بيّنت فيما سبق بطلان فرضية الانفجار الكبير.
كما بيّنت بطلان فرضية علماء الكونيات في تصورهم لماهية المجرات، وأنه لا يوجد مجرات ولا عناقيد مجريّة، وبطلان ادعائهم دورانها حول مركزها.
ثم ذكرت إقرار ستيفن هوكينغ، بأن نظرية مركزية الشمس لم تثبت بطلان نظرية مركزية الأرض، وأن كلا التصورين صحيح ومقبول.
ثم بيّنت الأدلة الرصديّة - التي أقرّ بها علماء الكونيات - الدالة على مركزيّة الأرض.
ثم بينت بطلان الأدلة التي ساقها الفلكيون لإثبات دوران الأرض حول الشمس.
الأدلة الرصدية الدالة على مركزية الأرض.
وأن حسابات علماء الكونيات لأبعاد وأحجام القمر والشمس والنجوم والكواكب كلها قائمة على الظن والتخمين.
وقد أخبرنا ربنا تبارك وتعالى الذي خلق هذا الكون وشيّده، وأشرف عليه، وأخبرنا رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، المًخبِر عن الله تعالى، والمؤيد بالوحي، من الآيات والأحاديث، ما يجعلنا قادرين على تخيّل هيئة الكون وحركته.
فأقول مستعيناً بالله وحده.
أن الأرض هي مركز الكون، وهي أكبر الأجرام الكونيّة إطلاقاً، وأن القمر والشمس يدوران حولها، والقمر أقرب إلى الأرض من الشمس، والشمس أكبر من حجم القمر في الحقيقة، ومقارب لها في الظاهر.
وأن الزهرة وعطارد كوكبان يدوران حول الشمس، ويلي الشمس في البعد عن الأرض كوكب المريخ، وله كوكب واحد تابع له، ويدور حوله، ويليه المشتري، وله أربعة كواكب تابعة له، وتدور حوله، ويليه زحل، وله خمسة كواكب تابعة له، وتدور حوله.
ومن وراء ذلك باقي النجوم، وهذه النجوم تظهر وكأنها تدور معاً، ولذلك تسمى: النجوم الثوابت.
فالقمر يدور حول الأرض يومياً، من الشرق إلى الغرب، وله حركة تراجعية، من الغرب إلى الشرق كل شهر.
سبب ظهور الأنالما القمرية لا يخرج عن حالين:
الأول: أن سرعة القمر في حركته التراجعية غير مستقرة، فهو يسرع أحيانا ويبطئ أحياناً أخرى.
الثاني: أن فلك القمر في دورانه الشهري حول الأرض غير متساوي، فهو يضيق أحيانا ويتوسّع أحياناً أخرى.
والشمس تدور حول الأرض يومياً، وله حركة تراجعية من الغرب إلى الشرق كل سنة شمسية.
سبب ظهور الأنالما الشمسية لا يخرج عن حالين:
الأول: أن سرعة الشمس في حركته التراجعية غير مستقرة، فهي تسرع أحيانا وتبطئ أحياناً أخرى.
الثاني: أن فلك الشمس في دورانها السنوي حول الأرض غير متساوي، فهو يضيق أحيانا ويتوسّع أحياناً أخرى.
والشمس أسرع من القمر، لذلك تسبق القمر مباشرة في أول الشهر، وتدركه من الناحية الأخرى مباشرة أخر الشهر.
المريخ والمشتري وزحل تدور حول الأرض يومياً، من الشرق إلى الغرب، ولها حركات تراجعية، تقع في عدة أيام فقط، بحيث تبدو هذه الكواكب وكأنها ترجع إلى الخلف ثم تعود تتقدم إلى الإمام، وهذه الحركات مجهولة السبب، ويقول بطليموس أن لهذه الكواكب دوائر أسماها دوائر الأفلاك تدور حولها.
ودوائر الأفلاك شبيهة بالدوران حول مركز الكتلة، الذي افترضه علماء الفلك المتأخرون، للكواكب الخمسة، بل افترضوها أيضاً للأرض والشمس والقمر، لتعليل بعض الظواهر المحيّرة.
وسرعات هذه الكواكب مختلفة، لذلك تختلف مشارقها ومغاربها.
حركة الزهرة وعطارد التراجعية تحدث بفعل دورانها حول الشمس.
النجوم الثوابت - ومنها الأبراج - تدور حول الأرض دورة كاملة يومياً، من الشرق إلى الغرب، وفي الظاهر تبدو وكأنها تدور بسرعة واحدة، وتدور حول الأرض مرة كل سنة، من الشرق إلى الغرب أيضاً، أي مع اتجاه دورانها اليومي، ولكن عدد أيام السنة بحساب الأبراج، وهي التي تدعى السنة الشمسية، أكثر من عدد أيام السنة التي تحسب بالايام القمرية، فعدد ايام السنة الشمسية 365 يوم، والقمرية 354 يوم، ولذلك تتقدم السنة الشمسية على السنة القمرية 11 يوم كل سنة، فتنتهي السنة القمرية، قبل انتهاء السنة الشمسية بـ 11 يوم، مما يتسبب في تغيّر المواسم والفصول في الأيام والشهور القمرية، وبعد مرور 33 سنة يكون الفارق بين السنة الشمسية والسنة القمرية 358 يوم.
أي أن الأبراج لها حركة تقدمية كل 32 سنة شمسية و 360 يوم.
ومثال ذلك: لو حان عيد الفطر في منتصف الصيف، فهو لن يحين مرة أخرى في منتصف فصل الصيف، إلا بعد 32 سنة و 360 يوماً، حيث يأتي في نفس اليوم الميلادي الذي جاء به قبل مرور 32 سنة و360 يوم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم النحر 10 / 12 (ذو الحجة) / 10 هـ الموافق: 7 / 3 (مارس) / 632 م.
"إِنَّ الزَّمانُ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَةِ يَومَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرْضَ؛ السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثَةٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بيْنَ جُمادَى وشَعْبانَ" .. الحديث. رواه البخاري وغيره.
وهذا يعني أن الفلك بدأ الاستدارة، في اليوم الثاني من نجم سعد السعود، أي في ثاني يوم من أيام الربيع.
أو أن الفلك بدأ الاستدارة في أول أيام الربيع، في أول يوم من نجم سعد السعود، ولكن النبي لم يخبر عن ذلك إلا ثاني يومٍ منه.
الأرض والشمس والقمر والنجوم جميعها محاطة بالسماء الدنيا، وهي بناء صلب، له أبواب، الله أعلم بهيئتها وسعتها، وظاهر السماء الدنيا هي أرض من يعمرها من الملائكة، يليها السماء الثانية، ولها أبواب، وهي أرض من يعمرها من الملائكة، ثم السماء الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة، وعلى السماء السابعة شجرة سدر عظيمة، هي سدرة المنتهى، ثم بحر يعوم في الفضاء لا يعلم حدّه إلا الله عز وجل، وفوق البحر عرش الله، والله عز وجل فوق العرش، وعلى العرش دار عظيمة، والفحص وهو الموضع الذي تقف عليه الملائكة عندما يريدون أن يتحدثوا مع الله تعالى، قدام العرش.
وبين الأرض والسماء الدنيا، وبين كل سماء وسماء، وبين السماء السابعة والبحر العظيم، فضاء الله أعلم بطوله، وأما ما ورد أن بينها 500 عام، فلا يصح، والذي يظهر لي أن البعد بين السماء والأرض وبين كل سماء، وبين السماء والبحر العظيم، أقرب من ذلك بكثير، إذ تبعد السماء الدنيا عن الأرض بعداً لا يمنع شياطين الجن من الوصول إليها، واستراق السمع منها، كما يفيد ذلك، أن السماء ليست سميكة جداً، بل سميكة بقدر لا يمنع الشياطين من سماع الملائكة وهم يتحدثون بينهم، وبين كل سماء وسماء، مثل ما بين السماء الدنيا والأرض.
والله وحده أعلم وأحكم.
x
x
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق