يدعي علماء الكونيات أن الكون نشأ من انفجار عظيم، تسبب في تولّد الكثير من الإشعاعات والغبار، الذي تشكلت منه فيما بعد الأجرام الكونيّة.
ولكي يعطوا تلك الفرضيات الصبغة العلمية، والتي هي عندهم كل مسألة تخضع للتجربة والقياس، فقد قدموا على ذلك دليلاً واحداً لحدوث هذا الانفجار المزعوم.
حيث اكتشفوا أن بعض الأجرام السماوية، تعطي إنزياحاً إلى اللون الأحمر عند رصدها، وهذا فيه إشارة إلى أن هذه الأجرام تبتعد، بل ومستمرة في الابتعاد، وهذا يعني أن الكون يتوسّع، وإذا كان الكون يتوسّع، فهذا يعني أنه كان أضيق من ذلك.
لذلك افترضوا لحل هذه المسألة، أن الكون كان أصغر من نواة الذرّة بمليرات المليارات من المرّات، حيث يبلغ قطر نواة الذرة 10 أس 13 سنتمتر، بينما يدّعون أن النواة الكونية، كان يبلغ قطرها 10 أس 33 جزءاً من السنتمتر. ولا تسألهم كيف اكتشفوا حجم هذه النواة الكونيّة، لأنهم سوف يحيلون هذا الاكتشاف إلى حساباتهم الرياضية، تلك الشمّاعة التي يعلقون عليها جميع اكتشافاتهم، مع أني لم أسمعهم أو اقرأ لهم أنهم يدعون ذلك، ولكن جرت عادتهم، أنهم في كل معلومة، يسندون اكتشافاتهم لحساباتهم الرياضية.
وليسوا هم وحدهم من يتخذ من الحسابات الرياضية شماعة يعلق عليها ما يدلي به من معلومات، فحتى السحرة والكهنة والمشعوذين والعرافين، يدّعون أن صناعتهم تعتمد على الحسابات الرياضية!
ثم يدعمون أن كلّ هذا الهيلمان العظيم، كان محشوراً في هذه النواة المتناهية الصِغر! وأن الانفجار، تسبب في تحررها وانتشارها في الفراغ!
ولكن بعيداً عن هذه التخيلات، هل الانزياح إلى اللون الأحمر، لا يدل إلا على ابتعاد الأجرام السماوية، أم أن له دِلالات أخرى؟
والجواب: باعترافهم، أن الانزياح إلى اللون الأحمر، له دِلالات أخرى، فقد يكون هذا دليلاً على أن هذه الأجرام تفقد طاقتها، فالأجرام عندما تفقد طاقتها، تعطي إنزياحاً إلى اللون الأحمر.
جاء في ويكيبيديا تحت عنوان "عمر الكون" ما نصّه: "أظهرت الأطياف المأخوذة لهذه المسافات، انزياح نحو الأحمر، في الخطوط الطيفيّة من المحتمل أن تكون بسبب تأثير دوبلر، مما يشير إلى أن هذه المجرات كانت تتحرك بعيدًا عن الأرض" اهـ
وبهذا نعلم، أن الدليل الوحيد الذي يمتلكه علماء الكونيات، لوقوع ما يسمّى بالانفجار العظيم، ليس دليلاً قطعيّاً، بل هو مجرّد احتمال، ودليل ظنّي، فقد يكون سبب تزيّح هذه الأجرام إلى اللون الأحمر، هو أنها تفقد طاقتها، وليس لأنها تبتعد في الفضاء، وأيضاً لو سارت هذه الأجرام بسرعة فائقة، فإنها سوف تعطي انزياحاً نحو اللون الأحمر، حيث يعتقد ذلك من يؤمن بثبات الأرض وحركة الأجرام السماوية، وإذا كان الدليل ظنّياً، فبالتالي تكون النظريّة برمتها ظنّيّة وليست حقيقيّة، فما بال أقوام يزعمون بلا حياء وبكل صفاقة وجه، أن فرضية الانفجار الكبير أصبحت حقيقة علميّة!
ولكن، وكما قالت العرب: تجري الرياح بما لا تشتهي السُفُن.
فقد ثبت بالأدلة الرصدية، أن فرضية الانفجار العظيم فرضيّة خاطئة كاذبة، حيث أعلن الدكتور هالتون آرب أنه رصد أجراما سماوية متساوية البعد عن الأرض ولكنها تعطي انزياحا نحو الأحمر مختلفاً جدا، وبعد أن التقط صوراً فوتوغرافية بواسطة أكبر التلسكوبات، أكتشف أن العديد من الأزواج من نوع معين من الأجرام السماوية التي يسمونها: كويزرات، ذات الانزياح الشديد نحو الأحمر، وبالتالي كان من المفترض أن تتباعد عن الأرض بسرعة كبيرة "بمقتضى نظرية الانفجار الكبير" مما يعني أنها تقع على مسافات بعيدة جداً عن الأرض، مرتبطة بمجرات لها انزياح واطئ نحو الأحمر وبالتالي يعتقد أنها قريبةٌ نسبيا، مما يعني أن الانزياح إلى اللون الأحمر ليس بالضرورة مؤشرا على المسافة، وبالتالي ليس مؤشرا على تمدد الكون، وكانت الصور التي قدمها هالتون آرب مذهلة في تعارضها مع نظرية الانفجار الكبير!
فماذا حصل بدل ان يكرموه طردوه من عمله! وهذا ما يؤكد وجود مؤامرة حقيقة ضد الحقيقة، لأنه لو لم يكن هناك مؤامرة لما طرد الرجل من عمله، ولكن المتنفذين في الجهات الغربية والمسيطرين على التعليم والإعلام هناك، لم يدعوه خشية أن يتفشى هذا القول بين العلماء، ويرى باقي العلماء أن هالتون آرب لم يصيبه مكروه بسبب إظهاره لهذه الحقائق، فقاموا بطرده ليتأدب غيره، فلا يتفوهوا بما لا يريدون من القول!
ولكن هالتون آرب ألف كتابا في ذلك ليبين الحقيقة للناس، بعنوان:
Seeing Red: Redshifts, Cosmology and Academic Science
رؤية اللون الأحمر: الإنزياحات الحمراء وعلم الكونيات والعلوم الأكاديمية.
وقد ذكر هالتون آرب أن غرضه من نشر هذا الكتاب هو طرح معلومات لا يمكن الوصول إليها بوسيلة أخرى.
وقال هالتون آرب: "قبل ان يخيب ظني، حدث شيء رائع، صرت اتسلَّم رسائل من علماء في كليات صغيرة، في مختلف فروع المعرفة، ومن هواة، وطلاب وناس اعتياديين، لقد اذهلني وأسعدني الهواة بصفة خاصة، لأنهم كانوا ينظرون بجد الى الصور، وكانوا ملمين بخلفيات القصة".
وبعد عشر سنوات، وعلى رغم موقف الجالية العنيد ضده، أصبح على يقين من أن الأدلة المستقاة في الرصد أصبحت كاسحة، وأن نظرية الانفجار الكبير انقلبت في واقع الحال رأساً على عقب.
ويقول هالتون آرب عن كتابه: "إن احدى فوائد هذا الكتاب – الأخير – هي أنه يستند إلى فرضية بسيطة، حول طبيعة الانزياح نحو الأحمر في المجرات، ولا شك أن كلّاً من الطرفين في النزاع لديه وجهات نظر معقدة ومدروسة، يعتقد بأنها مدعومة أميركياً ومنطقياً، مع ذلك لا بد من أن يكون أحد الطرفين مخطئاً بصورة تامة وفاجعة، وتلك هي المسألة، وهذا هو سبب التشبث بموقفهم".
وفحوى كتابه يستند الى الحقيقة الآتية: أن الأجسام المتحركة في المختبر، أو النجوم المزدوجة التي تدور إحداها حول الأخرى، أو المجرات الدوّارة، كلها تعطي انزياحاً نحو الأحمر يتفق مع ظاهرة دوبلر في أثناء تراجعها، فقد اُفتُرِض في علم الفلك أن الانزياح نحو الأحمر لا يعني سوى تراجع الأجرام السماوية.
قلت: ولاحظ أن دعوى أن انزياح الأجرام نحو الأحمر يعني تراجعها مجرّد افتراض!
لكن البرهان المباشر على هذه الفرضية لا يزال غير متوافر. وعلى مر السنين ظهرت متناقضات بهذا الصدد، ورُفِضت.
يقول آرب: "على أنني آمل أن يكون الدليل الذي أقدمه في هذا الكتاب مقنعاً، لأنه يطرح براهين مختلفة كثيرة، على الانزياح الطبيعي في العديد من المظاهر الفلكية، من النجوم إلى الكويزرات والمجرات ومجموعات المجرات".
لذلك، يقول آرب: "سيثير الكتاب الحالي حفيظة وسخط العديد من العلماء الأكاديميين، وأن العديد من اصدقائي في المهنة سيستاؤون كثيراً، فلماذا كتبته؟ أولاً: ينبغي على كل امرئ أن يقول الحقيقة كما يراها، لا سيما حول أشياء مهمة، والواقع أن غالبية الممتهنين يضيق صدرهم حتى بالآراء التي تبدو مخالفة لما يؤمنون به، يدعوك الى الإيمان بضرورة التغيير، وأصدقائي الذين يكافحون أيضاً من أجل أن يضعوا الأمور في نصابها، يعتقدون في الغالب بأن تقديم الأدلة وطرح نظريات جديدة يكفيان لأن يحدثا تغييراً، لكن من غير اللائق توجيه نقد إلى المؤسسة التي ينتمون إليها ويثمنونها، بيد أنني لا أتفق معهم، لأنني اعتقد بأننا اذا لم نفهم لماذا يفشل العلم في تصحيح نفسه، فلن يكون في الإمكان اصلاحه".
وهالتون آرب (بالإنجليزية: Halton Arp) (1927 – 2013 م) هو عالم فلك من الولايات المتحدة الأمريكية، ولد في مدينة نيويورك، وتوفي في ميونخ، عن عمر يناهز 86 عاماً. تعلم في معهد كاليفورنيا للتقنية، وجامعة هارفارد وحصل على عدة جوائز منها: جائزة هلين ب. وارنر، لعلم الفلك، وجائزة نيوكومب كليفلاند، للبحوث العلمية. وعمل مع أدوين هبل من كبار علماء الفلك في زمانه!
وقد كان هذا الدليل كافٍ لسحق نظريّة الانفجار الكبير.
ولو لم يكن هناك من الأدلة ما يعارضها، لكان في كونها مجرد احتمال ما يوجب الإعراض عنها، فضلاً عن التسويق لها أو اجبار الناس على قبولها، بنشرها عبر وسائل الإعلام والتعليم، أو على الأقل، جعلها رأياً أخر مقابل الرأي الديني عن نشأة الكون، لا أن يتم إقصاء الرأي الديني عن نشأة الكون بالكليّة، وفرض فرضيّة بيّنت الأرصاد بطلانها.
ولم تكن الأرصاد التي قدمها هالتون آرب هي الدليل الوحيد على بطلان نظرية الانفجار العظيم، بل إنه بعد إطلاق تلسكوب جيمس ويب العملاق في الفضاء، والتقاطها للعديد من الصور للمجرات المختلفة، تم رصد ما يدل على بطلان نظرية الانفجار العظيم.
وقد قام المخترع الفيزيائي الأمريكي إيريك ليرنر بالتعاون مع الدكتور ريكاردو سكاربا، بإعداد ثلاث ورقات علمية بعنوان: (هل ستنجو كونيّات نموذج لا مبدأ للمادة المظلمة الباردة LCDM من تلسكوب جيمس ويب؟) حيث إنّ LCDM هي التسمية المختصرة للإصدار السائد حالياً من فرضية الانفجار العظيم.
وقد قام الباحثان بنشر هذه الورقات العلميّة الثلاث في منصة arXiv والتي قامت بدورها بحذف هذه الورقات دون مبرّر!
وقد قام الدكتور أسامة دليقان، في موقع "حزب الإدارة الشعبية" بترجمة وتلخيص الخبر، تحت عنوان: (صور جيمس ويب تضع فرضية الانفجار الكبير في مأزق وتفضح حقيقة المؤامرة على العلم!) حيث قال ما نصّه: وقّع 24 من علماء الفلك والفيزياء ينتمون إلى 10 دول على عريضة احتجاج ضدّ قيام منصة arXiv الشهيرة بحظر نشر 3 أوراق علمية ناقدة لفرضية «الانفجار العظيم» السائدة في الكونيات. ومنصّة «الأرشيف» المذكورة تعتبر أضخم موقع إلكتروني مفتوح لنشر الأوراق العلمية في هذا المجال وتدار من جامعة كورنيل الأمريكية. ولم يشفع للأوراق المحظورة كون وظيفة المنصة أصلاً نشر مسودّات الأبحاث ولا تشترط خضوعها لتحكيم مسبق أو مراجعة النظراء peer-review بل هي مجرد منبر لعرض هذه الأوراق على المجلات المحكّمة التي قد ترغب بنشرها أو رفضها فيما بعد، وبذلك يفترض أن arXiv منبر ليتبادل عليه العلماء الآراء والاختلافات والانتقادات. ويبدو أنّ الحظر جاء خصوصاً قُبيل الموعد الذي تحدّد مسبقاً من وكالة ناسا والبيت الأبيض لكشف أولى صور تلسكوب جيمس ويب يوم الثلاثاء 12 يوليو/تموز الجاري، ولا سيّما أنّ إحدى الأوراق التي حظرتها رقابة المنصّة حملت عنوان «هل ستنجو كونيّات نموذج لامبدا للمادة المظلمة الباردة LCDM من تلسكوب جيمس ويب؟» حيث إنّ LCDM هي التسمية المختصرة للإصدار السائد حالياً من فرضية «الانفجار العظيم». ولحسن الحظ أنّ أحد المؤلفين قد نشر الأوراق الثلاث المحظورة كاملةً، في 5 تموز الجاري (ولو على نطاق ضيّق في موقع مختبره الخاص إلى جانب عريضة الاحتجاج) مع نبذة موجزة عن محتواها وأهميتها، وبالتالي يمكن أن يقرأها وينتقدها، ويقبلها أو يرفضها، كلّ من يثق بأن العلم لا يمكن أن يتقدّم سوى بالجدال الديالكتيكي بين الآراء والحجج المتناقضة ولكن من الظلم بالتأكيد منع مؤلفيها من نشرها على نطاق واسع. وفيما يلي عرض موجز لأبرز محتويات هذه الأوراق التي قرّرت «محكمة تفتيش» القرن الواحد والعشرين إحراقها بسبب تجرُّؤ مؤلّفيها على «الكفر» بـ«الانفجار العظيم». خلال يونيو/حزيران 2022 رفضت منصة arXiv نشر ثلاث أوراق من تأليف إريك ليرنر، والدكتور ريكاردو سكاربا".
ثم قال الدكتور أسامة تحت عنوان (تلسكوب جيمس ويب لن يجد دليلاً على الانفجار العظيم) ما نصّه: "مع أنّ صياغة أخبار الإعلام ووكالة ناسا تقدّم عادةً أيّ أرصادٍ فلكية واكتشافات جديدة وكأنها إثبات أوتوماتيكي مفروغ منه لـ«الانفجار العظيم»، لكن بالعكس، تحت عنوان الفقرة أعلاه يقول إريك ليرنر إنّ الورقة الأولى من أصل ثلاث التي حظرتها arXiv من النشر – بتأليف مشترك من ليرنر وسكاربا، وبعنوان «هل ستنجو كونيّات نموذج لامبدا للمادة المظلمة الباردة LCDM من تلسكوب جيمس ويب؟» – تتحدث عن التوقعات المسبقة لما سوف يرصده هذا التلسكوب الفضائي الجديد JWST فيما لو كانت فرضية الانفجار العظيم صحيحة، وماذا سوف يرصد بالمقابل في حال لم تكن صحيحة؛ أيْ في حال لم تكن هناك «نقطة بداية حارّة كثيفة» للكون قبل نحو 14 مليار سنة. ويقول بأنّ التنبّؤ بالبيانات قبل مشاهدة نتائج الأرصاد يعتبر أمراً حاسماً لاختبار الصلاحية العلمية لأية فرضية وأمراً مركزياً لفائدة العلم. ويوضّح ليرنر بأنّ إحدى التوقّعات الحاسمة لفرضية «الكون المتوسَع عن الانفجار العظيم» هي أنّه وبسبب الانخداع البصري، يفترض بالمجرات البعيدة جداً ألا تظهر لنا أصغر فأصغر حجماً بل أكبر فأكبر. حيث إنّ انخداعاً بصرياً سينجم عن المجرات التي يفترض – بموجب «الانفجار الكبير» – أنها كانت فيما مضى أقرب إلينا عندما بدأ الضوء بالانبعاث منها، وبالتالي ستبدو الآن أكبر حجماً، أما لو كان الكون لا يتوسّع، فسوف يحدث العكس، وتبدو لنا المجرات أصغر كلما كانت أبعد عنا، أي تماماً كما يحدث في المكان العادي المألوف. ويشير ليرنر إلى أنّ أوراقاً بحثية سابقة من تأليفه وتأليف سكاربا وزملاء آخرين من مرصد Renato Falomo في بادوفا (في إيطاليا) قد استخدمت بالفعل بيانات تلسكوب هابل لكي تبرهن أنّ التوقع الموافق لاعتبار الكون غير متوسّع هو الصحيح، وأنه «تم إثباته وصولاً لأعلى الانزياحات الحمراء redshifts وأقصى المسافات المرصودة بواسطة تلسكوب هابل الفضائي» ويحيل ليرنر قرّاءه، كمثال على هذه الأبحاث، إلى إحدى أوراقه المنشورة سابقاً في إحدى المجلات المحكّمة الرائدة في علوم الفلك والفيزياء الفلكية والكونيات، وهي مجلة «الملاحظات الشهرية للجمعية الفلكية المَلَكية» MNRAS التابعة لجامعة أوكسفورد البريطانية. ويقول ليرنر بأنّ الورقة الجديدة ذات الصلة بالموضوع نفسه، والتي رفضت منصة arXiv نشرها «تتنبّأ بثقة بأنّ الاتجاه نفسه سيلاحظ أيضاً مع تلسكوب جيمس ويب الفضائي JWST وسيعطي مشاهدات رصديّة لمجرّات ستظهر أصغر كثيراً من أنْ تبدو ممكنةً فيزيائياً فيما لو كانت فرضية الكون المتوسّع صحيحة، بينما سيبدو حجمها الصغير ظاهرياً موافقاً تماماً لما هو متوقّع وفق كونٍ عديم التوسّع [أي بلا انفجار عظيم]".
وللتنبيه: فإن هالتون آرب وإيريك ليرنر وريكاردو سكاربا، ليسو متديّنين، بل هم علماء ملاحدة، ويفترضون بأن الكون أزلي أبدي، ونشأ عن طريق ما يسمى بالبلازما الكونيّة، والتي قام إيريك ليرنر بإجراء تجارب معملية ناجحة عليها، تفسّر كيف نشأت المجرات والأجرام السماوية، من وجهة نظرٍ إلحادية أخرى. إذاً هذا الخلاف، هو خلاف داخل البيت الإلحادي، وكلٌّ يدّعي أن الحق معه، وهذا دليل كافٍ على القوم ليس لديهم سوى الفرضيّات والظنون والأوهام، لأن الحقيقة لا يمكن أن يُختَلف عليها. وهذا دليل على أن نجاح التجارب المعملية، ليس بالضرورة دليلاً على صحة نظرية ما، وإنما هي دليل على جواز وقوع النظرية في الواقع فقط. فيأتيك أحمق ليقول: نظرية الانفجار الكبير قامت على أدلة رصدية وتجريبية، على أساس أن باقي الفرضيات لم تقم على ذلك أيضاً!
كما يفيد أيضاً وجود مؤامرة على العِلم، بحيث تقدم مثل هذه المعلومات الخاطئة على أنها حقائق علمية، وهذا فيه رد صريح وقاصم لمن يزعم عدم وجود مؤامرة على العلم.
إريك ليرنر Eric J. Lerner: مدير وكبير علماء شركة LPPFusion لأبحاث طاقة البلازما، باحث في فيزياء البلازما وطاقة الاندماج النووي الساعية لإنتاج طاقة نظيفة واقتصادية باستعمال جهاز «بؤرة البلازما الكثيفة». وأبحاثه في الفيزياء الفلكية تتضمن تطوير نموذج كهرومغناطيسي للكويزرات (أشباه النجوم quasars) والتي ساهمت بدراساته في الاندماج، كما ساهم في تطوير نظريات تشكل «البنى الكونية كبيرة النطاق» والبحث في منشأ العناصر الكيميائية الخفيفة، وإشعاع الخلفية الكونية، وظواهر أخرى، والمستندة جميعها على نموذج كونٍ بلا انفجار عظيم ولا بدايةَ له في الزمان (أزليّ). ألّف عام 1992 كتاب «الانفجار الكبير لم يحدث أبداً».
ريكاردو سكاربا Riccardo Scarpa: فلكي في معهد الفيزياء الفلكي في كانارياس (إسبانيا). يعمل على تلسكوب GRANTECAN الذي يعتبر اليوم أضخم تلسكوب بصري في العالَم. حصل على الدكتوراه من جامعة بادوفا عام 1992 وانتقل إلى «معهد علوم التلسكوب الفضائي» لمستوى ما بعد الدكتوراه. عام 2000 عَمِل كفلكي في «مرصد الجنوب الأوروبي». إضافة لأبحاثه على النويّات المجرّية النشطة ANG والمجرات الراديوية والكويزرات وغيرها، يهتم بنظرية جاذبية بديلة ويدعم فرضية «الديناميك النيوتوني المعدّل» MONOD كبديل عن الفرضية القائلة بأنّ حركية المجرات تحدّدها «هالات من المادة المظلمة الضخمة غير المرئية».
ومما سبق يتبيّن أن الدليل الوحيد على وقوع الانفجار الكبير، هو دليل احتمالي وطنّي وليس يقيني وقطعي، بل أثبتت الأدلة الرصدية بطلانه وعدم صحّته.
وإذا ثبت ذلك، فإن حساب الفلكيين لسِنّ الكون، والثابت الرقمي الذي استنتجوه من توسّع الكون المزعوم، ليحسبوا به سِنّ الكون، جميعها خاطئة، ولا يمكن معرفة سِنّ الكون بأي طريقة من الطرق.
إن أسطورة الانفجار العظيم وكيف نشأ الكون والنجوم والكواكب من خلاله وحركة الكون التي تصدرها لنا الجهات اللاعلمية هي كغيرها من الأساطير القديمة التي تحدثت عن كيفية نشأة الكون وهيئته وحركته.
والحقيقة الوحيدة موجودة في القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة لأن المخبر هو الخالق نفسه.
ثم يأتي الفلكيون العرب، بكل صفاقة ووقاحة، ليقدموا هذا الهراء على أنه حقائق علمية، ثم يبدؤون في تحريف معاني القرآن الكريم والتكذيب بالسنة النبوية المطهرة لأجل هذه الترهات!
وإذا كان الأساس باطلاً، فكل ما بُني على هذا الأساس فهو باطل بطبيعة الحال، فكل ما افترضه علماء الكونيات من افتراضات حيال نشأة الأجرام السماوية هو باطل تِباعاً، ولكني سوف استمر في نقد ونقض تلك الفرضيّات ليتبيّن للقراء مدى تهافتها، وبعدها عن الحقيقة.
والله أعلم وأحكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق