هذه مسألة كثر الخلاف حولها مؤخراً، ولقد كنت من المتابعين لحجج الفريقين، وردود بعضهم على بعض، عدة سنين.
والحق يقال: أن المنافسة بين الفريقين كانت قويّة، فكم من ظاهرة احتج بها الكرويون على أنها لا تقع إلا على أرض كروية، واثبت المسطحون أنها تقع على أرض مسطحة، وكم من ظاهرة احتج بها المسطحون على أنها لا تقع إلا على أرض مسطحة، وأثبت الكرويون أنها تقع على أرض كروية.
إلا أن الكرويون تقدموا على المسطحين بثلاث حجج، لم يستطع المسطحون معها صبرا، وهي:
أولها: تفسير ظاهرة الكسوف والخسوف، بحيث أنه يمكن تفسير وقوعها تفسيراً بيّناً على أرض كروية، ولا يمكن تفسير ظاهرة الكسوف والخسوف على أرض مسطحة.
وثانيها: شروق الشمس على القطب الجنوبي باستمرار في فصل الصيف، دون غروب، وهذا يدل على كروية الأرض، فلو كانت الأرض مسطحة، لكان الليل ياتي على القطب الجنوبي باستمرار.
وثالثها: وجود المحور النجمي الجنوبي، مما يدل على كروية الأرض، فلو كانت الأرض مسطحة، لم يكن ليكون هناك سوى محور نجمي واحد، يقبع في الشمال.
وبهذا نعلم، أن الراجح في هيئة الأرض، أنها كروية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق