الأحد، 18 فبراير 2024

ما سبب الأبعاد الهائلة للنجوم والكواكب؟

يستخدم الفلكيون في قياس المسافات عدة وحدات، حسب تقديرهم لأبعاد الأجرام السماوية.

وهم عادة يرغبون في سماع أو رؤية الأرقام التي تتوافق مع فرضياتهم وظنونهم، فعند حسابهم لبعد الكواكب السبعة، فهم يرغبون أن يكون الرقم الناتج من حساباتهم الرياضية، أكبر من البعد الذي افترضوه للشمس عن الأرض، وإذا افترضوا أن نجماً يتبع مجرة درب التبانة، فيرغبون أن يكون الرقم الناتج عن عملياتهم الحسابية أكبر من بعد الشمس والكواكب السبعة. وإذا افترضوا أن نجماً يقع في مجرة أخرى، فيرغبون أن يكون الرقم الناتج من حساباتهم الرياضية أكبر، من بعد النجوم التي يفترضون أنها تابعة لمجرة درب التبانة، وإذا لم يكن بالإمكان أن تكون الحقيقة في صفّهم، فهنا يجب أن تخضع الحقيقة لرغباتهم.

لذلك ابتدعوا الوحدات الحسابية، وقاموا بتقدير قيمة هذه الوحدات، بشكل يجعل النتائج دائماً متوافقة مع افتراضاتهم.

فأي قيمة عددية مستخلصة من عملياتهم الهندسية أو أجهزتهم الرصدية، يقومون بضربه في الوحدة التي يريدون اخضاعه لها، ثم يدخلونه في معادلاتهم، لينتج لهم الرقم الذي يرتضونه. 

فأول وحدة قياس يستخدمونها، هي: الوحدة الفلكية، وقد قدروها بأنها تساوي متوسط المسافة بين الأرض والشمس، والتي قدروها بـ 150,000,000 كم.

وهذه الوحدة يستخدمونها في تقدير ناتج حساباتهم لأبعاد الكواكب الخمس السيّارة، وهي: المريخ والمشتري وزحل، والكواكب التي زعموا اكتشافها مؤخراً وهي: نبتون وبلوتو. وكذلك عطارد والزهرة عندما تكون في أبعد نقطة لها عن الأرض، أي: عندما تكون وراء الشمس.

ولكن ناتج حساباتهم لأبعاد النجوم الأبعد من هذه الكواكب السبعة، يكون أدنى من توقعاتهم بكثير، بل إن بعضها يكون بعده بناء على حسابها بالوحدة الفلكية قريب من بعد الشمس، وهذا بالنسبة لهم محال، لذلك استبدلوها بوحدة قياس أخرى، وهي السنة الضوئيّة، وهي المدة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة، وتقدّر بـ 10,000,000,000,000 كم. وهو رقم كبير جداً، ولا شك أن أي عملية حسابية يكون تقديرها قائم على هذا الرقم، سوف يكون أكبر من العملية الحسابية التي سوق تقوم على الوحدة الفلكية، بغض النظر، عما إذا كان هذا البعد حقيقياً، أو أنه لا يوجد إلا في حسابات الفلكيين!

وإذا ما قاموا بحساب بعد نجم مجرة أخرى، بالسنة الضوئية، فقد يكون الناتج أدنى من توقعاتهم بكثير، فقد يكون مساو أو أقل من بعد نجم يفترضون أنه داخل مجرة درب التبانة، وهذا بالنسبة لهم محال، لذلك أرادوا البحث عن وحدة يكون ناتج العمليات الحسابية من خلالها أكبر من ناتج العمليات الحسابية التي تجرى للنجوم والكواكب التي تقع في مجرة درب التبانة، وهنا وقع اختيارهم على الفرسخ الفلكي، وقد قدروه بـ: 31,000,000,000,000 كم، ولا شك أن أي عملية حسابية يكون تقديرها قائم على هذا الرقم، سوف يكون أكب رمن العملية الحسابية التي تقوم على السنة الضوئية، بغض النظر، عما إذا كان هذا البعد حقيقياً، أو أنه لا يوجد إلا في حسابات الفلكيين!

جميع هذه الوحدات اختيرت بعناية، ليكون ناتج الحسابات متوافق مع حساباتهم لبعد الشمس، ومتوافقاً مع نظرياتهم، حول ما هيّة المجرّات.

فإذا علمنا أن حسابهم لبعد الشمس حساب ظنّي، ولا يمكن الوثوق به، وأن ادعائهم أن المجرات عبارة عن نجوم وكواكب متكتلة، بعضها بعيد عن بعض، ومتمايز بعضها من بعض، وأن المجرات ليست سوى سحب غبارية كونية، وأنها متداخلة مع نجوم الساء، وأن كثير منها أقرب من النجوم التي يزعم الفلكيون أنها أقرب من تلك المجرات، وأن نجوم السماء مبعثرة في هذا الكون بنسب متساوية، لا يجمعها جامع ولا يضمها ضامّ، علمنا أن جميع حساباتهم القائمة على هذه الوحدات، حسابات ظنيّة باطلة، وليس لها قيمة عند التحقيق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق