الجمعة، 23 فبراير 2024

الآلات الفضائية والخدعة العالمية!

الآلات الفضائية تكون إما مركبات أو مسابير أو تلسكوبات.

وكل آلة من هذه الآلات، حتى يتم إرسالها إلى الفضاء، تحتاج إلى صاروخ ضخم، مزوّد بآلات دفع ووقود.

ويكلف تصميم هذه الآلات مع الصواريخ التي تقوم بإرسالها إلى عشرات الملايين من القطع الذهبية، بأي عملة كانت.

إن تكلفت الصاروخ الذي يقوم بإرسال الروّاد إلى وكالة الفضاء الدولية، التي لا ترتفع أكثر من 400 كم، يكلّف قرابة 20،000،000 دولار أمريكي.

فكيف بصواريخ يراد منها أن تنطلق إلى ما هو أبعد من هذا الارتفاع بكثير، إلى القمر أو المريخ أو إلى كويكب أو مذنب!

ولكن إرسال آلة فضائية إلى الفضاء أمر تعتريه الكثير من الإشكالات، من حيث طريقة التحكم فيها، وتوجيهها، واستقبال المعلومات منها، فالمسافات التي يفترضون أنها تفصل بيننا وبين كواكب ما يسمونه بالمجموعة الشمسية، ونسميها "المجموعة الأرضية" كبيرة جداً، إنها بملايين الكيلو مترات، وهم ينسبون الفضل في ذلك إلى ضخامة وقوة المستقبلات التي وضعوها للتحكم بهذه الآلات، ولكن هذا غير منطقي من جهتين:

الاولى: أنه مع ضخامة المستقبلات الأرضية إلا أنها لا تساوي شيئاً أمام هذه المسافات التي افترضوها بين أجرام المجموعة الأرضية، وزيادة على ذلك، فإن الرادار المثبت في الآلة الفضائية ليس بتلك الضخامة، إن محيطة يبلغ بعضة أمتار، فكيف يستطيع رادار بهذا الحجم، أن يرسل إشارة تصل إلى ملايين الكيلوا مترات!

هذا شيء لا يصدّق!

إذ من المرجّح أن لا تستطيع هذه الرادارات إرسال أو استقبال الإشارات فيما بينها، وبالتالي لا يمكن التحكم بهذه الآلات في الفضاء، بأي شكل من الأشكال، فضلاً عن أن تكون هذه الآلة روبوت على شكل عربة يمكن التحكم في مساره وجهته بكل أريحية! لأن هذه الجزئية، هي أكبر نقطة محيّرة في الموضوع!

ولكن هناك أمر أخر:

من المعلوم أنه لا يمكن التحكم في الآلات الفضائية، ولذلك وكالات الفضاء، تزعم أنه تستعين بجاذبية الكواكب في انطلاق هذه الآلات، فهم يوجهون الصاروخ الحامل للآلة، والصاروخ ينطلق بالآلة حتى تنفذ من جاذبية الأرض، ثم ينتهي وقوده ليتحطم ويتفكك في الفضاء، وتبقى الآلة في الفضاء تحت رحمة جاذبية الكواكب!

وهذا أمر غريب.

لأنه لو سلمنا أن هذه الآلة معدّة للاتجاه لكوكب من الكواكب، لنقل بأنها موجهة للمشتري، وهي لا تملك الآن أي قوة دفع، أو لديها قوة دفع ضعيفة، فكيف لم تعلق في جاذبية أحد الكاوكب أو الكويكبات المنتشرة في السماء بكثرة!

لماذا عندما يوجهون مسباراً إلى كوكب من الكواكب، نجد هذا المسبار وكأنه يختار الكوكب الذي يريد أن يتوجه إليه، أو وكأن أحداً يتحكم في اتجاهه حتى يصل إلى الكوكب المراد! 

وكيف للمركبات والمسابير التي يزعمون أنها حطت على القمر أو المريخ أو أحد الكويكبات أو المذنبات أن تتفادى التعلّق في مدارات هذا الجرم! وإن كانت مزوّدة بصاروخ صغير ووقود، فهل يعقل أن هذا الصاروخ الصغير والوقود القليل أن يكون قادرا على النفاذ من جاذبية تلك الأجرام، لنقل أنه استطاع لانفاذ من الكويكب أو المذنب، فكيف استطاع النفاذ من القمر أو المريخ! 

إذاً جميع هذه الأمور تفيد أحد أمرين:

إما أن يكون كل ما نراه ونسمعه مجرد خدعة.

أو أن الأجرام السماوية قريبة جداً، بحيث يمكن إرسال واستقبال الإشارات منها، وبناء على ذلك، يكونون قادرين على التحكم في حركتها واتجاهها، ويستطيعون أن يسيروها على أراضي الجرم الذي بعثوها إليه، ويستطيعون إرجاعها أيضاً، إذا زوّدت بمنصّة إطلاق ومواد احتراق كافية.

ولكن لو اخترنا الخيار الثاني، فسوف نقع في معضلة أخرى! وهي:

بما أنهم قادرون على التحكم في حركة الآلات في الفضاء، وعلى القمر والمريخ والكوكيبات والمذنبات، فلا شك أنه ينبغي أن يكونوا قادرين على إرسال بعثات مأهولة بروّاد الفضاء، خصوصاً وأنهم يدّعون اليوم، أنهم قادرون على إرسال مسابير روبوتية، يستطيعون استردادها متى شاءوا!

إذاً لماذا لم يقوموا بإرسال بعثات مأهولة؟! ولماذا هم إلى اليوم، حائرون في كيفية الوصول إلى القمر أو المريخ، حتى أنهم قبل عدة سنوات، أعلنوا أنهم سوف يقومون ببعث مجموعة من الناس للعيش في المريخ، ولكنها رحلة بلا عودة، لانه وحسب قولهم: لا يستطيعون ولا يعرفون كيف يقومون بإعادة الرحلة إلى الأرض!

إن من خلال نظرتي وتفحصي لهذا الأمر، تبيّن لي ما يلي:

أن المسافات بين الأجرام السماوية وخصوصا المجموعة الأرضية ليست كبيرة، بل هي اقرب مما افترضوه لها من الحسابات، ولذلك هم قادرون على تصميم رادارات قادرة على ارسال واستقبال الإشارات من هذه الآلات، وليسوا في حاجة إلى رادارات كبيرة، بل يكفي رادار محيطة بضعة أمتار.

ولكن هذه الرادارات لا تستطيع أكثر من استقبال الصور التي ترسلها تلك الرادارات، هي شبيهة برادارت الإتصالات الخلوية. ولكن ليس لديها القدرة على التحكم في توجيه تلك الآلات ولا إرسائها على الأجرام السماوية الأخرى، أو إعادتها إلى الأرض، ولذلك عندما يرسلون آلة من تلك الآلات، مركبة أو مسبار أو تلسكوب، فهم لا يأملون في إعادته إلى الأرض، بل يستمرون في استقبال الصو رمنه، وهو يسبح في هذا الفضاء دام أنه يسبح قريبا من الأرض، حتى إذا ما صار على بعد سحيق، انقطعت الإشارة بينهم وبينه، واستبدلوه بآخر، وهكذا.

ولكن هناك سؤال: أوليس بعض وكالات الفضاء العالمية تعلن أنها استطاعت إرسال مسابير وإعادتها إلى الأرض؟

والجواب: بلا، ولكن هذه مجرد ادعاءات فارغة، فهذه الوكالات لها توجهات سياسية أكثر من كونها علمية، فهم يسيرون على مبدأ: "يجب أن يكتب التاريخ ان دولتنا وصلت القمر أو المريخ أو كويكب أو مذنب، ولو بالكذب" فبعض الوكالات تقول: قد سبقنا إلى الادعاء بالوصول إلى القمر والمريخ، فهلم ندعي أننا وصلنا كويكباً أو مذنباً، وهذا يعطيهم شهرة أكبر، فقد ملذ الناس من سماع أخبار الوصول إلى القمر وإلى المريخ!

وهم في كل ذلك، يتعلمون من شقيقتهم الكبرى: الولايات المتحدة الأمريكية، بل حتى في طريق استقبال وكالات الفضاء العالمية لخبر وصول او رجوع آلاتهم الفضائية، يحاولون تقليد شقيقتهم الكبرى في الضحك والتبسم والوقوف والتصفيق! إنهم يقلدونهم في أدقّ التفاصيل!

ثم نتسائل ونقول: ما حاجة هذه الوكالات للبحث عن أبعاد وأحجام الأجرام السماوية، وما حاجتهم لان ياتوا بتراب أو حجارة من جرم من الأجرام؟ إنهم لا يستفيدون من ذلك أي شيء! ولن تخدم هذه العمليات البشرية حكومات ومحكومين اي شيء.

ما وظيفة وكالة الفضاء العالمية التي تنفق الدول المشاركة في تصميمها مئات الملايين من الدولارات؟

وهل حقاً الصين أرسلت مسبار بملايين الدولارات ليصوّر لهم مؤخرة القمر فقط؟!

كنت مرة اشاهد فيلماً وثائقياً بثّته قناة ناشيونال جيوغرفيك، عن ثلاثة رواد أمريكيين، متوجهين لوكالة الفضاء الدولية، كان كل واحد منهم لديه غرفة مجهزة بوسائل اتصال متقدمة، ولكن الذي شدّني في الفيلم، أن ثلاثتهم كانوا يتظاهرون أن مهمتهم تقتصر على دراسة حياة النمل في الفضاء، حيث يمتلك كل واحد منهم كيساً صغيراً فيه مجموعة من النمل! 

تخيلوا، رحلة تكلّف دولتهم أكثر من 20،000،000 دولار تطلقها لأجل أن يدرسوا حياة النمل في الفضاء! ما الحاجة إلى ذلك؟!

إن الجواب على هذه الأسئلة يسير وميسّر.

فهذه الوكالات في الحقيقة، أسّست لأغراض سياسية وخدمات تخدم البشر حقيقة.

فأما سياسياً، فهي تستخدمها لأغراض عسكرية.

وأما في الخدمات العامة، فهم يستخدمونها لبعث أقمار صناعية، تفيدهم في سهولة الاتصال، وبثّ إشارات التلفزة والراديو ونحو ذلك.

وأما الفائدة العلمية، فهم يعلمون أنه ليس هناك فائدة يرجونها من دراسة أبعاد وأحجام وكتل وكثافة وأعمار الأجرام السماوية، هذه بالنسبة لهم أمر ثانوي، لأنهم يعلمون أن هذا القسم من العلوم، يصنّف على أنه من فضول العلم، الذي لا يضرّك إن جهلته ولا ينفعك إن علمته، ولكنهم لا يمانعون أن تبعث معهم الجامعات علماء متخصصين في علوم الفضاء، كون الرحلات سوف تنطلق في مهماتها الأساسية، بهم أو بدونهم.

ولم يفُت الحكومات أن تستغل هذه النقطة أيضاً، فرحّبت بالبعثات العلمية، وعملت على دعمها بقدرٍ ما، ليسجل لهم في التاريخ أنهم وصلوا القمر أو المريخ أو وصلوا كويكباً أو مذنباً، وسوف تبقى أعمالهم هذه مخلدة في التاريخ ما بقي التاريخ! ولكن إن لم يحصل هذا في الواقع، فلا بد أن يسجل التاريخ أن هذا قد حصل، وعلى العلماء أن يتعاونوا معهم على ذلك راغبين أو راغمين! لتوهم الحكومات شعوبها أنهم ليسوا دون غيرهم، ويوهموا الأجيال القادمة أنهم أمة عظيمة، لم يستطع من جاء بعدهم أن يصنع صنيعهم.

والله أعلم وأحكم.

الأربعاء، 21 فبراير 2024

هيئة الكون وحركته بناء على الأدلة الشرعية و الأدلة العلميّة

بيّنت فيما سبق بطلان فرضية الانفجار الكبير.
كما بيّنت بطلان فرضية علماء الكونيات في تصورهم لماهية المجرات، وأنه لا يوجد مجرات ولا عناقيد مجريّة، وبطلان ادعائهم دورانها حول مركزها.
ثم ذكرت إقرار ستيفن هوكينغ، بأن نظرية مركزية الشمس لم تثبت بطلان نظرية مركزية الأرض، وأن كلا التصورين صحيح ومقبول.
ثم بيّنت الأدلة الرصديّة - التي أقرّ بها علماء الكونيات - الدالة على مركزيّة الأرض.
ثم بينت بطلان الأدلة التي ساقها الفلكيون لإثبات دوران الأرض حول الشمس.
الأدلة الرصدية الدالة على مركزية الأرض.
وأن حسابات علماء الكونيات لأبعاد وأحجام القمر والشمس والنجوم والكواكب كلها قائمة على الظن والتخمين.
وقد أخبرنا ربنا تبارك وتعالى الذي خلق هذا الكون وشيّده، وأشرف عليه، وأخبرنا رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، المًخبِر عن الله تعالى، والمؤيد بالوحي، من الآيات والأحاديث، ما يجعلنا قادرين على تخيّل هيئة الكون وحركته.
فأقول مستعيناً بالله وحده.
أن الأرض هي مركز الكون، وهي أكبر الأجرام الكونيّة إطلاقاً، وأن القمر والشمس يدوران حولها، والقمر أقرب إلى الأرض من الشمس، والشمس أكبر من حجم القمر في الحقيقة، ومقارب لها في الظاهر.
وأن الزهرة وعطارد كوكبان يدوران حول الشمس، ويلي الشمس في البعد عن الأرض كوكب المريخ، وله كوكب واحد تابع له، ويدور حوله، ويليه المشتري، وله أربعة كواكب تابعة له، وتدور حوله، ويليه زحل، وله خمسة كواكب تابعة له، وتدور حوله. 
ومن وراء ذلك باقي النجوم، وهذه النجوم تظهر وكأنها تدور معاً، ولذلك تسمى: النجوم الثوابت.
فالقمر يدور حول الأرض يومياً، من الشرق إلى الغرب، وله حركة تراجعية، من الغرب إلى الشرق كل شهر.
سبب ظهور الأنالما القمرية لا يخرج عن حالين:
الأول: أن سرعة القمر في حركته التراجعية غير مستقرة، فهو يسرع أحيانا ويبطئ أحياناً أخرى.
الثاني: أن فلك القمر في دورانه الشهري حول الأرض غير متساوي، فهو يضيق أحيانا ويتوسّع أحياناً أخرى.
والشمس تدور حول الأرض يومياً، وله حركة تراجعية من الغرب إلى الشرق كل سنة شمسية. 
سبب ظهور الأنالما الشمسية لا يخرج عن حالين:
الأول: أن سرعة الشمس في حركته التراجعية غير مستقرة، فهي تسرع أحيانا وتبطئ أحياناً أخرى.
الثاني: أن فلك الشمس في دورانها السنوي حول الأرض غير متساوي، فهو يضيق أحيانا ويتوسّع أحياناً أخرى.
والشمس أسرع من القمر، لذلك تسبق القمر مباشرة في أول الشهر، وتدركه من الناحية الأخرى مباشرة أخر الشهر.
المريخ والمشتري وزحل تدور حول الأرض يومياً، من الشرق إلى الغرب، ولها حركات تراجعية، تقع في عدة أيام فقط، بحيث تبدو هذه الكواكب وكأنها ترجع إلى الخلف ثم تعود تتقدم إلى الإمام، وهذه الحركات مجهولة السبب، ويقول بطليموس أن لهذه الكواكب دوائر أسماها دوائر الأفلاك تدور حولها.
ودوائر الأفلاك شبيهة بالدوران حول مركز الكتلة، الذي افترضه علماء الفلك المتأخرون، للكواكب الخمسة، بل افترضوها أيضاً للأرض والشمس والقمر، لتعليل بعض الظواهر المحيّرة.
وسرعات هذه الكواكب مختلفة، لذلك تختلف مشارقها ومغاربها.
حركة الزهرة وعطارد التراجعية تحدث بفعل دورانها حول الشمس.
النجوم الثوابت - ومنها الأبراج - تدور حول الأرض دورة كاملة يومياً، من الشرق إلى الغرب، وفي الظاهر تبدو وكأنها تدور بسرعة واحدة، وتدور حول الأرض مرة كل سنة، من الشرق إلى الغرب أيضاً، أي مع اتجاه دورانها اليومي، ولكن عدد أيام السنة بحساب الأبراج، وهي التي تدعى السنة الشمسية، أكثر من عدد أيام السنة التي تحسب بالايام القمرية، فعدد ايام السنة الشمسية 365 يوم، والقمرية 354 يوم، ولذلك تتقدم السنة الشمسية على السنة القمرية 11 يوم كل سنة، فتنتهي السنة القمرية، قبل انتهاء السنة الشمسية بـ 11 يوم، مما يتسبب في تغيّر المواسم والفصول في الأيام والشهور القمرية، وبعد مرور 33 سنة يكون الفارق بين السنة الشمسية والسنة القمرية 358 يوم. 
أي أن الأبراج لها حركة تقدمية كل 32 سنة شمسية و 360 يوم.
ومثال ذلك: لو حان عيد الفطر في منتصف الصيف، فهو لن يحين مرة أخرى في منتصف فصل الصيف، إلا بعد 32 سنة و 360 يوماً، حيث يأتي في نفس اليوم الميلادي الذي جاء به قبل مرور 32 سنة و360 يوم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم النحر 10 / 12 (ذو الحجة) / 10 هـ الموافق: 7 / 3 (مارس) / 632 م.
"إِنَّ الزَّمانُ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَةِ يَومَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرْضَ؛ السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثَةٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بيْنَ جُمادَى وشَعْبانَ" .. الحديث. رواه البخاري وغيره.
وهذا يعني أن الفلك بدأ الاستدارة، في اليوم الثاني من نجم سعد السعود، أي في ثاني يوم من أيام الربيع.
أو أن الفلك بدأ الاستدارة في أول أيام الربيع، في أول يوم من نجم سعد السعود، ولكن النبي لم يخبر عن ذلك إلا ثاني يومٍ منه.
الأرض والشمس والقمر والنجوم جميعها محاطة بالسماء الدنيا، وهي بناء صلب، له أبواب، الله أعلم بهيئتها وسعتها، وظاهر السماء الدنيا هي أرض من يعمرها من الملائكة، يليها السماء الثانية، ولها أبواب، وهي أرض من يعمرها من الملائكة، ثم السماء الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة، وعلى السماء السابعة شجرة سدر عظيمة، هي سدرة المنتهى، ثم بحر يعوم في الفضاء لا يعلم حدّه إلا الله عز وجل، وفوق البحر عرش الله، والله عز وجل فوق العرش، وعلى العرش دار عظيمة، والفحص وهو الموضع الذي تقف عليه الملائكة عندما يريدون أن يتحدثوا مع الله تعالى، قدام العرش.
وبين الأرض والسماء الدنيا، وبين كل سماء وسماء، وبين السماء السابعة والبحر العظيم، فضاء الله أعلم بطوله، وأما ما ورد أن بينها 500 عام، فلا يصح، والذي يظهر لي أن البعد بين السماء والأرض وبين كل سماء، وبين السماء والبحر العظيم، أقرب من ذلك بكثير، إذ تبعد السماء الدنيا عن الأرض بعداً لا يمنع شياطين الجن من الوصول إليها، واستراق السمع منها، كما يفيد ذلك، أن السماء ليست سميكة جداً، بل سميكة بقدر لا يمنع الشياطين من سماع الملائكة وهم يتحدثون بينهم، وبين كل سماء وسماء، مثل ما بين السماء الدنيا والأرض.
والله وحده أعلم وأحكم. 
x
x

الأحد، 18 فبراير 2024

الغربيون يصادقون على فرضيات أسلافهم الفلاسفة ويعطنها الصبغة العلمية

ما لا يعلمه كثيرٌ من الناس أن الغرب يجتهدون في تقليد اسلافهم الرومان في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعِلميّة أيضاً.

ففي السياسة: تجد نظام الحكم الغربي المعاصر هو بعينه نظام الحكم الروماني القديم: مجلس شيوخ ورئيس وزراء ذو صلاحيات محدودة وملكية دستورية

وكذلك تجد نظام الحكم الغربي المعاصر يسمح بأن يتولى منصب رئاسة الوزراء - والذي يقابل الملكية الدستورية في الناظم الروماني القديم - مواطن من اصول غير أوروبية وهو عينه النظام المتبع في رومانيا القديمة حيث كانوا يسمحون أن يتولى منصب الحكم في رومانيا مواطنون من أوصل غير رومانية

وفي الاقتصاد، نجد النظام الاقتصادي الغربي المعاصر، رأسمالي، وهو عينه النظام الاقتصادي الروماني القديم.

وفي الحياة الاجتماعية، نجد النظام الغربي المعاصر، أشبه بحياة البهائم منه إلى حياة البشر، حيث لا يوجد محرمات، وتنتشر بيوت الدعارة وحانات الخمر.

وأما علميّاً، فإن جميع العلوم الكونيّة والطبيعية التي صدرها الغربيّون المعاصرون قد أسّس لها ونظّر لها فلاسفة الرومان القدماء بدءاً بماهية المجرات ودورانها حول نفسها ومركزية الشمس، وانتهاء بنظرية التطور.

فكل ما أحدثه الغربيّون بعد لك من دراسات وتنظيرات وحسابات هو لدعم هذه الفرضيات الرومانية القديمة وبناء سينارويوا خاص بها فقط.

وهنا إضافة: وهو أنهم أيضا اطلقوا أسماء آلهة الإغريق على الكواكب التي اكتشفوها فاسموا اورانس ونبتون وهي أسماء آلهة إغريقية واطلقوا ابولو على أول مركبة حاولوا الصعود إلى القمر بها وهو اسم إله إغريقي فالقوم يجتهدون في تقليد اسلافهم الرومان والغريب أنهم لم يقولوا بأن هذا تخلف ورجعية!

الرد على صاحب قناة باختصار في ما ذكره عن حساب أعمار الأحافير

صاحب قناة باختصار السيد باسل يقول بأن علماء الأحافير عندما يريدون قياس عمر كائن يستخدمون خمس طرق - بينها في قناته - دفعة واحدة وكل النتائج تخرج متوافقة!

والحقيقة أن هذا لا يقع فهم يستخدمون إحدى الطرق الخمسة وليس كلها. فمثلا آردي استخدموا طريقة واحدة وهي فحص نسبة اليورنيوم بداخل الصخور التي عثر عليها بجانب الأحفورة ولم تستخدم طريقة أخرى للتاكد من صحة النتيجة.

كما ان الصخور البركانية ليست موجودة بجانب كل أحفورة لحساب  لقياس مجالها المغناطيسي فكلام باسل غير صحيح.

فعلماء الأحياء يبدؤون أولا بمحاولة فحص عناصر الكربون فإن لم يستطيعوا استخدموا الطريقة الثانية فإن لم يستطيعوا استخدموا الطريقة الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة وهذا كل شيء لا أنهم يستخدمون الطرق الخمسة مرة واحدة ثم تأتي نتائج جميع الفحوصات متفقة!

هل تتعارض نظرية الأرض الكروية مع حقيقة أن الله تعالى عال على خلقه فوق سماواته؟

هل تتعارض نظرية الأرض الكروية مع حقيقة أن الله تعالى عال على خلقه فوق سماواته بائن من خلقه منفصل عنهم؟ وكيف يكون الله تعالى عال على جميع خلقه وخلقه على أرض كروية؟!

الجواب: لا تتعارض نظرية الأرض الكروية مع حقيقة علو الله تعالى على خلقه وهم يعيشون على أرض كروية، لأن الله تعالى على كل شيء قدير، كما وصف نفسه في كتابه.

وقد أخبرنا ربنا عز وجل ونبينا محمد (ص) أن الله تعالى يكون بني المصلّي وبين قبلته، وفي نفس الوقت هو نازل في السماء الدنيا عند من عندهم الوقت ثلث الليل الأخر، وفي نفس الوقت هو فوق عرشه فوق سائر مخلوقاته عند باقي خلقه

وهذا دليل كاف على أن الله تعالى قادر على أن يتواجد في أماكن شتى في وقت واحد، غير حالٍّ في حلقه ولا متحدٍ معهم. 

فإذا علمنا ذلك، وعلمنا أن جهة العلو على أرض كروية هي جهة نسبيّة، إذ كل ما علا فوق سطح الكرة فهو علو، وأسفلها هو مركزها.

علمنا أن الله تعالى متواجد في جهة العلو، من أي مكان كنت على ظهر الأرض، حتى لو أنك جئت بستة أشخاص، ووزعتهم على الجهات الست الرئيسية، وانطلق كل واحد منهم إلى جهة العلو من قِبَلِه، حتى يخترقوا السماوات السبع، لوجد كل واحد منهم الله تعالى أمامهم مستو على عرشه.

ولا يستطيع إنكار هذه القدرة الإلهية، إلا مكذب بالسنّة، ومدعٍ أن الله ليس على كل شيء قدير، فهذا وحاله عليه أن يراجع إسلامه.

هل الأرض كروية أم مسطحة؟

هذه مسألة كثر الخلاف حولها مؤخراً، ولقد كنت من المتابعين لحجج الفريقين، وردود بعضهم على بعض، عدة سنين.

والحق يقال: أن المنافسة بين الفريقين كانت قويّة، فكم من ظاهرة احتج بها الكرويون على أنها لا تقع إلا على أرض كروية، واثبت المسطحون أنها تقع على أرض مسطحة، وكم من ظاهرة احتج بها المسطحون على أنها لا تقع إلا على أرض مسطحة، وأثبت الكرويون أنها تقع على أرض كروية.

إلا أن الكرويون تقدموا على المسطحين بثلاث حجج، لم يستطع المسطحون معها صبرا، وهي:

أولها: تفسير ظاهرة الكسوف والخسوف، بحيث أنه يمكن تفسير وقوعها تفسيراً بيّناً على أرض كروية، ولا يمكن تفسير ظاهرة الكسوف والخسوف على أرض مسطحة.

وثانيها: شروق الشمس على القطب الجنوبي باستمرار في فصل الصيف، دون غروب، وهذا يدل على كروية الأرض، فلو كانت الأرض مسطحة، لكان الليل ياتي على القطب الجنوبي باستمرار.

وثالثها: وجود المحور النجمي الجنوبي، مما يدل على كروية الأرض، فلو كانت الأرض مسطحة، لم يكن ليكون هناك سوى محور نجمي واحد، يقبع في الشمال.

وبهذا نعلم، أن الراجح في هيئة الأرض، أنها كروية.

هل الأرض ثابتة أم تدور؟

اختلف أهل الهيئة حول دوران الأرض حول نفسها وثباتها.

فاستدل القائلون بدوران الأرض حول نفسها بعدة ظواهر وهي:

الظاهرة الأولى: وقوع الأشياء المتحركة تحت تأثير كوريوليس، وهي ظاهرة قام باكتشافها غوستاف كوريوليس، وهو عالم رياضيات فرنسي، وتطلق على التشوه الظاهري في حركة الأجسام، عندما ينظر إليها - عندما ترصد - من إطار مرجعي دوراني.

ويتمثل ذلك فيما يلي:

أولاً: حركة بندول فوكو، وفوكو الذي يسمّى البندول باسمه، هو عالم فيزياء فرنسي، واسمه: ليون فوكو. 

والتجربة التي قام بها فوكو في أواسط القرن التاسع عشر كانت عبارة عن تعليق ثقل قدره 28 كجم بسلك طوله 67 متراً إلى قبة كنيسة بانتيون Panthéon في باريس مشكلاً بذلك رقاصا عملاقاً، وعند تحريك الرقاص وُجد أن مستوى اهتزازه كان يدور باتجاه عقارب الساعة بمقدار 11° كل ساعة، متمماً بذلك دورة كاملة كل 32.7 ساعة، فافترض الفيزيائيون، أنهم لو قاموا بوضع الرقاص عند القطب الشمالي، فإنه سيتم دورة كاملة كل 24 ساعة تقريباً، وهو زمن دوران الأرض حول نفسها، لكن زمن إتمام دورة الرقاص سيزداد كلما ابتعدنا عن القطب واقتربنا من خط الاستواء، حيث يصبح ما لانهاية عند خط الاستواء، ومن الجدير بالذكر أيضاً أن اتجاه دوران الرقاص هو اتجاه دوران عقارب الساعة إذا ما كان الرقاص في النصف الشمالي للكرة الأرضية، لكن اتجاه الدوران يصبح عكس اتجاه دوران عقارب الساعة إذا ما كان الرقاص في النصف الجنوبي للكرة الأرضية.

وثانيا: دوران الرياح والسحب باتجاه عقارب الساعة في شمال الكرة الأرضية، وعكسها في جنوب الكرة الأرضية، وهذا بفعل الزخم الزاوي الذي تحدثه الأرض عند دورانها حول نفسها.

وثالثا: انسكاب الماء بشكل لولبي في المغاسل والمراحيض، باتجاه عقارب الساعة في شمال الكرة الأرضية، وبعكسها في جنوب الكرة الأرضية، وهذا بفعل الزخم الزاوي الذي تحدثه الأرض عند دورانها حول نفسها.

ورابعاً: عندما تطلق عياراً نارياً أو قذيفة في اتجاه لوح معدني، فسوف تجد أن الطلقة انحرفت يميناً في شمال الكرة الأرضية، ويساراً في جنوب الكرة الأرضية.

قلت: الرماة لا يأخذون تأثير كوريوليس في الحسبان، مما يدل على بطلان الاحتجاج بهذه الحجة.

وخامساً: اختلاف سرعات الحزمتين الضوئيتين في جهاز الجيروسكوب الليزري الحلقي، الذي يعمل على تحديد الاتجاهات في السفن والطائرات.

وهذه الظواهر، لا يصح إرجاع السبب في حدوثها إلى ظاهرة كوريوليس، لعدة أسباب:

أولها: أن ادعاء العلماء أن الظواهر السابقة تقع بسبب وقوعها تحت تأثير كوريوليس، كان عندما ظنّ العلماء أن حركة التيار تقع في نصفي الكرة الأرضية باتجاه واحد، بحيث يتجه التيار في الجزء الشمالي مع عقارب الساعة، بينما يتجه التيار في الجزء الجنوبي عكس عقارب الساعة.

ولكن العلماء اكتشفوا أن هذا الرصد خاطئ، وأن التيارات في نصفي الكرة الأرضية لها ثلاث حركات، ففي الجزء الشمالي، هناك تيارات تتجه باتجاه عقارب الساعة، وتيار يسير عكس عقارب الساعة، بينما في الجزء الجنوبي من الأرض، هناك تيارات تسير عكس عقارب الساعة، وتيّار يسير باتجاه عقارب الساعة.

مما يعني أن اتجاه التيار، لا علاقة له بتأثير كوريوليس، وبالتالي لا علاقة له بدوران الأرض حول نفسها، لو كانت حقاً تدور، وبالتالي، هذه الظواهر، ليست حجة في دوران الأرض حول نفسها.

وثانيها: أن هذا التأثير، لا وجود له في الحقيقة، فالدخان يتصاعد من فوهة البراكين في يوم صحو لا رياح فيه، إلى الأعلى، ولو كانت الأرض تدور، لانحرف دخان البراكين عكس اتجاه دوران الأرض، بفعل تأثير كوريوليس. وكذلك الطيارون، عندما يسافرون من مدينة في شمال الأرض، إلى مدينة في جنوبها، أو العكس، وقد تستمر رحلاتهم إلى ساعات طويلة، ومع ذلك لا يأخذون بتأثير كوريوليس في الحسبان، ولا يحتاجون إلى تصحيح مسار طيارتهم كل مدة زمنية، مما يدل على عدم وجود هذا التأثير، كما أن الرماة، لا يأخذون في الحسبان دوران الأرض حول نفسها عند الرمي، بل يراعون قوة الرياح واتجاهها فقط، لذلك فانحراف الطلقات إنما يقع بفعل الرياح، أو بفعل الرامي، حيث أنه لا يتقن إصابة الهدف.

ومما يدل على ذلك، أن الأجسام الدوارة تطلق تأثيرين، وهما: تأثير كوريوليس، وتأثير اتفوش، فأما تأثير كوريوليس، فيكون في أضعف حالاته إذا كان ملامساً للجسم الدوار، ويزداد تأثيره كل ما ارتفع عن الجسم الدوار، بينما تأثير اتفوش، يكون في أقوى حالاته عندما يكون ملامساً للجسم الدوار، ويضعف كل ما ارتفع عن الجسم الدوار، ولكن الملاحظ، أن الأمور في الأرض تسير على العكس تماماً، فكل ما قرب الجسم من الأرض - حسب ادعاء من يقول بدوران الأرض حول نفسها - كل ما كان تأثره بتأثير كوريوليس أقوى، وكل ما ابتعد الجسم عن الأرض، كل ما كان تأثره بتأثير اتفوش أقوى، ولذلك نجد من يقول بدوران الأرض حول نفسها، ينسب بعض الظواهر التي تقع بالقرب من سطح الأرض إلى تأثير كوريوليس، بينما ينسب تحرك الأقمار الصناعية المخصّصة للبث التلفزيوني، مع اتجاه دوران الأرض - حسب اعتقاد من يقول بدوران الأرض حول نفسها - إلى ظاهرة اتفوش، وهذا غير مقبول فيزيائياً، في حال دوران الأرض حول نفسها، بينما مقبول بنسبة كبيرة جداً إذا نسبت هذه التأثيرات إلى الموج السماوي، فالموج السماوي - حسب ادعاء من يقول بثبات الأرض - يسير في اتجاه دوران الأرض - عند من يدعي أن الأرض تدور حول نفسها - وتأثير الموج السماوي يشتد على الأجسام كل ما ارتفعت عن الأرض، مما يتطلب وضع محركات في الأقمار الصناعية، لدفعها بسرعة تتناسب مع سرعة الموج السماوي، عكس الموج السماوي، ليلغي تاثير الموج السماوي على الأقمار، فتبقى مستقرة في مكانها.

والظاهرة الثانية: اختلاف أوزان الأجسام عند وزنها أثناء السفر على طائرة، شرقاً أو غرباً، بحيث عندما تزن جسم وأنت على متن طائرة تسافر باتجاه دوران الأرض، تجده أكبر بنسبة 0.01 جرام من وزنه عندما تسافر عكس اتجاه دوران الأرض.

حيث يعتقدون بأن الجسم الموزون، عندما يوزن على متن طائرة تطير باتجاه دوران الأرض، فإنه يتعرض لقوتي طرد مركزي، الأولى ناجمة عن الأرض بفعل دورانها حول نفسها، والأخرى ناجمة عن الطيّارة، مما يجعل وزن الجسم يخفّ أكثر. وأما إذا كانت الطيارة تطير عكس دوران الأرض، فإن الجسم يتعرّض لقوة طرد مركزي واحدة، وبالتالي وزنه يكون أثقل!

والجواب على ذلك: أن الجسم سوف يتعرض لقوتي الطرد المركزي، سواء كانت الطيارة تطير مع أو ضد دوران الأرض في حالة دوران الأرض، من الأرض ومن الطيارة، وبالتالي كان من المفترض أن يكون الوزن ثابتاً، أما وقد اختلف الوزن، فهناك مؤثِّر أخر، ويعتقد بأنه الموج السماوي، الصادر من الشمس والقمر والنجوم، لأن الموج السماوي يعمل كالرياح، فالرياح تجعل من الأشياء أخف مما هي عليه في الحقيقة، فكذلك الموج السماوي، فنظراً لان تأثيره على الأرض ضعيف، فبالتالي تأثيره على الأوزان يكون ضعيفاً.

والأمر الاخر: أنه بناء على فرضيات القائلين بدوران الأرض حول نفسها، فالأصل، أن الطيارة لا تتأثر بقوة الطرد المركزية للأرض، لاعتقادهم بأن الطائرات تقع تحت تأثير جاذبية الأرض، والتي تجعل من الطائرات وكأنها تطير على أرض ثابتة وغير متحركة، وادعائهم أن الأجسام تتأثر بقوة الطرد المركزي الأرضيّة، يناقض قولهم أعلاه، ويجعله قولاً متناقضاً.

وقد استدل القائلون بدوران الأرض حول نفسها بقوله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)) [النمل].

فقالوا: لا يمكن أن نقول أن الجبال حقا تتحرك من مكانها، فهي مثبتة، وهي أوتاد للأرض، فدل هذا على أن المراد بذلك أن الجبال تدور مع الأرض عندما تدور حول نفسها.

فأجابهم القائلون بثبات الأرض: أن حركة الجبال إنما يراد بها يوم القيامة، وبهذا قال مفسرو القرآن، واستدلوا على ذلك، بأن ما قبل الآية وما بعدها إنما كان يحكي أهوال يوم القيامة، واستدلوا بقوله تعالى: (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)) [التكوير].

فأجابهم القائلون بدوران الأرض: بأن هذا التأويل لا يستقيم مع هذه الآية، ولا ما ورد قبلها من آيات، ولا ما جاء بعدها من آيات، فالآيات من سورة النمل قبل هذه الآية وبعدها، كانت تتنوع بين الأمر بالتدبر في مخلوقات الله تعالى في الدنيا، وبين ذكر شيء من أهوال يوم القيامة، فتأتي آية فيها الأمر بالتدبر في مخلوقات الله، ثم بعدها آية في ذكر شيء من أهوال يوم القيامة، وهكذا. ثم إن الآية، إنما وردت لأخذ العظة والعِبرة، بالتدبر في بديع صنع الله تعالى في الجبال، للاستدلال بذلك على عظمة خالقها، وما يقتضي ذلك من التواضع له، والرجوع إليه، واتباع أوامره واجناب نواهيه، وهذا لا يكون إلا في الدنيا، وأما في الأخرة، فأي عظة وعبرة سوف يستفيدها العباد بعد أن انقضى كل شيء، وأي عظة وعبرة بعد أن شاهد الغيب كلّه، الذي هو أعظم من خلق الجبال وتسييرها! 

وأما قوله تعالى: (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)) [التكوير]. فلا شك أن الجبال سوف تسيّر يوم القيامة بعد أن تحول إلى كثيب مهيل، وتنسف، ولا يرى الناس يوم القيامة سوى سرابها، ولكن ها التسيير لن يراه الناس، لانه يقع بعد موت المخلوقات جميعاً، وقبل البعث، فأي عظة وعبرة سوف يستفيدها العبد عندئذ!

 واستدل القائلون بثبات الأرض بعدة ظواهر:

الظاهرة الأولى: الثبات الملحوظ للأرض، واستقرار الأشياء عليها، بشكل يقطع بثباتها واستقرارها.

والظاهرة الثانية: أن الطيارات والهيلوكوبترات لا تتأثر بدوران الأرض المزعوم حول نفسها، بل إن من المسلمات في الملاحة الجويّة أنك تطير على أرض ثابتة، ولذلك فإن الرحلات الجويّة المتجهة من الشرق إلى الغرب والعكس، لا تتفاوت في الزمن.

فمثلاً: الرحلة الجوية المتجهة من الرياض إلى الطائف تستغرق ساعة وخمس وثلاثين دقيقة، وكذلك الرحلة المتجهة من الطائف إلى الرياض تستغرق نفس المدة، مما يعني أن الطائرات لا تتأثر بدوران الأرض المزعوم حول نفسها، ولو كانت الأرض تدور حول نفسها، لوجب أن يحدث تغيير واضح في الزمن.

كما أن الرحلات من الشمال إلى الجنوب، أو العكس، لا يؤثر على حركة الطيران، ولا يحتاج الطيارون إلى تعديل مسار طائراتهم، بناء على تأثير كوريوليس.

والظاهرة الثالثة: أنك تجد أن دخان المصانع والقطارات البخارية والبراكين في جو هادئ خال من الرياح، تصعد إلى الأعلى بهدوء، وفي خطٍّ مستقيم، كما أن الطيارين والرماة لا يأخذون تأثير كوريوليس في حسبانهم، والغريب، أن ظاهرة كوريوليس لا تؤثر على الأدخنة أو الطيارات أو طلقات الرماة، بأي شكل من أشكال التأثير، سواء دوران الأرض حول نفسها أو حركة الموج السماوي، وهذا إن دل، فإنما يدل على ثبات الأرض واستقرارها.

وقد رد القائلون بحركة الأرض حول نفسها: بأن سبب ثبات الأرض واستقرارها، إنما يرجع لسببين: عِظَم الأرض وكبر حجمها، وأن سرعة دورانها ثابتة.

والجواب على ذلك: إن عظم حجم الأرض، كان يجب أن يكون سبباً في ملاحظة سرعة دورانها وليس العكس. فأنت لو وضعت كرة قدم ووضعتها في جهاز يجعلها تدور حول نفسها خلال 24 ساعة، فإنك سوف تجد حركتها بطيئة جداً، وهذا يرجع إلى حجمها الصغير بالنسبة لحجمنا، ولكن لو وضعت كرة أكبر حجماً، فإنك سوف تلاحظ أن سرعة دوران الكرة حول نفسها سوف يكون أسرع، وهكذا، كل ما زدت في حجم الكرة، كل ما كانت ملاحظتك للازدياد في سرعتها أكبر، ولذلك أنت تقف على أرض، يزعمون أنها تسير بسرعة تقدر بـ 1670 كم/ ساعة عند خط الاستواء، مما يجعل عدم شعورك بهذه الحركة أو تأثرك بها مستحيلاً، ولكن في علم الكونيات لا يوجد مستحيلات!

ومثال ذلك، لو وضعناك على رأس عقرب ساعة طوله 6371 كم، وكان يلزم هذا العقرب، أن يقطع مسافة 1670 كم في ساعة واحدة، فهل كنت سوف تستشعر هذه الحركة أم لا؟ والجواب: سوف تستشعر هذه الحركة ولا بدّ، وأما إذا لم تستشعرها، فإما أن تكون فاقد للشعور، أو أن العقرب لا يتحرك أساساً. بل إن من الجنون أن تعتقد أنك سوف تعيش حياة هادئة ومستقرة وطبيعية على رأس عقرب يسير بك 1670 كم في الساعة!

والأمر الأخر: ان ادعائكم بأن سرعة دورانها ثابتة غير صحيح، فحسب ادعاءاتكم أن سرعة الأرض ليست ثابتة، فهي تقلل من سرعة دورانها أحياناً وتزيد من سرعتها أحياناً، ثم ادعائكم أنها أثناء دورانها المزعوم حول الشمس - والذي بينا فساده من قبل - لا تسير بسرعة ثابتة، بل تزيد من سرعتها أحياناً وتقلل من سرعتها أحياناً أخرى، وهنا نقول يجب وجوباً أن نستشعر هذه الحركة، وأما إذا لم نستشعر شيئاً فهذا دليل على أن الأرض ثابتة لا تتحرك.

واستدل القائلون بثبات الأرض أيضاً، بحديث أبي ذر الغفاري عندما قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس، فقال: يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر} لها ذلك تقدير العزيز العليم.

فقوله: "أين تذهب" دليل على أن الشمس هي التي تذهب، وهذا يعني جريانها وحركتها، فلو كانت الأرض هي التي تدور، لم يقل للشمس بأنها تذهب. فتبين بذلك أن الأرض ثابتة.

فأجاب القائلون بدوران الأرض: أن هذا الحديث له تأويل يتوافق مع دوران الأرض، فنسبة الذهاب والمجيء للشمس في القرآن والسنة، إنما هي على ما جرت عليه العرب، من نسبة الحركة إلى ظاهر الشيء، بغض النظر عما إذا كانت حركته على الظاهر أم لا، كما تقول العرب: طال الظل، وقصُر الظِل، مع أن طول الظل وقصره إنما هو حركة الشمس وزاوية ميلانها، فالعرب تنسب الحركة الظاهرية للشيء، وإن لم تكن في الحقيقة حركةً له، والقرآن والسنة، إنما نزلت بلغة العرب وأساليبها في الخِطاب.

وسجود الشمس تحت العرش، لا يمكن لأحد أن يدرك حقيقته أو كيفيته، فسجود البشر، هو انحناء أعضائهم، ووضع جباههم على الأرض، ولكن سجود الشمس مغاير في حقيقته وكيفيته لسجود البشر، وبهذا نعلم، أنه حتى ذهابها وسجودها تحت العرش هو من المسائل التي لا يمكن للبشر إدراك حقيقتها أو كيفيتها.

وبناء على ذلك، فإن المراد بذهابها في الحديث، أي: عندما تدور الأرض حول نفسها حتى يختفي قرص الشمس خلف أفقها، كما أننا نقول طال الظِل وقصُر الظِل، مع أن طول الظل أو قصره إنما هو حركة الشمس وزاوية ميلانها، وأن لها وقت معيّن، إذا حان سجدت سجوداً يليق بها، سجوداً لا ندرك حقيقته ولا كيفيّته، والأرض مستمرة في دورانها حول نفسها، والشمس مستمرة في دورانها السنوي حول الأرض.

تخبط الفلكيين في وجود تزيح في أبعاد النجوم

المعلومات الفلكية هي سلسلة من الافتراضات التي لا تنتهي ولن تنتهي لعل أخرها بالنسبة لي قولهم أن نجوم مجرة درب التبانة ومجرات المجموعة الواحدة لا تتباعد عن بعضها بل الذي يتباعد هي المجموعات المجرية حيث تتباعد عن بعضها! تخبط عجيب وهذا نتيجة اجتهادهم في ترقيع نظرياتهم حول نشأةالكون وهيئته وحركته.

