الأحد، 18 فبراير 2024

هل الأرض ثابتة أم تدور؟

اختلف أهل الهيئة حول دوران الأرض حول نفسها وثباتها.

فاستدل القائلون بدوران الأرض حول نفسها بعدة ظواهر وهي:

الظاهرة الأولى: وقوع الأشياء المتحركة تحت تأثير كوريوليس، وهي ظاهرة قام باكتشافها غوستاف كوريوليس، وهو عالم رياضيات فرنسي، وتطلق على التشوه الظاهري في حركة الأجسام، عندما ينظر إليها - عندما ترصد - من إطار مرجعي دوراني.

ويتمثل ذلك فيما يلي:

أولاً: حركة بندول فوكو، وفوكو الذي يسمّى البندول باسمه، هو عالم فيزياء فرنسي، واسمه: ليون فوكو. 

والتجربة التي قام بها فوكو في أواسط القرن التاسع عشر كانت عبارة عن تعليق ثقل قدره 28 كجم بسلك طوله 67 متراً إلى قبة كنيسة بانتيون Panthéon في باريس مشكلاً بذلك رقاصا عملاقاً، وعند تحريك الرقاص وُجد أن مستوى اهتزازه كان يدور باتجاه عقارب الساعة بمقدار 11° كل ساعة، متمماً بذلك دورة كاملة كل 32.7 ساعة، فافترض الفيزيائيون، أنهم لو قاموا بوضع الرقاص عند القطب الشمالي، فإنه سيتم دورة كاملة كل 24 ساعة تقريباً، وهو زمن دوران الأرض حول نفسها، لكن زمن إتمام دورة الرقاص سيزداد كلما ابتعدنا عن القطب واقتربنا من خط الاستواء، حيث يصبح ما لانهاية عند خط الاستواء، ومن الجدير بالذكر أيضاً أن اتجاه دوران الرقاص هو اتجاه دوران عقارب الساعة إذا ما كان الرقاص في النصف الشمالي للكرة الأرضية، لكن اتجاه الدوران يصبح عكس اتجاه دوران عقارب الساعة إذا ما كان الرقاص في النصف الجنوبي للكرة الأرضية.

وثانيا: دوران الرياح والسحب باتجاه عقارب الساعة في شمال الكرة الأرضية، وعكسها في جنوب الكرة الأرضية، وهذا بفعل الزخم الزاوي الذي تحدثه الأرض عند دورانها حول نفسها.

وثالثا: انسكاب الماء بشكل لولبي في المغاسل والمراحيض، باتجاه عقارب الساعة في شمال الكرة الأرضية، وبعكسها في جنوب الكرة الأرضية، وهذا بفعل الزخم الزاوي الذي تحدثه الأرض عند دورانها حول نفسها.

ورابعاً: عندما تطلق عياراً نارياً أو قذيفة في اتجاه لوح معدني، فسوف تجد أن الطلقة انحرفت يميناً في شمال الكرة الأرضية، ويساراً في جنوب الكرة الأرضية.

قلت: الرماة لا يأخذون تأثير كوريوليس في الحسبان، مما يدل على بطلان الاحتجاج بهذه الحجة.

وخامساً: اختلاف سرعات الحزمتين الضوئيتين في جهاز الجيروسكوب الليزري الحلقي، الذي يعمل على تحديد الاتجاهات في السفن والطائرات.

وهذه الظواهر، لا يصح إرجاع السبب في حدوثها إلى ظاهرة كوريوليس، لعدة أسباب:

أولها: أن ادعاء العلماء أن الظواهر السابقة تقع بسبب وقوعها تحت تأثير كوريوليس، كان عندما ظنّ العلماء أن حركة التيار تقع في نصفي الكرة الأرضية باتجاه واحد، بحيث يتجه التيار في الجزء الشمالي مع عقارب الساعة، بينما يتجه التيار في الجزء الجنوبي عكس عقارب الساعة.

ولكن العلماء اكتشفوا أن هذا الرصد خاطئ، وأن التيارات في نصفي الكرة الأرضية لها ثلاث حركات، ففي الجزء الشمالي، هناك تيارات تتجه باتجاه عقارب الساعة، وتيار يسير عكس عقارب الساعة، بينما في الجزء الجنوبي من الأرض، هناك تيارات تسير عكس عقارب الساعة، وتيّار يسير باتجاه عقارب الساعة.

مما يعني أن اتجاه التيار، لا علاقة له بتأثير كوريوليس، وبالتالي لا علاقة له بدوران الأرض حول نفسها، لو كانت حقاً تدور، وبالتالي، هذه الظواهر، ليست حجة في دوران الأرض حول نفسها.

وثانيها: أن هذا التأثير، لا وجود له في الحقيقة، فالدخان يتصاعد من فوهة البراكين في يوم صحو لا رياح فيه، إلى الأعلى، ولو كانت الأرض تدور، لانحرف دخان البراكين عكس اتجاه دوران الأرض، بفعل تأثير كوريوليس. وكذلك الطيارون، عندما يسافرون من مدينة في شمال الأرض، إلى مدينة في جنوبها، أو العكس، وقد تستمر رحلاتهم إلى ساعات طويلة، ومع ذلك لا يأخذون بتأثير كوريوليس في الحسبان، ولا يحتاجون إلى تصحيح مسار طيارتهم كل مدة زمنية، مما يدل على عدم وجود هذا التأثير، كما أن الرماة، لا يأخذون في الحسبان دوران الأرض حول نفسها عند الرمي، بل يراعون قوة الرياح واتجاهها فقط، لذلك فانحراف الطلقات إنما يقع بفعل الرياح، أو بفعل الرامي، حيث أنه لا يتقن إصابة الهدف.

ومما يدل على ذلك، أن الأجسام الدوارة تطلق تأثيرين، وهما: تأثير كوريوليس، وتأثير اتفوش، فأما تأثير كوريوليس، فيكون في أضعف حالاته إذا كان ملامساً للجسم الدوار، ويزداد تأثيره كل ما ارتفع عن الجسم الدوار، بينما تأثير اتفوش، يكون في أقوى حالاته عندما يكون ملامساً للجسم الدوار، ويضعف كل ما ارتفع عن الجسم الدوار، ولكن الملاحظ، أن الأمور في الأرض تسير على العكس تماماً، فكل ما قرب الجسم من الأرض - حسب ادعاء من يقول بدوران الأرض حول نفسها - كل ما كان تأثره بتأثير كوريوليس أقوى، وكل ما ابتعد الجسم عن الأرض، كل ما كان تأثره بتأثير اتفوش أقوى، ولذلك نجد من يقول بدوران الأرض حول نفسها، ينسب بعض الظواهر التي تقع بالقرب من سطح الأرض إلى تأثير كوريوليس، بينما ينسب تحرك الأقمار الصناعية المخصّصة للبث التلفزيوني، مع اتجاه دوران الأرض - حسب اعتقاد من يقول بدوران الأرض حول نفسها - إلى ظاهرة اتفوش، وهذا غير مقبول فيزيائياً، في حال دوران الأرض حول نفسها، بينما مقبول بنسبة كبيرة جداً إذا نسبت هذه التأثيرات إلى الموج السماوي، فالموج السماوي - حسب ادعاء من يقول بثبات الأرض - يسير في اتجاه دوران الأرض - عند من يدعي أن الأرض تدور حول نفسها - وتأثير الموج السماوي يشتد على الأجسام كل ما ارتفعت عن الأرض، مما يتطلب وضع محركات في الأقمار الصناعية، لدفعها بسرعة تتناسب مع سرعة الموج السماوي، عكس الموج السماوي، ليلغي تاثير الموج السماوي على الأقمار، فتبقى مستقرة في مكانها.

والظاهرة الثانية: اختلاف أوزان الأجسام عند وزنها أثناء السفر على طائرة، شرقاً أو غرباً، بحيث عندما تزن جسم وأنت على متن طائرة تسافر باتجاه دوران الأرض، تجده أكبر بنسبة 0.01 جرام من وزنه عندما تسافر عكس اتجاه دوران الأرض.

حيث يعتقدون بأن الجسم الموزون، عندما يوزن على متن طائرة تطير باتجاه دوران الأرض، فإنه يتعرض لقوتي طرد مركزي، الأولى ناجمة عن الأرض بفعل دورانها حول نفسها، والأخرى ناجمة عن الطيّارة، مما يجعل وزن الجسم يخفّ أكثر. وأما إذا كانت الطيارة تطير عكس دوران الأرض، فإن الجسم يتعرّض لقوة طرد مركزي واحدة، وبالتالي وزنه يكون أثقل!

والجواب على ذلك: أن الجسم سوف يتعرض لقوتي الطرد المركزي، سواء كانت الطيارة تطير مع أو ضد دوران الأرض في حالة دوران الأرض، من الأرض ومن الطيارة، وبالتالي كان من المفترض أن يكون الوزن ثابتاً، أما وقد اختلف الوزن، فهناك مؤثِّر أخر، ويعتقد بأنه الموج السماوي، الصادر من الشمس والقمر والنجوم، لأن الموج السماوي يعمل كالرياح، فالرياح تجعل من الأشياء أخف مما هي عليه في الحقيقة، فكذلك الموج السماوي، فنظراً لان تأثيره على الأرض ضعيف، فبالتالي تأثيره على الأوزان يكون ضعيفاً.

والأمر الاخر: أنه بناء على فرضيات القائلين بدوران الأرض حول نفسها، فالأصل، أن الطيارة لا تتأثر بقوة الطرد المركزية للأرض، لاعتقادهم بأن الطائرات تقع تحت تأثير جاذبية الأرض، والتي تجعل من الطائرات وكأنها تطير على أرض ثابتة وغير متحركة، وادعائهم أن الأجسام تتأثر بقوة الطرد المركزي الأرضيّة، يناقض قولهم أعلاه، ويجعله قولاً متناقضاً.

وقد استدل القائلون بدوران الأرض حول نفسها بقوله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)) [النمل].

فقالوا: لا يمكن أن نقول أن الجبال حقا تتحرك من مكانها، فهي مثبتة، وهي أوتاد للأرض، فدل هذا على أن المراد بذلك أن الجبال تدور مع الأرض عندما تدور حول نفسها.

فأجابهم القائلون بثبات الأرض: أن حركة الجبال إنما يراد بها يوم القيامة، وبهذا قال مفسرو القرآن، واستدلوا على ذلك، بأن ما قبل الآية وما بعدها إنما كان يحكي أهوال يوم القيامة، واستدلوا بقوله تعالى: (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)) [التكوير].

فأجابهم القائلون بدوران الأرض: بأن هذا التأويل لا يستقيم مع هذه الآية، ولا ما ورد قبلها من آيات، ولا ما جاء بعدها من آيات، فالآيات من سورة النمل قبل هذه الآية وبعدها، كانت تتنوع بين الأمر بالتدبر في مخلوقات الله تعالى في الدنيا، وبين ذكر شيء من أهوال يوم القيامة، فتأتي آية فيها الأمر بالتدبر في مخلوقات الله، ثم بعدها آية في ذكر شيء من أهوال يوم القيامة، وهكذا. ثم إن الآية، إنما وردت لأخذ العظة والعِبرة، بالتدبر في بديع صنع الله تعالى في الجبال، للاستدلال بذلك على عظمة خالقها، وما يقتضي ذلك من التواضع له، والرجوع إليه، واتباع أوامره واجناب نواهيه، وهذا لا يكون إلا في الدنيا، وأما في الأخرة، فأي عظة وعبرة سوف يستفيدها العباد بعد أن انقضى كل شيء، وأي عظة وعبرة بعد أن شاهد الغيب كلّه، الذي هو أعظم من خلق الجبال وتسييرها! 

وأما قوله تعالى: (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)) [التكوير]. فلا شك أن الجبال سوف تسيّر يوم القيامة بعد أن تحول إلى كثيب مهيل، وتنسف، ولا يرى الناس يوم القيامة سوى سرابها، ولكن ها التسيير لن يراه الناس، لانه يقع بعد موت المخلوقات جميعاً، وقبل البعث، فأي عظة وعبرة سوف يستفيدها العبد عندئذ!

 واستدل القائلون بثبات الأرض بعدة ظواهر:

الظاهرة الأولى: الثبات الملحوظ للأرض، واستقرار الأشياء عليها، بشكل يقطع بثباتها واستقرارها.

والظاهرة الثانية: أن الطيارات والهيلوكوبترات لا تتأثر بدوران الأرض المزعوم حول نفسها، بل إن من المسلمات في الملاحة الجويّة أنك تطير على أرض ثابتة، ولذلك فإن الرحلات الجويّة المتجهة من الشرق إلى الغرب والعكس، لا تتفاوت في الزمن.

فمثلاً: الرحلة الجوية المتجهة من الرياض إلى الطائف تستغرق ساعة وخمس وثلاثين دقيقة، وكذلك الرحلة المتجهة من الطائف إلى الرياض تستغرق نفس المدة، مما يعني أن الطائرات لا تتأثر بدوران الأرض المزعوم حول نفسها، ولو كانت الأرض تدور حول نفسها، لوجب أن يحدث تغيير واضح في الزمن.

كما أن الرحلات من الشمال إلى الجنوب، أو العكس، لا يؤثر على حركة الطيران، ولا يحتاج الطيارون إلى تعديل مسار طائراتهم، بناء على تأثير كوريوليس.

والظاهرة الثالثة: أنك تجد أن دخان المصانع والقطارات البخارية والبراكين في جو هادئ خال من الرياح، تصعد إلى الأعلى بهدوء، وفي خطٍّ مستقيم، كما أن الطيارين والرماة لا يأخذون تأثير كوريوليس في حسبانهم، والغريب، أن ظاهرة كوريوليس لا تؤثر على الأدخنة أو الطيارات أو طلقات الرماة، بأي شكل من أشكال التأثير، سواء دوران الأرض حول نفسها أو حركة الموج السماوي، وهذا إن دل، فإنما يدل على ثبات الأرض واستقرارها.

وقد رد القائلون بحركة الأرض حول نفسها: بأن سبب ثبات الأرض واستقرارها، إنما يرجع لسببين: عِظَم الأرض وكبر حجمها، وأن سرعة دورانها ثابتة.

والجواب على ذلك: إن عظم حجم الأرض، كان يجب أن يكون سبباً في ملاحظة سرعة دورانها وليس العكس. فأنت لو وضعت كرة قدم ووضعتها في جهاز يجعلها تدور حول نفسها خلال 24 ساعة، فإنك سوف تجد حركتها بطيئة جداً، وهذا يرجع إلى حجمها الصغير بالنسبة لحجمنا، ولكن لو وضعت كرة أكبر حجماً، فإنك سوف تلاحظ أن سرعة دوران الكرة حول نفسها سوف يكون أسرع، وهكذا، كل ما زدت في حجم الكرة، كل ما كانت ملاحظتك للازدياد في سرعتها أكبر، ولذلك أنت تقف على أرض، يزعمون أنها تسير بسرعة تقدر بـ 1670 كم/ ساعة عند خط الاستواء، مما يجعل عدم شعورك بهذه الحركة أو تأثرك بها مستحيلاً، ولكن في علم الكونيات لا يوجد مستحيلات!

ومثال ذلك، لو وضعناك على رأس عقرب ساعة طوله 6371 كم، وكان يلزم هذا العقرب، أن يقطع مسافة 1670 كم في ساعة واحدة، فهل كنت سوف تستشعر هذه الحركة أم لا؟ والجواب: سوف تستشعر هذه الحركة ولا بدّ، وأما إذا لم تستشعرها، فإما أن تكون فاقد للشعور، أو أن العقرب لا يتحرك أساساً. بل إن من الجنون أن تعتقد أنك سوف تعيش حياة هادئة ومستقرة وطبيعية على رأس عقرب يسير بك 1670 كم في الساعة!

والأمر الأخر: ان ادعائكم بأن سرعة دورانها ثابتة غير صحيح، فحسب ادعاءاتكم أن سرعة الأرض ليست ثابتة، فهي تقلل من سرعة دورانها أحياناً وتزيد من سرعتها أحياناً، ثم ادعائكم أنها أثناء دورانها المزعوم حول الشمس - والذي بينا فساده من قبل - لا تسير بسرعة ثابتة، بل تزيد من سرعتها أحياناً وتقلل من سرعتها أحياناً أخرى، وهنا نقول يجب وجوباً أن نستشعر هذه الحركة، وأما إذا لم نستشعر شيئاً فهذا دليل على أن الأرض ثابتة لا تتحرك.

واستدل القائلون بثبات الأرض أيضاً، بحديث أبي ذر الغفاري عندما قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس، فقال: يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر} لها ذلك تقدير العزيز العليم.

فقوله: "أين تذهب" دليل على أن الشمس هي التي تذهب، وهذا يعني جريانها وحركتها، فلو كانت الأرض هي التي تدور، لم يقل للشمس بأنها تذهب. فتبين بذلك أن الأرض ثابتة.

فأجاب القائلون بدوران الأرض: أن هذا الحديث له تأويل يتوافق مع دوران الأرض، فنسبة الذهاب والمجيء للشمس في القرآن والسنة، إنما هي على ما جرت عليه العرب، من نسبة الحركة إلى ظاهر الشيء، بغض النظر عما إذا كانت حركته على الظاهر أم لا، كما تقول العرب: طال الظل، وقصُر الظِل، مع أن طول الظل وقصره إنما هو حركة الشمس وزاوية ميلانها، فالعرب تنسب الحركة الظاهرية للشيء، وإن لم تكن في الحقيقة حركةً له، والقرآن والسنة، إنما نزلت بلغة العرب وأساليبها في الخِطاب.

وسجود الشمس تحت العرش، لا يمكن لأحد أن يدرك حقيقته أو كيفيته، فسجود البشر، هو انحناء أعضائهم، ووضع جباههم على الأرض، ولكن سجود الشمس مغاير في حقيقته وكيفيته لسجود البشر، وبهذا نعلم، أنه حتى ذهابها وسجودها تحت العرش هو من المسائل التي لا يمكن للبشر إدراك حقيقتها أو كيفيتها.

وبناء على ذلك، فإن المراد بذهابها في الحديث، أي: عندما تدور الأرض حول نفسها حتى يختفي قرص الشمس خلف أفقها، كما أننا نقول طال الظِل وقصُر الظِل، مع أن طول الظل أو قصره إنما هو حركة الشمس وزاوية ميلانها، وأن لها وقت معيّن، إذا حان سجدت سجوداً يليق بها، سجوداً لا ندرك حقيقته ولا كيفيّته، والأرض مستمرة في دورانها حول نفسها، والشمس مستمرة في دورانها السنوي حول الأرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق