الخميس، 28 نوفمبر 2024

صورة بانورامية للمجرَّة تثبت عدم صحة فرضية علماء الفضاء

يزعم علماء الفلك أن المجرَّة التي تعترض سمائنا، ليست سوى ذراع للمجرة التي يسمونها: مرجة درب التبّانة، والتي يزعمون أنها مكونة من مليارات النجوم والكواكب، تكون الأرض أحدها!


وهذا أمر تكلمت عنه سابقاً وبيَّنت خطأه كمّاً وتفصيلاً.


ولكن الجديد في الموضوع، أنه ومن خلال تطبيق خريطة النجوم Stellarium وهي خريطة دقيقة لصورة السماء، تبيّن لي أن المجرّة - التي يزعمون أنها مجرَّد ذراع لما يسمونه كذباً مجرّة درب التبانة - مُحيطة بالأرض!


وإذا كانت محيطةً بالأرض، فهذا يعني أنها ليست مجرّد ذراع، لأنها لو كانت مجرّد ذراع، لكان لزاماً أن لا ترى إلا من جهة واحدة، من الجزء الذي يقابلها من الأرض فقط، ولكن، إذا كانت في الأساس ترى من جميع الجهات، وفي جميع الفصول، فهذا يعني أنها محيطة بالأرض، وليست مجرّد ذراع!


وهنا تنبيه: وهو أن ما يسميه الفلكيون "ذراع مجرة درب التبانة" جزء منها ممتلئ بالسُدُم، ولذلك تظهر بوضوح في السماء، وهذا الجزء لا يظهر إلا في فصل الشتاء، بينما الجزء الآخر، السدم فيه قليلة جداً، ويظهر في الصيف، ولذلك تصعب رؤيته، إلا إذا كانت الراصد بعيد جداً عن الأضواء، وربما يحتاج إلى تلسكوب لتوضيح الرؤية .


وفي التطبيق بيان لهيئة المجرة (انظروا الصورة المرفقة)


ولعلمكم، لم يكن العرب يعرفون المجرَّة، سوى هذا الجزء المعترض في السماء فقط، يسمونها: المجرَّة، أو الجَرَّ، هذه هي المجرَّة عندهم. لأنهم لم يكونوا يرون المجرات الباقية لبعدها، ولم ياتهم من يكذب عليهم، ويدعي أن ما يرونه ليس سوى ذراع مجرَّة وليس المجرَّة بعينها!




الأربعاء، 13 نوفمبر 2024

نقد فرضية علماء الجيولوجيا لطبقات الأرض.

يدّعي علماء الجيولوجيا، أن الأرض تتكوّن من خمس طبقات رئيسيّة، ليس هذا وحسب، بل ذكروا مما تتكون منه كل طبقة، وعمق كل طبقة بالكيلو متر!

وهذا أمر عجيب!

لأنه كما أسلفت، فإن أعمق حفرة حفرها الإنسان، هي حفرة "Kola Superdeep Borehole" الروسية، التي وصلت إلى عمق 12262 متراً (40230 قدماً) والتي مكثوا في حفرها 20 عاماً، ومع ذلك، لم يستطيعوا اختراق القشرة الأرضية بعد.

فلنا أن نتساءل: كيف إذاً عرفوا عدد ومكونات وعمق كل طبقة؟!

ذكرت سابقاً، أن أحبار اليهود قديماً، يظنون أن الجحيم في أسفل الأرض، والسبب الذي دفعهم إلى الاعتقاد بذلك، هو البراكين، فلما رأوا أن البراكين تتفجّر نيراناً، اعتقدوا أن الجحيم التي ذكرها الله في التوراة، في أسفل الأرض، وأن هذه الحمم البركانية، منبعثة منها، وأنها سبب تشكّل البراكين!

ومن هنا نشأت فرضيّة علماء الجيولوجيا، حول ما قد يتشكّل منه جوف الأرض، ومحاولة ربط ذلك بفرضياتهم الأخرى، حول كيفية حدوث الزلازل والبراكين، ولكنهم مزجو ذلك، بالخصائص الكيميائية للمواد، لذلك حتى تستقيم فرضيّتهم، كان يجب أن تتناسق مع الخصائص الكيميائي للمواد والطبيعة التي تحتضنها، لذلك، كانوا مرغمين على تقسيم طبقات الأرض إلى خمس طبقات رئيسيّة، وهي:

أولاً: الغلاف الصخري.

والسطح الخارجي الصلب، المكون من الحجارة والتربة، ويُشكل الغلاف الصخري الصفائح التكتونية، التي افترض وجودها الجيولوجيين أنفسهم، ليفسّروا بها ظاهرة الزلازل!

ويحتوي على معادن صلبة كلياً تجعل صخوره صلبة ومُترابطة مع بعضها البعض على الرغم من انصهار جزئيّ للصخور الموجودة فيه.

ويبلغ سمك هذا الغلاف 100 كم!

ثانياً: الغلاف المائع.

ويفترضون أنها تقع أسفل الغلاف الصخري، وتمتاز طبقة الغلاف المائع بأنها طبقة ضعيفة نسبياً، إذ تسلك هذه الطبقة سلوك المواد اللادنة -مواد ذات القابلية العالية للتشكيل دون أن تنكسر، ويعود ذلك إلى قربه من درجات الحرارة المُرتفعة التي قد تصل إلى درجة كافية لانصهار الصخور الموجود فيه.

ويبلغ سمك هذا الغلاف، من 100كم إلى 350كم!

وافتراض وجود مثل هذه الطبقة، ضرورة لا بدّ منها، لتكون سبباً في عدم استقرار ما يسمونه بالصفائح التكتونية، وبالتالي تحرك هذه الصفائح، ثم حدوث الزلازل، فلو افترضوا أن الطبقة الصخرية مثبتة على طبقة صخرية أخرى، أو طبقة ذات طبيعة صُلبة، فإن الزلازل لن تحدث.

ثالثاً: الغلاف الأوسط.

ويسمونه: الوشاح، ويفترضون أنها تقع أسفل الغلاف المائع، ويقسمونها إلى طبقتين: علوية وسفلية، إذ يظنون أن كثافة الصخور تزداد بازدياد العمق خلال الطبقة العلوية استجابة ً لازدياد الضغط الصخري، ولهذا يطلقون عليها: المنطقة الانتقاليّة، ويزعمون أن هذه الطبقة تمتاز صلابة صخورها بفعل تعرّضها للحرارة والضغط مما يمنع حدوث أي انكسار أو تكسّر فيها، ويفترضون أنه مع استمرار التقدُم في طبقات الأرض والوصول لغلاف الطبقة الوسطى السفليّة فإن كثافة الصخور تزداد بشكل بشكل كبير جداً ومُفاجئ، وذلك نتيجة تعرُض البنيّة البلوريّة الخاصة بمعظم المعادن الموجودة في صخور تلك الطبقة إلى تغييرات تزيد من كثافتها، لكن هذه الكثافة تبقى ثابتة تقريباً على طول امتداد الغلاف المُتوسط السُفلي الذي يبدأ من عُمق 660كم ليصل إلى حدود اللب الخارجي للأرض على عمق 2900كم تقريباً.

وافتراض وجود هذه الطبقة، ضروري، لتكون حائلاً بين الطبقة المائعة، وبين طبقة اللب الخارجي السائلة، لتمنع بذلك انصهار الطبقة المائعة.

وكذلك فيه تشبيه منهم للأرض بالخليَّة، فيكون وجود هذه الطبقة، بمثابة غشاء الخليَّة.

رابعاً: اللب الخارجي.

ويفترضون أنها تقع أسفل الطبقة الوسطى أو الوشاح، ويفترضون أن هذه الطبقة، تمتاز بوجودها بالحالة السائلة فقط، وذلك لاحتوائها على عناصر ومعادن بالحالة السائلة مثل الحديد والنيكل وغيرها من العناصر، ويفترضون أنها - نظراً لخصائصها الكيميائية - هي المسؤولة عن نشوء المجال المغناطيسي لكوكب الأرض.

وافتراض وجود هذه الطبقة، وقع تحت تأثير تعاليم كتب اليهود، التي تنصّ على أن باطن الأرض نار منصهرة. 

وكذلك فيه تشبيه منهم للأرض بالخليَّة، فيكون وجود هذه الصهارة، بمثابة السيتوبلازم، الموجود في الخلية.

خامساً: اللب الداخلي.

ويفترضون أنها تقع أسفل طبقة اللب الخارجي، ويفترضون أن طبقة اللب الداخلي تتعرض، لضغطٍ عالٍ أكثر من الطبقات الأخرى مما يجعلها ذات طبيعة صلبة، كما يفترضون، أن هذه الطبقة تتشابه مع طبقة اللب الخارجي بالتركيب المعدنيّ الذي يحتوي على كميّات كبيرة من عنصر الحديد، بالإضافة إلى تشابه درجات الحرارة بالطبقتين إلى حدٍ ما مع ارتفاعها بعض الشيء في طبقة اللب الداخليّ.

وكذلك، محاولة تشبيه الأرض بالخلية، بحيث يمثِّل اللبّ الداخلي، نواة الخليَّة. 

قلت: نرى هنا، وصفاً دقيقاً لهذه الطبقات، وكأنهم عاينوها رأي العين، مع أنهم كما ذكرت سابقاً، لم يستطيعوا أن يحفروا أعمق من 12 كم و 262 سم!!

لنعلم يقيناً، أن هؤلاء القوم، إنما يرضخون من رؤوسهم رضخاً، وفق تقديراتٍ لا يعلمون مدى صحتها، ليأتي أخرق، ويصدقهم على هذه الظنون، ويجزم أنها حقائق علميَّة، ليغُرّ الناس بهم!

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024

نقد فرضية علماء الجيولوجيا لكيفيّة حدوث البراكين

كان أحبار اليهود قديماً، يظنون أن الجحيم في أسفل الأرض، والسبب الذي دفعهم إلى الاعتقاد بذلك، هو البراكين، فلما رأوا أن البراكين تتفجّر نيراناً، اعتقدوا أن الجحيم التي ذكرها الله في التوراة، في أسفل الأرض، وأن هذه الحمم البركانية، منبعثة منها، وأنها سبب تشكّل البراكين!

وقد انتقل هذا الظن إلى التراث الإسلامي، عبر القُصَّاص، والذين مزجوه ببعض الأحاديث، حتى ظنّ كثيرٌ من علماء المسلمين، أن الجحيم حقاً في أسفل الأرض!

بل إن علماء الجيولوجيا، تأثروا بظنّ اليهود، فافترضوا أن باطن الأرض ومركزها، عبارة عن صهارة من النار، وأن هذه الصهارة، تنضغط بسبب تفاعلاتها الكيميائية، مما يجعلها تبحث عن طريق تتنفَّس منها، بحيث تقذف شيئاً من صهارتها من خلالها، لذلك تحدث ثقباً في قِشرة الأرض، هو بالنسبة لحجمها، أدق من ثقب إبرة، تخرج من خلاله شيئاً من حِممها، محدثةً بركاناً.

فعلماء الجيولوجيا، لم يستطيعوا اختراق القشرة الأرضيَّة، وأعمق حفرة استطاعوا حفرها، هي حفرة "Kola Superdeep Borehole" الروسية، التي وصلت إلى عمق 12262 متراً (40230 قدماً) والتي مكثوا في حفرها 20 عاماً، ومع ذلك، لم يستطيعوا اختراق القشرة الأرضية بعد.

فتبيّن أنهم، إنما أخذوا قولهم في سبب حدوث البراكين، عن أحبار اليهود.

فحال علماء الجيولوجيا هنا، كحال رجلٍ لا يعرف في تشريح الجسد البشريّ شيئاً، فرأى في جلد رجل، حبَّة شباب، فلما عصرها، خرج منها دم وصديد، فخمّن أن كل ما في داخل الإنسان، عبارة عن دم وصديد فقط!

فهذه البراكين، لا أحد يعرف من أين تستمد صهارتها البركانيّة، فقد تكون هذه الصهارة، مثل حب الشباب في جلد الإنسان، فحَبّ الشباب حالة جلدية تظهر عند انسداد مسامات الشعر، وهي موضع بصيلات الشعر، التي ينبت منها، بالزيوت وخلايا الجلد الميتة والعرق. فتظهر البثور، التي تشبه جبال البراكين، لينفضخ رأس هذه البثور في النهاية، مُخرجاً دماً وصديداً، كما تنفضخ جبال البراكين عن الحمم والصهارة الناريَّة، ولكن باطن جسد الإنسان، ليس عبارة عن دم وصديد.

 فتكون صهارة البراكين، ناشئة من القشرة الأرضية، بسبب بعض العوامل الطبيعية والكيميائية للأرض، وأنه لا وجود لهذه النار المركزيَّة التي يدّعون أنها موجودة في باطن الأرض.

وتبقى الحقيقة غيب لا يعلمه إلّا الله عز وجل.


الجمعة، 8 نوفمبر 2024

فرضيّة الصفائح التكتونيَّة

الزلازل والبراكين، ظواهر غير طبيعيّة تحدث في الأرض.

وعندما أقول: بأن الزلازل والبراكين ظاهرة غير طبيعية، فلأنها ظاهرة دخيلة على الأرض، التي كان يجب أن تكون مستقِرَّة، لتستمر الحياة على ظهرها.

ولكن علماء الأرض، صنّفوها على أنها ظاهرة طبيعية، كونها تحدث بكثرة، وكونها تحدث بكثرة، لن يغيّر من حقيقة كونها ظاهرة غير طبيعية، شيئا!

وقد اجتهد علماء الغرب - وأكثرهم مادّيون - في محاولة تفسير هذه الظاهرة بتفاسير مادّيَّة.

وهنا عنّ لبعض مفكّريهم، أن هناك احتكاك يحدث بين طبقات الأرض، تحدث هذه الزلازل والبراكين.

ولكي يدعم فرضيته بتجربة عمليَّة، جاء بقطعتين خشبيّتين، وقام بحكّ بعضها ببعض، وهنا، صدرت ترددات من القطعتين الخشبيّتين، شبيهة بالزلازل الأرضيَّة، ليقوموا بعدها بالإعلان عن اكتشاف، كيفية تحدث الزلازل.

ومن هنا جاءت فرضيَّة أن الأرض عبارة عن صفائح، اطلقوا عليها الصفائح التكتونيَّة، وأن الزلازل الأرضيَّة، تحدث بفعل تحرك هذه الصفائح عن أماكنها، واحتكاكها ببعضها البعض!

وأن البراكين، تحدث بسبب ما تتسبب به هذه الصفائح أثناء تحركها من فراغات، تسمح للصهارة التي يفترضون وجودها في باطن الأرض، بالاندفاع بفعل الضغط، والخروج من خلال القشرة الأرضيَّة.

فبسبب تجربة عملية، توهموا وجدود شيء، لا يمكنهم في الحقيقة التثبّت من وجوده، وإنما هو ظن لا أكثر.

ثم ادعوا أن شكل الأرض يتغيّر بسبب هذه الزلازل، وأنه بفعل هذه الزلازل، تفرّقت قارات العالم، بعد أن كانت بزعمهم قارة واحدة! 

وأما البراكين، فيقتصر تسببها في تغيير شكل الأرض، في تشكيل الجبال والجزر.

ولكن، هل كان هذا التعليل صحيحاً!

كما نعلم، فإنه بناء على ادعائهم، فيلزم أن الزلازل، تُحدث تغيّراً في شكل الأرض، وبحسب قوّة الزلزال، يكون مقدار التغيُّر.

فإن كان الزلزال قوياً، فالتغير في شكل الأرض سوف يكون قويّاً، وإن كان ضعيفاً فالتغيّر سوف يكون ضعيفاً.

ولكن الملاحظ، أن الأرض لا تتغيّر في جميع الأحوال، فليس هناك تقدّم أو تأخر.

كل ما يفعله الزلزال، هو أنه يقوم بهزّ الأرض، وإن أحدث تغيُّراً، فقد يتسبب في انشقاق جزء من الأرض فقط، وهو انشقاق بسيط، لا يؤثر على شكل الأرض، أو أبعادها، وعادة ما يطمر بفعل العوامل الطبيعية بالأتربة والماء، حتى يتم إغلاقه مجدداً.

إن الشق الذي يحدثه الزلزال على الأرض، هو أشبه بجرح يحدث في جلد الإنسان، فتقوم الخلايا بعملية تلحيم له، حتى يُغلق تماماً، ولكن هذا الجرح، لا يغير من شكل الجلد أو أبعاده.

فلو كانت الأرض عبارة عن صفائح تكتونية، وأن الزلازل تقع بسبب تحرك هذه الصفائح، لكان يجب أن يحدث تغير في أبعاد الأرض، بحيث يتقدم بعضها على بعض، وهذا ما لا يقع في الواقع.

ولكن حتّى يرقّعوا هذه الفرضيَّة، لجئوا إلى حيلتهم المعتادة في الترقيع، و هو أن هذا التغيّر، لا يحدث إلّا بعد ملايين السنين! فمن أين لنا أن نعيش ملايين السنين حتى نتأكد من صِحَّة قولهم؟!

مع أن الأدلة الرصدية تنفي هذا الادعاء، فالزلازل، تحدث عشرات المرات في السنة، وبعضها يكون قوياً جدّاً، فلا يعقل أن نقول، أنه مع هذا الكم الهائل من الزلازل عبر عقود من الزمان، لا يكون هناك تغيُّرٌ في طبوغرافية الأرض!

وهكذا يجعلونك تعيش في وهمٍ لا يمكنك التثبّت من صحته، على أمل أن ما يقولونه قد يكون صحيحا!

وأما الزلازل، ففي الحقيقة، لا يُعلم سبب حدوثها، ولكن، ما من شكٍّ أن هذه الزلازل، تقع عقوبة من الله تعالى على خلقه، إذا تمادوا في الباطل، وهذه حقيقة مفروغ منها دينيّاً.

الخميس، 7 نوفمبر 2024

دوائر الأفلاك البطلمية أم دوائر مركز الكتلة الكوبرنيكية

عندما اقترح بطليموس أن للأفلاك دوائراً أطلق عليها اسم: دوائر الأفلاك، وذلك لتفسير ظاهرة الحركة التراجعية للكواكب الخمسة: الزهرة وعطارد والمريخ والمشتري وزحل. لم يلقى هذا الاقتراح قبولاً عند علماء الفضاء والفلك المتأخرون، التابعين للمدرسة الكوبرنيكية، واعتبروا ذلك تفسيرا تكلُّفيّاً لظاهرة الحركة التراجعية للكواكب الخمسة.

ولكن الأرصاد، كانت لهم بالمرصاد، لأن أرصادهم أثبتت أن الكواكب الثلاثة: المريخ والمشتري وزحل، لها دوائر أفلاك تدور حولها، ليس الكواكب الثلاثة وحسب، بل حتى الشمس، بل والأرض أيضاً!

وقد اطلقوا عليها: الدوران حول مركز الكتلة.

ونحن نوافقهم أن لهذه الأجرام دوائر أفلاك تدور حولها، كما قرَّره بطليموس، وربما أيضاً للشمس، ولكن نظراً لقرب الشمس منا، فنحن لا ندرك هذه الحركة، بالدقة التي ندرك بها دوائر الأفلاك للكواكب الثلاثة الباقية، ولعل لهذه الحركة، علاقة بظاهرة الأنالما الشمسية.

ولكننا نخالفهم في كون الأرض كذلك تدور حول مركز الكتلة، أي: أن الأرض ليس لها دائرة أفلاك كباقي الكواكب، ولكنهم اضطروا للقول بذلك، لأنهم أرادوا وضع تفسير لهذه الظاهرة، التي تجري للشمس، فادعوا أن الشمس تدور حول مركز الكتلة، بفعل الجاذبية المزعومة، التي تربطها بسائر الكواكب، وهنا قالوا: إذا كان الأمر كذلك، فيجب أيضاً أن الأرض يحدث لها نفس الشيء، وهنا افترضوا أن للأرض دائرة أفلاك أيضاً، بل زعموا أن القمر عندما يدور حول الأرض، فهو لا يدور حول الأرض، بل يدور حول مركز كتلته، لأنهم لم يكتشفوا له حركة حو لمركز كتلة خاصّ به، فادعوا ذلك، لتطَّرد فرضيتهم على سائر الأجرام السماوية، وبناء على ذلك، فإن الزهرة وعطارد، عندما يدوران حول الشمس، فهما أيضاً، إنما يدوران حول مركز كتلتيهما، وليس حول الشمس حقيقة!

وكذلك نختلف مع بطليموس عندما وضع دائرة أفلاك للزهرة وعطارد، والصواب: أن الزهرة وعطارد مجرد أقمار تابعة للشمس، وبالتالي هي تدور حوله، وليس في دائرة أفلاك تخصّها.

وفي النهاية نعلم، أن افتراض بطليموس، في وجود دوائر أفلاك للكواكب السيّارة الثلاثة: المريخ والمشتري وزحل، كان افتراضاً صائباً، ومقبولاً.



الاثنين، 15 أبريل 2024

تعدد السيطرة النجمية على الكواكب!!

يدّعي علماء الفلك الغربيّون، أنهم اكتشفوا كوكب يدور حول نجمين، بدل نجم واحد، كما ادعوا اكتشاف كوكب يدور حول ثلاثة نجوم، وأخر يدور حول أربعة نجوم.

ولا أدري حقيقة ما المعادلة الفيزيائية التي تحكم هذه الحركة!

الغريب في الموضوع، أن هذه النجوم لا تدور حول بعضها، ولا يسيطر بعضها على حركة بعض، هم فقط أثروا على هذا الكوكب التابع لهم، وجعلوه يدور حولهم!

لأنه من المفترض، أن الشمس الأكبر سوف تحكم حركة الشمس الأصغر، ولكن هذا لا يقع عند الفلكيّين الغربيّين.

هذا لتعلموا مدى تأثير الأساطير اليونانية الوثنية على تفكير علماء الفلك الغربيّين.

وللفائدة: فإن هذه الكواكب التي تدور على نجمٍ من النجوم، ليس سوى اقمار لتلك النجوم، مثل الزهرة وعطارد بالنسبة للشمس.

ولكن بالتأكيد هذا القمر، لن يدور حول نجمين أو ثلاثة أو أربعة دفعة واحدة.

هناك شيء ما خاطئ في الرصد، ولكن الفلكيين لم ينتبهوا له.

لماذا تبدو النجوم عادة أكبر من الكواكب؟!

هذا سؤال مهم جدّاً، فعلماء الفلك عادة ما يعزون ذلك لكِبَر حجم النجم، والحقيقة أن هذا غير صحيح، وغير لازم، فالنجم كرة مشتعلة تصدر هالة ضوئيّة قويّة جداً، ولذلك قد تظهر في التلسكوبات بحجم أكبر من الكواكب المحيطة بها، حتى مع استخدام المرشحات، فالمرشحات ربما لا تعطيك سوى القدر الظاهري فقط.، فإذا كانت الهالة الضوئية المحيطة بالنجم قوية، قد تظهر في المرشحات كجزء من النجم، مع أنهم لم يدعو ذلك، بل إن صور النجوم التي نشروها تبيّن أنهم لا يستخدمون المرشحات في معرفة مظهر النجم الحقيقي.

وهذه بعض تلك الصور، لبعض النجوم السحيقة.



لذلك من الصعب جداً تحديد حجم النجم، فقد يكون ظاهرياً أكب رمن الكواكب المحيطة به، بينما في الحقيقة قد يكون أصغر بكثير منها.

والله أعلم وأحكم.

الأحد، 3 مارس 2024

بطلان فرضية نيوتن واينشتاين حول سبب دوران الأجرام حول بعضها

 في فرضية أينشتاين، انحناء النسيج الزمكاني بفعل كتلة الجسم، هو السبب في دوران الكواكب حول النجوم!

فحسب فرضية أينشتاين، لو وضعت كرة كبيرة في وسط أرضية مستوية وصلبة، ثم دفعت بكرة أصغر إلى الأمام بحيث تمر بالكرة الكبيرة، فإن الكرة الصغيرة سوف تضل في مسارها المستقيم.

ولكن بفعل أن الكرة الكبيرة تحدث انحناء في النسيج الزمكاني، فإنك عندما تدفع بالكرة الصغيرة إلى الأمام مروراً بالكرة الكبيرة، فإنه بفعل الانحناء الذي أحدثته الكرة الكبيرة في أرضيّة النسيج الزمكاني، فإن الكرة سوف تميل بدورها تبعاً لميلان الأرضيّة التي تسير عليها، وبالتالي سوف تعلق في مدار حول الكرة الأكبر.

طبعاً، هذه الفرضية فرضية فاشلة بكل المقاييس، والسبب في ذلك، أنه يلزم من ذلك، أن الكرة الصغيرة سوف ينتهي بها القرار مستقرة وملاصقة للكرة الكبيرة، ولن تستمر في الدوران حول الكرة الكبيرة لفترة طويلة، وهذه النتيجة، نتجت في معاملهم التجريبية، ولكن أينشتاين وعلماء الفيزياء الفلكية، تجاهلوا هذه النتيجة، ولا أدري ما السبب! 

مقطع للتوضيح، وانظروا كيف أن الكرة في المقطع انتهى بها المطاف مستقرة وملاصقة للجرم الأكبر.

لكن فرضية نيوتن، أن الجاذبية، هي من يعمل على تعليق الأجرام الصغيرة حجما أو كتلة في مدارات حول الأجرام الكبيرة حجماً أو كتلة.

حيث يفترض علماء الفلك، أن الجرم فور نشوءه، يعلق بسبب الجاذبية في مدار حول الجرم الأكبر منه حجماً أو كتلةً. 

والسبب في ذلك "عندهم" أن الجرم الصغير يريد الانفلات، من هذه التعبيّة، فهو يريد أن ينطلق في مسارٍ مستقيم ليبتعد عن الجرم الأكبر، وسبب انفداعه إلى الأمام، هو تاثير الانفجار الكبير الذي أثبتنا بطلانه سابقاً، ولكن بفعل أن الجرم الأكبر ممسك به بجاذبيّته، يبدأ الجرم الأصغر بالدوران حول الأكبر.

وهذا أيضاً هراء، لأن هذا لا يحدث فيزيائياً إلا في مخيّلة الفيزيائيين الفلكيين، لأن الأجسام بطبعها، عندما تريد الاندفاع إلى الأمام، وتكون عالقة تحت تأثير جسم أخر، فإنها سوف تعمل على شد هذا الجسم معها إلى الأمام فقط، فإن استطاعت سحبه سحبته، وإلا بقيّت عالقة في وضع الثبات.

ومثال ذلك: لو أتينا ببندقيّة لعبة، وربطنا رصاصة البندقيّة بحبل مع البندقيّة، ثم اطلقناها، فإن الرصاصة عندما تقع تحت تأثير الحبل الممسك بها، لن تدور حول البندقية، بل سوف ترتد إلى الوراء، ثم تسقط إلى الأسفل. فلو استمرت الرصاصة في الاندفاع إلى الأمام، فإما أن تجرّ البندقية معها، أو تبقى عالقة وثابتة في مكانها.

ولن تدور الأجسام حول الاخرى، ما لم توجّه هي نفسها أو يوجهها غيرها.

مثال: أحياناً عندما تربط خروفاً بحبل، ويريد الهروب منك، فإنه عندما ينطلق في مسار مستقيم، ويعلق، يبحث عن الجهة التي لا يعلق فيها، لذلك يبدأ بالدوارن حول الشخص الذي يمسك بالحبل المربوط بعنقه، فالخروف دار حولك بتوجيه من نفسه، وليس بسبب جاذبية الحبل.

أيضاً: عندما يطوّح رجل بمقلاع حجر، فإن الحجر لا يدور حول الرجل من تلقاء نفسه، بل لأن الرجل هو من يطوّح به.

إذا ما السبب الذي يدفع الأجرام الصغيرة حجماً أو كتلة للدوران حول الأجسام الأكبر حجماً أو كتلة؟

الجواب: الله أعلم.

دليل أخر على أن المجرات مجرّد سحب غبارية

وهذا دليل أخر من وكالة الفضاء الأوروبية يثبت أن المجرات ليست سوى سحب غبارية مبعثرة في الكون وتتموضع بين نجوم السماء التي بدورها تتموضع بشكل متساوٍ في أرجاء السماء، مما يعني، أن النجوم لا تجتمع في تكتلات مجرّيّة، وبالتالي لا وجود للعناقيد المجرية.

وهذا واضح لمن طالع الصورة، غذ يتبيّن لمن يشاهد هذه الصور، أن بعض تلك النجوم، تتموضع خلف المجرّة، يدلّ على ذلك سطوع تلك النجوم الباهت ، مما يعني أن غبار المجرة يجعل من ضوء تلك النجوم باهتاً، مما يعني أن هذه النجوم تقع خلف المجرة وليس دونها.

وقد ارفقت مع صورة المجرة، صورتان لسديمين من السدم التي يقر ويعترف علماء الفلك أنها غبار كوني، وانظروا كيف تتموضع النجوم بالنسبة لهذه السُدُم كما تتموضع بالنسبة لتلك المجرّة، التي يزعمون أنها تكتلات نجمية!

والله أعلم وأحكم.






السبت، 2 مارس 2024

مقطع فيديو من وكالة ىالفضاء يؤكد أن حركة القمر اليومية حركة حقيقية وليست ظاهرية

من اعظم الأدلة على ان القمر ھو الذي يشرق وليس الارض ھي التي تدور لأن وكالة الفضاء شبھ منفلتة من الجاذبية الارضية

المقطع يوضح ان وكالة الفضاء تتجه من الجنوب إلى الشمال كونها على يمين الوكالة، كما يتّضح ان الوكالة تسير بخط مستقيم، نظراً لاتجاه الوكالة بالنسبة للأرض، حيث تبدو الأرض وكأنها تدور من الشمال إلى الجنوب مباشرة في خط مستقيم، "انظر الثانية 16 وما بعدها"

ووكالة الفضاء نستطيع ان نقول بأنها شبه او لنقل بأنها منفلتة من حاذبية الأرض. بمعنى أنها لا تتأثر بدوران الأرض حول نفسها إن كانت تدور

وبالتالي كان يجب ان لا يرتفع القمر إلى الأعلى بل يبقى ساكنا وبارتفاع مستقر بالنسبة للوكالة.

وبما انه ارتفع فهذا يعني ان حركة القمر حركة ذاتية وليست ظاهرية.



الجمعة، 1 مارس 2024

اعتراف عالم الوراثيات الدكتور أناتولي كليوسوف بتزوير العلماء لأصل الإنسان

اعتراف الدكتور أناتولي كليوسوف بأن الادعاء بأن أفريقيا هي المنشأ الأول للبشرية وأن تحديد أعمار الأحافير كلها افتراضات.

ويوضّح بجلالء كيف يتلاعب علماء التطور والكيمياء الحيوية وعلم الوراثة بالبيانات، فيجعلون من الفرضيّة التي ليس عليها دليل حقائق علمية، ويحتجون لها ببعض الشواهد من باب الإيهام بوجود أدلة على صحة هذه المعلومات ومصداقيتها! هذا واحد ملـحد يكشف ما يدور خلف الكواليس! 

تنبيه: مشاهدة صور النساء كواشف لا يجوز، ولكن من باب الضرورة جئت بهذا المقطع بما يحتويه من صور نساء، ونسأل الله العفو والعافية.



الخميس، 29 فبراير 2024

نقض شبهة صورة هابل لمجرة اندروميدا

هذه الصورة لمجرة المراة المسلسلة، أو ما يعرف بمجرة اندروميدا، تم تصويرها بصورة بانورامية عن طريق تلسكوب هابل.

يظهر في الصورة سديم المجرة، وبعد التكبير مرات عديدة، وكأنه يتكون من نقط لامعة كثيرة جداً، وهنا، أعلن علماء الفيزياء الفلكية، أن هذه النقط، هي في حقيقتها عبارة عن نجوم هذه المجرة، والتي بزعمهم، تبعد عن بعضها البعض، ملايين السنين الضوئية!

فهؤلاء مثل من قام بتصوير موجة من الغبار، ثم قام بتكبير جزء من تلك الصورة حتى بدت ذرات الغبار كنقط لامعة كثيرة جداً، ثم قال: هذه نجوم سحيقة، وتبعد عن بعضها ملايين السنين الضوئية!

وللتنبيه: النجوم الكبيرة اللامعة، هذه ليست في داخل المجرة، بل إما أن تكون أمامها أو خلفها، وتموضعها في الصورة بتناسق تام وتساو مذهل مع صور النجوم الأخرى التي تقع خارج إطار المجرة بالتساوي، يدل على ذلك.




كما قام الباحثون بتصوير مجرة اندروميدا بالأشعة السنية بواسطة تلسكوب هابل، وهذه الصورة حقيقة تعطي صورة مغايرة ومتناقضة مع الصورة البنورامية لتلك المجرة، ففي الوقت الذي أظهرت فيه الصورة النورامية المجرة وهي تحتوي على نسب متساوية من الذرات الغبارية، فقد أظهرت الصورة الإشعاعية أن النجوم تتكتل في مواضع وتقل في مواضع بل وتختفي تماماً في مواضع أخرى.

فلو كانت النقط الصغيرة، عبارة عن نجوم، كما يزعم علماء الفلك، لكان يجب أن يكون الجزء المُكبَّر من الصورة السينية مليء بالنجوم، أو على الأقل، يجب أن يكون الجزء المليء بالغبار الأبيض، في الأشعة السينية، عند تكبيره، يتبين منه نجوم كثيرة، وهذا غير موجود في الصورة السينية، مما يعني، أن هذه النقط الكثيرة، في صورة هابل، ليست سوى غبار كوني، وليس نجوماً.

وهذا يكفي في بيان أن تلك الصور، لا تصلح للاحتجاج بها لإثبات أن المجرة عبارة عن نجوم مجتمعة.

فلا تُخْدَعوا، المجرات ليست سوى غبار كوني، وهي تبعد عنا آلاف الكيلو مترات وربما عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف، ولكنها تبقى غبار كوني، وليست نجوم مجتمعة بعضها إلى بعض.


الثلاثاء، 27 فبراير 2024

نقض دعاوى الباحثين معرفة أعمار الآثار

الطريقة الأولى: فحص عناصر الكربون المشع.

وهذه الطريقة تصلح لحساب أعمار المستحاثات فقط.

حيث يعتقد الباحثون أن الكربون المشع يتواجد في الجو بنسب ثابتة، وهي تدخل النبات عن طريق الهواء الذي يتنفسه، وتدخل جسم الكائن الحي عن طريق التنفس وتناول النباتات أو كائنات حية أخرى.

فإذا هلك الحيوان، تبدأ عناصر الكربون المشع في التحول إلى نيتروجين، ويزعمون أن نصف كمية الكربون المشع في الكائن الحي، تتحول إلى نيتروجين بعد خمس آلاف سنة، وكل خمسة آلاف سنة تقل نصف الكمية الباقية.

ويزعمون ان هذه الطريقة في حساب عمر المستحاثة، صالحة إلى حدود خمسين ألف سنة، بسبب أن عناصر الكربون المشع في المستحاثة تكون قليلة جداً، بحيث لا يمكنهم قياس عمر المستحاثة بها، ولذلك يحتاجون إلى طريقة أخرى.

الطريقة الثانية: لا يتم فحص المستحاثة نفسها أو الأحفورة، بل يتم فحص الحجارة الموجودة بجانبها، والتي يظنون أنها تكونت بجانب الأحفورة! والحقيقة أنهم يأخذون كومة من التربة المتماسكة، بحيث يحسبون كمية اليورانيوم الموجودة في هذه الصخرة، غذ يظن الباحثون ان اليورانيوم في الصخور يتحول مع الزمن إلى رصاص، وبنفس المقدار والزمن الذي يتحول فيه الكربون المشع إلى نيتروجين.

الطريقة الثالثة: وتصلح فقط للمستحاثات، بحيث يظن الباحثون، أن عظام الكائن الحي، قادرة على حبس أشعة الشمس، وعدم إخراجها، وأنه من خلال كمية الأشعة الموجودة في عظام الكائن الحي، يستطيعون معرفة عمره، ولكن لكي يصلوا إلى كميّة هذه الأشعة، يقومون بتسخين العظم، حيث يزعمون أن تسخين العظم، يقوم بتحرير الأشعة المحبوسة بداخله، وبالتالي يستطيعون قياس كميّتها.

الطريقة الرابعة: من خلال فحص المجال المغناطيسي للأحجار البركانية، لأنها تحتوي على الحديد ومعادن تشكل المجال المغناطيسي لهذا الحجر، فالمجال المغناطيسي للأرض، يتحرك من الشمال إلى الجنوب، فيعتقدون أن الحجر البركاني، يتجه باتجاه المجال المغناطيسي الذي كانت عليه الأرض لحظة وقوعة في مكانه بعد انفجار البركان، فيقيسون مجاله المغناطيسي، من خلال تحديدهم متى كان المجال المغناطيسي للأرض بهذا الاتجاه، الذي اتجه إليه الحجر البركاني.

الطريقة الخامسة: عن طريق تحول الأحماض الأمينية، حيث يعتقد الباحثون، أن الأحماض الأمينية تتحول عبر الزمن من تركيبة إلى أخرى، ويعتقد الباحثون أن الأحماض الأمينية تحتاج مائة ألف سنة ليتحول نصفها من تركيبة إلى أخرى، وكل مائة ألف سنة، تتحول نصف الكمية المتبقية إلى التركيبة الأخرى، ويزعمون أنهم من خلال ذلك، يستطيعون التوصل على معرفة عمر الكائن الحي.

هل رأيتم كل هذه الطريق، إنها طرق ظنيّة، وهم أنفسهم، أي: من وضع هذه الطرق لقياس أعمار المستحاثات والأحافير، لا يعلم في الحقيقة عما إذا كانت نتائج هذه الفحوصات صحيحة أم خاطئة، إنما هو رجم بالغيب.

فلو جئنا إلى ما يدعونه من تحول نصف كمية الكربون المشع إلى نيتروجين كل خمسة الاف سنة، فإنه حتى يتاكد من صحة هذه النتائج، يحتاج إلى أن يفحص كمية عناصر الكربون المشع فور وفاة الكائن الحي، ثم ينتظر خمسة ألاف سنة، ليعيد فحص جثّة الكائن الحي، أو ما تبقى منها، ليتأكد من ان نصف الكميّة قد تحولت على نيتروجين، ويحتاج ايضاً أن ينتظر خمسة ألاف سنة أخرى، ليتأكد من أن نصف الكمية المتبقية تحول أيضاً إلى نيتروجين، ليتأكد من ثبات نسبة فقد جثة الكائن الحي للكربون المشع في هذه المدة، وإن لم يستطع الباحثون ذلك، فيبقى كل ما يدعونه مجرد كلام لا دليل عليه ولا إثبات، إنما هو الرجم بالغيب.

وكذلك الأمر بالنسبة لفحص كمية اليورانيوم في الحجارة التي يزعمون أنها تكونت بجانب المستحاثة، أو الأحفورة، وفحص تحول الأحماض الأمينية، يحتاجون للتأكد من صحة تقديراتهم، إلى أن يبقى كل هذه السنين الطوال، ليتأكدوا من صحة ظنونهم، وهذا مستحيل، إذا يبقى كل ما يدعونه، إنما هو رجم بالغيب.

وأما فحص المجال المغناطيسي للأحجار البركانية، فأيضاً هذا مجرد ظن منهم، لأننا نرى الأحجار البركانية، تقع بشكل عشوائي، وباتجاهات مختلفة، ولا تراعي في وقوعها اتجاه المجال المغناطيسي للأرض، ولكنهم إذا عثروا على حجر بركاني، بدأ يخمنون اتجاه الحجر البركاني بناء على شكله، فإذا كان طوله اكثر من عرضه، كان هذا ما يأملونه، فينظرون إلى الناحية العليا التي يشير إليها الحجر، ويفترضون أن هذا هو جهة المجال المغناطيسي للأرض، عندما سقط الحجر البركاني!

واما ادعائهم أن العظم يكتسب الأشعة الشمسية ولا يحررها، فلا أدري حقيقة أي عظم هذا الذي لا يزال يشحن جرمه بالأشعة دون توقف، ودون أن يمتلئ هذا العظم بالأشعة ويصبح من المستحيل أن يكتسب المزيد منها! فلو جئنا بغناء ماء، وأخذنا بملئه بالماء، فإن الإناء سوف يكون له حد يمتلئ فيه، ثم يبدا في سكب ما يضاف غليه من الماء خارجه، لذلك كان من المفترض أن العظم يكتسب الأشعة إلى حد معين ثم يبدأ في سكب ما يضاف إليه من أشعة، وزيادة على ذلك، هم مطالبون أن يفحصوا العظم فور اكتسابه أول كمية من الأشعة بعد وفاة الكائن الحي، ثم البقاء آلاف السنين ليتأكدوا من الكميّة المضافة، ثم آلاف السنين، ليتأكدوا أن العظم لا يزال يكتسب الأشعة بنفس المقدار، ثم آلاف السنين، ليتأكدوا أكثر، وهذا ما لا قدرة لهم عليه.

لقد أجرى الباحثون قديماً بحثاً حول صلاحية فحص عناصر الكربون المشع على صدفة حيّة، أي: أنها لا تزال على قيد الحياة، وقد كانت النتائج مخيّبة للآمال، حيث أظهرت الفحوصات أن عمر هذه الصدفة، يبلغ عشرة آلاف سنة، وقد أظهرت إحدى الدوريات في ذلبك الوقت، رسماً كريكاتريا لصدفة حية والباحثون يحيطون بها، وهي تقول: لا أزال حيّة.

وبالتالي: كيف يمكن الوثوق بنتائج هذه الفحوصات، لأعمار المستحاثات والأحافير؟

ويتوجب عليّ هنا، أن أرد على بعض الشبهات التي أطلقها بعض المتعصبين، من المؤمنين بكل ما يدلي به الباحثون الخنفشاريون من معلومات، وغن لم يكلف نفسه عناء التأكد من صحتها!

فقد وجدت أحدهم، يزعم أن هذه الطرق في فحص أعمار المستحاثات والأحافير، طرق صحيحة، ويدلّل على ذلك، بأنه طبقات الأرض تحاكي عمر الأرض، فكل طبقة تشكل فترة زمنية معيّنة، بحيث الطبقة العليا من الأرض تعبر عن الزمن الحالي، والتي بعدها على الزمن الذي بعده، دون تحديد بيّن لاعمار هذه الطبقات، والمهم، أنه يدعي، أنه لم يسبق ان عثر العلماء على مستحاثة أو أحفورة، في طبقة، عليا، ويكون عمرها أكبر من عمر مستحاثة أو أحفورة في طبقة سفلا، بل دائما – حسب زعمه – تكون المستحاثات والأحافير المعثور عليها في طبقات عليا، اصغر سناً من مستحاثات وأحافير في طبقات سفلا.

وهذا غير صحيح، فقد عثر على مستحاثات أو أحافير على سطح الأرض، وعمرها يصل إلى ملايين السنين.

وكذلك زعم هذا المتعصب، ان العلماء عندما يريدون فحص عمر عينة، يقومون بتطبيق جميع الطرق الخمس السالفة الذكر، وتكون جميع النتائج صحيحة.

وهذا ايضاً كذب، فالعلماء لا يجرون سوى طريقة واحدة فقط، ويكتفون بها، كما أنه لا يمكنهم تطبيق جميع الطرق دفعة واحدة، لعدم توفر جميع الطرق دفعة واحدة، ومثال ذلك: مستحاثة أردي "المزعومة" حيث لم يستخدم سوى طريقة واحدة لمعرفة عمر هذه المستحاثة، وهي فحص اليورانيوم، في كسر الرمل المتماسكة بجوار بعض العظام المكتشفة لآردي المزعومة.

وهذا المتعصب، إما أن يكون مغرراً به، أو أنه يكذب عن عمد لينتصر لهواه وما تشتهيه نفسه، والله أعلم بالسرائر.

الأحد، 25 فبراير 2024

نقض نظرية التطور

كان أول من افترض أن الكائنات الحيّة نشات من سلف واحد مشترك، هو الفيلسوف الإغريقي  أَنَكْسِمَنْدَرْ (٦١١ق.م–٥٤٧ق.م تقريبًا) 

فقد كان يرى أن الأرض كانت سائلًا ثم أخذت تتجمد شيئًا فشيئًا، وفي خلال ذلك كانت تنصب فوق الأرض حرارة لافحة تبخر من سائلها بخارًا يتصاعد ويكوِّن طبقات الهواء، فهذه الحرارة عندما التقت ببرودة الأرض كوَّنت الكائنات الحية، وقد كانت تلك الكائنات أول أمرها منحطة، ثم سارت في طريق التطور إلى درجات أعلى فأعلى بما فطر فيها من دافع غريزي يدفعها إلى الملاءمة بين أنفسها والبيئة الخارجية. إذن فقد كان الإنسان في أول مراحل حياته سمكة تعيش في الماء، فلما انحسر الماء بفعل التبخر اضْطُرت الأسماك المختلفة إلى الملاءمة بينها وبين البيئة، فانقبلت زعانفها على مر الزمان أعضاء صالحة للحركة على الأرض اليابسة، وهي ما ترى من أرجل وأيدٍ. اهـ

(انظر: قصة الفلسفة اليونانيةز تأليف زكي نجيب وأحمد أمين)

وقد كانت هذه الفرضيّة، معروفة ومشهورة في أوساط الفلاسفة، حتى المنتسبين إلى الإسلام منهم، فقد ذكرها عبدالرحمن بن خلدون في مقدمة تاريخه فقال: "ثم انظر إلى عالم التكوين كيف ابتدأ من المعادن ثم النبات ثم الحيوان على هيئة بديعة من التدريج آخر أفق المعادن متصل بأول أفق النبات مثل الحشائش وما لا بذر له وآخر أفق النبات مثل النخل والكرم متصل بأول أفق الحيوان مثل الحلزون والصدف ولم يوجد لهما إلا قوة اللمس فقط ومعنى الاتصال في هذه المكونات أن آخر أفق منها مستعد بالاستعداد الغريب لان يصير أول أفق الذي بعده واتسع عالم الحيوان وتعددت أنواعه وانتهى في تدريج التكوين إلى الانسان صاحب الفكر والروية ترتفع إليه من عالم القدرة الذي اجتمع فيه الحس والادراك ولم ينته إلى الروية والفكر بالفعل وكان ذلك أول أفق من الانسان بعده وهذا غاية شهودنا". اهـ

وهذا يدل على أن داروين ليس هو أوّل مكتشف لفرضية التطوّر، مما يدلنا على أن القصّة التي رويت في كيفية اكتشافه لهذه الفرضيّة، فيما ذكر أنه سافر على متن بارجة في رحلة علمية دامت بضع سنوات، ليست سوى قصة مكذوبة، أو على الأقل محرّفة، لإعطاء داروين وفرضيته المزيد من الزخم الإعلامي، وليكون في ذلك وسيلة للتأثير في نفوس الناس أكثر، فعندما يقرأ الناس أو يستمعون لقصة رحلته المثيرة، قد يصيبهم هذا بالإعجاب بداروين وفرضيته، فيعظم داروين في نفوسهم، ويتقبلون فرضيّته.

وهناك احتمال كبير، أن نظرية التطور تم استظهارها من قبل كادر مكلّف بذلك، وأن داروين ليس سوى واجهة فقط، على مبلغ معلوم يقدّم إليه.

بينما الحقيقة، أن داروين كان إنساناً فاشلاً، دفعه عجزه وضعف عقله عن الاستمرار في دراسة الطِبّ، تلك المهنة النبيلة، التي كان يدرسها، والإقبال على دراسة شيء لا فائدة منه، سوى أنه أوجد للملاحدة أسطورة جديدة، ليفسّروا بها كيف نشأت الحياة على الأرض.

ولكن، ما مدى صحة هذه الفرضيّة؟

إن هذه الفرضية ليس عليها أدلة صحيحة صريحة، ولم يستطع القائلون بها، أن يثبتوا دعواهم بالأدلة القاطعة، وكل ما لديهم، هو الاستشهاد بتنوع الكائنات، وتقارب كثيرٍ منها في الشكل والهيئة، وهذا ليس دليلاً كافياً.

وهذا ما دفع الملاحدة بها إلى تزوير الأدلة من مستحاثات وأحافير لأجل الانتصار لها، وللتدليل على ذلك، سوف أكتفي بكشف حقيقة مستحاثة واحدة، ألا وهي، مستحاثة أردي.

حيث أدلى الدكتور تيم وايت، وهو قائد الحملة لاكتشاف هذه المستحاثة، بتصريحات بيّنت حقيقة أردي، دون أن يشعر بذلك.

فقد صرّح في فيلم وثائقي بثّته قناة ديسكوفري، أن أردي تم أكتشافها قبل أن تكتشف كامل المستحاثة بخمسة عشر عاماً، وأنه لم يُكتشف منها في ذلك الوقت، سوى كِسر عظام لا تملء الكفين.

قلت: وهذا أمرٌ عجيب، إذ كيّف تعرف الدكتور تيم وايت على مستحاثة أردي، من خلال كسر عظام لا تملء الكفّين؟! 

إن قيل: أن ذلك تمّ من خلال تشريح هذه الكِسَر العظميّة.

فالجواب: كيف يستطيع المشرِّح، التعرّف على كامل الهيكل العظمي، بل وصورة الكائن الذي ينتمي إليه هذا الهيكل، من خلال أجزاء قليلة محطمة من الهيكل! 

فلو أعطينا هذه الكِسر العظمية لمجموعة من المشرحين، وطلبنا منهم أن يشرّحوا لنا هذه الكسر العظمية، وان يستظهروا لنا منها الشكل الكامل للهيكل التي هي جزء منه، وصورة الكائن الذي ينتمي إليه هذا الهيكل، دوم أن يعلم بعضهم ببعض، فهل كنّا سوف نظن أنهم جميعاً سوف يتفقون على تشكيل هيكل واحد وصورة واحدة؟!

إن الادعاء بأنه بالإمكان معرفة شكل هيكل عظمي وصورة الكائن التابع له من خلال جزء من الهيكل العظمي، هي كذبة صريحة، واستغفال للبشر، واستحماقٌ لهم، واستهانة بفكرهم وعقولهم. 

لأن هؤلاء العلماء، يستغلّون ثقة الناس بهم، فيتجاسرون على الكذب عليهم، والإدلاء بمعلومات مزيّفة، كي يبقو حبيسي أيدلوجياتهم الفكرية.

ثم لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الدكتور تيم وايت صرّح بأن الهيكل العظمي، لم يتم جمعه من مكان واحد، بل إن أجواءً منه، كالساق، عثر عليها ممددة في بطن الوادي، وتذكروا: "في بطن الوادي". أي أنها في الحقيقة قطع عظام قدم بها الماء أثناء جريانه في الوادي من مكان بعيد.

وبعضها وجدت عالقة منذ سنين طويلة في جرف الوادي، ولولا أن الماء جرف التربة عنها، بفعل مروره المتكرر بالوادي، لما عُثِر عليها، بينما تم جمع أسنان هذه المستحاثة من وجه الأرض، حيث أظهر التصوير مجموعة من أفراد البعثة، وهم يبحثون على وجه الأرض، وفي أماكن متفرقة عن أسنان أو عظام يمكن أن تصلُح جزءاً من هيكل أردي، حتى أن بعض الأسنان عثِر عليها في أسفل بعض الأشجار!

فما هذه المستحاثة، التي يتم جمع عظامها من أماكن متفرّقة!

لقد كنا نظن أن المستحاثة، عبارة عن هيكل عظمي، كامل أو يوجد أكثره، في مكان واحد، بحيث لا يشك المنقِّب أن هذه الأجزاء بعضها من بعض، أما أن يتم تجميع عظام هذا الهيكل من أماكن متفرّقة، وبعضها يبعد بضعة أعشار من الأمتار من الموقع الأصلي، فهذه لم تعد مستحاثة، ولا يمكن القول بأن أجزاء هذا الهيكل بعضها من بعض.

لقد تبيّن لي، وأنا اشاهد هذا الفيلم، أن أردي، ليست سوى هيكل مؤلف ومركّب عمداً، على الصورة التي تم إظهاره عليها في الإعلام، من هيكل بشري وهيكل قرد، ليتم التأكيد على العثور على إحدى حلقات التطور المفقودة، التي تربط بين الإنسان بزعمهم، وبين اسلافه القرود.

وأما صورت أردي الظاهريّة، والبيئة التي عاشت فيها، فقد تم اختلاقها على أيدي مجموعة من المصممين، الذين تم غرائهم بالمال، ليقوموا بتصميم مخلوق لم يوجد بعد! مخلوق تم تخيّل شكله قبل أن يكتشف بخمسة عشر عاماً!

وأما عمرها، فكم يزعم الدكتور وايت، أن العظام كانت هشّة بحيث لا يستطيع أن يتم فحصها بجهاز فحص عناصر الكربون المشع، وتنبّه إلى أنه وهو يتحدث عن العظام، كان يشير فقط إلى العظام التي وجدت في جرف الوادي، متجاهلاً عن عمد، بقيّة أجزاء العظام، التي وجد بعضها في بطن الوادي، وبعضها وجد على وجه الأرض! لأنه يريد أن يصل من خلال ذلك إلى أمر، وهو أنهم لم يستطيعوا فحص العظام، لذلك لجؤوا إلى فحص التربة، الموجودة بجوار العظام التي عثر عليها في جرف الوادي.

حسناً، لماذا لم يتم فحص العظام المددة في بطن الوادي، والأسنان التي عثر عليها على وجه الأرض، حتى أن بعض الأسنان عثروا عليها في أسفل بعض الاشجار؟! 

إنه لا يريد ذلك، لأن النتائج لن تكون مرضية.

ولكن، هل صدقوا ايضاً في تقدير عمر العظام الموجودة في جرف الوادي، أم أنهم قاموا بتحديد عمر المستحاثة، ليكون عمرها صالحاً لان تكون حلقة وصل بين الإنسان بزعمهم، وبين اسلافه القرود.

جواب هذا السؤال، يمكن معرفته من خلال اعترافات تيم وايت عن كيفية العثور على مستحاثة أردي.

وإذا كانوا قد قاموا بتزوير مستحاثة أردي من البداية وحتى النهاية، فهذا دليل صريح، على أنهم لم يصدقوا في شيء مما أدعوا اكتشافه من حفريات ومستحاثات، وأنها كلها، قد أعدّت سلفاً، لتكون حجة ماديّة على صحة التطور.

الجمعة، 23 فبراير 2024

الآلات الفضائية والخدعة العالمية!

الآلات الفضائية تكون إما مركبات أو مسابير أو تلسكوبات.

وكل آلة من هذه الآلات، حتى يتم إرسالها إلى الفضاء، تحتاج إلى صاروخ ضخم، مزوّد بآلات دفع ووقود.

ويكلف تصميم هذه الآلات مع الصواريخ التي تقوم بإرسالها إلى عشرات الملايين من القطع الذهبية، بأي عملة كانت.

إن تكلفت الصاروخ الذي يقوم بإرسال الروّاد إلى وكالة الفضاء الدولية، التي لا ترتفع أكثر من 400 كم، يكلّف قرابة 20،000،000 دولار أمريكي.

فكيف بصواريخ يراد منها أن تنطلق إلى ما هو أبعد من هذا الارتفاع بكثير، إلى القمر أو المريخ أو إلى كويكب أو مذنب!

ولكن إرسال آلة فضائية إلى الفضاء أمر تعتريه الكثير من الإشكالات، من حيث طريقة التحكم فيها، وتوجيهها، واستقبال المعلومات منها، فالمسافات التي يفترضون أنها تفصل بيننا وبين كواكب ما يسمونه بالمجموعة الشمسية، ونسميها "المجموعة الأرضية" كبيرة جداً، إنها بملايين الكيلو مترات، وهم ينسبون الفضل في ذلك إلى ضخامة وقوة المستقبلات التي وضعوها للتحكم بهذه الآلات، ولكن هذا غير منطقي من جهتين:

الاولى: أنه مع ضخامة المستقبلات الأرضية إلا أنها لا تساوي شيئاً أمام هذه المسافات التي افترضوها بين أجرام المجموعة الأرضية، وزيادة على ذلك، فإن الرادار المثبت في الآلة الفضائية ليس بتلك الضخامة، إن محيطة يبلغ بعضة أمتار، فكيف يستطيع رادار بهذا الحجم، أن يرسل إشارة تصل إلى ملايين الكيلوا مترات!

هذا شيء لا يصدّق!

إذ من المرجّح أن لا تستطيع هذه الرادارات إرسال أو استقبال الإشارات فيما بينها، وبالتالي لا يمكن التحكم بهذه الآلات في الفضاء، بأي شكل من الأشكال، فضلاً عن أن تكون هذه الآلة روبوت على شكل عربة يمكن التحكم في مساره وجهته بكل أريحية! لأن هذه الجزئية، هي أكبر نقطة محيّرة في الموضوع!

ولكن هناك أمر أخر:

من المعلوم أنه لا يمكن التحكم في الآلات الفضائية، ولذلك وكالات الفضاء، تزعم أنه تستعين بجاذبية الكواكب في انطلاق هذه الآلات، فهم يوجهون الصاروخ الحامل للآلة، والصاروخ ينطلق بالآلة حتى تنفذ من جاذبية الأرض، ثم ينتهي وقوده ليتحطم ويتفكك في الفضاء، وتبقى الآلة في الفضاء تحت رحمة جاذبية الكواكب!

وهذا أمر غريب.

لأنه لو سلمنا أن هذه الآلة معدّة للاتجاه لكوكب من الكواكب، لنقل بأنها موجهة للمشتري، وهي لا تملك الآن أي قوة دفع، أو لديها قوة دفع ضعيفة، فكيف لم تعلق في جاذبية أحد الكاوكب أو الكويكبات المنتشرة في السماء بكثرة!

لماذا عندما يوجهون مسباراً إلى كوكب من الكواكب، نجد هذا المسبار وكأنه يختار الكوكب الذي يريد أن يتوجه إليه، أو وكأن أحداً يتحكم في اتجاهه حتى يصل إلى الكوكب المراد! 

وكيف للمركبات والمسابير التي يزعمون أنها حطت على القمر أو المريخ أو أحد الكويكبات أو المذنبات أن تتفادى التعلّق في مدارات هذا الجرم! وإن كانت مزوّدة بصاروخ صغير ووقود، فهل يعقل أن هذا الصاروخ الصغير والوقود القليل أن يكون قادرا على النفاذ من جاذبية تلك الأجرام، لنقل أنه استطاع لانفاذ من الكويكب أو المذنب، فكيف استطاع النفاذ من القمر أو المريخ! 

إذاً جميع هذه الأمور تفيد أحد أمرين:

إما أن يكون كل ما نراه ونسمعه مجرد خدعة.

أو أن الأجرام السماوية قريبة جداً، بحيث يمكن إرسال واستقبال الإشارات منها، وبناء على ذلك، يكونون قادرين على التحكم في حركتها واتجاهها، ويستطيعون أن يسيروها على أراضي الجرم الذي بعثوها إليه، ويستطيعون إرجاعها أيضاً، إذا زوّدت بمنصّة إطلاق ومواد احتراق كافية.

ولكن لو اخترنا الخيار الثاني، فسوف نقع في معضلة أخرى! وهي:

بما أنهم قادرون على التحكم في حركة الآلات في الفضاء، وعلى القمر والمريخ والكوكيبات والمذنبات، فلا شك أنه ينبغي أن يكونوا قادرين على إرسال بعثات مأهولة بروّاد الفضاء، خصوصاً وأنهم يدّعون اليوم، أنهم قادرون على إرسال مسابير روبوتية، يستطيعون استردادها متى شاءوا!

إذاً لماذا لم يقوموا بإرسال بعثات مأهولة؟! ولماذا هم إلى اليوم، حائرون في كيفية الوصول إلى القمر أو المريخ، حتى أنهم قبل عدة سنوات، أعلنوا أنهم سوف يقومون ببعث مجموعة من الناس للعيش في المريخ، ولكنها رحلة بلا عودة، لانه وحسب قولهم: لا يستطيعون ولا يعرفون كيف يقومون بإعادة الرحلة إلى الأرض!

إن من خلال نظرتي وتفحصي لهذا الأمر، تبيّن لي ما يلي:

أن المسافات بين الأجرام السماوية وخصوصا المجموعة الأرضية ليست كبيرة، بل هي اقرب مما افترضوه لها من الحسابات، ولذلك هم قادرون على تصميم رادارات قادرة على ارسال واستقبال الإشارات من هذه الآلات، وليسوا في حاجة إلى رادارات كبيرة، بل يكفي رادار محيطة بضعة أمتار.

ولكن هذه الرادارات لا تستطيع أكثر من استقبال الصور التي ترسلها تلك الرادارات، هي شبيهة برادارت الإتصالات الخلوية. ولكن ليس لديها القدرة على التحكم في توجيه تلك الآلات ولا إرسائها على الأجرام السماوية الأخرى، أو إعادتها إلى الأرض، ولذلك عندما يرسلون آلة من تلك الآلات، مركبة أو مسبار أو تلسكوب، فهم لا يأملون في إعادته إلى الأرض، بل يستمرون في استقبال الصو رمنه، وهو يسبح في هذا الفضاء دام أنه يسبح قريبا من الأرض، حتى إذا ما صار على بعد سحيق، انقطعت الإشارة بينهم وبينه، واستبدلوه بآخر، وهكذا.

ولكن هناك سؤال: أوليس بعض وكالات الفضاء العالمية تعلن أنها استطاعت إرسال مسابير وإعادتها إلى الأرض؟

والجواب: بلا، ولكن هذه مجرد ادعاءات فارغة، فهذه الوكالات لها توجهات سياسية أكثر من كونها علمية، فهم يسيرون على مبدأ: "يجب أن يكتب التاريخ ان دولتنا وصلت القمر أو المريخ أو كويكب أو مذنب، ولو بالكذب" فبعض الوكالات تقول: قد سبقنا إلى الادعاء بالوصول إلى القمر والمريخ، فهلم ندعي أننا وصلنا كويكباً أو مذنباً، وهذا يعطيهم شهرة أكبر، فقد ملذ الناس من سماع أخبار الوصول إلى القمر وإلى المريخ!

وهم في كل ذلك، يتعلمون من شقيقتهم الكبرى: الولايات المتحدة الأمريكية، بل حتى في طريق استقبال وكالات الفضاء العالمية لخبر وصول او رجوع آلاتهم الفضائية، يحاولون تقليد شقيقتهم الكبرى في الضحك والتبسم والوقوف والتصفيق! إنهم يقلدونهم في أدقّ التفاصيل!

ثم نتسائل ونقول: ما حاجة هذه الوكالات للبحث عن أبعاد وأحجام الأجرام السماوية، وما حاجتهم لان ياتوا بتراب أو حجارة من جرم من الأجرام؟ إنهم لا يستفيدون من ذلك أي شيء! ولن تخدم هذه العمليات البشرية حكومات ومحكومين اي شيء.

ما وظيفة وكالة الفضاء العالمية التي تنفق الدول المشاركة في تصميمها مئات الملايين من الدولارات؟

وهل حقاً الصين أرسلت مسبار بملايين الدولارات ليصوّر لهم مؤخرة القمر فقط؟!

كنت مرة اشاهد فيلماً وثائقياً بثّته قناة ناشيونال جيوغرفيك، عن ثلاثة رواد أمريكيين، متوجهين لوكالة الفضاء الدولية، كان كل واحد منهم لديه غرفة مجهزة بوسائل اتصال متقدمة، ولكن الذي شدّني في الفيلم، أن ثلاثتهم كانوا يتظاهرون أن مهمتهم تقتصر على دراسة حياة النمل في الفضاء، حيث يمتلك كل واحد منهم كيساً صغيراً فيه مجموعة من النمل! 

تخيلوا، رحلة تكلّف دولتهم أكثر من 20،000،000 دولار تطلقها لأجل أن يدرسوا حياة النمل في الفضاء! ما الحاجة إلى ذلك؟!

إن الجواب على هذه الأسئلة يسير وميسّر.

فهذه الوكالات في الحقيقة، أسّست لأغراض سياسية وخدمات تخدم البشر حقيقة.

فأما سياسياً، فهي تستخدمها لأغراض عسكرية.

وأما في الخدمات العامة، فهم يستخدمونها لبعث أقمار صناعية، تفيدهم في سهولة الاتصال، وبثّ إشارات التلفزة والراديو ونحو ذلك.

وأما الفائدة العلمية، فهم يعلمون أنه ليس هناك فائدة يرجونها من دراسة أبعاد وأحجام وكتل وكثافة وأعمار الأجرام السماوية، هذه بالنسبة لهم أمر ثانوي، لأنهم يعلمون أن هذا القسم من العلوم، يصنّف على أنه من فضول العلم، الذي لا يضرّك إن جهلته ولا ينفعك إن علمته، ولكنهم لا يمانعون أن تبعث معهم الجامعات علماء متخصصين في علوم الفضاء، كون الرحلات سوف تنطلق في مهماتها الأساسية، بهم أو بدونهم.

ولم يفُت الحكومات أن تستغل هذه النقطة أيضاً، فرحّبت بالبعثات العلمية، وعملت على دعمها بقدرٍ ما، ليسجل لهم في التاريخ أنهم وصلوا القمر أو المريخ أو وصلوا كويكباً أو مذنباً، وسوف تبقى أعمالهم هذه مخلدة في التاريخ ما بقي التاريخ! ولكن إن لم يحصل هذا في الواقع، فلا بد أن يسجل التاريخ أن هذا قد حصل، وعلى العلماء أن يتعاونوا معهم على ذلك راغبين أو راغمين! لتوهم الحكومات شعوبها أنهم ليسوا دون غيرهم، ويوهموا الأجيال القادمة أنهم أمة عظيمة، لم يستطع من جاء بعدهم أن يصنع صنيعهم.

والله أعلم وأحكم.

الأربعاء، 21 فبراير 2024

هيئة الكون وحركته بناء على الأدلة الشرعية و الأدلة العلميّة

بيّنت فيما سبق بطلان فرضية الانفجار الكبير.
كما بيّنت بطلان فرضية علماء الكونيات في تصورهم لماهية المجرات، وأنه لا يوجد مجرات ولا عناقيد مجريّة، وبطلان ادعائهم دورانها حول مركزها.
ثم ذكرت إقرار ستيفن هوكينغ، بأن نظرية مركزية الشمس لم تثبت بطلان نظرية مركزية الأرض، وأن كلا التصورين صحيح ومقبول.
ثم بيّنت الأدلة الرصديّة - التي أقرّ بها علماء الكونيات - الدالة على مركزيّة الأرض.
ثم بينت بطلان الأدلة التي ساقها الفلكيون لإثبات دوران الأرض حول الشمس.
الأدلة الرصدية الدالة على مركزية الأرض.
وأن حسابات علماء الكونيات لأبعاد وأحجام القمر والشمس والنجوم والكواكب كلها قائمة على الظن والتخمين.
وقد أخبرنا ربنا تبارك وتعالى الذي خلق هذا الكون وشيّده، وأشرف عليه، وأخبرنا رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، المًخبِر عن الله تعالى، والمؤيد بالوحي، من الآيات والأحاديث، ما يجعلنا قادرين على تخيّل هيئة الكون وحركته.
فأقول مستعيناً بالله وحده.
أن الأرض هي مركز الكون، وهي أكبر الأجرام الكونيّة إطلاقاً، وأن القمر والشمس يدوران حولها، والقمر أقرب إلى الأرض من الشمس، والشمس أكبر من حجم القمر في الحقيقة، ومقارب لها في الظاهر.
وأن الزهرة وعطارد كوكبان يدوران حول الشمس، ويلي الشمس في البعد عن الأرض كوكب المريخ، وله كوكب واحد تابع له، ويدور حوله، ويليه المشتري، وله أربعة كواكب تابعة له، وتدور حوله، ويليه زحل، وله خمسة كواكب تابعة له، وتدور حوله. 
ومن وراء ذلك باقي النجوم، وهذه النجوم تظهر وكأنها تدور معاً، ولذلك تسمى: النجوم الثوابت.
فالقمر يدور حول الأرض يومياً، من الشرق إلى الغرب، وله حركة تراجعية، من الغرب إلى الشرق كل شهر.
سبب ظهور الأنالما القمرية لا يخرج عن حالين:
الأول: أن سرعة القمر في حركته التراجعية غير مستقرة، فهو يسرع أحيانا ويبطئ أحياناً أخرى.
الثاني: أن فلك القمر في دورانه الشهري حول الأرض غير متساوي، فهو يضيق أحيانا ويتوسّع أحياناً أخرى.
والشمس تدور حول الأرض يومياً، وله حركة تراجعية من الغرب إلى الشرق كل سنة شمسية. 
سبب ظهور الأنالما الشمسية لا يخرج عن حالين:
الأول: أن سرعة الشمس في حركته التراجعية غير مستقرة، فهي تسرع أحيانا وتبطئ أحياناً أخرى.
الثاني: أن فلك الشمس في دورانها السنوي حول الأرض غير متساوي، فهو يضيق أحيانا ويتوسّع أحياناً أخرى.
والشمس أسرع من القمر، لذلك تسبق القمر مباشرة في أول الشهر، وتدركه من الناحية الأخرى مباشرة أخر الشهر.
المريخ والمشتري وزحل تدور حول الأرض يومياً، من الشرق إلى الغرب، ولها حركات تراجعية، تقع في عدة أيام فقط، بحيث تبدو هذه الكواكب وكأنها ترجع إلى الخلف ثم تعود تتقدم إلى الإمام، وهذه الحركات مجهولة السبب، ويقول بطليموس أن لهذه الكواكب دوائر أسماها دوائر الأفلاك تدور حولها.
ودوائر الأفلاك شبيهة بالدوران حول مركز الكتلة، الذي افترضه علماء الفلك المتأخرون، للكواكب الخمسة، بل افترضوها أيضاً للأرض والشمس والقمر، لتعليل بعض الظواهر المحيّرة.
وسرعات هذه الكواكب مختلفة، لذلك تختلف مشارقها ومغاربها.
حركة الزهرة وعطارد التراجعية تحدث بفعل دورانها حول الشمس.
النجوم الثوابت - ومنها الأبراج - تدور حول الأرض دورة كاملة يومياً، من الشرق إلى الغرب، وفي الظاهر تبدو وكأنها تدور بسرعة واحدة، وتدور حول الأرض مرة كل سنة، من الشرق إلى الغرب أيضاً، أي مع اتجاه دورانها اليومي، ولكن عدد أيام السنة بحساب الأبراج، وهي التي تدعى السنة الشمسية، أكثر من عدد أيام السنة التي تحسب بالايام القمرية، فعدد ايام السنة الشمسية 365 يوم، والقمرية 354 يوم، ولذلك تتقدم السنة الشمسية على السنة القمرية 11 يوم كل سنة، فتنتهي السنة القمرية، قبل انتهاء السنة الشمسية بـ 11 يوم، مما يتسبب في تغيّر المواسم والفصول في الأيام والشهور القمرية، وبعد مرور 33 سنة يكون الفارق بين السنة الشمسية والسنة القمرية 358 يوم. 
أي أن الأبراج لها حركة تقدمية كل 32 سنة شمسية و 360 يوم.
ومثال ذلك: لو حان عيد الفطر في منتصف الصيف، فهو لن يحين مرة أخرى في منتصف فصل الصيف، إلا بعد 32 سنة و 360 يوماً، حيث يأتي في نفس اليوم الميلادي الذي جاء به قبل مرور 32 سنة و360 يوم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم النحر 10 / 12 (ذو الحجة) / 10 هـ الموافق: 7 / 3 (مارس) / 632 م.
"إِنَّ الزَّمانُ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَةِ يَومَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرْضَ؛ السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثَةٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بيْنَ جُمادَى وشَعْبانَ" .. الحديث. رواه البخاري وغيره.
وهذا يعني أن الفلك بدأ الاستدارة، في اليوم الثاني من نجم سعد السعود، أي في ثاني يوم من أيام الربيع.
أو أن الفلك بدأ الاستدارة في أول أيام الربيع، في أول يوم من نجم سعد السعود، ولكن النبي لم يخبر عن ذلك إلا ثاني يومٍ منه.
الأرض والشمس والقمر والنجوم جميعها محاطة بالسماء الدنيا، وهي بناء صلب، له أبواب، الله أعلم بهيئتها وسعتها، وظاهر السماء الدنيا هي أرض من يعمرها من الملائكة، يليها السماء الثانية، ولها أبواب، وهي أرض من يعمرها من الملائكة، ثم السماء الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة، وعلى السماء السابعة شجرة سدر عظيمة، هي سدرة المنتهى، ثم بحر يعوم في الفضاء لا يعلم حدّه إلا الله عز وجل، وفوق البحر عرش الله، والله عز وجل فوق العرش، وعلى العرش دار عظيمة، والفحص وهو الموضع الذي تقف عليه الملائكة عندما يريدون أن يتحدثوا مع الله تعالى، قدام العرش.
وبين الأرض والسماء الدنيا، وبين كل سماء وسماء، وبين السماء السابعة والبحر العظيم، فضاء الله أعلم بطوله، وأما ما ورد أن بينها 500 عام، فلا يصح، والذي يظهر لي أن البعد بين السماء والأرض وبين كل سماء، وبين السماء والبحر العظيم، أقرب من ذلك بكثير، إذ تبعد السماء الدنيا عن الأرض بعداً لا يمنع شياطين الجن من الوصول إليها، واستراق السمع منها، كما يفيد ذلك، أن السماء ليست سميكة جداً، بل سميكة بقدر لا يمنع الشياطين من سماع الملائكة وهم يتحدثون بينهم، وبين كل سماء وسماء، مثل ما بين السماء الدنيا والأرض.
والله وحده أعلم وأحكم. 
x
x

الأحد، 18 فبراير 2024

الغربيون يصادقون على فرضيات أسلافهم الفلاسفة ويعطنها الصبغة العلمية

ما لا يعلمه كثيرٌ من الناس أن الغرب يجتهدون في تقليد اسلافهم الرومان في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعِلميّة أيضاً.

ففي السياسة: تجد نظام الحكم الغربي المعاصر هو بعينه نظام الحكم الروماني القديم: مجلس شيوخ ورئيس وزراء ذو صلاحيات محدودة وملكية دستورية

وكذلك تجد نظام الحكم الغربي المعاصر يسمح بأن يتولى منصب رئاسة الوزراء - والذي يقابل الملكية الدستورية في الناظم الروماني القديم - مواطن من اصول غير أوروبية وهو عينه النظام المتبع في رومانيا القديمة حيث كانوا يسمحون أن يتولى منصب الحكم في رومانيا مواطنون من أوصل غير رومانية

وفي الاقتصاد، نجد النظام الاقتصادي الغربي المعاصر، رأسمالي، وهو عينه النظام الاقتصادي الروماني القديم.

وفي الحياة الاجتماعية، نجد النظام الغربي المعاصر، أشبه بحياة البهائم منه إلى حياة البشر، حيث لا يوجد محرمات، وتنتشر بيوت الدعارة وحانات الخمر.

وأما علميّاً، فإن جميع العلوم الكونيّة والطبيعية التي صدرها الغربيّون المعاصرون قد أسّس لها ونظّر لها فلاسفة الرومان القدماء بدءاً بماهية المجرات ودورانها حول نفسها ومركزية الشمس، وانتهاء بنظرية التطور.

فكل ما أحدثه الغربيّون بعد لك من دراسات وتنظيرات وحسابات هو لدعم هذه الفرضيات الرومانية القديمة وبناء سينارويوا خاص بها فقط.

وهنا إضافة: وهو أنهم أيضا اطلقوا أسماء آلهة الإغريق على الكواكب التي اكتشفوها فاسموا اورانس ونبتون وهي أسماء آلهة إغريقية واطلقوا ابولو على أول مركبة حاولوا الصعود إلى القمر بها وهو اسم إله إغريقي فالقوم يجتهدون في تقليد اسلافهم الرومان والغريب أنهم لم يقولوا بأن هذا تخلف ورجعية!

الرد على صاحب قناة باختصار في ما ذكره عن حساب أعمار الأحافير

صاحب قناة باختصار السيد باسل يقول بأن علماء الأحافير عندما يريدون قياس عمر كائن يستخدمون خمس طرق - بينها في قناته - دفعة واحدة وكل النتائج تخرج متوافقة!

والحقيقة أن هذا لا يقع فهم يستخدمون إحدى الطرق الخمسة وليس كلها. فمثلا آردي استخدموا طريقة واحدة وهي فحص نسبة اليورنيوم بداخل الصخور التي عثر عليها بجانب الأحفورة ولم تستخدم طريقة أخرى للتاكد من صحة النتيجة.

كما ان الصخور البركانية ليست موجودة بجانب كل أحفورة لحساب  لقياس مجالها المغناطيسي فكلام باسل غير صحيح.

فعلماء الأحياء يبدؤون أولا بمحاولة فحص عناصر الكربون فإن لم يستطيعوا استخدموا الطريقة الثانية فإن لم يستطيعوا استخدموا الطريقة الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة وهذا كل شيء لا أنهم يستخدمون الطرق الخمسة مرة واحدة ثم تأتي نتائج جميع الفحوصات متفقة!

هل تتعارض نظرية الأرض الكروية مع حقيقة أن الله تعالى عال على خلقه فوق سماواته؟

هل تتعارض نظرية الأرض الكروية مع حقيقة أن الله تعالى عال على خلقه فوق سماواته بائن من خلقه منفصل عنهم؟ وكيف يكون الله تعالى عال على جميع خلقه وخلقه على أرض كروية؟!

الجواب: لا تتعارض نظرية الأرض الكروية مع حقيقة علو الله تعالى على خلقه وهم يعيشون على أرض كروية، لأن الله تعالى على كل شيء قدير، كما وصف نفسه في كتابه.

وقد أخبرنا ربنا عز وجل ونبينا محمد (ص) أن الله تعالى يكون بني المصلّي وبين قبلته، وفي نفس الوقت هو نازل في السماء الدنيا عند من عندهم الوقت ثلث الليل الأخر، وفي نفس الوقت هو فوق عرشه فوق سائر مخلوقاته عند باقي خلقه

وهذا دليل كاف على أن الله تعالى قادر على أن يتواجد في أماكن شتى في وقت واحد، غير حالٍّ في حلقه ولا متحدٍ معهم. 

فإذا علمنا ذلك، وعلمنا أن جهة العلو على أرض كروية هي جهة نسبيّة، إذ كل ما علا فوق سطح الكرة فهو علو، وأسفلها هو مركزها.

علمنا أن الله تعالى متواجد في جهة العلو، من أي مكان كنت على ظهر الأرض، حتى لو أنك جئت بستة أشخاص، ووزعتهم على الجهات الست الرئيسية، وانطلق كل واحد منهم إلى جهة العلو من قِبَلِه، حتى يخترقوا السماوات السبع، لوجد كل واحد منهم الله تعالى أمامهم مستو على عرشه.

ولا يستطيع إنكار هذه القدرة الإلهية، إلا مكذب بالسنّة، ومدعٍ أن الله ليس على كل شيء قدير، فهذا وحاله عليه أن يراجع إسلامه.

هل الأرض كروية أم مسطحة؟

هذه مسألة كثر الخلاف حولها مؤخراً، ولقد كنت من المتابعين لحجج الفريقين، وردود بعضهم على بعض، عدة سنين.

والحق يقال: أن المنافسة بين الفريقين كانت قويّة، فكم من ظاهرة احتج بها الكرويون على أنها لا تقع إلا على أرض كروية، واثبت المسطحون أنها تقع على أرض مسطحة، وكم من ظاهرة احتج بها المسطحون على أنها لا تقع إلا على أرض مسطحة، وأثبت الكرويون أنها تقع على أرض كروية.

إلا أن الكرويون تقدموا على المسطحين بثلاث حجج، لم يستطع المسطحون معها صبرا، وهي:

أولها: تفسير ظاهرة الكسوف والخسوف، بحيث أنه يمكن تفسير وقوعها تفسيراً بيّناً على أرض كروية، ولا يمكن تفسير ظاهرة الكسوف والخسوف على أرض مسطحة.

وثانيها: شروق الشمس على القطب الجنوبي باستمرار في فصل الصيف، دون غروب، وهذا يدل على كروية الأرض، فلو كانت الأرض مسطحة، لكان الليل ياتي على القطب الجنوبي باستمرار.

وثالثها: وجود المحور النجمي الجنوبي، مما يدل على كروية الأرض، فلو كانت الأرض مسطحة، لم يكن ليكون هناك سوى محور نجمي واحد، يقبع في الشمال.

وبهذا نعلم، أن الراجح في هيئة الأرض، أنها كروية.

هل الأرض ثابتة أم تدور؟

اختلف أهل الهيئة حول دوران الأرض حول نفسها وثباتها.

فاستدل القائلون بدوران الأرض حول نفسها بعدة ظواهر وهي:

الظاهرة الأولى: وقوع الأشياء المتحركة تحت تأثير كوريوليس، وهي ظاهرة قام باكتشافها غوستاف كوريوليس، وهو عالم رياضيات فرنسي، وتطلق على التشوه الظاهري في حركة الأجسام، عندما ينظر إليها - عندما ترصد - من إطار مرجعي دوراني.

ويتمثل ذلك فيما يلي:

أولاً: حركة بندول فوكو، وفوكو الذي يسمّى البندول باسمه، هو عالم فيزياء فرنسي، واسمه: ليون فوكو. 

والتجربة التي قام بها فوكو في أواسط القرن التاسع عشر كانت عبارة عن تعليق ثقل قدره 28 كجم بسلك طوله 67 متراً إلى قبة كنيسة بانتيون Panthéon في باريس مشكلاً بذلك رقاصا عملاقاً، وعند تحريك الرقاص وُجد أن مستوى اهتزازه كان يدور باتجاه عقارب الساعة بمقدار 11° كل ساعة، متمماً بذلك دورة كاملة كل 32.7 ساعة، فافترض الفيزيائيون، أنهم لو قاموا بوضع الرقاص عند القطب الشمالي، فإنه سيتم دورة كاملة كل 24 ساعة تقريباً، وهو زمن دوران الأرض حول نفسها، لكن زمن إتمام دورة الرقاص سيزداد كلما ابتعدنا عن القطب واقتربنا من خط الاستواء، حيث يصبح ما لانهاية عند خط الاستواء، ومن الجدير بالذكر أيضاً أن اتجاه دوران الرقاص هو اتجاه دوران عقارب الساعة إذا ما كان الرقاص في النصف الشمالي للكرة الأرضية، لكن اتجاه الدوران يصبح عكس اتجاه دوران عقارب الساعة إذا ما كان الرقاص في النصف الجنوبي للكرة الأرضية.

وثانيا: دوران الرياح والسحب باتجاه عقارب الساعة في شمال الكرة الأرضية، وعكسها في جنوب الكرة الأرضية، وهذا بفعل الزخم الزاوي الذي تحدثه الأرض عند دورانها حول نفسها.

وثالثا: انسكاب الماء بشكل لولبي في المغاسل والمراحيض، باتجاه عقارب الساعة في شمال الكرة الأرضية، وبعكسها في جنوب الكرة الأرضية، وهذا بفعل الزخم الزاوي الذي تحدثه الأرض عند دورانها حول نفسها.

ورابعاً: عندما تطلق عياراً نارياً أو قذيفة في اتجاه لوح معدني، فسوف تجد أن الطلقة انحرفت يميناً في شمال الكرة الأرضية، ويساراً في جنوب الكرة الأرضية.

قلت: الرماة لا يأخذون تأثير كوريوليس في الحسبان، مما يدل على بطلان الاحتجاج بهذه الحجة.

وخامساً: اختلاف سرعات الحزمتين الضوئيتين في جهاز الجيروسكوب الليزري الحلقي، الذي يعمل على تحديد الاتجاهات في السفن والطائرات.

وهذه الظواهر، لا يصح إرجاع السبب في حدوثها إلى ظاهرة كوريوليس، لعدة أسباب:

أولها: أن ادعاء العلماء أن الظواهر السابقة تقع بسبب وقوعها تحت تأثير كوريوليس، كان عندما ظنّ العلماء أن حركة التيار تقع في نصفي الكرة الأرضية باتجاه واحد، بحيث يتجه التيار في الجزء الشمالي مع عقارب الساعة، بينما يتجه التيار في الجزء الجنوبي عكس عقارب الساعة.

ولكن العلماء اكتشفوا أن هذا الرصد خاطئ، وأن التيارات في نصفي الكرة الأرضية لها ثلاث حركات، ففي الجزء الشمالي، هناك تيارات تتجه باتجاه عقارب الساعة، وتيار يسير عكس عقارب الساعة، بينما في الجزء الجنوبي من الأرض، هناك تيارات تسير عكس عقارب الساعة، وتيّار يسير باتجاه عقارب الساعة.

مما يعني أن اتجاه التيار، لا علاقة له بتأثير كوريوليس، وبالتالي لا علاقة له بدوران الأرض حول نفسها، لو كانت حقاً تدور، وبالتالي، هذه الظواهر، ليست حجة في دوران الأرض حول نفسها.

وثانيها: أن هذا التأثير، لا وجود له في الحقيقة، فالدخان يتصاعد من فوهة البراكين في يوم صحو لا رياح فيه، إلى الأعلى، ولو كانت الأرض تدور، لانحرف دخان البراكين عكس اتجاه دوران الأرض، بفعل تأثير كوريوليس. وكذلك الطيارون، عندما يسافرون من مدينة في شمال الأرض، إلى مدينة في جنوبها، أو العكس، وقد تستمر رحلاتهم إلى ساعات طويلة، ومع ذلك لا يأخذون بتأثير كوريوليس في الحسبان، ولا يحتاجون إلى تصحيح مسار طيارتهم كل مدة زمنية، مما يدل على عدم وجود هذا التأثير، كما أن الرماة، لا يأخذون في الحسبان دوران الأرض حول نفسها عند الرمي، بل يراعون قوة الرياح واتجاهها فقط، لذلك فانحراف الطلقات إنما يقع بفعل الرياح، أو بفعل الرامي، حيث أنه لا يتقن إصابة الهدف.

ومما يدل على ذلك، أن الأجسام الدوارة تطلق تأثيرين، وهما: تأثير كوريوليس، وتأثير اتفوش، فأما تأثير كوريوليس، فيكون في أضعف حالاته إذا كان ملامساً للجسم الدوار، ويزداد تأثيره كل ما ارتفع عن الجسم الدوار، بينما تأثير اتفوش، يكون في أقوى حالاته عندما يكون ملامساً للجسم الدوار، ويضعف كل ما ارتفع عن الجسم الدوار، ولكن الملاحظ، أن الأمور في الأرض تسير على العكس تماماً، فكل ما قرب الجسم من الأرض - حسب ادعاء من يقول بدوران الأرض حول نفسها - كل ما كان تأثره بتأثير كوريوليس أقوى، وكل ما ابتعد الجسم عن الأرض، كل ما كان تأثره بتأثير اتفوش أقوى، ولذلك نجد من يقول بدوران الأرض حول نفسها، ينسب بعض الظواهر التي تقع بالقرب من سطح الأرض إلى تأثير كوريوليس، بينما ينسب تحرك الأقمار الصناعية المخصّصة للبث التلفزيوني، مع اتجاه دوران الأرض - حسب اعتقاد من يقول بدوران الأرض حول نفسها - إلى ظاهرة اتفوش، وهذا غير مقبول فيزيائياً، في حال دوران الأرض حول نفسها، بينما مقبول بنسبة كبيرة جداً إذا نسبت هذه التأثيرات إلى الموج السماوي، فالموج السماوي - حسب ادعاء من يقول بثبات الأرض - يسير في اتجاه دوران الأرض - عند من يدعي أن الأرض تدور حول نفسها - وتأثير الموج السماوي يشتد على الأجسام كل ما ارتفعت عن الأرض، مما يتطلب وضع محركات في الأقمار الصناعية، لدفعها بسرعة تتناسب مع سرعة الموج السماوي، عكس الموج السماوي، ليلغي تاثير الموج السماوي على الأقمار، فتبقى مستقرة في مكانها.

والظاهرة الثانية: اختلاف أوزان الأجسام عند وزنها أثناء السفر على طائرة، شرقاً أو غرباً، بحيث عندما تزن جسم وأنت على متن طائرة تسافر باتجاه دوران الأرض، تجده أكبر بنسبة 0.01 جرام من وزنه عندما تسافر عكس اتجاه دوران الأرض.

حيث يعتقدون بأن الجسم الموزون، عندما يوزن على متن طائرة تطير باتجاه دوران الأرض، فإنه يتعرض لقوتي طرد مركزي، الأولى ناجمة عن الأرض بفعل دورانها حول نفسها، والأخرى ناجمة عن الطيّارة، مما يجعل وزن الجسم يخفّ أكثر. وأما إذا كانت الطيارة تطير عكس دوران الأرض، فإن الجسم يتعرّض لقوة طرد مركزي واحدة، وبالتالي وزنه يكون أثقل!

والجواب على ذلك: أن الجسم سوف يتعرض لقوتي الطرد المركزي، سواء كانت الطيارة تطير مع أو ضد دوران الأرض في حالة دوران الأرض، من الأرض ومن الطيارة، وبالتالي كان من المفترض أن يكون الوزن ثابتاً، أما وقد اختلف الوزن، فهناك مؤثِّر أخر، ويعتقد بأنه الموج السماوي، الصادر من الشمس والقمر والنجوم، لأن الموج السماوي يعمل كالرياح، فالرياح تجعل من الأشياء أخف مما هي عليه في الحقيقة، فكذلك الموج السماوي، فنظراً لان تأثيره على الأرض ضعيف، فبالتالي تأثيره على الأوزان يكون ضعيفاً.

والأمر الاخر: أنه بناء على فرضيات القائلين بدوران الأرض حول نفسها، فالأصل، أن الطيارة لا تتأثر بقوة الطرد المركزية للأرض، لاعتقادهم بأن الطائرات تقع تحت تأثير جاذبية الأرض، والتي تجعل من الطائرات وكأنها تطير على أرض ثابتة وغير متحركة، وادعائهم أن الأجسام تتأثر بقوة الطرد المركزي الأرضيّة، يناقض قولهم أعلاه، ويجعله قولاً متناقضاً.

وقد استدل القائلون بدوران الأرض حول نفسها بقوله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)) [النمل].

فقالوا: لا يمكن أن نقول أن الجبال حقا تتحرك من مكانها، فهي مثبتة، وهي أوتاد للأرض، فدل هذا على أن المراد بذلك أن الجبال تدور مع الأرض عندما تدور حول نفسها.

فأجابهم القائلون بثبات الأرض: أن حركة الجبال إنما يراد بها يوم القيامة، وبهذا قال مفسرو القرآن، واستدلوا على ذلك، بأن ما قبل الآية وما بعدها إنما كان يحكي أهوال يوم القيامة، واستدلوا بقوله تعالى: (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)) [التكوير].

فأجابهم القائلون بدوران الأرض: بأن هذا التأويل لا يستقيم مع هذه الآية، ولا ما ورد قبلها من آيات، ولا ما جاء بعدها من آيات، فالآيات من سورة النمل قبل هذه الآية وبعدها، كانت تتنوع بين الأمر بالتدبر في مخلوقات الله تعالى في الدنيا، وبين ذكر شيء من أهوال يوم القيامة، فتأتي آية فيها الأمر بالتدبر في مخلوقات الله، ثم بعدها آية في ذكر شيء من أهوال يوم القيامة، وهكذا. ثم إن الآية، إنما وردت لأخذ العظة والعِبرة، بالتدبر في بديع صنع الله تعالى في الجبال، للاستدلال بذلك على عظمة خالقها، وما يقتضي ذلك من التواضع له، والرجوع إليه، واتباع أوامره واجناب نواهيه، وهذا لا يكون إلا في الدنيا، وأما في الأخرة، فأي عظة وعبرة سوف يستفيدها العباد بعد أن انقضى كل شيء، وأي عظة وعبرة بعد أن شاهد الغيب كلّه، الذي هو أعظم من خلق الجبال وتسييرها! 

وأما قوله تعالى: (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)) [التكوير]. فلا شك أن الجبال سوف تسيّر يوم القيامة بعد أن تحول إلى كثيب مهيل، وتنسف، ولا يرى الناس يوم القيامة سوى سرابها، ولكن ها التسيير لن يراه الناس، لانه يقع بعد موت المخلوقات جميعاً، وقبل البعث، فأي عظة وعبرة سوف يستفيدها العبد عندئذ!

 واستدل القائلون بثبات الأرض بعدة ظواهر:

الظاهرة الأولى: الثبات الملحوظ للأرض، واستقرار الأشياء عليها، بشكل يقطع بثباتها واستقرارها.

والظاهرة الثانية: أن الطيارات والهيلوكوبترات لا تتأثر بدوران الأرض المزعوم حول نفسها، بل إن من المسلمات في الملاحة الجويّة أنك تطير على أرض ثابتة، ولذلك فإن الرحلات الجويّة المتجهة من الشرق إلى الغرب والعكس، لا تتفاوت في الزمن.

فمثلاً: الرحلة الجوية المتجهة من الرياض إلى الطائف تستغرق ساعة وخمس وثلاثين دقيقة، وكذلك الرحلة المتجهة من الطائف إلى الرياض تستغرق نفس المدة، مما يعني أن الطائرات لا تتأثر بدوران الأرض المزعوم حول نفسها، ولو كانت الأرض تدور حول نفسها، لوجب أن يحدث تغيير واضح في الزمن.

كما أن الرحلات من الشمال إلى الجنوب، أو العكس، لا يؤثر على حركة الطيران، ولا يحتاج الطيارون إلى تعديل مسار طائراتهم، بناء على تأثير كوريوليس.

والظاهرة الثالثة: أنك تجد أن دخان المصانع والقطارات البخارية والبراكين في جو هادئ خال من الرياح، تصعد إلى الأعلى بهدوء، وفي خطٍّ مستقيم، كما أن الطيارين والرماة لا يأخذون تأثير كوريوليس في حسبانهم، والغريب، أن ظاهرة كوريوليس لا تؤثر على الأدخنة أو الطيارات أو طلقات الرماة، بأي شكل من أشكال التأثير، سواء دوران الأرض حول نفسها أو حركة الموج السماوي، وهذا إن دل، فإنما يدل على ثبات الأرض واستقرارها.

وقد رد القائلون بحركة الأرض حول نفسها: بأن سبب ثبات الأرض واستقرارها، إنما يرجع لسببين: عِظَم الأرض وكبر حجمها، وأن سرعة دورانها ثابتة.

والجواب على ذلك: إن عظم حجم الأرض، كان يجب أن يكون سبباً في ملاحظة سرعة دورانها وليس العكس. فأنت لو وضعت كرة قدم ووضعتها في جهاز يجعلها تدور حول نفسها خلال 24 ساعة، فإنك سوف تجد حركتها بطيئة جداً، وهذا يرجع إلى حجمها الصغير بالنسبة لحجمنا، ولكن لو وضعت كرة أكبر حجماً، فإنك سوف تلاحظ أن سرعة دوران الكرة حول نفسها سوف يكون أسرع، وهكذا، كل ما زدت في حجم الكرة، كل ما كانت ملاحظتك للازدياد في سرعتها أكبر، ولذلك أنت تقف على أرض، يزعمون أنها تسير بسرعة تقدر بـ 1670 كم/ ساعة عند خط الاستواء، مما يجعل عدم شعورك بهذه الحركة أو تأثرك بها مستحيلاً، ولكن في علم الكونيات لا يوجد مستحيلات!

ومثال ذلك، لو وضعناك على رأس عقرب ساعة طوله 6371 كم، وكان يلزم هذا العقرب، أن يقطع مسافة 1670 كم في ساعة واحدة، فهل كنت سوف تستشعر هذه الحركة أم لا؟ والجواب: سوف تستشعر هذه الحركة ولا بدّ، وأما إذا لم تستشعرها، فإما أن تكون فاقد للشعور، أو أن العقرب لا يتحرك أساساً. بل إن من الجنون أن تعتقد أنك سوف تعيش حياة هادئة ومستقرة وطبيعية على رأس عقرب يسير بك 1670 كم في الساعة!

والأمر الأخر: ان ادعائكم بأن سرعة دورانها ثابتة غير صحيح، فحسب ادعاءاتكم أن سرعة الأرض ليست ثابتة، فهي تقلل من سرعة دورانها أحياناً وتزيد من سرعتها أحياناً، ثم ادعائكم أنها أثناء دورانها المزعوم حول الشمس - والذي بينا فساده من قبل - لا تسير بسرعة ثابتة، بل تزيد من سرعتها أحياناً وتقلل من سرعتها أحياناً أخرى، وهنا نقول يجب وجوباً أن نستشعر هذه الحركة، وأما إذا لم نستشعر شيئاً فهذا دليل على أن الأرض ثابتة لا تتحرك.

واستدل القائلون بثبات الأرض أيضاً، بحديث أبي ذر الغفاري عندما قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس، فقال: يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر} لها ذلك تقدير العزيز العليم.

فقوله: "أين تذهب" دليل على أن الشمس هي التي تذهب، وهذا يعني جريانها وحركتها، فلو كانت الأرض هي التي تدور، لم يقل للشمس بأنها تذهب. فتبين بذلك أن الأرض ثابتة.

فأجاب القائلون بدوران الأرض: أن هذا الحديث له تأويل يتوافق مع دوران الأرض، فنسبة الذهاب والمجيء للشمس في القرآن والسنة، إنما هي على ما جرت عليه العرب، من نسبة الحركة إلى ظاهر الشيء، بغض النظر عما إذا كانت حركته على الظاهر أم لا، كما تقول العرب: طال الظل، وقصُر الظِل، مع أن طول الظل وقصره إنما هو حركة الشمس وزاوية ميلانها، فالعرب تنسب الحركة الظاهرية للشيء، وإن لم تكن في الحقيقة حركةً له، والقرآن والسنة، إنما نزلت بلغة العرب وأساليبها في الخِطاب.

وسجود الشمس تحت العرش، لا يمكن لأحد أن يدرك حقيقته أو كيفيته، فسجود البشر، هو انحناء أعضائهم، ووضع جباههم على الأرض، ولكن سجود الشمس مغاير في حقيقته وكيفيته لسجود البشر، وبهذا نعلم، أنه حتى ذهابها وسجودها تحت العرش هو من المسائل التي لا يمكن للبشر إدراك حقيقتها أو كيفيتها.

وبناء على ذلك، فإن المراد بذهابها في الحديث، أي: عندما تدور الأرض حول نفسها حتى يختفي قرص الشمس خلف أفقها، كما أننا نقول طال الظِل وقصُر الظِل، مع أن طول الظل أو قصره إنما هو حركة الشمس وزاوية ميلانها، وأن لها وقت معيّن، إذا حان سجدت سجوداً يليق بها، سجوداً لا ندرك حقيقته ولا كيفيّته، والأرض مستمرة في دورانها حول نفسها، والشمس مستمرة في دورانها السنوي حول الأرض.

تخبط الفلكيين في وجود تزيح في أبعاد النجوم

المعلومات الفلكية هي سلسلة من الافتراضات التي لا تنتهي ولن تنتهي لعل أخرها بالنسبة لي قولهم أن نجوم مجرة درب التبانة ومجرات المجموعة الواحدة لا تتباعد عن بعضها بل الذي يتباعد هي المجموعات المجرية حيث تتباعد عن بعضها! تخبط عجيب وهذا نتيجة اجتهادهم في ترقيع نظرياتهم حول نشأةالكون وهيئته وحركته.

فبناء على فرضية الانفجار كان يجب أن تكون جميع الأجرام لا تزال مستمرة في الاندفاع والتمدد وبالتالي كان يجب أن يكون هناك تباعد وتوسع بين الأجرام القريبة والبعيدة معاً يقول السيد موشيه في كتابه علم الفلك دليل للتعلم الذاتي وهو يتحدث عن تزيح النجوم وابتعادها عن بعضها البعض، ما نصه:

لكن افتراضهم أن المجرات تدور حول نفسها أوقعهم في معضلة وهي: كيف لحركة النجوم والكواكب في المجرة، أن تكون متساوية، في ظل دورانها المزعوم حول نفسها!  

وهذا اكتشفوه بناء على رصدهم لنجوم المجرة المزعومة، والحقيقة أنهم لم يرصدوا سوى النجوم المبعثرة في الكون، ولكن لأنها قريبة من السديم الذي يفترضون أنه يعبّر عن مركز المجرة، ظنوا أن النجوم المبعثرة حوله، هي نجوم تلك المجرة، فلما راوا تموضع النجوم حول مركز المجرة المزعومة، متساوي، أوقعهم في حيرة رصدية، إذ كان يجب أن يكون هناك اختلاف في تموضع النجوم بناء على بعدها أو قربها من مركز المجرة المزعومة.

وهنا وقعوا في معضلة وهي إما أن يلغوا الجاذبية أو يبحثوا عن حلّ أخر، وفي بيئة تقوم معلوماتها أساسا على الافتراضات فقد افترضوا وجود المادة المظلمة وزعموا أنها مثل الجيلاتين إذا غمست فيه شيئاً بقي ذاك الشيء مستقرا في المكان الذي وضعته فيه.

بمعنى أن المادة المظلمة مع الجاذبية تساعد على الحفاظ على كواكب المجرة من التباعد عن بعضها البعض، وبالتالي نجد أنه أثناء الرصد تكون إضاءة نجوم المجرة متساوية في جميع نواحيها في الوسط وعند الأطراف! 

أضف إلى ذلك، ما تم رصده من تصادم بعض المجرات، فحتى يتفادوا هذه المعضلة، زعموا أن تصادم المجرات واقع بسبب اختلاف كتلتها، فالمجرة الأخف كتلة، تلحق بالمجرة الأكبر كتلة، وهذا تعليل باطل، لأنه إن كان تصادم المجرات واقع بسبب اختلاف كتلتها، فكان يجب أن ترصد جميع التصادمات للمجرات المرصودة، في اتجاه واحد، ولكن الأرصاد، بيّنت أن التصادمات الواقعة بين المجرات، تحدث في اتجاهات مختلفة، مما يبطل القول، بان هذا التصادمات، ناتج عن اندفاع الأجرام السماوية بسبب الانفجار الكبير، الذي لم يقع إلا في مخيلاتهم.

ولكن مهلاً ماذا عن تباعد النجوم بفعل توسع الكون، وكيف تتصادم المجرات في ظل هذا التوسع؟!

هنا لا بد من فرضية ترقيعية جديدة فألغوا فرضياتهم السابقة عن تباعد الأجرام بسبب توسّع الكون وحصروه فقط بين ما يسمونه المجموعات المجريّة فهم لا يستطيعون إلغاء تباعد الأجرام بالكلية وإلا أضحت فرضية الانفجار هامة اليوم أو غدٍ!

ولكن السؤال الذي نطرحه عليهم: أوليس المجموعات المجرية هي الأخرى خاضعة لقوى الجذب ومنغمسة في جيلاتين المادة المظلمة، فكيف تستمر في التباعد! يقولون: الجاذبية بين المجموعات ضعيفة! حسنا وأين المادة المظلمة لا تقوم بدورها كمكبس يمنع الأجرام من التباعد عن بعضها، لماذا تجاهلتموه؟!

ما هذه الفرضيات المتناقضة والتخبطات التي لا تنتهي! أولستم تزعمون أنكم رصدتم تباعد النجوم عن بعضها واستطعتم أن تحسبوا سرعة تباعدها وتسارعها في التباعد! فأين هذا كله، لقد أضحى كله كلام في كلام! وأخذتم تعتذرون أن المجرات التي رصدت متزيحة للون الأحمر إنما هي مجرات مجموعات أخرى، وأنتم تعلمون أنكم كاذبون، فالتزيح إلى اللون الأحمر، يرصد حتى للمجموعات النجمية القريبة، وقد أكتشفها العالم الفلكي هالتون آرب.

فأين هي أرصاد هالتون آرب التي فضحت القصة وطردتموه من عمله كي لا يفضحكم وأثبت بالرصد أن تزيح المجرات والأجرام إلى اللون الأحمر لا يعني أنها تبتعد ومستمرة في التباعد! أين هذا كله؟!

نعم ألم أذكر لكم ايه المتابعون أن المجموعات أو العناقيد المجرية مجرد افتراض لشيء لا يعلمون ما هو! "انظروا الصورة المرفقة"مافي الصورة هو كل ما رأوه ورصدوه، ولك أن تضع لهذه الصورة أي افتراض ولكن خارج ساحات الهبد الخنفشارية.


أولم أخبركم أن الادعاء بأن المجرات عبارة عن نجوم وكواكب مجتمعة هي الأخرى مجرد فرضية وإلا فهي في الحقيقة مجرد سدم وغبار كوني وأن المستعرات العظمى هالة ضوئية لا يدرون ماهي وإنما يفترضون أنها نجم أو كوكب منفجر! 

علم كله ظنون في ظنون.