فبناء على فرضية الانفجار كان يجب أن تكون جميع الأجرام لا تزال مستمرة في الاندفاع والتمدد وبالتالي كان يجب أن يكون هناك تباعد وتوسع بين الأجرام القريبة والبعيدة معاً يقول السيد موشيه في كتابه علم الفلك دليل للتعلم الذاتي وهو يتحدث عن تزيح النجوم وابتعادها عن بعضها البعض، ما نصه:

لكن افتراضهم أن المجرات تدور حول نفسها أوقعهم في معضلة وهي: كيف لحركة النجوم والكواكب في المجرة، أن تكون متساوية، في ظل دورانها المزعوم حول نفسها!  

وهذا اكتشفوه بناء على رصدهم لنجوم المجرة المزعومة، والحقيقة أنهم لم يرصدوا سوى النجوم المبعثرة في الكون، ولكن لأنها قريبة من السديم الذي يفترضون أنه يعبّر عن مركز المجرة، ظنوا أن النجوم المبعثرة حوله، هي نجوم تلك المجرة، فلما راوا تموضع النجوم حول مركز المجرة المزعومة، متساوي، أوقعهم في حيرة رصدية، إذ كان يجب أن يكون هناك اختلاف في تموضع النجوم بناء على بعدها أو قربها من مركز المجرة المزعومة.

وهنا وقعوا في معضلة وهي إما أن يلغوا الجاذبية أو يبحثوا عن حلّ أخر، وفي بيئة تقوم معلوماتها أساسا على الافتراضات فقد افترضوا وجود المادة المظلمة وزعموا أنها مثل الجيلاتين إذا غمست فيه شيئاً بقي ذاك الشيء مستقرا في المكان الذي وضعته فيه.

بمعنى أن المادة المظلمة مع الجاذبية تساعد على الحفاظ على كواكب المجرة من التباعد عن بعضها البعض، وبالتالي نجد أنه أثناء الرصد تكون إضاءة نجوم المجرة متساوية في جميع نواحيها في الوسط وعند الأطراف! 

أضف إلى ذلك، ما تم رصده من تصادم بعض المجرات، فحتى يتفادوا هذه المعضلة، زعموا أن تصادم المجرات واقع بسبب اختلاف كتلتها، فالمجرة الأخف كتلة، تلحق بالمجرة الأكبر كتلة، وهذا تعليل باطل، لأنه إن كان تصادم المجرات واقع بسبب اختلاف كتلتها، فكان يجب أن ترصد جميع التصادمات للمجرات المرصودة، في اتجاه واحد، ولكن الأرصاد، بيّنت أن التصادمات الواقعة بين المجرات، تحدث في اتجاهات مختلفة، مما يبطل القول، بان هذا التصادمات، ناتج عن اندفاع الأجرام السماوية بسبب الانفجار الكبير، الذي لم يقع إلا في مخيلاتهم.

ولكن مهلاً ماذا عن تباعد النجوم بفعل توسع الكون، وكيف تتصادم المجرات في ظل هذا التوسع؟!

هنا لا بد من فرضية ترقيعية جديدة فألغوا فرضياتهم السابقة عن تباعد الأجرام بسبب توسّع الكون وحصروه فقط بين ما يسمونه المجموعات المجريّة فهم لا يستطيعون إلغاء تباعد الأجرام بالكلية وإلا أضحت فرضية الانفجار هامة اليوم أو غدٍ!

ولكن السؤال الذي نطرحه عليهم: أوليس المجموعات المجرية هي الأخرى خاضعة لقوى الجذب ومنغمسة في جيلاتين المادة المظلمة، فكيف تستمر في التباعد! يقولون: الجاذبية بين المجموعات ضعيفة! حسنا وأين المادة المظلمة لا تقوم بدورها كمكبس يمنع الأجرام من التباعد عن بعضها، لماذا تجاهلتموه؟!

ما هذه الفرضيات المتناقضة والتخبطات التي لا تنتهي! أولستم تزعمون أنكم رصدتم تباعد النجوم عن بعضها واستطعتم أن تحسبوا سرعة تباعدها وتسارعها في التباعد! فأين هذا كله، لقد أضحى كله كلام في كلام! وأخذتم تعتذرون أن المجرات التي رصدت متزيحة للون الأحمر إنما هي مجرات مجموعات أخرى، وأنتم تعلمون أنكم كاذبون، فالتزيح إلى اللون الأحمر، يرصد حتى للمجموعات النجمية القريبة، وقد أكتشفها العالم الفلكي هالتون آرب.

فأين هي أرصاد هالتون آرب التي فضحت القصة وطردتموه من عمله كي لا يفضحكم وأثبت بالرصد أن تزيح المجرات والأجرام إلى اللون الأحمر لا يعني أنها تبتعد ومستمرة في التباعد! أين هذا كله؟!

نعم ألم أذكر لكم ايه المتابعون أن المجموعات أو العناقيد المجرية مجرد افتراض لشيء لا يعلمون ما هو! "انظروا الصورة المرفقة"مافي الصورة هو كل ما رأوه ورصدوه، ولك أن تضع لهذه الصورة أي افتراض ولكن خارج ساحات الهبد الخنفشارية.


أولم أخبركم أن الادعاء بأن المجرات عبارة عن نجوم وكواكب مجتمعة هي الأخرى مجرد فرضية وإلا فهي في الحقيقة مجرد سدم وغبار كوني وأن المستعرات العظمى هالة ضوئية لا يدرون ماهي وإنما يفترضون أنها نجم أو كوكب منفجر! 

علم كله ظنون في ظنون.

حقيقة المادة المظلمة

في علم الفلك وعلم الكون، المادة المظلمة أو المادة المعتمة أو المادة السوداء (بالإنجليزية: Dark matter)‏ هي مادة افتُرضت لتفسير جزء كبير من مجموع كتلة الكون.

وهذه المادة يقال أن أول من افترض وجودها هو العالم الفلكي الهولندي: يان أورت، حيث اكتشف يان أورت أن كثافة المادة بالقرب من الشمس شكلت ما يقرب من ضعف مما يمكن تفسيره من خلال وجود النجوم والغاز وحدهما.

بمعنى أن أورت لما حاول حساب كثافة المادة حول الشمس عن طريق الأجهزة المعدة لذلك، وجد أن هناك كثافة كبيرة بالقرب من الشمس، كان بالإمكان تفسير هذه المادة من خلال وجود الشمس، ولكن هذه المادة كانت أكبر بكثير مما يمكن تفسيره بوجود الشمس، ولأنه لم يرصد أي جشم، اقترح وجود المادة المظلمة، والتي ادعى أنها هي المتسببة في هذه الكثافة الزائدة حول الشمس!

ولنا أن نتسائل: ها أنت يا أورت رصدت هذه الكثافة حول الشمس، وجئت بهذه الفرضية لتحل بها هذه الإشكاليّة، ولكن النجوم الأخرى لم تُرصد فيها هذه الظاهرة، فكثافة المادة حولها ليست كما هي حول الشمس، والمادة المظلمة تملأ الكون بناء على افتراضكم، فكيف لم يتم رصد كثافة زائدة حول النجوم الأخرى كما هو الحال بالنسبة للشمس؟

إذا هذه الزيادة في الكثافة، قد يكون هناك سبب يتعلق بالشمس ذاتها، وما تصدره من أشعة أو تفاعلات كيميائية ولا علاقة لها بما افترضه أورت من وجود المادة المظلمة، وهذا أيضاً افتراض مني أنا، ولكن تبقى المسألة غيب لا يعلمه إلا الله تعالى.

الظريف أن هذه المادة، صارت ملجأً سهلاً للفيزيائيين، لحل المعضلات الفيزيائية التي تعترض طريقهم، فقد استخدمها العالم السويسري: فريتز زفيكي للحصول على دليل حول «الكتلة المفقودة» المطلوبة نظرياً للسرعات المدارية للنجوم في المجرات، واستخدمتها العالمة الأمريكية فيرا روبين لحل معضلة تقارب سرعات النجوم والكواكب أثناء دورانها المزعوم حول مركز المجرة، فصارت هذه المادة المظلمة، شُمّاعه، يفسّر بها الفلكيون أي اختلاف في حساباتهم الرياضيّة.

والمادة المظلمة شبيهة بالموج السماوي، الذي افترض تيخو براهي وجوده، ليفسّر به حركة الأجرام السماوية دفعة واحدة حول الأرض، حيث كان يعتقد أن النجوم الثوابت، تسير بسرعة واحدة، متوافقة، حول الأرض، وفي الواقع، قد لا تكون النجوم التي نراها ثوابت، ثوابت في الحقيقة، بل قد يكون ثباتها ثباتاً ظاهريّاً فقط، لبعدها عنّا.

إذاً، وجود المادة المظلمة، مجرّد افتراض، لشيء لا يمكن إثباته.

والعجيب، أن علماء الفضاء، قاسوا هذه المادة المظلمة المزعومة، وقدّروا مقدارها في هذا الكون.

عجائب علماء الفضاء لا تنتهي!

حسناً من أين جاء يان أورت بفكرة المادة المظلمة؟

يظهر لي أن أورت إنما جاءته هذه الفكرة، من كتب أهل الكتاب، لأنه في كتب أهل الكتاب أن الله تعالى خلق النور والظلمة، وبالتالي فالظلمة عندهم مخلوق، ومن هنا اقتبس أورت فرضيّته حول المادة المظلمة، ليفسّر بها اختلاف الكثافة في الكون.

وأما في القرآن الكريم، فقد قال الله تعالى في سورة الأنعام: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1))

فذهب بعض المفسّرين، إلى أن المراد بالظلمات والنور، أي: ظلمات الليل ونور النهار، وذهب أخرون، إلى أن المراد بالظلمات والنور هنا، ظلمات الجهل والكفر. ونور العلم والإسلام، وكلا القولين واردين، وقد يكون المراد بذلك هذا وذاك، فقد تكون ظلمة الليل مخلوقة كالنهار، فيكون المراد بالظلمات في الآية ظلمة الليل، وربما تكون الظلمة ليست سوى وجه أخر من وجوه العدم، ويكون المراد بالظلمات في الآية ظلمة الجهل والكفر. 

والله أعلم.

الرحلة إلى القمر مجرد كذبة

إن ما تدعيه وكالة الفضاء ناسا، من إرسال مركبة هبطت على سطح القمر، بثلاثة من الروّاد، هو كّب ودجل.

لأن المركبات الفضائية حتى تعود إلى الأرض تحتاج إلى صواريخ لتنقلها إلى الأرض، كما نقلتها إلى القمر.

أما ادعاء أن المركبات الفضائية لا تحتاج سوى لمنصات دفع فقط، وأن الجاذبية الأرضية سوف تتكفل بإعادة المركبات إلى الأرض، فهذا هراء، لأن المركبة الفضائية، لن تعود إلى الأرض بهذه الطريقة، لأنها سوف تعلق في مدار حول القمر، بفعل جاذبية القمر، وإن سلّمنا - وهذا بعيد - بان المركبة سوف تقاوم جاذبية القمر، ولن تعلق في مدار حوله، فهي قطعاً سوف تعلق في مدار حول الأرض، كما القمر تماماً، ولن تعود إلى الأرض ما لم يكن هناك قوة دافعة تمكنها من الإفلات من هذه المؤثرات والعودة إلى الأرض.

وعلى هذا فكل ما رأيتموه من صور لمركبات على القمر، هو مجرد خداع لا أكثر.

ما لم تقر ناسا بأن ما يدعونه من وجود الفراغ كلام باطل، وأن الأشياء تسقط على الأرض وإن ارتفعت فوق القمر، وبهذا عليهم أن يبحثوا عن سبب أخر لبقاء القمر وسائر الكواكب معلقة في الفضاء، لأن السبب الذي ادعوه أصبح باطلاً!

ولإثبات ذلك، هناك مشروع يتم اعداده الآن، فالفلكيون الروس، يزعمون أنهم أرسلوا روبوتات لجمع العينات من المريخ، عن طريق روبوتات معدة خصيصاً لذلك، سوف تضع العينات في  في كبسولة احتواء موضوعة في صاروخ صغير، التي سيتم إطلاقها بعد ذلك إلى مدار المريخ، ولا أعلم كيف سوف يطلقونه، دون منصّة ثابتة، وهناك، ستأتي مركبة فضائية أخرى من الأرض لالتقاط كبسولة الاحتواء وإعادتها إلى الأرض، فيما يعرف باسم حملة عودة عينة المريخ.

وهذا أمر عجيب، فلو سلمنا بما ادعاه الفلكيون الروس، فهذا يجلّي لنا بطلان صعود الأمريكيين للقمر، ويكذب وكالة الفضاء الأوروبية التي أدعت أنها استطاعت بعث مبسار إلى أحد المذنبات، واستطاعوا إعادته إلى الأرض، فالروس يزعمون أنهم في حاجة لصاروخ لينطلق من المريخ، لكي يلقي بالكبسولة في مدار المريخ، ثم يحتاجون لصاروخ يحتوي على آلات دفع وحرق وخلافه، ليذهب ويعود إلى الأرض بتلك الكبسولة، وأما الأمريكيون لم يحتاجوا عند عودة مركبتهم من القمر إلى الأرض، سوى لمنصة دفع فقط! فكيف لم تعلق في مدار حول القمر؟! ولماذا لم تعلق في مدار حول الأرض؟!

لعلهم سوف يعمدون لمحاولة تبرير ذلك بشتى الطرق، ولكن تبقى الحقيقة أنهم أفاكن ومخادعون.

خدعة تقدير مدة وصول مسبار الأمل إلى كوكب المريخ

لعل سائلاً يقول: إذا كانت حسابات الفلكيين لأبعاد الكواكب خاطئة، فكيف صحّ تقديرهم للمدة التي سوف يصل فيها مسبار الأمل الإماراتي إلى المريخ، مع أنه قائم على سرعة المسبار والبعد الذي قدّروه لكوكب المريخ.

والجواب على ذلك، من خلال بعض العمليات الحسابية، والتي من خلالها يستطيع القارئ أن يحكم على مدى صحة ادعاء الفلكيين معرفتهم للمدة التي سوف يصل فيها مسبار الأمل الإماراتي لكوكب المريخ.

فمسبار الأمل - حسب ما هو معلن - يسير بسرعة 105,564كم/ساعة - إلى 120,000 كم/ساعة.

ومتوسط بعد كوكب المريخ عن الأرض أثناء إطلاق المسبار، هو: 493,500,000 كم.

وقد أطلق المسبار في 20 يوليو 2020م. ووصل إلى مدار المريخ في 9 فبراير 2021م. أي: أنه قطع المسافة في خلال 204 يوماً أرضياً.

فإذا ضربنا 105,564 في 24 ساعة، ثم ضربنا الناتج في 204 يوماً أرضياً، فسوف يكون الناتج: 516,841,344 كم. وهذا الناتج قريب جداً، من تقدير علماء الفلك لبعد المريخ عن الأرض لحظة أطلاق مسبار الأمل.

إذا تقدير مدة وصول المسبار إلى المريخ، قائم على حساب بعد المريخ عن الأرض لحظة اطلاق مسبار الأمل، ولكن ما لم ينتبه له الكثيرون، أن كوكب المريخ ليس ثابتاً، بل حسب تقدير علماء الفلك، فإن المريخ يسير في مداره المزعوم حول الشمس، بسرعة: 86,677.2 كم/ساعة. وهذا يعني أن نسبة الفرق بين سرعة المريخ في مداره وسرعة المسبار تعادل 72.2% أي أن المسافة بين المريخ والأرض التي انطلق منها المسبار سوف تزيد مع مرور الوقت لتصل إلى 373,159,450.3 كم. وبالتالي يكون إجمالي بعد المريخ عن الأرض من لحظة اطلاق المسبار تساوي: 890,000,794.3 كم، أي ضعف المسافة المقدّر بين الأرض والمريخ تقريباً.

بمعنى أن المدة التي يجب على المسبار أن يقطعها، ينبغي أن تكون أكبر من 204 يوماً أرضياً، وبما أن سرعة المسبار تفوق سرعة المريخ، بنسبة 20% تقريباً، فيجب أن تزيد الأيام التي يجب على المسبار أن يقطعها بنسبة 50% على أقل تقدير، أي قرابة: 100 يوم أرضي، فيكون مجموع الأيام التي يجب أن يصل فيها المسبار إلى المريخ هو: 300 يوم أرضي.

وأنا هنا لا استطيع تفسير ذلك، إلا أن الوكالات الفضائية، تلاعبت في تصريحاتها!

بمعنى أن المسافة بين الأرض والمريخ أقرب بكثير مما هو معلن، وأن المسبار قد وصل حقاً إلى مداره حول المريخ قبل المدة المقررة بزمن طويل، يتناسب مع سرهة المسبار وبعد المريخ الحقيقي، ولكن تم إيهام المتابعين أن المسبار لا يزال يسير إلى الهدف، حتى جاء اليوم الذي قرّروه كموعدٍ لوصوله، فتم الإعلان عن ذلك.

وهذا بالنسبة لي، له سببان:

الأول: أنهم يريدون بذلك، إيهام الناس بصحة حساباتهم الفلكية لأبعاد الأجرام الكونيّة، فهم لا يريدون أن يخطئوا أنفسهم أمام العالم. 

والثاني: أن تحديد يوم وصول المسبار إلى المريخ كان مطلباً إماراتياً، ليتوافق ذلك مع احتفالات الإمارات بيوبيلها الذهبي لمرور 50 عامًا على إعلان اتحاد الإمارات.

وهذا أيضاً يجب على تساؤل من يقول: كيف تكون حسابات الفلكيين لبعد القمر خاطئة، وهم يقدرون المدة التي سوف تصل إليه مسابيرهم، وتكون صحيحة؟

نجم متوشالح ودلالاته على فساد حسابات الفلكيين

نجم متوشالح ويعرف عند الفلكيين باسم: HD 140283.

أراد الفلكيون حساب سِنّ هذا النجم عن طريق بعده وشدة سطوعه والمواد التي يتكون منها. عبر القمر الصناعي هيباركوس التابع لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، والذي قَدَّر سِنّ النجم بنحو 16 مليار سنة.

وهذا التقدير، يعتبر صدمة شديدة بالنسبة للفلكييّن، إذ أنهم سابقاً، كان قد قدّروا سِنّ الكون بزعمهم الباطل، بـ 13.8 مليار سنة، فكيف يكون سِنّ هذا النجم أكبر من سِنّ الكون نفسه؟! وهل يعقل أن يكون الابن أكبر سِنّاً من أبيه!

فالفارق بينهما، بلغ: 2.2 مليار سنة. بنسبة خطأ بلغت: 15.94%

لذلك قام فلكي يدعى: هوارد بوند، من جامعة ولاية بنسلفانيا، وأخذ على عاتقه تصحيح هذا الخطأ، فقام بتشكيل فريق من الباحثين الفلكيين، وقام الفريق بدراسة 11 رصدًا للنجم بين عامي 2003-2011 باستخدام أدق الحساسات التي يحملها تلسكوب هابل، وكانت نتيجة سِنّ الكون بعد كل هذا الجهد تساوي: 14.46 مليار سنة، ولا يزال النجم أكبر سِنّاً من الكون.

ولكن كيف تلجم الفلكيين، وهم علمهم كله قائم على الافتراضات، فبناء على نتائج هوارد بوند المخيّبة لأمالهم، احتسب هوارد الفارق بين النتائج كنسبة خطأ، والتي بلغت 660 مليون سنة.

وزعم هوارد بوند أن حساباته، جعلت عمر النجم متوافقًا مع عمر الكون!

مع أن الفارق بين العمر الجديد للنجم يتعارض مع عمر الكون المزعوم بنسبة 4.7% 

وهذا ليس سوى احتيال، لفرض نتيجة لم تخرج بها الدراسات التي قام بها، مع ادعائهم المتكرر لدقة أجهزتهم التي يزعمون في الرصد.

لذلك افترضوا أن الخطأ ليس في حساباتهم لسِنّ النجم متوشالح، بل قد يكون الخطأ في تقديرهم لسِن الكون نفسه، لذلك أخذوا يعيدون حساباتهم حول سِنّ الكون.

حيث قام باحثون في المؤتمر الدولي بعلم الكونيّات في معهد الفيزياء النظرية في سانتاباربرا بالولايات المتحدة الأمريكية، وكانت النتيجة صادمة أيضاً، حيث خلص المؤتمر بنتيجة أن سِن الكون أصغر بكثير من السِن المتّفق عليه، 13.8 مليار سنة، فالسِن الجديد للكون هو: 11.4 مليار سنة، وهذه الدراسة لا يمكن الاعتراض عليها، لأن من قدمها هم نخبة من كبار علماء الكونيّات في العالم، أصحاب الافتراضات الكثيرة، ويرأسهم العالم الفلكي آدم ريس.

مما زاد الفجوة بين عمر النجم متوشالح، وبين عمر الكون، مجدّداً، إذ بلغ الفارق الجديد بين عمر النجم متوشالح وبين عمر الكون: 3.06 مليار سنة، بنسبة خطأ بلغت: 26.8%.

إن هذا النجم لهو دليل ناصع وحجة بالغة على فساد جميع أرصاد وحسابات الفلكيين، في تقديراتهم لأبعاد الأجرام السماوية وأحجامها وكُتَلِها وكثافتها وحركتها وأعمارها، ولكن لم يكن هناك معيار لمعرفة خطأ تلك الحسابات وتهافتها، مثل ما وقع لنجم متوشالح، وأن كل أرصادهم وحساباتهم ليست سوى سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.

نقد طريقة الفلكيين لحساب أبعاد النجوم والكواكب

يستخدم الفلكيون عدة طرق لحساب ابعاد النجوم والكواكب، ومن خلال حساب بعد النجم والكوكب، يتم حساب حجمه.

الطريقة الأولى: حساب بعد الجرم عن طريق تغيّر موقعه إذا ما رصد من موقعين مختلفين، حيث يقوم الراصدان باخذ صورة للجرم المراد قياس بعده، والأجرام التي خلفه، ثم دمج الصورتين في صورة واحدة، فإن كاتن هناك تغير في موقع الجرم، فعندئذٍ يمكن حساب بعده عن طريق حساب المثلثات.

ويجب أن نأخذ في عين الاعتبار عند رصد الجرم بهذه الطريقة ثلاثة أمور: أن يكون الراصدان على بعد واحد من الجرم المرصود، وأن يكونا على سطح مستوٍ وليس محدب أو مقعّر، أو أحدهما مرتقع والأخر منخفض.

ويتم ذلك بعدة طرق:

أولها: حساب تغير موقع الجرم عند رصده من مكانين متباعدين على الأرض في وقت واحد.

وهذه الطريقة غير مجدية، والسبب في ذلك: أن سطح الأرض محدّب، وبالتالي فإن الراصدين سوف يلحظان تغيّرات مشوهة للجرم عند رصده، مما يجعل نسبة الخطأ في تقدير التغيّر غير صحيحة.

وثانيها: حساب تغير موقع الجرم بالاستعانة بالآلات الفضائية، بحيث يقوم شخص برصده من الأرض، ويقوم المشرف على الآلة الفضائية برصده عن طريق الآلة، ثم يتم دمج الصورتين، وحساب مقدار التغيّر.

