يقول ستيفن هوكينغ في كتابه: Abrief history of time "تاريخ موجز للزمان" عن ابتعاد المجرات عن الأرض بالقدر نفسه، ما ترجمته:
"الآن للوهلة الأولى ، كل هذا الدليل على أن الكون يبدو في نفس الاتجاه الذي ننظر إليه قد يبدو أنه يشير إلى وجود شيء مميز حول مكانتنا في الكون. على وجه الخصوص ، قد يبدو أننا إذا لاحظنا أن جميع المجرات الأخرى تبتعد عنا ، فيجب أن نكون في مركز الكون. ومع ذلك ، هناك تفسير بديل: قد يبدو الكون كما هو في كل اتجاه كما يُرى من أي مجرة أخرى أيضًا. هذا ، كما رأينا ، كان افتراض فريدمان الثاني. ليس لدينا أي دليل علمي مع أو ضد هذا الافتراض. نحن نؤمن بذلك فقط على أساس التواضع: سيكون الأمر الأكثر روعة لو ظهر الكون كما هو في كل اتجاه من حولنا ، ولكن ليس حول نقاط أخرى في الكون! في نموذج فريدمان ، تتحرك جميع المجرات بعيدًا عن بعضها مباشرة".
قلت: فحاصل قول ستيفن هوكينغ، أن الأجرام السماوية تبتعد عن الأرض بالقدر نفسه، وهذا يعني، أن الأرض في مركز الكون، وهذا يعني، أن لها مكانة مميّزة في الكون، ولكن العالم الروسي فريدمن له "افترض" أخر، أنه قد يكون هذا هو الحال في جميع المجرات، بحيث لو كنت على كوكب في مجرة أخرى، لرأيت أن الأجرام السماوية تبتعد عنك بنفس المقدار وفي جميع الاتجاهات، كما هو الحال بالنسبة للراصد على الأرض، ولكن لا يوجد على هذا الافتراض أي دليل! ولكن ستيفن هوكينغ، يقول: بان المجتمع العلمي "كما يسمّون أنفسهم" يؤمنون بهذا الافتراض الثاني، من باب التواضع فقط! أي: أن القوم لا يريدون أن يؤمنوا بمركزيّة الأرض، لمجرد أنهم يرون ذلك تكبُّراً، وأنه يجب على سكّان الأرض أن يتواضعوا، ولا يؤمنوا بمركزيّة أرضهم، ولو كانت الأدلة الرصديّة تثبت ذلك! وهذا من أعجب العِلل التي سمعتها وأغربها!
كما أن درجة حرارة الأشعة الكونية كانت موزعة بشكل متساوي حول الأرض، ولو كانت الأرض في طرف من أطراف الكون لكان ينبغي أن يكون ھناك فرق في درجة الحرارة حول الأرض، وھذا ما لم يتم رصده، مما يدل على مركزية الأرض.
زد على ذلك، أن الأشعة الكونيّة التي اكتشفها: آرنو بينزياس، وروبرت ويلسون. تدل أيضاً على مركزيّة الأرض، فقد لاحظ الباحثان، أن موجات هذه الإشعاعات ثابت ومعظمه متسق مع طيف الجسم الأسود في كل الإتجاهات، أي: أنها تبدوا وكأنها موزعة بشكل متساوي حول الأرض، بحيث لا يوجد فارق في سرعة هذه الإشعاعات، من أي مكان يمكن رصده منها، في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب، أو رصدت صيفاً أو شتاءً.
ولذلك، سعت وكالة الفضاء الأوروبيّة، لعمل مرصد ضخم، وهو عبارة عن نفقين ضخمين طويلين، طول كل نفق 3 كم، متصلان ببعضهما بزاوية قائمة، وهذا المرصد الكبير، هو نسخة مصغّرة، عن المعامل الصغيرة التي يعملونها لرصد التغيّر في سرعة الضوء.
والهدف من ذلك، إيجاد أي فرق في سرعة موجات هذه الأشعة، عندما تسقط على الأرض، ليتّخذوا من ذلك دليلاً على أن هذه الأشعة تقدم من مسافات غير متساوية، وبالتالي يؤكدون على فرضيّتهم القائلة بعدم مركزيّة الأرض!
ولكنهم مع ذلك فشلوا فشلاً ذريعاً، حيث كانت النتائج مخيّبَةً لآمالهم، حيث لم يستطيعوا رصد تغيّر يذكر، إذ كان التغيّر في سرعة هذه الموجات عبارة عن 0.001 من حجم البروتون، والبروتون مكوّن من مكوّنات الذرّة، أي: أنه جسيم متناهي في الصغر، أصغر من الذرّة، فإذا كان فارق التغيّر في سرعة الموجات الإشعاعيّة، بهذا المقدار، فيستحيل عندئذ أن يقال أن هناك فرق في سرعة هذه الموجات الإشعاعيّة.
ومع أن هذه النتيجة كانت كافية لإقناعهم بمركزيّة الأرض، إلّا أنهم لم يقتنعوا بعد، لذلك أرادوا عمل تجربة أخرى، ولكن أجّلوها إلى سنة 2034م أسموها: LISA PROJECT ، سوف يقومون بعملها في الفضاء، خارج الأرض، حتى يتأكدوا من عدم وجود فارق في النتيجة.
فيلم وثائقي عن التجربة بعنوان: إشارات لفهم أصل الكون
وهكذا يستمر هؤلاء في إنفاق الأموال، ليغيّروا خلق الله تعالى، وسينفقونها ثم تكون عليهم حسرةٍ ثم يغلبون إن شاء الله تعالى، وإنما أخشى والله أنهم إذا ذهبوا إلى الفضاء، أن يقوموا بتزوير النتائج، ليدعموا بذلك فرضيّتهم، فيفتتن بهم رقيق العقل والدين.
والله أعلم وأحكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق