يدّعي علماء الجيولوجيا، أن الأرض تتكوّن من خمس طبقات رئيسيّة، ليس هذا وحسب، بل ذكروا مما تتكون منه كل طبقة، وعمق كل طبقة بالكيلو متر!
وهذا أمر عجيب!
لأنه كما أسلفت، فإن أعمق حفرة حفرها الإنسان، هي حفرة "Kola Superdeep Borehole" الروسية، التي وصلت إلى عمق 12262 متراً (40230 قدماً) والتي مكثوا في حفرها 20 عاماً، ومع ذلك، لم يستطيعوا اختراق القشرة الأرضية بعد.
فلنا أن نتساءل: كيف إذاً عرفوا عدد ومكونات وعمق كل طبقة؟!
ذكرت سابقاً، أن أحبار اليهود قديماً، يظنون أن الجحيم في أسفل الأرض، والسبب الذي دفعهم إلى الاعتقاد بذلك، هو البراكين، فلما رأوا أن البراكين تتفجّر نيراناً، اعتقدوا أن الجحيم التي ذكرها الله في التوراة، في أسفل الأرض، وأن هذه الحمم البركانية، منبعثة منها، وأنها سبب تشكّل البراكين!
ومن هنا نشأت فرضيّة علماء الجيولوجيا، حول ما قد يتشكّل منه جوف الأرض، ومحاولة ربط ذلك بفرضياتهم الأخرى، حول كيفية حدوث الزلازل والبراكين، ولكنهم مزجو ذلك، بالخصائص الكيميائية للمواد، لذلك حتى تستقيم فرضيّتهم، كان يجب أن تتناسق مع الخصائص الكيميائي للمواد والطبيعة التي تحتضنها، لذلك، كانوا مرغمين على تقسيم طبقات الأرض إلى خمس طبقات رئيسيّة، وهي:
أولاً: الغلاف الصخري.
والسطح الخارجي الصلب، المكون من الحجارة والتربة، ويُشكل الغلاف الصخري الصفائح التكتونية، التي افترض وجودها الجيولوجيين أنفسهم، ليفسّروا بها ظاهرة الزلازل!
ويحتوي على معادن صلبة كلياً تجعل صخوره صلبة ومُترابطة مع بعضها البعض على الرغم من انصهار جزئيّ للصخور الموجودة فيه.
ويبلغ سمك هذا الغلاف 100 كم!
ثانياً: الغلاف المائع.
ويفترضون أنها تقع أسفل الغلاف الصخري، وتمتاز طبقة الغلاف المائع بأنها طبقة ضعيفة نسبياً، إذ تسلك هذه الطبقة سلوك المواد اللادنة -مواد ذات القابلية العالية للتشكيل دون أن تنكسر، ويعود ذلك إلى قربه من درجات الحرارة المُرتفعة التي قد تصل إلى درجة كافية لانصهار الصخور الموجود فيه.
ويبلغ سمك هذا الغلاف، من 100كم إلى 350كم!
وافتراض وجود مثل هذه الطبقة، ضرورة لا بدّ منها، لتكون سبباً في عدم استقرار ما يسمونه بالصفائح التكتونية، وبالتالي تحرك هذه الصفائح، ثم حدوث الزلازل، فلو افترضوا أن الطبقة الصخرية مثبتة على طبقة صخرية أخرى، أو طبقة ذات طبيعة صُلبة، فإن الزلازل لن تحدث.
ثالثاً: الغلاف الأوسط.
ويسمونه: الوشاح، ويفترضون أنها تقع أسفل الغلاف المائع، ويقسمونها إلى طبقتين: علوية وسفلية، إذ يظنون أن كثافة الصخور تزداد بازدياد العمق خلال الطبقة العلوية استجابة ً لازدياد الضغط الصخري، ولهذا يطلقون عليها: المنطقة الانتقاليّة، ويزعمون أن هذه الطبقة تمتاز صلابة صخورها بفعل تعرّضها للحرارة والضغط مما يمنع حدوث أي انكسار أو تكسّر فيها، ويفترضون أنه مع استمرار التقدُم في طبقات الأرض والوصول لغلاف الطبقة الوسطى السفليّة فإن كثافة الصخور تزداد بشكل بشكل كبير جداً ومُفاجئ، وذلك نتيجة تعرُض البنيّة البلوريّة الخاصة بمعظم المعادن الموجودة في صخور تلك الطبقة إلى تغييرات تزيد من كثافتها، لكن هذه الكثافة تبقى ثابتة تقريباً على طول امتداد الغلاف المُتوسط السُفلي الذي يبدأ من عُمق 660كم ليصل إلى حدود اللب الخارجي للأرض على عمق 2900كم تقريباً.
وافتراض وجود هذه الطبقة، ضروري، لتكون حائلاً بين الطبقة المائعة، وبين طبقة اللب الخارجي السائلة، لتمنع بذلك انصهار الطبقة المائعة.
وكذلك فيه تشبيه منهم للأرض بالخليَّة، فيكون وجود هذه الطبقة، بمثابة غشاء الخليَّة.
رابعاً: اللب الخارجي.
ويفترضون أنها تقع أسفل الطبقة الوسطى أو الوشاح، ويفترضون أن هذه الطبقة، تمتاز بوجودها بالحالة السائلة فقط، وذلك لاحتوائها على عناصر ومعادن بالحالة السائلة مثل الحديد والنيكل وغيرها من العناصر، ويفترضون أنها - نظراً لخصائصها الكيميائية - هي المسؤولة عن نشوء المجال المغناطيسي لكوكب الأرض.
وافتراض وجود هذه الطبقة، وقع تحت تأثير تعاليم كتب اليهود، التي تنصّ على أن باطن الأرض نار منصهرة.
وكذلك فيه تشبيه منهم للأرض بالخليَّة، فيكون وجود هذه الصهارة، بمثابة السيتوبلازم، الموجود في الخلية.
خامساً: اللب الداخلي.
ويفترضون أنها تقع أسفل طبقة اللب الخارجي، ويفترضون أن طبقة اللب الداخلي تتعرض، لضغطٍ عالٍ أكثر من الطبقات الأخرى مما يجعلها ذات طبيعة صلبة، كما يفترضون، أن هذه الطبقة تتشابه مع طبقة اللب الخارجي بالتركيب المعدنيّ الذي يحتوي على كميّات كبيرة من عنصر الحديد، بالإضافة إلى تشابه درجات الحرارة بالطبقتين إلى حدٍ ما مع ارتفاعها بعض الشيء في طبقة اللب الداخليّ.
وكذلك، محاولة تشبيه الأرض بالخلية، بحيث يمثِّل اللبّ الداخلي، نواة الخليَّة.
قلت: نرى هنا، وصفاً دقيقاً لهذه الطبقات، وكأنهم عاينوها رأي العين، مع أنهم كما ذكرت سابقاً، لم يستطيعوا أن يحفروا أعمق من 12 كم و 262 سم!!
لنعلم يقيناً، أن هؤلاء القوم، إنما يرضخون من رؤوسهم رضخاً، وفق تقديراتٍ لا يعلمون مدى صحتها، ليأتي أخرق، ويصدقهم على هذه الظنون، ويجزم أنها حقائق علميَّة، ليغُرّ الناس بهم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق