون عليها جميع اكتشافاتهم، مع أني لم أسمعهم أو اقرأ لهم أنهم يدعون ذلك، ولكن جرت عادتهم، أنهم في كل معلومة، يسندون اكتشافاتهم لحساباتهم الرياضية. 

وليسوا هم وحدهم من يتخذ من الحسابات الرياضية شماعة يعلق عليها ما يدلي به من معلومات، فحتى السحرة والكهنة والمشعوذين والعرافين، يدّعون أن صناعتهم تعتمد على الحسابات الرياضية!

ثم يدعمون أن كلّ هذا الهيلمان العظيم، كان محشوراً في هذه النواة المتناهية الصِغر! وأن الانفجار، تسبب في تحررها وانتشارها في الفراغ!

ولكن بعيداً عن هذه التخيلات، هل الانزياح إلى اللون الأحمر، لا يدل إلا على ابتعاد الأجرام السماوية، أم أن له دِلالات أخرى؟

والجواب: باعترافهم، أن الانزياح إلى اللون الأحمر، له دِلالات أخرى، فقد يكون هذا دليلاً على أن هذه الأجرام تفقد طاقتها، فالأجرام عندما تفقد طاقتها، تعطي إنزياحاً إلى اللون الأحمر.

جاء في ويكيبيديا تحت عنوان "عمر الكون" ما نصّه: "أظهرت الأطياف المأخوذة لهذه المسافات، انزياح نحو الأحمر، في الخطوط الطيفيّة من المحتمل أن تكون بسبب تأثير دوبلر، مما يشير إلى أن هذه المجرات كانت تتحرك بعيدًا عن الأرض" اهـ

وبهذا نعلم، أن الدليل الوحيد الذي يمتلكه علماء الكونيات، لوقوع ما يسمّى بالانفجار العظيم، ليس دليلاً قطعيّاً، بل هو مجرّد احتمال، ودليل ظنّي، فقد يكون سبب تزيّح هذه الأجرام إلى اللون الأحمر، هو أنها تفقد طاقتها، وليس لأنها تبتعد في الفضاء، وأيضاً لو سارت هذه الأجرام بسرعة فائقة، فإنها سوف تعطي انزياحاً نحو اللون الأحمر، حيث يعتقد ذلك من يؤمن بثبات الأرض وحركة الأجرام السماوية، وإذا كان الدليل ظنّياً، فبالتالي تكون النظريّة برمتها ظنّيّة وليست حقيقيّة، فما بال أقوام يزعمون بلا حياء وبكل صفاقة وجه، أن فرضية الانفجار الكبير أصبحت حقيقة علميّة!

ولكن، وكما قالت العرب: تجري الرياح بما لا تشتهي السُفُن.

فقد ثبت بالأدلة الرصدية، أن فرضية الانفجار العظيم فرضيّة خاطئة كاذبة، حيث أعلن الدكتور هالتون آرب أنه رصد أجراما سماوية متساوية البعد عن الأرض ولكنها تعطي انزياحا نحو الأحمر مختلفاً جدا، وبعد أن التقط صوراً فوتوغرافية بواسطة أكبر التلسكوبات، أكتشف أن العديد من الأزواج من نوع معين من الأجرام السماوية التي يسمونها: كويزرات، ذات الانزياح الشديد نحو الأحمر، وبالتالي كان من المفترض أن تتباعد عن الأرض بسرعة كبيرة "بمقتضى نظرية الانفجار الكبير" مما يعني أنها تقع على مسافات بعيدة جداً عن الأرض، مرتبطة بمجرات لها انزياح واطئ نحو الأحمر وبالتالي يعتقد أنها قريبةٌ نسبيا، مما يعني أن الانزياح إلى اللون الأحمر ليس بالضرورة مؤشرا على المسافة، وبالتالي ليس مؤشرا على تمدد الكون، وكانت الصور التي قدمها هالتون آرب مذهلة في تعارضها مع نظرية الانفجار الكبير!

فماذا حصل بدل ان يكرموه طردوه من عمله! وهذا ما يؤكد وجود مؤامرة حقيقة ضد الحقيقة، لأنه لو لم يكن هناك مؤامرة لما طرد الرجل من عمله، ولكن المتنفذين في الجهات الغربية والمسيطرين على التعليم والإعلام هناك، لم يدعوه خشية أن يتفشى هذا القول بين العلماء، ويرى باقي العلماء أن هالتون آرب لم يصيبه مكروه بسبب إظهاره لهذه الحقائق، فقاموا بطرده ليتأدب غيره، فلا يتفوهوا بما لا يريدون من القول!

ولكن هالتون آرب ألف كتابا في ذلك ليبين الحقيقة للناس، بعنوان:

Seeing Red: Redshifts, Cosmology and Academic Science

رؤية اللون الأحمر: الإنزياحات الحمراء وعلم الكونيات والعلوم الأكاديمية.

وقد ذكر هالتون آرب أن غرضه من نشر هذا الكتاب هو طرح معلومات لا يمكن الوصول إليها بوسيلة أخرى.

وقال هالتون آرب: "قبل ان يخيب ظني، حدث شيء رائع، صرت اتسلَّم رسائل من علماء في كليات صغيرة، في مختلف فروع المعرفة، ومن هواة، وطلاب وناس اعتياديين، لقد اذهلني وأسعدني الهواة بصفة خاصة، لأنهم كانوا ينظرون بجد الى الصور، وكانوا ملمين بخلفيات القصة".

وبعد عشر سنوات، وعلى رغم موقف الجالية العنيد ضده، أصبح على يقين من أن الأدلة المستقاة في الرصد أصبحت كاسحة، وأن نظرية الانفجار الكبير انقلبت في واقع الحال رأساً على عقب. 

ويقول هالتون آرب عن كتابه: "إن احدى فوائد هذا الكتاب – الأخير – هي أنه يستند إلى فرضية بسيطة، حول طبيعة الانزياح نحو الأحمر في المجرات، ولا شك أن كلّاً من الطرفين في النزاع لديه وجهات نظر معقدة ومدروسة، يعتقد بأنها مدعومة أميركياً ومنطقياً، مع ذلك لا بد من أن يكون أحد الطرفين مخطئاً بصورة تامة وفاجعة، وتلك هي المسألة، وهذا هو سبب التشبث بموقفهم".

وفحوى كتابه يستند الى الحقيقة الآتية: أن الأجسام المتحركة في المختبر، أو النجوم المزدوجة التي تدور إحداها حول الأخرى، أو المجرات الدوّارة، كلها تعطي انزياحاً نحو الأحمر يتفق مع ظاهرة دوبلر في أثناء تراجعها، فقد اُفتُرِض في علم الفلك أن الانزياح نحو الأحمر لا يعني سوى تراجع الأجرام السماوية.

قلت: ولاحظ أن دعوى أن انزياح الأجرام نحو الأحمر يعني تراجعها مجرّد افتراض!

لكن البرهان المباشر على هذه الفرضية لا يزال غير متوافر. وعلى مر السنين ظهرت متناقضات بهذا الصدد، ورُفِضت. 

يقول آرب: "على أنني آمل أن يكون الدليل الذي أقدمه في هذا الكتاب مقنعاً، لأنه يطرح براهين مختلفة كثيرة، على الانزياح الطبيعي في العديد من المظاهر الفلكية، من النجوم إلى الكويزرات والمجرات ومجموعات المجرات".

لذلك، يقول آرب: "سيثير الكتاب الحالي حفيظة وسخط العديد من العلماء الأكاديميين، وأن العديد من اصدقائي في المهنة سيستاؤون كثيراً، فلماذا كتبته؟ أولاً: ينبغي على كل امرئ أن يقول الحقيقة كما يراها، لا سيما حول أشياء مهمة، والواقع أن غالبية الممتهنين يضيق صدرهم حتى بالآراء التي تبدو مخالفة لما يؤمنون به، يدعوك الى الإيمان بضرورة التغيير، وأصدقائي الذين يكافحون أيضاً من أجل أن يضعوا الأمور في نصابها، يعتقدون في الغالب بأن تقديم الأدلة وطرح نظريات جديدة يكفيان لأن يحدثا تغييراً، لكن من غير اللائق توجيه نقد إلى المؤسسة التي ينتمون إليها ويثمنونها، بيد أنني لا أتفق معهم، لأنني اعتقد بأننا اذا لم نفهم لماذا يفشل العلم في تصحيح نفسه، فلن يكون في الإمكان اصلاحه".

وهالتون آرب (بالإنجليزية: Halton Arp)‏ (1927 – 2013 م) هو عالم فلك من الولايات المتحدة الأمريكية، ولد في مدينة نيويورك، وتوفي في ميونخ، عن عمر يناهز 86 عاماً. تعلم في معهد كاليفورنيا للتقنية، وجامعة هارفارد وحصل على عدة جوائز منها: جائزة هلين ب. وارنر، لعلم الفلك، وجائزة نيوكومب كليفلاند، للبحوث العلمية. وعمل مع أدوين هبل من كبار علماء الفلك في زمانه!

وقد كان هذا الدليل كافٍ لسحق نظريّة الانفجار الكبير.

ولو لم يكن هناك من الأدلة ما يعارضها، لكان في كونها مجرد احتمال ما يوجب الإعراض عنها، فضلاً عن التسويق لها أو اجبار الناس على قبولها، بنشرها عبر وسائل الإعلام والتعليم، أو على الأقل، جعلها رأياً أخر مقابل الرأي الديني عن نشأة الكون، لا أن يتم إقصاء الرأي الديني عن نشأة الكون بالكليّة، وفرض فرضيّة بيّنت الأرصاد بطلانها.

ولم تكن الأرصاد التي قدمها هالتون آرب هي الدليل الوحيد على بطلان نظرية الانفجار العظيم، بل إنه بعد إطلاق تلسكوب جيمس ويب العملاق في الفضاء، والتقاطها للعديد من الصور للمجرات المختلفة، تم رصد ما يدل على بطلان نظرية الانفجار العظيم.

وقد قام المخترع الفيزيائي الأمريكي إيريك ليرنر بالتعاون مع الدكتور ريكاردو سكاربا، بإعداد ثلاث ورقات علمية بعنوان: (هل ستنجو كونيّات نموذج لا مبدأ للمادة المظلمة الباردة LCDM من تلسكوب جيمس ويب؟) حيث إنّ LCDM هي التسمية المختصرة للإصدار السائد حالياً من فرضية الانفجار العظيم.

وقد قام الباحثان بنشر هذه الورقات العلميّة الثلاث في منصة arXiv والتي قامت بدورها بحذف هذه الورقات دون مبرّر!

وقد قام الدكتور أسامة دليقان، في موقع "حزب الإدارة الشعبية" بترجمة وتلخيص الخبر، تحت عنوان: (صور جيمس ويب تضع فرضية الانفجار الكبير في مأزق وتفضح حقيقة المؤامرة على العلم!) حيث قال ما نصّه: وقّع 24 من علماء الفلك والفيزياء ينتمون إلى 10 دول على عريضة احتجاج ضدّ قيام منصة arXiv الشهيرة بحظر نشر 3 أوراق علمية ناقدة لفرضية «الانفجار العظيم» السائدة في الكونيات. ومنصّة «الأرشيف» المذكورة تعتبر أضخم موقع إلكتروني مفتوح لنشر الأوراق العلمية في هذا المجال وتدار من جامعة كورنيل الأمريكية. ولم يشفع للأوراق المحظورة كون وظيفة المنصة أصلاً نشر مسودّات الأبحاث ولا تشترط خضوعها لتحكيم مسبق أو مراجعة النظراء peer-review بل هي مجرد منبر لعرض هذه الأوراق على المجلات المحكّمة التي قد ترغب بنشرها أو رفضها فيما بعد، وبذلك يفترض أن arXiv منبر ليتبادل عليه العلماء الآراء والاختلافات والانتقادات. ويبدو أنّ الحظر جاء خصوصاً قُبيل الموعد الذي تحدّد مسبقاً من وكالة ناسا والبيت الأبيض لكشف أولى صور تلسكوب جيمس ويب يوم الثلاثاء 12 يوليو/تموز الجاري، ولا سيّما أنّ إحدى الأوراق التي حظرتها رقابة المنصّة حملت عنوان «هل ستنجو كونيّات نموذج لامبدا للمادة المظلمة الباردة LCDM من تلسكوب جيمس ويب؟» حيث إنّ LCDM هي التسمية المختصرة للإصدار السائد حالياً من فرضية «الانفجار العظيم». ولحسن الحظ أنّ أحد المؤلفين قد نشر الأوراق الثلاث المحظورة كاملةً، في 5 تموز الجاري (ولو على نطاق ضيّق في موقع مختبره الخاص إلى جانب عريضة الاحتجاج) مع نبذة موجزة عن محتواها وأهميتها، وبالتالي يمكن أن يقرأها وينتقدها، ويقبلها أو يرفضها، كلّ من يثق بأن العلم لا يمكن أن يتقدّم سوى بالجدال الديالكتيكي بين الآراء والحجج المتناقضة ولكن من الظلم بالتأكيد منع مؤلفيها من نشرها على نطاق واسع. وفيما يلي عرض موجز لأبرز محتويات هذه الأوراق التي قرّرت «محكمة تفتيش» القرن الواحد والعشرين إحراقها بسبب تجرُّؤ مؤلّفيها على «الكفر» بـ«الانفجار العظيم». خلال يونيو/حزيران 2022 رفضت منصة arXiv نشر ثلاث أوراق من تأليف إريك ليرنر، والدكتور ريكاردو سكاربا".

ثم قال الدكتور أسامة تحت عنوان (تلسكوب جيمس ويب لن يجد دليلاً على الانفجار العظيم) ما نصّه: "مع أنّ صياغة أخبار الإعلام ووكالة ناسا تقدّم عادةً أيّ أرصادٍ فلكية واكتشافات جديدة وكأنها إثبات أوتوماتيكي مفروغ منه لـ«الانفجار العظيم»، لكن بالعكس، تحت عنوان الفقرة أعلاه يقول إريك ليرنر إنّ الورقة الأولى من أصل ثلاث التي حظرتها arXiv من النشر – بتأليف مشترك من ليرنر وسكاربا، وبعنوان «هل ستنجو كونيّات نموذج لامبدا للمادة المظلمة الباردة LCDM من تلسكوب جيمس ويب؟» – تتحدث عن التوقعات المسبقة لما سوف يرصده هذا التلسكوب الفضائي الجديد JWST فيما لو كانت فرضية الانفجار العظيم صحيحة، وماذا سوف يرصد بالمقابل في حال لم تكن صحيحة؛ أيْ في حال لم تكن هناك «نقطة بداية حارّة كثيفة» للكون قبل نحو 14 مليار سنة. ويقول بأنّ التنبّؤ بالبيانات قبل مشاهدة نتائج الأرصاد يعتبر أمراً حاسماً لاختبار الصلاحية العلمية لأية فرضية وأمراً مركزياً لفائدة العلم. ويوضّح ليرنر بأنّ إحدى التوقّعات الحاسمة لفرضية «الكون المتوسَع عن الانفجار العظيم» هي أنّه وبسبب الانخداع البصري، يفترض بالمجرات البعيدة جداً ألا تظهر لنا أصغر فأصغر حجماً بل أكبر فأكبر. حيث إنّ انخداعاً بصرياً سينجم عن المجرات التي يفترض – بموجب «الانفجار الكبير» – أنها كانت فيما مضى أقرب إلينا عندما بدأ الضوء بالانبعاث منها، وبالتالي ستبدو الآن أكبر حجماً، أما لو كان الكون لا يتوسّع، فسوف يحدث العكس، وتبدو لنا المجرات أصغر كلما كانت أبعد عنا، أي تماماً كما يحدث في المكان العادي المألوف. ويشير ليرنر إلى أنّ أوراقاً بحثية سابقة من تأليفه وتأليف سكاربا وزملاء آخرين من مرصد Renato Falomo في بادوفا (في إيطاليا) قد استخدمت بالفعل بيانات تلسكوب هابل لكي تبرهن أنّ التوقع الموافق لاعتبار الكون غير متوسّع هو الصحيح، وأنه «تم إثباته وصولاً لأعلى الانزياحات الحمراء redshifts وأقصى المسافات المرصودة بواسطة تلسكوب هابل الفضائي» ويحيل ليرنر قرّاءه، كمثال على هذه الأبحاث، إلى إحدى أوراقه المنشورة سابقاً في إحدى المجلات المحكّمة الرائدة في علوم الفلك والفيزياء الفلكية والكونيات، وهي مجلة «الملاحظات الشهرية للجمعية الفلكية المَلَكية» MNRAS التابعة لجامعة أوكسفورد البريطانية. ويقول ليرنر بأنّ الورقة الجديدة ذات الصلة بالموضوع نفسه، والتي رفضت منصة arXiv نشرها «تتنبّأ بثقة بأنّ الاتجاه نفسه سيلاحظ أيضاً مع تلسكوب جيمس ويب الفضائي JWST وسيعطي مشاهدات رصديّة لمجرّات ستظهر أصغر كثيراً من أنْ تبدو ممكنةً فيزيائياً فيما لو كانت فرضية الكون المتوسّع صحيحة، بينما سيبدو حجمها الصغير ظاهرياً موافقاً تماماً لما هو متوقّع وفق كونٍ عديم التوسّع [أي بلا انفجار عظيم]".

وللتنبيه: فإن هالتون آرب وإيريك ليرنر وريكاردو سكاربا، ليسو متديّنين، بل هم علماء ملاحدة، ويفترضون بأن الكون أزلي أبدي، ونشأ عن طريق ما يسمى بالبلازما الكونيّة، والتي قام إيريك ليرنر بإجراء تجارب معملية ناجحة عليها، تفسّر كيف نشأت المجرات والأجرام السماوية، من وجهة نظرٍ إلحادية أخرى. إذاً هذا الخلاف، هو خلاف داخل البيت الإلحادي، وكلٌّ يدّعي أن الحق معه، وهذا دليل كافٍ على القوم ليس لديهم سوى الفرضيّات والظنون والأوهام، لأن الحقيقة لا يمكن أن يُختَلف عليها. وهذا دليل على أن نجاح التجارب المعملية، ليس بالضرورة دليلاً على صحة نظرية ما، وإنما هي دليل على جواز وقوع النظرية في الواقع فقط. فيأتيك أحمق ليقول: نظرية الانفجار الكبير قامت على أدلة رصدية وتجريبية، على أساس أن باقي الفرضيات لم تقم على ذلك أيضاً!

كما يفيد أيضاً وجود مؤامرة على العِلم، بحيث تقدم مثل هذه المعلومات الخاطئة على أنها حقائق علمية، وهذا فيه رد صريح وقاصم لمن يزعم عدم وجود مؤامرة على العلم.

إريك ليرنر Eric J. Lerner: مدير وكبير علماء شركة LPPFusion لأبحاث طاقة البلازما، باحث في فيزياء البلازما وطاقة الاندماج النووي الساعية لإنتاج طاقة نظيفة واقتصادية باستعمال جهاز «بؤرة البلازما الكثيفة». وأبحاثه في الفيزياء الفلكية تتضمن تطوير نموذج كهرومغناطيسي للكويزرات (أشباه النجوم quasars) والتي ساهمت بدراساته في الاندماج، كما ساهم في تطوير نظريات تشكل «البنى الكونية كبيرة النطاق» والبحث في منشأ العناصر الكيميائية الخفيفة، وإشعاع الخلفية الكونية، وظواهر أخرى، والمستندة جميعها على نموذج كونٍ بلا انفجار عظيم ولا بدايةَ له في الزمان (أزليّ). ألّف عام 1992 كتاب «الانفجار الكبير لم يحدث أبداً».

ريكاردو سكاربا Riccardo Scarpa: فلكي في معهد الفيزياء الفلكي في كانارياس (إسبانيا). يعمل على تلسكوب GRANTECAN الذي يعتبر اليوم أضخم تلسكوب بصري في العالَم. حصل على الدكتوراه من جامعة بادوفا عام 1992 وانتقل إلى «معهد علوم التلسكوب الفضائي» لمستوى ما بعد الدكتوراه. عام 2000 عَمِل كفلكي في «مرصد الجنوب الأوروبي». إضافة لأبحاثه على النويّات المجرّية النشطة ANG والمجرات الراديوية والكويزرات وغيرها، يهتم بنظرية جاذبية بديلة ويدعم فرضية «الديناميك النيوتوني المعدّل» MONOD كبديل عن الفرضية القائلة بأنّ حركية المجرات تحدّدها «هالات من المادة المظلمة الضخمة غير المرئية».

ومما سبق يتبيّن أن الدليل الوحيد على وقوع الانفجار الكبير، هو دليل احتمالي وطنّي وليس يقيني وقطعي، بل أثبتت الأدلة الرصدية بطلانه وعدم صحّته.

وإذا ثبت ذلك، فإن حساب الفلكيين لسِنّ الكون، والثابت الرقمي الذي استنتجوه من توسّع الكون المزعوم، ليحسبوا به سِنّ الكون، جميعها خاطئة، ولا يمكن معرفة سِنّ الكون بأي طريقة من الطرق.

إن أسطورة الانفجار العظيم وكيف نشأ الكون والنجوم والكواكب من خلاله وحركة الكون التي تصدرها لنا الجهات اللاعلمية هي كغيرها من الأساطير القديمة التي تحدثت عن كيفية نشأة الكون وهيئته وحركته.

والحقيقة الوحيدة موجودة في القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة لأن المخبر هو الخالق نفسه.

ثم يأتي الفلكيون العرب، بكل صفاقة ووقاحة، ليقدموا هذا الهراء على أنه حقائق علمية، ثم يبدؤون في تحريف معاني القرآن الكريم والتكذيب بالسنة النبوية المطهرة لأجل هذه الترهات!

وإذا كان الأساس باطلاً، فكل ما بُني على هذا الأساس فهو باطل بطبيعة الحال، فكل ما افترضه علماء الكونيات من افتراضات حيال نشأة الأجرام السماوية هو باطل تِباعاً، ولكني سوف استمر في نقد ونقض تلك الفرضيّات ليتبيّن للقراء مدى تهافتها، وبعدها عن الحقيقة.

والله أعلم وأحكم.