وهذه الطريق أيضاً غير مجدية، لأن الآلة لا تقف مع الراصد من الأرض على بعد واحد من الجرم المرصود، مما يعطي تغيّرات مشوهة لموقع النجم.

وثالثها: حساب تغيّر موقع الجرم في وقت معلوم وانتظار ستة أشهر حتى يتم رصده مجدداً، وهذا الرصد قائم على فرضية أن الأرض تدور حول الشمس، فيرصدون الجرم، ثم ينتظرون حتى تنتقل الأرض إلى الجانب الأخر من الشمس "بزعمهم" بحيث تنتقل من مكان إلى أخر، ولكن مسافة انتقالها الآن أكبر، ثم يرصدونه مجدداً.

وهذه الطريقة غير مجدية، لأسباب عدة: والسبب في ذلك، يعود إلى تغيّر الظروف المناخيّة وقت الرصد، فليست الظروف المناخية هي نفسها الظروف المناخية بعد ستة أشهر، مما يؤدي إلى تغيّر في درجة الحرارة، وكثافة الماء في الجو، ومقدار الرطوبة، والتي تسبب تغيّراً في انكسار الضوء الصادر من هذه الأجرام السماوية، مما يعطي تغيّرات مشوهة لمواقع الأجرام، كما أنه "حسب زعمهم" لا تكون على مستوىً واحد عند دورانها المزعوم حول الشمس، بل إنها تكون مرتفعة في وقت الأوج، ومنخفضة في وقت الحضيض، وهذا يعطي تغيّرات مشوهة لموقع الجرم.

وإذا كان الأمر هكذا، فإن هذا لا يصلح أن يكون دليلاً على دوران الأرض حول الشمس، ولا يصلح أن يكون دليلاً على معرفة أبعاد الأجرام السماوية.

ومما يدل على بطلان هذا حساب ابعاد الأجرام عن طريق رصد تغيّر مواقعها،، هو أن الفلكيين، يقرّون بأن مقدار التغيّر المرصود، ضعيف جدّاً، حيث أنه يقاس بالثانية القوسيّة، والثانية القوسية، وحدة لقياس الزاوية، تعادل 1/3600 من الدرجة.

أي: أنه يتم تقسيم الدرجة الواحدة من درجات الزاوية، إلى 3600 درجة، تمثل الثانية القوسيّة قسماً واحداً من هذه الأقسام الـ 3600!

يعني تغيّر ضعيف جدّاً، لا يكاد يُذكر.

وأقرب نجم تمّ رصده بهذه الطريقة المزعومة، أي: رصده مرتين في السنة، كان مقدار التزيّح فيه، ليس 1 ثانية قوسيّة، بل أقلّ من 1 ثانية قوسيّة، وإذا كان هذا مقدار تزيّح أقرب نجم أمكن رصده بهذه الطريقة المزعومة، فما هو برأيكم مقدار تزيّح أبعد نجم تمّ رصد تغيّر منظره النجمي بهذه الطريقة؟!

يقول دينال . موشيه، في كتابه (علم الفلك، دليل التعلّم الذاتي) ما نصّه: وتحسن الإشارة إلى أن اختلاف المنظر النجمي صغير جدّاً، ويقاس بالثواني القوسيّة (") حيث 1" = 1/3600 درجة، ولتمثيل ذلك: تصوّر أن قرصاً من الإسبرين، قد يبدوا قطره مساوياً 1" بالنظر إليه من مسافة نحو 2كم (ميل واحد) علماً بأن اختلاف المنظر، لأقرب النجوم، هو أقل من 1". انتهى كلامه.

ثم يقول: "ومن المهم أن تعلم، أن اختلاف المنظر النجمي، يتناقص مع بعد النجم، وأنه قابل للقياس حتى نحو 0.01"". انتهى كلامه.

وبناء على ذلك، كان من المفترض، أن تعتبر الأرصاد بهذه الطريق فاشلة، وأنه لا يوجد تغيّر حقيقي، وأن هذا التغيّر، تغيّر وهمي، بسبب تغيّر الظروف المناخيّة، ولكنهم يبحثون عن أي شيء، ليثبتوا به دعواهم في دوران الأرض حول الشمس، حيث اعتبر هذا التغيّر، دليلاً على دوران الأرض حول الشمس!

وعندما ينتهون من تقدير بعده بالثواني القوسية، يقومون بحلّ المعادلة التالية:

بعد النجم بالفرسخ الفلكي = 1 / اختلاف المنظر النجمي بالثواني القوسية.

حيث أن رقم 1 في المعادلة، يعني: فرسخ فلكي واحد.

ما مقدار هذا الفرسخ؟ ولماذا يقاس بعد النجم بالفرسخ الفلكي؟

فلنقل بأن مقدار التغيّر لنجم تساوي: 0.01، وهي أدنى تزيّح استطاعوا رصده بزعمهم، فإن الناتج سوف يكون: 100 فرسخ فلكي، أي: 100,000,000,000,000 كم!!

ولكن ماذا لو قسناه بالوحدة الفلكية؟ سوف يكون الناتج: 15,000,000,000 كم ، وهو أقل بكثير من الناتج المبني على الفرسخ الفلكي!

ولو افترضنا أن حساب بعد الشمس بمعلومية الظل، والذي يقدر بـ 35790 كم،  هو الحساب الصحيح، وجعلناه معياراً للوحدة الفلكية، فسوف يكون الناتج لبعد النجم: 3579000 كم فقط.

ولو افترضنا أن حساب بعد الشمس بمعلومية بعد القمر بناء على ثبات الأرض، والتي تساوي 269292 كم، هو الحساب الصحيح، وجعلناه معياراً للوحدة الفلكية، فسوف يكون الناتج لبعد النجم: 26929200 كم.

فتبيّن بذلك، أن حساب المثلثات ونتائجه ظنيّة، إنما هي قائمة على تقديرات وحسابات افتراضية وهميّة، وأن كل ما يقال عن أبعاد النجوم والكواكب إنما هي ظنون وتخرّصات، لا أكثر.

الطريقة الثانية: في حساب بعد الأجرام السماوية، يعتمد على صدى الراديو، بحيث يتم إطلاق موجات راديو من خلال جهاز معد لذلك، ويحسبون المدة منذ انطلاقه، وحتى عودته، وبناء على معرفتهم بسرعة موجات الراديو في الطبقة الجويّة الأدنى للأرض، ثم يفترضون أن سرعة الموجات في جميع الطبقات الجوية والفضاء لا تتغيّر، يتم حساب المسافة، حيث المسافة تساوي السرعة ضرب الزمن.

وهذه الطريقة غير مجدية، وذلك للأسباب التالية:

أولاً: أن هذا الحساب قائم على افتراض أن سرعة موجات الراديو لا تتغيّر في جميع الأحوال، وهذا مجرد افتراض، فكما نعلم أن الغلاف الجوي يحتوي على سبع طبقات جويّة، مختلفة في درجة الحرارة وقوة الضغط الجوي، ومن وراء ذلك، فضاء يختلف عن جميع الطبقات الجويّة السبع في درجة الحرارة وقوة الضغط الجوي، ومن الاستحالة، أن تسير موجات الراديو بنفس السرعة في جميع الطبقات. 

وثانياً: أن موجات الراديو كل ما تمددت كل ما قلّت سرعتها، هي مثل الصوت، لها أمد ثم تضعف تدريجياً حتى تتلاشى، زد على ذلك، أنه بعد ارتطامها بالجرم السماوي، تقل سرعتها أكثر، وأثناء رحلة عودتها، تقل سرعتها تدريجياً، وهذا يعني، أن هذه الطريقة، تعطي أبعادأ للأجرام السماوية أضعافاً كثيرة! 

زد على ذلك، أنهم لو أدخلوا ناتج جهاز صدى الراديو، في معادلة تكون الوحدة الفلكية أو السنة الضوئية أو الفرسخ الفلكي معياراً فيها، فإنها سوف تعطي أرقاماً خيالية، أكثر مما نتصور.

ومثال على ذلك: يريدون حساب بعد نجم، ويكون هذا النجم على بعد 100,000 كم في الحقيقة، ولكن موجات الراديو بسبب تباطء سرعتها، تعطيك رقم 100 كناتج لقياس السرعة، وبإدخال هذا الرقم في معادلة تكون الوحدة الفلكية أو السنة الضوئية أو الفرسخ الفلكي هو المعيار فيها، تعطيك بمئات الملايين أو المليارات أو التلريونات! وهكذا.

الطريقة الثالثة: حساب بعد النجم بناء على شدة سطوع هذا النجم، وعدد ومضاته.

فالفلكيون يقسمون ضوء النجم إلى قسمين: قدر ظاهري وقدر مطلق.

يعبر القدر الظاهري عن مدى سطوع الجرم للراصد، بينما يعبّر القدر المطلق، عن شدة سطوع الجرم الفعليّة.

يحصل الفلكيون على مقدار السطوع الظاهري من خلال جهاز يسمى المضواء، أو مقياس الضوء، حيث يقيسون شدة استظاءته الظاهرية، وعدد ومضات الجرم.

فالنجوم تقوم بالومض، وهي أن النجم الواحد يقوم بما يبدو وكأنه يزيد من إضاءته في فترة زمنية ما، ثم يعود إلى إضاءته الطبيعية، فقدروا أن هناك علاقة بين سرعة ومضات النجم وقوة اضاءته والمسافة التي يبعد بها عنّا، بحيث أنه إذا كان بعيداً سوف يستمر في الومض بشكل أسرع، وكل ما كانت قريبةً منا كل ما كان الومض أبطأ، وهنا لا تعني شدّة استضاءته أي معنى حول المسافة التي تبعدنا عنه، فحتى لو كانت إضاء النجم الذي يومض بسرعة أشدّ من نجم يومض ببطئ، فهنا يكون النجم ذو الإضاءة أشد، أبعد من النجم ذو الإضاءة الأضعف.

بل إنهم أيضاً يقدّرون أحجام النجوم، بناء على سرعة وميضها! فإذا كان وميضه سريعاً، وضوءه شديد، فهذا كوكب يقدرون أن حجمه كبير، وأما إذا كان وميضه بطيء، وضوءه ضعيف، فهذا يقدرون أن حجمه صغير.

ولا أدري حقيقة، ما العلاقة بين وميض النجم وبين المسافة التي تفصلنا عنه وحجمه، إذ كان من المتوقع، أن يكون سبب وميض النجم، هو ازدياد التفعلات الكيميائية بداخلة، إن كان ملتهباً، مما يزيد من لهيبه وتوهجه، أو قد يكون بسبب تغيّر في مقدار انعكاس أضواء النجوم عليه إن كان بارداً، فإذا ضعفت هذه التفاعلات ضعف لهيبه وتوهجه، كما هو الحال عندما توقد ناراً، فلو أن أحدهم يوقد ناراً، وأنت تنظر إليه من بعيد، فإنك سوف تلاحظ أن ضوءها يزداد عندما يزداد احتراقها، ويخفّ عندما يحدث العكس، ولا علاقة لهذا الوميض بالقرب أو البعد عن موقع الرصد!

بينما يحصلون على مقدار السطوع المطلق، من خلال السطوع الظاهري، باستخدام المقياس الذي وضعته باحثة تدعى هنريتا، بحيث وضعت هنريتا، تقديرات لاستخلاص السطوع المطلق، من خلال السطوع الظاهري، وعدد ومضات النجم، ولكن السؤال هنا: ما الذي جعل هنريتا تؤمن بأن مقياسها كان صحيحاً؟! فهي التي قدّرت مقادير هذا المقياس بناء على ظنها وافتراضها فقط، وإلا فهي لا تعلم ما هي الحقيقة!

ويتم قياس السطوع المطلق للنجم بالوحدة الفلكية أو السنة الضوئية أو الفرسخ الفلكي، لإجبار النتائج أن تخرج بالمليارات أو التلريونات.

فمثلاً: إذا قدروا عدد ومضات نجم معيّن، بـ 15 ومضة، فإنهم يحسبون قيمتها باللوقاريتم، والتي سوف تكون: 1.17، ثم يقدرون أين موقع هذا النجم، هل هو في مجرت درب التبانة المزعومة، أم في مجرة أخرى، وهذا مجرد تقدير منهم، بناء على موقع النجم، ومن خلال ذلك يحددون الوحدة التي ينبغي عليهم استخدامها مع هذا الرقم، فيقوولن: 1.17 وحدة فلكية، أي: يضربون العدد 1.17 في 150،000،000 مليون. أو يقولون: 1.17 سنة ضوئية، وهنا يضربون العدد في 10 تريليون، أو يقولون: 1.17 فرسخ فلكي، اي يضربون العدد في: 31 تريليون.

ثم تدخل هذه النتيجة في معادلة تدعى: معادلة موديولوس، والتي من خلال نتيجتها يستخرجون بعد النجم! محكوماً بالوحدة الفلكية أو السنة الضوئية أو الفرسخ الفلكي!

وليست المشكلة في معادلة موديولوس، بل المشكلة تكمن في المعطيات التي أدخلت في هذه المعادلة، والوحدات التي يتم حسابها بها.

إن ما يطرحه الفلكيون من ثوابت حسابية وتقديرات لأبعاد النجوم والكواكب، أمر يدعو إلى الحيرة، فهم يفترضون، ثم يجبرونك على قبول هذا الافتراض، دون أن يقدموا لك دليلاً مقنعاً، وعندما تتحقق من حساباتهم، تجدها قائمة على الافتراضات!

وسبب اختيارهم للسنة الضوئية أو الفرسخ الفلكي، كوحدات لقياس ابعاد النجوم، مقصود لذاته، كونهم يعتقدون أن النجوم، لا يمكن حساب أبعادها إلا بهذه الوحدات التي وضعوها من تلقاء أنفسهم، وبافتراضات وهميّة، وحاكموا إليه أبعاد النجوم، وبالتالي، يلزم من ذلك، أن أي ناتج مستخلص من شدة السطوع، وأي معادلة حسابية تقوم عليه، سوف يكون كبيراُ للغاية، ويتّفق أو يتقارب مع غيرها من النتائجة ذات الأرقام الهائلة.

حسناً: لو قمنا بإحضار مصباح دائري، ووضعناه على بعد كيلو متر أو أكثر قليلاً، وضبطنا شدة سطوعه حتى تكون على شدة سطوع نجم، يتخيّل علماء الفلك عبر أرصادهم بجهاز المِضواء وحساباتهم الرياضية، أنه يبعد تريليونات الكيلو مترات، ثم أردنا من جهاز المضواء أن يقيس شدة استضاءته، فهل تعتقدون أنه سوف يعطي هذا المصباح مقداراً أدنى بكثير من شدة استضاءة النجم الترليوني المسافة؟ وبالتالي سوف يعطيه تقديراً يستنتج الفلكيون من خلاله وعبر معادلاتهم الرياضية أن بعد هذا المصباح كيلو متر واحد. وكيف سوف يميّز الجهاز بين النجم وبين المصباح مع أن كلاهما بنفس الحجم الظاهري، وكلاهما بنفس الاستضاءة الظاهريّة؟

إن الجهاز ليس كائناً عاقلاً ليفرّق بين هذا وذاك، إنه مجرد آلة، يحسب بحسب القيم التي تسجّل عليه، وبالتالي فإننا لو تصورنا أن هناك نجمان مقدار شدة سطوعهما متساوية ظاهرياً، وعدد ومضاتهما متقاربة، بفعل التفاعلات التي تحدث فيهما، ولكن بعدهما مختلف تماماً، قد يفصل بينهما مئات الآلاف من الكيلو مترات، والأبعد منهما أشد سطوعاً في الحقيقة، فإنه سوف يظن أن النجمين على بعد واحد. 

وأيضاً: القِيَم التي من خلالها يقوم الجهاز بتقدير شدة سطوع النجم، هم من حدّدها، فهم يجزّئون قوّة الضوء إلى أجزاء، يعطون كل جزءٍ رقماً، وبناء على هذه القِيَم، يحسب الجهاز شدة السطوع، ولكن ما أدراهم أن تجزئتهم لقوة الضوء صحيحة ابتداءً؟! 

فهو مجرد تقييم ظنّي لا أكثر.

إذا تقديرات هذا الجهاز ظنيّة وليست حقيقيّة، فكيف تكون هذه الطريقة وسيلة لمعرفة أبعاد النجوم؟!

والطريقة الخامسة: وتعتمد على الخطوط النجمية، هي يزعمون أن المسافات الفاصلة بين النجوم لا تكون فارغة ؛ وإنما تحتوي على مجموعة من الخطوط الضوئية الصادرة من النجوم وهي تعرف باسم الخطوط بين النجمية ، وهي عبارة عن توزيعات صغيرة من الغازات المنبعثة من النجوم ، وكلما كانت هذه الخطوط أكبر؛ كلما كانت المسافة بين النجوم وبعضها البعض أو بين النجوم وكوكب الأرض أكبر . 

وهذا أيضاً محض افتراض، لأنهم إنما يقدرون عرض هذه الخطوط النجمية تقديراً مبنيٌ على الظن، لا على اليقين، ثم يحكمون تلك الافتراضات العددية بغحدى الوحدات، لتخرج النتائج بمئات الملايين أو المليارات أو الترليونات!

وأما حسابهم لاحجام الأجرام السماوية، فهو مبني على حسابهم لبعد هذه الأجرام، مع حجمها الظاهري.

وأما كتل وكثافة الأجرام السماوية، فهي مبنية على تقديراتهم للمكونات الكيميائية لهذه الأجرام، ويستخدمون في ذلك جهازاً يرصد ألوان الطيف المنبعثة من ضوء تلك الأجرام، بالاشعة تحت الحمراء، وهذه الطريقة ايضاً ظنّية وليست يقينية، لأنهم لا يعلمون هل الجهاز رصد فقط ضوء ذلك الجرم وحده، أم تداخلت معه الكثير من الأضواء المنبعثة من الأجرام الأخرى.

ما سبب الأبعاد الهائلة للنجوم والكواكب؟

يستخدم الفلكيون في قياس المسافات عدة وحدات، حسب تقديرهم لأبعاد الأجرام السماوية.

وهم عادة يرغبون في سماع أو رؤية الأرقام التي تتوافق مع فرضياتهم وظنونهم، فعند حسابهم لبعد الكواكب السبعة، فهم يرغبون أن يكون الرقم الناتج من حساباتهم الرياضية، أكبر من البعد الذي افترضوه للشمس عن الأرض، وإذا افترضوا أن نجماً يتبع مجرة درب التبانة، فيرغبون أن يكون الرقم الناتج عن عملياتهم الحسابية أكبر من بعد الشمس والكواكب السبعة. وإذا افترضوا أن نجماً يقع في مجرة أخرى، فيرغبون أن يكون الرقم الناتج من حساباتهم الرياضية أكبر، من بعد النجوم التي يفترضون أنها تابعة لمجرة درب التبانة، وإذا لم يكن بالإمكان أن تكون الحقيقة في صفّهم، فهنا يجب أن تخضع الحقيقة لرغباتهم.

لذلك ابتدعوا الوحدات الحسابية، وقاموا بتقدير قيمة هذه الوحدات، بشكل يجعل النتائج دائماً متوافقة مع افتراضاتهم.

فأي قيمة عددية مستخلصة من عملياتهم الهندسية أو أجهزتهم الرصدية، يقومون بضربه في الوحدة التي يريدون اخضاعه لها، ثم يدخلونه في معادلاتهم، لينتج لهم الرقم الذي يرتضونه. 

فأول وحدة قياس يستخدمونها، هي: الوحدة الفلكية، وقد قدروها بأنها تساوي متوسط المسافة بين الأرض والشمس، والتي قدروها بـ 150,000,000 كم.

وهذه الوحدة يستخدمونها في تقدير ناتج حساباتهم لأبعاد الكواكب الخمس السيّارة، وهي: المريخ والمشتري وزحل، والكواكب التي زعموا اكتشافها مؤخراً وهي: نبتون وبلوتو. وكذلك عطارد والزهرة عندما تكون في أبعد نقطة لها عن الأرض، أي: عندما تكون وراء الشمس.

ولكن ناتج حساباتهم لأبعاد النجوم الأبعد من هذه الكواكب السبعة، يكون أدنى من توقعاتهم بكثير، بل إن بعضها يكون بعده بناء على حسابها بالوحدة الفلكية قريب من بعد الشمس، وهذا بالنسبة لهم محال، لذلك استبدلوها بوحدة قياس أخرى، وهي السنة الضوئيّة، وهي المدة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة، وتقدّر بـ 10,000,000,000,000 كم. وهو رقم كبير جداً، ولا شك أن أي عملية حسابية يكون تقديرها قائم على هذا الرقم، سوف يكون أكبر من العملية الحسابية التي سوق تقوم على الوحدة الفلكية، بغض النظر، عما إذا كان هذا البعد حقيقياً، أو أنه لا يوجد إلا في حسابات الفلكيين!

وإذا ما قاموا بحساب بعد نجم مجرة أخرى، بالسنة الضوئية، فقد يكون الناتج أدنى من توقعاتهم بكثير، فقد يكون مساو أو أقل من بعد نجم يفترضون أنه داخل مجرة درب التبانة، وهذا بالنسبة لهم محال، لذلك أرادوا البحث عن وحدة يكون ناتج العمليات الحسابية من خلالها أكبر من ناتج العمليات الحسابية التي تجرى للنجوم والكواكب التي تقع في مجرة درب التبانة، وهنا وقع اختيارهم على الفرسخ الفلكي، وقد قدروه بـ: 31,000,000,000,000 كم، ولا شك أن أي عملية حسابية يكون تقديرها قائم على هذا الرقم، سوف يكون أكب رمن العملية الحسابية التي تقوم على السنة الضوئية، بغض النظر، عما إذا كان هذا البعد حقيقياً، أو أنه لا يوجد إلا في حسابات الفلكيين!

جميع هذه الوحدات اختيرت بعناية، ليكون ناتج الحسابات متوافق مع حساباتهم لبعد الشمس، ومتوافقاً مع نظرياتهم، حول ما هيّة المجرّات.

فإذا علمنا أن حسابهم لبعد الشمس حساب ظنّي، ولا يمكن الوثوق به، وأن ادعائهم أن المجرات عبارة عن نجوم وكواكب متكتلة، بعضها بعيد عن بعض، ومتمايز بعضها من بعض، وأن المجرات ليست سوى سحب غبارية كونية، وأنها متداخلة مع نجوم الساء، وأن كثير منها أقرب من النجوم التي يزعم الفلكيون أنها أقرب من تلك المجرات، وأن نجوم السماء مبعثرة في هذا الكون بنسب متساوية، لا يجمعها جامع ولا يضمها ضامّ، علمنا أن جميع حساباتهم القائمة على هذه الوحدات، حسابات ظنيّة باطلة، وليس لها قيمة عند التحقيق.