الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024

نقد فرضية علماء الجيولوجيا لكيفيّة حدوث البراكين

كان أحبار اليهود قديماً، يظنون أن الجحيم في أسفل الأرض، والسبب الذي دفعهم إلى الاعتقاد بذلك، هو البراكين، فلما رأوا أن البراكين تتفجّر نيراناً، اعتقدوا أن الجحيم التي ذكرها الله في التوراة، في أسفل الأرض، وأن هذه الحمم البركانية، منبعثة منها، وأنها سبب تشكّل البراكين!

وقد انتقل هذا الظن إلى التراث الإسلامي، عبر القُصَّاص، والذين مزجوه ببعض الأحاديث، حتى ظنّ كثيرٌ من علماء المسلمين، أن الجحيم حقاً في أسفل الأرض!

بل إن علماء الجيولوجيا، تأثروا بظنّ اليهود، فافترضوا أن باطن الأرض ومركزها، عبارة عن صهارة من النار، وأن هذه الصهارة، تنضغط بسبب تفاعلاتها الكيميائية، مما يجعلها تبحث عن طريق تتنفَّس منها، بحيث تقذف شيئاً من صهارتها من خلالها، لذلك تحدث ثقباً في قِشرة الأرض، هو بالنسبة لحجمها، أدق من ثقب إبرة، تخرج من خلاله شيئاً من حِممها، محدثةً بركاناً.

فعلماء الجيولوجيا، لم يستطيعوا اختراق القشرة الأرضيَّة، وأعمق حفرة استطاعوا حفرها، هي حفرة "Kola Superdeep Borehole" الروسية، التي وصلت إلى عمق 12262 متراً (40230 قدماً) والتي مكثوا في حفرها 20 عاماً، ومع ذلك، لم يستطيعوا اختراق القشرة الأرضية بعد.

فتبيّن أنهم، إنما أخذوا قولهم في سبب حدوث البراكين، عن أحبار اليهود.

فحال علماء الجيولوجيا هنا، كحال رجلٍ لا يعرف في تشريح الجسد البشريّ شيئاً، فرأى في جلد رجل، حبَّة شباب، فلما عصرها، خرج منها دم وصديد، فخمّن أن كل ما في داخل الإنسان، عبارة عن دم وصديد فقط!

فهذه البراكين، لا أحد يعرف من أين تستمد صهارتها البركانيّة، فقد تكون هذه الصهارة، مثل حب الشباب في جلد الإنسان، فحَبّ الشباب حالة جلدية تظهر عند انسداد مسامات الشعر، وهي موضع بصيلات الشعر، التي ينبت منها، بالزيوت وخلايا الجلد الميتة والعرق. فتظهر البثور، التي تشبه جبال البراكين، لينفضخ رأس هذه البثور في النهاية، مُخرجاً دماً وصديداً، كما تنفضخ جبال البراكين عن الحمم والصهارة الناريَّة، ولكن باطن جسد الإنسان، ليس عبارة عن دم وصديد.

 فتكون صهارة البراكين، ناشئة من القشرة الأرضية، بسبب بعض العوامل الطبيعية والكيميائية للأرض، وأنه لا وجود لهذه النار المركزيَّة التي يدّعون أنها موجودة في باطن الأرض.

وتبقى الحقيقة غيب لا يعلمه إلّا الله عز وجل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق