لعل سائلاً يقول: إذا كانت حسابات الفلكيين لأبعاد الكواكب خاطئة، فكيف صحّ تقديرهم للمدة التي سوف يصل فيها مسبار الأمل الإماراتي إلى المريخ، مع أنه قائم على سرعة المسبار والبعد الذي قدّروه لكوكب المريخ.
والجواب على ذلك، من خلال بعض العمليات الحسابية، والتي من خلالها يستطيع القارئ أن يحكم على مدى صحة ادعاء الفلكيين معرفتهم للمدة التي سوف يصل فيها مسبار الأمل الإماراتي لكوكب المريخ.
فمسبار الأمل - حسب ما هو معلن - يسير بسرعة 105,564كم/ساعة - إلى 120,000 كم/ساعة.
ومتوسط بعد كوكب المريخ عن الأرض أثناء إطلاق المسبار، هو: 493,500,000 كم.
وقد أطلق المسبار في 20 يوليو 2020م. ووصل إلى مدار المريخ في 9 فبراير 2021م. أي: أنه قطع المسافة في خلال 204 يوماً أرضياً.
فإذا ضربنا 105,564 في 24 ساعة، ثم ضربنا الناتج في 204 يوماً أرضياً، فسوف يكون الناتج: 516,841,344 كم. وهذا الناتج قريب جداً، من تقدير علماء الفلك لبعد المريخ عن الأرض لحظة أطلاق مسبار الأمل.
إذا تقدير مدة وصول المسبار إلى المريخ، قائم على حساب بعد المريخ عن الأرض لحظة اطلاق مسبار الأمل، ولكن ما لم ينتبه له الكثيرون، أن كوكب المريخ ليس ثابتاً، بل حسب تقدير علماء الفلك، فإن المريخ يسير في مداره المزعوم حول الشمس، بسرعة: 86,677.2 كم/ساعة. وهذا يعني أن نسبة الفرق بين سرعة المريخ في مداره وسرعة المسبار تعادل 72.2% أي أن المسافة بين المريخ والأرض التي انطلق منها المسبار سوف تزيد مع مرور الوقت لتصل إلى 373,159,450.3 كم. وبالتالي يكون إجمالي بعد المريخ عن الأرض من لحظة اطلاق المسبار تساوي: 890,000,794.3 كم، أي ضعف المسافة المقدّر بين الأرض والمريخ تقريباً.
بمعنى أن المدة التي يجب على المسبار أن يقطعها، ينبغي أن تكون أكبر من 204 يوماً أرضياً، وبما أن سرعة المسبار تفوق سرعة المريخ، بنسبة 20% تقريباً، فيجب أن تزيد الأيام التي يجب على المسبار أن يقطعها بنسبة 50% على أقل تقدير، أي قرابة: 100 يوم أرضي، فيكون مجموع الأيام التي يجب أن يصل فيها المسبار إلى المريخ هو: 300 يوم أرضي.
وأنا هنا لا استطيع تفسير ذلك، إلا أن الوكالات الفضائية، تلاعبت في تصريحاتها!
بمعنى أن المسافة بين الأرض والمريخ أقرب بكثير مما هو معلن، وأن المسبار قد وصل حقاً إلى مداره حول المريخ قبل المدة المقررة بزمن طويل، يتناسب مع سرهة المسبار وبعد المريخ الحقيقي، ولكن تم إيهام المتابعين أن المسبار لا يزال يسير إلى الهدف، حتى جاء اليوم الذي قرّروه كموعدٍ لوصوله، فتم الإعلان عن ذلك.
وهذا بالنسبة لي، له سببان:
الأول: أنهم يريدون بذلك، إيهام الناس بصحة حساباتهم الفلكية لأبعاد الأجرام الكونيّة، فهم لا يريدون أن يخطئوا أنفسهم أمام العالم.
والثاني: أن تحديد يوم وصول المسبار إلى المريخ كان مطلباً إماراتياً، ليتوافق ذلك مع احتفالات الإمارات بيوبيلها الذهبي لمرور 50 عامًا على إعلان اتحاد الإمارات.
وهذا أيضاً يجب على تساؤل من يقول: كيف تكون حسابات الفلكيين لبعد القمر خاطئة، وهم يقدرون المدة التي سوف تصل إليه مسابيرهم، وتكون صحيحة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق